برلماني: قرارات مجلس الأمن القومي تؤكد أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال النائب عمرو عكاشة، عضو مجلس الشيوخ، إن قرارات مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، رسالة للعالم بأن الأمن القومي المصري خط أحمر، وأن الدولة المصرية لن تتهاون في الوصول لحل القضية الفلسطينية.
وأوضح عكاشة، في تصريحات صحفية له، أن مصر كما أنها لا تفرط في أمنها القومي فإنها أيضا أول من يقف في صف القضية الفلسطينية، وهي في قلب كل مصر قيادة وشعبا.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني ترتقي إلي جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم.
وطالب النائب عمرو عكاشة، المجتمع الدولي بالخروج عن صمته في حق الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأشاد عضو مجلس الشيوخ، بقرار مجلس الأمن القومي بالدعوة إلى استضافة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، مطالبا كافة دول العالم بالمشاركة لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد النائب عمرو عكاشة، على أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لن تتخلى عن الأشقاء في فلسطين، وستظل القضية الفلسطينية في صدارة اهتماماتها وأولوياتها.
يشار إلى أن ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماع مجلس الأمن القومي بشأن استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة.
وصدر عن الاجتماع عددًا من القرارات، حيث أكد المجلس مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين.
كما أكد المجلس على تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.
وشدد مجلس الأمن القومى، على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
كما نوه المجلس بإبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام.
وأكد المجلس أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته، موجهًا الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النائب عمرو عكاشة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأوضاع الإقليمية التصعيد العسكري قطاع غزة القضیة الفلسطینیة مجلس الأمن القومی من أجل
إقرأ أيضاً:
مكانة القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر
خليل المعلمي
سلام عليكم يا أهل غزة، بما صبرتم، وسلام عليكم في كل وقت وحين، سلام عليكم ما عشتم وبقيتم صابرين محتسبين الأجر عند الله، فقد طبتم وطابت انتصاراتكم، وسيسجل التاريخ شجاعتكم وصبركم ونضالكم ومقاومتكم، لقد ضربتم مثالاً للتضحية والصبر والثبات على الحق، لقد قدمتم للعالم مثالاً حياً في الجهاد والنضال والبذل والوطنية، وما هذا الصبر والثبات والتضحيات الكبيرة إلا بوابة للفرج والنصر حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية، فرحم الله شهداءكم وشفى جراحكم، وثبتكم على الحق ما حييتم.
فبكل المقاييس والحسابات فإن ما قبل السابع من اكتوبر ليس بعده، لقد انكشف للعالم مدى الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الثابت على أرضه منذ آلاف السنين، كما اتضح حجم الإجرام الذي ارتكبته الصهيونية بحق هذا الشعب، وأن ما حدث لغزة خلال العامين الماضيين إلا جزءاً من سلسلة جرائم ومجازر ظل يرتكبها هذا الكيان الغاصب لأكثر من مائة عام، ولا شك أن مستقبل الأيام حبلى بالمفاجئات سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي خاصة بعد أن سطوع الازدواجية الدولية في تطبيق القرارات الأممية وسيطرة مصالح الدول الكبرى على مجريتات هذه القرارات.
الحدث المفصلي
يعتبر السابع من أكتوبر حدثاً مفصلياً في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، حيث انطلقت شرارة طوفان الأقصى فبعثرت كل الأوراق، وتحولت غزة مع حركة الطوفان، وما بعدها إلى قلب أشواق التحرر وأوجاع النهوض وكبد الإنسانية المجروحة ضد كل محاولات طمس الذاكرة، وتزييف الحقائق وتزوير السرديات وإنكار عمليات الإبادة.
