الصهيونية العالمية إذ تحتشد في الحرب على غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
عدوان الصهاينة أهدافه الأساسية الأطفال والنساء والمنازل السكنية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والجامعات..
إنه انتقام المهزومين، إنها حرب الصهيونية العالمية بأكملها، تحتشد فيه أمريكا والغرب الكافر والكيان الصهيوني اللقيط وتتواطأ عليها أنظمة النفاق التي تتجند ضد الأمة وشعوبها مع الأعداء وفي سبيل الشيطان.
كيان العدو الصهيوني أعلن مسبقاً بأنه لن يتقيد بالقانون الدولي وأنه سيركز على الأضرار وليس الدقة في التهديف” ولهذا يركز على استهداف البشر والمشافي والنازحين والتجمعات بهدف قتل أكبر عدد من الناس، وهذه تعد جرائم حرب متعمدة.
الكيان الصهيوني أعلن أنه سيحوّل غزة إلى مقبرة وسجن ويمنع دخول الدواء والغذاء وكل شيء ولن يسمح بدخول أو خروج شيء وسيقطع الكهرباء والماء، وأعلن التهجير القسري لأبناء غزة وهددهم بالقصف مالم يخرجوا من بيوتهم إلى حيث يريد لكنه قام بملاحقة النازحين وقام بقصفهم..وتلك جريمة تهجير قسري تعد من الجرائم الموصوفة بالإرهاب والانتهاكات الفظيعة.
كيان العدو الصهيوني يعلن بأن حربه تهدف إلى مسح غزة عن كاملها ويقوم بتدمير الأحياء بكاملها على رؤوس السكان دون هوادة..ويتعمد استهداف الأحياء بقصفها ومسحها عن بكرة أبيها.
الكيان الصهيوني يقصف المستشفيات المكتظة بالمرضى والجرحى والشهداء بالفوسفور والقنابل المحرمة ويعلن ارتكابه لتلك الجرائم في الاعلام دون اعتبار لشيء..وقد هدد مستشفيات أخرى اليوم بالقصف ما لم يتم إخلاؤها وأمهل الممرضين ساعات محدودة وحين لم تغادر قام بقصفها وأعلن عن ذلك.
الكيان الصهيوني يرتكب فظاعات وأهوال ما حصلت في التاريخ، يقصف لإجبار السكان على الخروج من ديارهم وتهجيرهم إلى الأبد.. ومن يخرج يقوم بقصفه في الطرق الآمنة التي يفر عبرها.
شاهدت اليوم وأمس أطفالا رضع قطعت رؤوسهم بالصواريخ الصهيونية وآخرون مزقت أجسادهم قنابل الفوسفور والصواريخ الارتجاجية وآخرون دفنوا تحت الانقاض مع أمهاتهم وذويهم..
أسر كاملة تم مسحها من الوجود ولم يبق منها من يذكر بها، وأحياء مأهولة تم نسفها بالقنابل والصواريخ حتى صارت أثرا بعد عين، أطفال ونساء وعائلات يذبحها العدو الصهيوني في غدة بالجملة والمفرق في كل لحظة يرتكب مذبحة.لا بل وارتكب اليوم ثلاث مذابح خلال ساعة واحدة.
لم يذهب كيان العدو الصهيوني إلى هذه الحرب بمفرده بل بضوء أخضر ودعم مطلق وحاسم وغير محدود من أمريكا، وبمساندة وتأييد الغرب الكافر بأكمله.
الإدارة الأمريكية ترسل السلاح وأرسلت وزيري الدفاع والخارجية ووصلا وقالا إن بلادهما تقف بشكل حاسم إلى جانب الكيان الصهيوني وتدعم حربه على غزة وبايدن لم يعلن دعمه بل وجه نتنياهو بشن حرب تغير شكل ووضع قطاع غزة أي مسحها عن الوجود.
