وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بالذكرى الـ 60 لثورة الـ 14 من أكتوبر، عن التهاني لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والشعب اليمني وأبطال القوات المسلحة والأمن وكل رفاق السلاح وشركاء الموقف الوطني، بهذه المناسبة الوطنية.

وأشار إلى أن الذكرى الـ60 لهذه الثورة المجيدة تمثل اليوم المعيار الأدق والأعمق في تجلية الحقائق، وترسيخ عملية الفرز الصارم بين الحق والباطل، وإنضاج الوعي الوطني العام بحقائق الصراع القائم.

وقال" إن هذه الذكرى تأبى اليوم إلا أن تنصب الفارق بحجم ردفان وعطان بين من أهدروا شرف الـ14 من أكتوبر وتسابقوا للارتماء مجدداً في أحضان العدوان والاحتلال الأجنبي، وبين من تنادوا للسلاح وشمروا عن السواعد ذوداً عن حياض الوطن وعن قداسة هذا اليوم الخالد".

وأضاف" وفي الوقت الذي نؤكد حرصنا على السلام فيما بيننا وبين تحالف العدوان، فإننا نعبر عن بالغ استيائنا تجاه المماطلة والتمنع عن الانخراط في إجراءات بناء الثقة، ونعتبر الاستمرار في الحصار ليس فقط مؤشر عدم جدية وإنما نعتبره تصعيداً وعملاً إجرامياً مستفزاً وهذا لاشك يعطينا كامل الحق في الرد المناسب والمماثل ما لم نلمس تجاوبا سريعا".

ودعا كل من تورطوا في التناقض مع مبادئ وأدبيات هذه الثورة إلى مراجعة أنفسهم وتصحيح مواقفهم وأخذ العبرة ممن سبقوهم إلى نفس المواقف واستحضار ذلك المصير المخزي لكل من ساعد الغزاة ضد بلده وعزل نفسه عن وجدان شعبه.

وبارك فخامة الرئيس، للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية عملية "طوفان الأقصى" التي مرّغت أنف العدو الصهيوني في الوحل وقدمته على حقيقته ككيان هش وآيل للسقوط.

وقال" إن هذه العملية المباركة مثلت عنوان تحول، وبداية تاريخ، ولن يتعافى العدو بعدها على الإطلاق، بل ستبقى هذه العملية تملأه بالرعب الأبدي وتدفعه شيئاً فشيئاً نحو استيفاء أسباب التلاشي والزوال وما تصرفاته وممارساته الإجرامية التي تلت هذه العملية وماتزال مستمرة حتى الآن إلا دليلاً قاطعاً على أنه يسير في طريق الزوال الحتمي".

وأكد الرئيس المشاط، أن ما يقوم به العدو الصهيوني ضد المدنيين في غزة بلغ ذروة الإرهاب والهمجية، وهي جرائم ضد الإنسانية ولن ينجو من تبعاتها أبداً بل سترتد عليه وبالا في القريب العاجل.

وأدان بشدة الموقف الأمريكي والغربي عموماً الداعم للكيان الصهيوني .. وقال" لقد سقطتم سقوطاً ذريعاً ومدوياً، وغمرتم أنفسكم وشعوبكم بالعار الأبدي، ومهما فعلتم لن يكون في مقدوركم أن تعيدوا لإسرائيل كرامتها المبعثرة، ولن يكون في مقدور أحد بعد كل هذا الإجرام أن يسير معكم في مشاريع التطبيع، وعما قريب ستكتشفون أنكم أحييتم القضية الفلسطينية من حيث أردتم تصفيتها، وأنكم ساهمتم في تعجيل هزيمة إسرائيل من حيث ظننتم إنقاذها وتأجيل هزيمتها".

وعبر فخامة الرئيس عن الأسف لما تعيشه الأنظمة العربية من وهن وضعف إزاء من ضربت عليهم الذلة والمسكنة .. داعياً الأنظمة العربية إلى تبني مواقف مشرفة لنصرة الأقصى الشريف وإغاثة أهل غزة ودعمهم بالمال والرجال والسلاح، وتسهيل وصول المساعدات.

وأضاف الرئيس المشاط "أشد على أيدي الشعب الفلسطيني الصبر والمصابرة واستعمال حقه الكامل والمشروع في الرد والدفاع عن النفس".

فيما يلي نص الخطاب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأرضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين وبعد:

بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية، أبارك لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته بمناسبة الذكرى الستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد، كما أتقدم بخالص التهاني للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وهي موصولة كذلك لأبطال القوات المسلحة والأمن، وكل رفاق السلاح والجهاد، وجميع شركاء الموقف الوطني من أحزاب، ونخب وعلماء ومشايخ وأعيان وأفراد، وكل الشرفاء والأحرار في كل مسارات العمل الرسمي والشعبي، وفي جميع ميادين المعركة التحررية الشاملة.