ولفهم واستيعاب الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية، نظم “مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات” في المغرب، بالتعاون مع “مركز أندلس للأبحاث والدراسات”، خمس ندوات علمية دولية كشكل من أشكال التفاعل والاستجابة الأكاديمية لقراءة المشهد السياسي بعد عملية السابع من أكتوبر ۲۰۲۳م، والإبادة الصهيونية في غزة التي تبعتها، وصدرت مخرجات هذه الندوات بالإضافة إلى أوراق علمية أخرى، أسهم فيها أكاديميون مغاربة وعرب، في كتاب بعنوان: “القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر.. الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية” عن مؤسسة “عقول الثقافة” بالشراكة مع “مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات”.
مضامين الكتاب
منذ إعلان وعد بلفور المشؤوم، شكلت القضية الفلسطينية محور الحراك العربي ومركز حركات الإضراب والاحتجاج على المشروع الاستيطاني الصهيوني، وجسدت حركات التضامن والتظاهر الشعبي مع حقوق الشعب الفلسطيني ودعم مختلف أشكال مقاومته، العنوان البارز في الفضاء العام العربي على امتداد القرن الماضي والحالي، كما اقترن نضال حركات التحرر الوطني بالعالم العربي من أجل الاستقلال، بالنضال ضد المشروع الصهيوني واستراتيجياته في الاستيطان والتهويد والتهجير وما ارتكبه من جرائم ومجازر وعمليات إبادة منذ النكبة وبعدها، حتى اعتبرت الحركات الوطنية في معظم الدول العربية القضية الفلسطينية قضية وطنية.
وقد واجهت المقاومة الفلسطينية تحديات التقسيم والتبعية الصهيونية التي تعيشها الأمة نتيجة لمسار تاريخي وحضاري طويل ومتراكم من الانحطاط والاستبداد والاستعمار والتخلف، منذ البدايات الأولى للمشروع الاستيطاني الإحلالي، بالرغم من لحظات التواطؤ على إسكات الحق الفلسطيني، وتنامي العدوان على القدس والضفة وإطباق الحصار على غزة العزة ومحاولة خنقها، وقطع الإمدادات من فصائل المقاومة وتجريمها خياراً للتحرر والتحرير.
محو كل أشكال التطبيع
انبعث طوفان “الأقصى” لإعادة الصراع إلى بداياته الأولى ومحو كل أشكال التطبيع والخنوع، وخروج المارد المستعصي على الترويض، وجاء هذا الإبداع ليعري الأوهام، وهم الجيش الذي لا يقهر ، ووهم موت المقاومة والممانعة، ووهم الاستكانة العربية والإسلامية، وغيرها من الأوهام.
إن أهمية حدث السابع من أكتوبر وتداعياته وتأثيره قد تجاوز مساحة فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي ليفرض نفسه على بنية النظام الدولي برمته، فيختبر مؤسساته وفاعليته وقوانينه ويضعها على المحك، ثم يخترق “هدير فلسطين” قلب الجامعات الغربية والنخب الأكاديمية بها، ليصبح التظاهرات الطلابية في أرقى جامعات أوروبا وأمريكا وأشهرها سمعة ومصداقية، مقرات للاعتصام والاحتجاج ضد الإبادة الإسرائيلية والتمويل الأمريكي للإبادة، وتطالب بوقف الحرب والتجويع والحصار، وتعلن الأجيال الشابة بأعلى صوتها: “فلسطين حرة”، وهي حالة غير معروفة في تاريخ الجامعة الغربية من حيث رمزية حضور العلم الفلسطيني وألوانه ولبس الكوفية الفلسطينية في الفضاء الجامعي، وإصرار الأساتذة والطلاب على الصمود في وجه الأجهزة التي تدخلت لفض الاعتصام واعتقال الطلاب وتهديدهم بالطرد في صيغة تذكر بالدول الديكتاتورية والقمعية.
لقد اختارت قانون النخب الفكرية والأكاديمية العربية “الحياد السلبي” وقررت الصمت تجاه الإبادة الجماعية في غزة بدعوى الموضوعية أو المصلحة الوطنية، كما وظف بعضهم قدراته المعرفية وأدواته البحثية لتبرير الاحتلال بتحميل المقاومة المسؤولية عن هذه الجرائم البشعة وغير المسبوقة، فصار خطابها جزءاً من مشروع التطبيع الهادف إلى الصهينة الشاملة التي تتعرض لها المنطقة، فضلاً عن فقدان هذه النخب للمصداقية العلمية والأخلاقية في تحيزها لصالح الظلم والاستكبار العالمي، وانكماشها من إبداء أي موقف أخلاقي منحاز للمظلومين.