رغم أن الحرب تنتهك كل قواعد ومبادئ القانون الدولي ورغم أنها تشكل جرائم حرب وإبادة يضع لها قانونهم عقوبات، إلا أن أمريكا اسقطت كل تلك القوانين وأباحت للصهاينة كل محرم. ولم تضع أي اعتبار للأعراف ولا للمبادئ التي تحاكم بها الآخرين.
زعماء دول الغرب الكافر احتشدوا مساندين ومؤيدين ونصبوا شرطتهم لمواجهة أي تحرك شعبي في عواصمهم يرفع علم فلسطين ولم تعد المذابح والفظاعات والإبادة الصهيونية في غزة جرائم حرب ولا هي من جرائم الإبادة على غرار ما قالوه عن حرب بوتين في أوكرانيا..بل أسموها دفاعا مشروعا عن النفس!
إنها حرب الصهيونية العالمية يحتشد فيها الكيان الصهيوني وعصاباته المارقة، وأمريكا ودول الغرب الكافر المارق، ولأنها كذلك فإن ما فيها من فظائع وأهوال ومذابح وقتل وفتك وتدمير واجرام وطغيان إنما تكشف الوجه الحقيقي للصهيونية اليهودية ولهمجيتها وتهتك ستاراتها وأقنعتها التي تلّبستها طويلا وتسقط ادعاءاتها بالحقوق والحريات والمبادئ والقيم وتكشف زيف كل ما تقوله وتدعيه..وتظهر الحقيقة الكاملة المتكاملة عن الهمجية والإرهاب حينما يحولها الغرب وأمريكا والصهاينة إلى دفاع عن النفس.
من قتل الأنبياء بغير حق لن يتورع عن قتل أبناء غزة..البذرة الملعونة في القرآن وعلى لسان الأنبياء ستظل ملعونة خبيثة قاتلة ناهبة مجرمة والأمة المثلية أمريكا الشيطان الأكبر راعية اسرائيل ستظل راعية كذلك وسيقول رئيسها الأكاذيب والدجل لتبرير المذابح، ومن المؤسف أن وزير خارجيتها يجول في منطقتنا ويُستقبل كأنه ولي حميم..أما الغرب الكافر فهو مجرد أداة من أدوات الصهيونية القذرة.
والصهيونية إذ تحتشد بهذا الشكل في الحرب على غزة رغم أنها حرب إجرامية ظالمة، نرى تخاذلاً عربياً مؤسفاً بل وتواطؤاً كما فعلت امارات التطبيع والخنا..وهو ما يستدعي مراجعة شاملة للانحرافات التي ضربت الأمة في مبادئها وقيمها وفي مناهجها وجعلت من هؤلاء عملاء لليهود بما فيهم من قبح في الطباع والسلوك والخلق والخليقة..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
كيف أعاد الرئيس السيسي رسم خريطة القوة النارية من الغرب إلى الشرق؟
شهدت شبه القارة الهندية خلال الفترة الماضية تصعيدًا غير مسبوق بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، وسط ضربات عسكرية متبادلة وتهديدات متزايدة تنذر بانزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، وبدأت المواجهة بعد أن أطلقت الهند صواريخ باليستية استهدفت العمق الباكستاني، كان أخطرها ضربة مباشرة لقاعدة عسكرية تقع على بُعد 10 كيلومترات فقط من العاصمة إسلام أباد.
واستهدفت نيودلهي ثلاث قواعد عسكرية أخرى داخل الأراضي الباكستانية، في تصعيد هو الأعنف منذ سنوات، وجاء الرد الباكستاني سريعًا عبر عملية عسكرية أطلقت عليها إسلام أباد اسم "البنيان المرصوص"، أسفرت عن تدمير سبعة مواقع عسكرية هندية وعدد من الأهداف الحيوية، أبرزها منظومة الدفاع الجوي المتطورة S-400، إضافة إلى هجوم سيبراني واسع النطاق عطل نحو 70% من شبكة الكهرباء الهندية، ما تسبب في شلل مؤقت بمناطق عدة.
