صور للإرهاب الإسرائيلي في غزة.. الذعر يملأ شوارع يبحث فيها مليون شخص عن الأمان
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
تحدثت صحيفة “صنداي تايمز”، مع العديد من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف الإسرائيلي، وكان من بينهم، أميرة حرودة، التي تسكن قبوا مع ابنها البالغ من العمر 3 سنوات، فوق الأرض، تنفجر الصواريخ الإسرائيلية بقوة شرسة، وتهز الأرض، بينما يفر الناس بحثًا عن ملجأ.
وقالت أميرة حرودة، وهي صحفية، في سلسلة من الرسائل الصوتية المرسلة من غزة: “لدي 4 أطفال، واضطررت إلى الفرار من منزلي، والذهاب من مكان إلى آخر، محاولة الوصول إلى مكان آمن، ومواصلة عملي أيضًا، أخشى على أطفالي من تعرضهم لإطلاق النار أو الهجوم الإسرائيلي”.
وأضافت: إن أكثر من مليوني شخص يعيشون هنا، في واحدة من أكثر الأماكن ازدحاما على وجه الأرض، وهي معتادة على الاشتباكات مع إسرائيل، ولكن هذه المرة مختلفة تماما، وأضافت: الطريقة التي يهاجموننا بها شديدة للغاية.
وفرضت إسرائيل حصارا كاملا على القطاع، وقطعت عنه الكهرباء والوقود، وسط أعنف الغارات الجوية التي يتعرض لها سكان غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتدمير حماس، قائلا: إن هذه مجرد البداية.
وحثت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حوالي 1.1 مليون من سكان غزة، على الانتقال إلى جنوب القطاع؛ حفاظا على سلامتهم قبل الهجوم البري، وفرَّ الآلاف بالفعل، بالسيارات والشاحنات والعربات البدائية، قبل انتهاء صلاحية التوجيه.
وفي منشور على موقع إنستجرام، صورت الصحفية بلستيا العقاد، المنظر، من سيارة تتجول في أجزاء من القطاع، حيث تمزقت المباني الخرسانية ودمرتها الصواريخ، والطريق غير مرئي تحت طبقات فوق طبقات من الحطام والخرسانة والزجاج والألواح المكسورة.
وقالت: “انظر إلى هذا الشارع.. هل تتخيل أنني عشت حياتي كلها في غزة، ولا أستطيع التعرف على الشوارع الآن؟”.
وكانت هناك مجموعة من الأطفال، من بين ما لا يقل عن 12 شخصا، قتلوا، يوم الجمعة؛ عندما أصاب صاروخ، قافلة، على أحد طريقي الإخلاء من شمال غزة.
وقُتل أكثر من 2215 شخصًا، وجُرح 8714، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقصفت إسرائيل مركبة تحمل مدنيين، كانت تسير في الطريق الذي حدده الاحتلال على أنه آمن.
وانقطعت الكهرباء عن غزة، منذ ظهر يوم الخميس، مما جعل خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي على وشك الانهيار.
وقال الدكتور بشار مراد، مدير خدمات الطوارئ الطبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عبر الهاتف: “الوضع في جميع المستشفيات الحكومية وغير الحكومية يعاني من الاكتظاظ الجماعي. هناك عدد كبير من المرضى الذين يعانون.
تلقى الدكتور بشار مراد، تحذيرًا بالإخلاء ليلة الجمعة في مكالمة هاتفية من جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجيش الاحتلال قال إنه يجب الإخلاء في الصباح؛ وإلا سيتم استهداف المستشفى، مضيفا: نحن قلقون حقًا بشأن سلامتنا داخل المستشفى.
كما فَرَّ لؤي محمد (25 عاما) من مدينة غزة إلى خان يونس جنوبا، كما قال لصنداي تايمز، حيث تعيش عائلة والدته، موضحا: الوضع هنا فظيع، المنزل مزدحم، تعيش 3 عائلات في منزل واحد.
وأضاف: نتمنى أن نذهب إلى السوق ونشتري بعض الطعام، لكن الأسواق مغلقة، وليس هناك ما يكفي من المياه للجميع.