لقد بقي معظم الخطاب العربي حول القضية الفلسطينية، يقول الدكتور سلمان بونعمان حبيس خطاب اختزالي وتعبوي من جهة، ومستغرقاً في مقاربات الفعالية وانطباعية من جهة أخرى، في ظل غياب للخطاب التفسيري المركب والمقاربات الفكرية والاستراتيجية المتعددة التخصصات، والقادرة على تقديم رؤية أكثر تركيبية التحولات القضية الفلسطينية وتحليل تحدياتها، وهذا أحد أهداف هذا الكتاب الجماعي الذي يسعى إلى فهم عميق لطبيعة الصراع القائم في المنطقة، وأبعاد المشروع الصهيوني الفكري والاستراتيجية، ذلك أن الاشتعال المعرفي على دراسة المشروع الصهيوني وتياراته في علاقته بالقضية الفلسطينية، يقتضي الوعي المركب بالآخر العدو والتعرف العلمي على مشروعه وآليات اشتغاله، وكذا مناهج تفكيره وحركاته ونفسياته، والفلسفات المناظرة لفكره وسوسيولوجيا استيطانه، بالإضافة إلى فهم التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وجغرافيا تمدده في المحيط وتحالفاته الإقليمية والدولية، رصداُ وتحليلاً واستشرافاً فضلاً عن وضع القضية الفلسطينية في سياق صراع المشاريع الكبرى، ورهانات القوى الدولية والسياسات الغربية في المنطقة.
ومن المحاور التي تتناولها الكتاب: “التأثيرات الإعلامية لعملية طوفان “الأقصى”، و “القضية الفلسطينية بين السينما الغربية والسينما العربية”، و”أسس ومرتكزات المشروع الصهيوني”، و”الاستعمار الاستيطاني”، و “الفشل السياسي والأخلاقي لمسؤولية الحماية”، و”موقع القضية الفلسطينية في تربية الأطفال”.
وقد شارك في الكتاب مجموعة من الأكاديميين، هم سلمان بونعمان، وإسماعيل حمودي، وفاطمة الزهراء هيرات، وإدريس قسيم، ومحمد أقديم، وعبد الحكيم أحمين، ومصطفى الطالب، وخالد عقب ونور الدين أحمد الشهب، وسعد عبد الرزاق السكندراني، ويوسف المتوكل، ومحمد السعيد الكرعاني، وأمنة مصطفى دلة، والحسن مصباح.
خاتمة
لقد حاول الكتاب استيعاب مختلف أبعاد القضية الفلسطينية في ظل تحولات معركة طوفان “الأقصى”، وما أفرزته من نماذج جديدة في الحروب العسكرية وأشكال المقاومة التحررية، وما ولدته من حروب إعلامية ورقمية ونفسية للبقاء بالصورة والدعاية والتحكم في المحتوى الرقمي، فضلاً عما حصل من ارتباك في التجارة والملاحة الدوليتين ومن تعثر في النظام الاقتصادي العالمي، وكذلك على المستوى القانوني والأخلاقي للمؤسسات الدولية..
وعلى الرغم من وقف اطلاق النار في غزة إلا ان المظاهرات الجماهيرية لاتزال تجوب معظم عواصم دول العالم مطالبة بمحاسبة حكومة الكيان الصهيوني لما ارتكبته من جرائم ومجازر على مدى عامين كاملين ضد شعب أعزل، تجاوز عدد الضحايا مئات الألاف من المدنيين وتمدير كافة البنى التحتية لقطاع يعيش عليه اكثر من 2.5 مليون انسان، وستستمر المطالبات حتى يتم تحقيقة العدالة للشعب الفلسطيني وانتصاره..