وفي تطور نوعي، أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية من طراز رافال، ميج-29، وسوخوي، إلى جانب تسع مسيرات إسرائيلية الصنع، في ضربة قاسية لقدرات سلاح الجو الهندي، وبحسب مراقبين، فإن السيناريو الأقرب هو استمرار التصعيد، خاصة في ظل غياب أي تحرك دولي جاد لوقف الحرب، ويتزايد القلق الدولي بعد أن دعا رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، لاجتماع عاجل لهيئة القيادة الوطنية المسؤولة عن إدارة الترسانة النووية في البلاد، في إشارة واضحة إلى احتمالية اللجوء إلى الخيار النووي، خصوصًا إذا قررت الهند الدفع بقواتها البرية لاجتياح الأراضي الباكستانية.
وتفوق السلاح يعد قضية حيوية تساهم في تشكيل التوازنات الدولية والإقليمية فقد أثبت التعاون بين باكستان والصين أنه يمكن أن ينتج عنه نتائج ملموسة كتفوق عسكري وفي المقابل، تسعى مصر تحت قيادة الرئيس السيسي إلى تعزيز قدراتها العسكرية من خلال تنويع مصادر تسليحها وزيادة استثماراتها في القطاع الدفاعي.
ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر عام 2014، شهدت المؤسسة العسكرية نقلة نوعية شاملة لم تعرفها البلاد منذ عقود، أعادت مصر تعريف قوتها العسكرية عبر تحديث وتنوع ترسانتها من السلاح، في مشهد يؤكد عودتها بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية، ليس فقط كقوة دفاعية، بل كرقم صعب في معادلة الأمن في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتُعتبر تعزيز القدرات العسكرية جزءًا أساسيًا من استراتيجية الأمن القومي المصري في ظل المتغيرات الجيوسياسية المعقدة في المنطقة، مع الصعود المستمر للتهديدات الأمنية، سواء من الجماعات المسلحة أو من التوترات بين الدول، أصبح لزامًا على مصر أن تعزز من قدراتها العسكرية لمواجهة هذه التحديات.
التوجه الجديد لمصر في تعزيز قدراتها الدفاعية ليس فقط نتيجة مباشرة للتهديدات، بل هو أيضًا جزء من رؤية تكاملية لأمن إقليمي مستدام، وبمساعدة الحلفاء الاستراتيجيين، تسعى مصر إلى بناء شبكة من التعاون الأمني والدفاعي، مما ساهم في استقرار حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
فبينما كان المراقبون يعتبرون التنوع العسكري ترفًا لا ضرورة له، أدركت القيادة المصرية أن البقاء في منطقة تموج بالصراعات، يتطلب جاهزية تامة واستقلالًا استراتيجيًا في القرار العسكري، فشهدت السنوات الأخيرة تحولات حاسمة في سياسة التسليح، انطلقت من مبدأ "عدم الارتهان لمصدر واحد"، وهو ما عبرت عنه صفقات ضخمة امتدت من الغرب إلى الشرق، ومن السماء إلى أعماق البحار.
ولطالما ارتبطت القوات المسلحة المصرية بالسلاح الأمريكي، خاصة منذ اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما خلق نوعًا من التبعية الاستراتيجية في فترات حساسة، غير أن القيادة الجديدة وضعت نصب عينيها كسر هذه الحلقة، فبدأت رحلة تنويع مصادر السلاح، ما فتح آفاقًا جديدة أمام الجيش المصري للولوج إلى أسواق التسليح العالمية بلا قيود سياسية أو فنية.
ففي عام 2015، وقعت مصر صفقة تاريخية مع فرنسا لشراء 24 طائرة رافال متعددة المهام، لتصبح أول دولة تحصل على هذه الطائرة بعد فرنسا، وهو ما اعتُبر بمثابة شهادة ثقة دولية في قدرات مصر التسليحية والتدريبية، لم تكتف القاهرة بذلك، بل أتبعت الصفقة بشراء حاملة المروحيات ميسترال، وهي أول قطعة بحرية من هذا النوع تدخل الأسطول المصري، ما جعل مصر الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تمتلك حاملة مروحيات هجومية.