وأشار إلى أن الكهرباء مقطوعة منذ يومين، وبالكاد لدينا اتصال بالإنترنت؛ حتى نتمكن من معرفة ما يجري حولنا، الوضع كارثي حقًا، وفي الوقت الراهن تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفلسطينيين غزة طوفان الأقصى إسرائيل
إقرأ أيضاً:
الأردن يوقف استقدام العمالة الوافدة فهل يملأ المواطنون الفراغ؟
عمان– أعلنت وزارة العمل الأردنية وقف استقدام العمالة غير الأردنية اعتبارًا من أمس الأول الخميس، وذلك بعد انتهاء فترة السماح التي استمرت 3 أشهر، والتي فُتحت لتلبية احتياجات بعض القطاعات.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، صرّح الناطق باسم الوزارة، محمد الزيود، بأن استقدام العمالة الوافدة لن يُعاد فتحه مجددًا إلا بعد إجراء دراسات متأنية وشاملة لسوق العمل، لتقييم الاحتياجات الفعلية.
وأوضح الزيود أن القرار يهدف إلى تنظيم سوق العمل، والحد من تجاوزات العمالة الوافدة المخالفة، بالإضافة إلى إتاحة فرص تشغيل أكبر للمواطنين، في ظل ارتفاع معدلات البطالة.
وبالتوازي مع قرار وقف الاستقدام، شددت وزارة العمل على استمرار حملات التفتيش بالتعاون مع الداخلية ومديرية الأمن العام لضبط أي عمالة وافدة مخالفة، واتخاذ إجراءات قانونية بحق أصحاب العمل الذين يقومون بتشغيلهم بشكل غير قانوني.
وأكد الزيود أن هذه الخطوة تسعى أيضًا إلى توفير حماية شاملة لجميع العاملين، سواء من حيث الحقوق أو الرعاية الصحية، حيث يُشترط وجود فحص طبي ضمن إجراءات الاستقدام، إضافة إلى وجوب حمل تصريح عمل ساري المفعول. كما شدد على أن قانون العمل لا يميز بين العامل الأردني وغير الأردني من حيث الحماية القانونية.
وتُظهر الإحصاءات الرسمية أن معدل البطالة العام في الأردن بلغ نحو 21.4% لعام 2024، موزعًا بنسبة 18.2% بين الذكور و32.9% بين الإناث.
إعلانويُقدّر عدد العمالة الوافدة في المملكة بنحو 1.57 مليون عامل، غير أن العاملين منهم في الاقتصاد المنظم لا يتجاوز ربع هذا الرقم.
وتشير البيانات إلى أن نحو 306 آلاف عامل وافد فقط يحملون تصاريح عمل سارية المفعول، في حين أن حوالي 41 ألف عامل لم يجددوا تصاريحهم منذ عام 2021.
أما العمالة في القطاع غير المنظم -أي تلك المخالفة التي تعمل دون تسجيل رسمي- فتُقدّر بحوالي 1.2 مليون عامل.
وذكر الزيود للجزيرة نت أن السلطات كثّفت منذ بداية هذا العام حملاتها التفتيشية، مما أسفر عن ترحيل أكثر من 3 آلاف عامل وافد مخالف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
ويرى الناطق باسم وزارة العمل أن الفكرة الدارجة بأن الأردني لا يعمل لم تعد دقيقة، موضحًا أن ثقافة "العيب" بدأت تتراجع، إذ أصبح حملة الشهادات يعملون في تطبيقات النقل ومهن السياقة، وهناك أردنيون يقبلون على مهنة "عامل الوطن" وغيرها من الوظائف التي كانت تُعتبر في السابق غير مرغوبة.
وفي المقابل، يعبّر حمادة أبو نجمة، المدير العام للمركز الأردني لحقوق العمال "بيت العمال" عن وجهة نظر مغايرة، إذ يؤكد أن العديد من الأردنيين لا يُقبلون على العمل في بعض القطاعات بسبب غياب الحمايات القانونية والاجتماعية فيها أو ضعفها. ويضيف أن بعض المهن لا تتوفر فيها برامج تدريب وتأهيل مناسبة أو جاذبة للأردنيين، وهو ما يدفع أصحاب العمل إلى عدم الاعتماد على العمالة الوطنية لغياب التدريب الكافي.
ويؤكد أبو نجمة أن "الحل يكمن في تحسين بيئة العمل، وتعزيز الحقوق والحمايات في القطاعات التي لا تجذب الأردنيين، وتوفير برامج تدريب وتأهيل مناسبة. وبدون ذلك، سيكون من الصعب إحلال الأردنيين محل العمالة الوافدة في العديد من القطاعات".