أيها الإخوة والأخوات:

في هذه الذكرى الخالدة نستذكر بكل فخر واعتزاز تضحيات أباة الضيم من آبائنا الكرام، الذين رفضوا وصاية الخارج وهيمنة الأجنبي، وقاوموا بكل بسالة وثبات صلف المستعمر البريطاني البغيض، وكل مرتزقته الرخاصة في ستينات القرن المنصرم، وعانوا وصبروا وصابروا حتى انتصروا لحرية وإرادة شعبهم، واستقلال وسيادة بلدهم، تماما كما هو حالكم اليوم بما تجترحونه من نضالات وتضحيات منذ تسع سنين، على ذات الطريق، وفي سبيل ذات المبادئ، في مشهد يصل بين الأجداد والأحفاد، ويربط بين القديم والحديث في كل شيء (الشرف بالشرف، والخيانة بالخيانة، والاحتلال بالاحتلال).

ولذلك، فإن الذكرى الستين لهذه الثورة المجيدة تمثل اليوم المعيار الأدق والأعمق في تجلية الحقائق، وترسيخ عملية الفرز الصارم بين الحق والباطل، وإنضاج الوعي الوطني العام بحقائق الصراع القائم.

إن هذه الذكرى المباركة تأبى اليوم إلا أن تنصب الفارق بحجم ردفان وعطان بين من أهدروا شرف الرابع عشر من أكتوبر وتسابقوا للارتماء مجددا في أحضان العدوان والاحتلال الأجنبي، وبين من تنادوا للسلاح وشمروا عن السواعد ذودا عن حياض الوطن وعن قداسة هذا اليوم الخالد.

أيها الشعب اليمني العظيم

أيها الأعزاء إخوة وأخوات:

إنه لشرف عظيم أن تجدوا أنفسكم اليوم في حالة انسجام تام مع ثورة الرابع عشر من أكتوبر، التي دحرت الغازي والدخيل والمرتزق العميل في ستينات القرن المنصرم، وهذا الانسجام إنما هو دليل قاطع على أحقية موقفكم، وعدالة قضيتكم، وذلك بعكس خصومكم الذين يقفون اليوم على النقيض تماما من كل معاني ومقتضيات هذه الثورة الخالدة، ولذلك ستظل ثورة الرابع عشر من أكتوبر تمنح كل المناهضين لتحالف العدوان والاحتلال شهادة الوارث الشرعي لهذا اليوم الأغر بكل مجده ومكاسبه.

ويكفيكم دليلا على ذلك أن بنادق الرابع عشر من أكتوبر - التي دحرت الاستعمار البريطاني - لا يمكن لأحد أن يراها اليوم إلا في أياديكم أنتم - يا أبناء الحادي والعشرين من سبتمبر - باعتباركم الامتداد الطبيعي للشخصية اليمنية الأصيلة، التي حمت اليمن، وانتصرت لحريته واستقلاله عبر مختلف العصور، وفي كل مراحل التاريخ الطويل.

أيها الأخوة والأخوات:

وفي الوقت الذي يقلدكم الرابع عشر من أكتوبر كل هذه الأوسمة، وكل هذا المجد والفخار، فإنه يصبغ بالعار والخزي كل تلك الوجوه التي تعمل اليوم كأدوات رخيصة لدى دول العدوان والاحتلال، ولذلك لا يطيقون هذا اليوم، ولو كان في مقدورهم شطبه لشطبوه، لأنه يعريهم ويفضحهم كمرتزقة آثروا الارتزاق والسقوط في وحل الخيانة على حساب كرامة بلدهم وكبرياء شعبهم.

وأما الغزاة والطامعون الجدد، فإن ذكرى الرابع عشر من أكتوبر تبدد أحلامهم المريضة، وتهبط عليهم في كل عام كصاعقة من السماء؛ لكونها تذكرهم بحتمية الرحيل والمغادرة.

وفي كل الأحوال، فإن من المهم جدا في هذه الذكرى المجيدة أن تنبري الأقلام الحرة والشريفة لتجلية المزيد من الحقائق المغيبة، وتوعية الأجيال بتفاصيلها وسردية أحداثها وإرهاصاتها، وما اكتنزته من معاني الوحدة والاخاء، والمساهمات الرائعة التي تدفقت من كل بيت وأسرة وقرية في اليمن، والعمل على إبراز الكثير والكثير من الدلالات العميقة والملهمة المرتبطة بهذه المناسبة التاريخية، وتوظيف كل ذلك في إذكاء الروح الثورية وصولا إلى إحراز المستوى المطلوب من التوثب والتحرك الكبير والفعال الذي نحن بأمسِّ الحاجة إليه في تحرير البلاد، وطرد المحتل كنوع من إعادة الاعتبار لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد.