وشكل سلاح الجو العمود الفقري للردع المصري، وتوسع تنويعه بشكل كبير خلال العقد الأخير، فإلى جانب الرافال الفرنسية، حصلت مصر على مقاتلات ميغ-29M/M2 الروسية المتطورة، كما عززت ترسانتها من طائرات F-16 الأمريكية، وهو ما وفر مظلة جوية متكاملة تجمع بين القوة والمرونة والتكنولوجيا المتقدمة.
وأصبحت مصر تمتلك إحدى أقوى القوات البحرية في الشرق الأوسط وإفريقيا، بعد صفقات عززت قدراتها بشكل نوعي، فبالإضافة إلى الميسترال، حصلت على فرقاطات فريم وغوويند الفرنسية، وغواصات Type 209 الألمانية، وقطع سريعة من كوريا الجنوبية ولعب هذا التنوع دورًا محوريًا في فرض مصر لنفوذها البحري، خاصة في ظل التوترات في شرق المتوسط والتدخلات الإقليمية في البحر الأحمر.
ولم يكن سلاح المشاة والمدرعات بعيدًا عن هذه النهضة، حيث شملت خطة التطوير إدخال عربات مدرعة حديثة مثل MRAP الأمريكية، وتحديث دبابات أبرامز M1A1 كما شهد سلاح الدفاع الجوي تطورًا كبيرًا بامتلاك منظومات روسية إلى جانب نظم غربية ومنظومات صينية أخرى، ما جعل من سماء مصر "شبكة نار" يصعب اختراقها.
هذا التنوع لم يكن عبثيًا، بل يخضع لعقيدة واضحة تنطلق من حماية الأمن القومي المصري، وتوسيع هامش المناورة الاستراتيجية فاليوم تستطيع مصر أن تتعامل مع أي ظرف طارئ دون الحاجة لرضا سياسي من طرف خارجي كما يتيح هذا التنوع إجراء تدريبات ومناورات مشتركة مع قوى عالمية مختلفة، وهو ما انعكس في عشرات المناورات التي شاركت فيها مصر مع روسيا، فرنسا، أمريكا، الصين، اليونان، الإمارات، والسعودية.
لم يكن التنوع في التسليح فقط للشراء، بل فتح الباب أمام شراكات لتوطين التصنيع العسكري فقد بدأت مصر بإنتاج مكونات من مدرعات ومعدات محلية، وتطوير مجمع الصناعات الدفاعية ليكون مركزًا إقليميًا، خصوصًا مع تنظيم معرض EDEX للسلاح الذي استقطب كبرى شركات الدفاع العالمية إلى القاهرة.
ويحمل هذا التنوع في طياته رسائل واضحة مصر لم تعد حبيسة قرار خارجي، ولا تكتفي برد الفعل فهي تملك اليوم القدرة على الرد، والردع، والمبادرة. فمع التهديدات التي تطال حدودها الغربية مع ليبيا، والجنوبية مع السودان وإثيوبيا، والشمالية مع سيناء وغزة، والمصالح الحيوية في البحرين الأحمر والمتوسط، بات لزامًا أن تمتلك قوة حقيقية تستطيع التحرك بمرونة دون عوائق.
ويختصر المشهد العسكري الحالي مقولة الرئيس السيسي: "القوة تحمي السلام" فمصر التي تسعى للاستقرار والتنمية، تدرك أن التنمية لا تُحمى إلا بقوة عسكرية حديثة، مدربة، متنوعة، لا تعرف الارتباط إلا بالمصلحة الوطنية وقد يكون هذا ما جعل الجيش المصري اليوم يتقدم في التصنيفات العالمية، ويعود ليكون درع الأمة وحارس حدودها، من طابا إلى السلوم، ومن حلايب إلى رفح، ومن المتوسط إلى أعماق البحر الأحمر.