وحول القرار الأخير، يقول أبو نجمة في تصريحه للجزيرة نت إن قرار وقف استقدام العمالة غير الأردنية بصيغته الشاملة "يثير القلق" رغم تفهمه للدوافع الحكومية. ويشير إلى أن القرار تجاهل الفروقات بين القطاعات، خاصة تلك التي تعتمد على العمالة الموسمية مثل قطاعي البناء والزراعة، مما قد يؤدي إلى نقص حاد باليد العاملة، وتراجع في الإنتاجية، وارتفاع بالتكاليف، مما ينعكس سلبًا على السوق والمستهلك.
إعلانكما يحذر من أن الحظر الشامل قد يضر أكثر بالملتزمين من أصحاب العمل والعاملين، بدلًا من أن يُسهم في الحد من المخالفات وسوق السمسرة.
ويضيف أن "هذه القرارات، وإن بدت سهلة من الناحية الإدارية، لم تُثبت فعاليتها سابقًا، بل ساهمت في تفاقم مشكلات العمل غير المنظم". ويشير إلى أن الإصلاح الحقيقي يتطلب سياسات مرنة قائمة على دراسات قطاعية وبيانات حديثة، تتضمن نسب استقدام مدروسة، وتحقق توازنًا بين مكافحة الاستغلال وتلبية احتياجات السوق، إلى جانب تحسين بيئة العمل وتدريب العمالة الوطنية.
وختم أبو نجمة بدعوته الحكومة إلى مراجعة القرار والانخراط في حوار تشاركي لتطوير سياسة تشغيل متوازنة تضمن استقرار سوق العمل، وتحفظ الحقوق لكافة الأطراف.
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن قرار وقف استقدام العمالة غير الأردنية ليس توجهًا جديدًا، بل يمثل امتدادًا لمحاولات سابقة تهدف إلى حل مشكلة البطالة من خلال "إحلال العمالة" بدلًا من تحفيز النمو الاقتصادي الفعلي.
ويشير عايش إلى أن الوظائف التي تستهدفها هذه السياسات الحكومية غالبًا ما تكون هامشية، لا تتطلب مهارات عالية، ولا توفر مسارات مهنية مناسبة لحملة الشهادات أو حتى خريجي الثانوية العامة.
ويعتبر أن القرار "يحمل بعدًا شعبويًا" حيث تحاول الحكومة من خلاله إظهار قدرتها على إيجاد فرص عمل، لكنه لا يستند إلى نمو حقيقي في الإنتاجية أو توسيع النشاط الاقتصادي.
ويضيف أن العديد من المهن التي تشغلها العمالة الوافدة اليوم نشأت أصلًا بفعل وجود هذه العمالة، ولم تكن جزءًا من بنية الاقتصاد المحلي، مما يجعل إحلال الأردنيين محلهم أمرًا صعبًا، نظرًا لاختلاف الأجور، وثقافة العمل، ومستويات الإنتاجية.
إعلانويختم عايش بالتأكيد على أن "تحقيق فرص العمل المستدامة لا يتم عبر قرارات إدارية معزولة، بل من خلال ربط هذه القرارات بخطط اقتصادية متكاملة، وتوسيع برامج التدريب والتأهيل، وتحسين بيئة العمل والأجور، حتى تصبح الوظائف خيارًا حقيقيًا ومغريًا للأردنيين".
سياسات سابقة ومهن محظورةتجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء الأردني كان قد تبنّى سياسة مشابهة عام 2023، قضت بوقف استقدام العمالة الوافدة، مع استثناءات محددة للقطاعات التي تحتاج إليها، حيث تم آنذاك استثناء قطاع العاملين في المنازل، والعاملين ذوي المهارات المتخصصة، وقطاع الألبسة والمنسوجات (ضمن المناطق الصناعية المؤهلة).
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة العمل قوائم بالمهن التي يُحظر على غير الأردنيين العمل بها، تضمنت حرفًا وأعمالًا يدوية مثل صالونات الحلاقة، وتنجيد الأثاث، وصياغة الذهب والحلي، إلى جانب المخابز، ومحال الحلويات، والنجارة، والحدادة، وخياطة الأزياء التراثية، ومثيلاتها من المهن.