أيها الشعب اليمني العظيم:

وفي نهاية هذه الكلمة المقتضبة اسمحوا لي أن أختم بالنقاط التالية:

أولا - أجدد التهاني والتبريكات بالذكرى الستين لقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد، وأدعو وأنصح كل من تورطوا في التناقض مع مبادئ وأدبيات هذه الثورة إلى مراجعة أنفسهم، وتصحيح مواقفهم، وأخذ العبرة ممن سبقوهم إلى نفس المواقف، واستحضار ذلك المصير المخزي لكل من ساعد الغزاة ضد بلده وعزل نفسه عن وجدان شعبه، وهو مصير حتمي لم نعثر في طول التاريخ وعرضه على ما يفيد أنه تخلف بالمطلق.

ثانياً - أبارك لأنفسنا ولأهلنا الكرام في فلسطين وكل أمتنا المسلمة عملية "طوفان الأقصى"، التي مرّغت أنف العدو الصهيوني في الوحل، وقدمته على حقيقته ككيان هش وآيل للسقوط، وأشير إلى أن هذه العملية المباركة قد مثلت عنوان تحول، وبداية تاريخ، ولن يتعافى العدو بعدها على الإطلاق، لا بل ستبقى هذه العملية تملأه بالرعب الأبدي وتدفعه شيئا فشيئا نحو استيفاء أسباب التلاشي والزوال، وما تصرفاته وممارساته الإجرامية والوحشية، التي تلت هذه العملية وما تزال مستمرة حتى الآن، إلا دليلا قاطعا على أنه يسير في طريق الزوال الحتمي.

إن ما يقوم به العدو الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة قد بلغ ذروة الإرهاب والهمجية، وهي جرائم ضد الإنسانية مدانة، ولن ينجو من تبعاتها أبدا بل سترتد عليه وبالا في القريب العاجل -إن شاء الله- وفي هذا السياق لا يفوتنا أن ندين بشدة الموقف الأمريكي والغربي عموما، ونقول لهم: لقد سقطتم سقوطاً ذريعاً ومدوياً، وغمرتم أنفسكم وشعوبكم بالعار الأبدي، ومهما فعلتم لن يكون في مقدوركم أن تعيدوا لإسرائيل كرامتها المبعثرة، ولن يكون في مقدور أحد بعد كل هذا الإجرام أن يسير معكم في مشاريع التطبيع، وعما قريب ستكتشفون أنكم أحييتم القضية الفلسطينية من حيث أردتم تصفيتها، وأنكم ساهمتم في تعجيل هزيمة إسرائيل من حيث ظننتم إنقاذها وتأجيل هزيمتها، وهذا وعد الله الذي لا يخلف الميعاد "ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ".

وفي هذا السياق، ألوم الأنظمة العربية على ما تعيشه من وهن وضعف إزاء من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وأدعوهم إلى مواقف مشرفة لنصرة الأقصى الشريف، وإغاثة أهلنا في غزة، ودعمهم بالمال والرجال والسلاح، وتسهيل وصول المساعدات، وأشد على أيدي الشعب الفلسطيني الصبر والمصابرة، واستعمال حقه الكامل والمشروع في الرد والدفاع عن النفس.

ثالثا - وفي الوقت الذي نؤكد حرصنا على السلام في ما بيننا وبين تحالف العدوان، فإننا نعبر عن بالغ استيائنا تجاه المماطلة والتمنع عن الانخراط في إجراءات بناء الثقة، ونعتبر الاستمرار في الحصار ليس فقط مؤشر عدم جدية وإنما نعتبره تصعيداً وعملاً إجرامياً مستفزاً، وهذا -لا شك- يعطينا كامل الحق في الرد المناسب والمماثل ما لم نلمس تجاوبا سريعا.. والله الموفق.

تحيا الجمهورية اليمنية .. المجد والخلود للشهداء .. الحرية للأسرى .. الشفاء للجرحى .. النصر والعزة والكرامة لليمن وفلسطين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيسبوك

تويتر

وات

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العدوان والاحتلال الرئیس المشاط هذه العملیة هذه الذکرى هذه الثورة هذا الیوم فی الرد یکون فی من حیث بین من

إقرأ أيضاً:

“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد

يمانيون / تحليل خاص

 تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني،  مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.

المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.

 الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.

 الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.

الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.

 الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.

 البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.

 الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.

خاتمة 
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.

مقالات مشابهة

  • مخاوف كبيرة لدى الكيان من تحذيرات الرئيس المشاط للشركات الأجنبية
  • إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر.. ما المزايا التي تقدمها للمواطنين؟
  • “المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
  • الرئيس المشاط يحذر: الشركات المستثمرة في كيان العدو على شفير الخطر.. والمغادرة الفورية ضرورة لا خيار
  • الرئيس المشاط: على جميع الشركات المستثمرة في الكيان أخذ تحذيرنا على محمل الجد
  • الرئيس المشاط: على جميع الشركات المستثمرة في كيان العدو الصهيوني أخذ تحذيرنا على محمل الجد
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • البابا لاون الرابع عشر للكهنة الجدد: كونوا شهودًا صادقين حُرّاسًا لا أسيادًا