توجهت جمعية نادي القلم المصري برئاسة الروائية والناقدة هالة البدري  بهذا النداء:-

"إلى أدباء العالم، أن ارفعوا أصواتكم معنا في مواجهة  حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الفلسطيني المحتل. 
  أنتم حراس الضمير، في قول تشموس  هيني، الشاعر الذي وضع أمله في قدرتكم على إنقاذ البشرية العمياء. ارفعوا أصواتكم بكل ما تستطيعون ضد قتل المدنيين من أي جنس كانوا.

 
  استنكروا معنا جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل يوميًّا في قصف وحشي بدون تمييز والحصار الشامل وقطع الخدمات عن مليوني مدني فلسطيني بغرض طرد من يتبقى حيًّا منهم وتصفية قضيتهم، علمًا بأن الكثير من سكان غزة هم في الأصل ضحايا تطهير عرقي، طردتهم إسرائيل من مدنهم الأصلية داخل إسرائيل عبر مجازر موثقة. 
  
إن الدعم الرسمي والإعلامي غير المحدود من الولايات المتحدة وأوروبا  لجرائم الحرب الإسرائيلية الدائرة اليوم يتناقض مع جوهر الضمير الإنساني، وكل من يساهم في هذا الدعم يزيد من غطرسة الحكومة  اليمينية في إسرائيل ويجعل من نفسه شريكًا في هذه الأعمال. 
   وقد هالنا الإصرار الرسمي والإعلامي الغربي على تجاهل القصة الأصلية للاحتلال وحق الشعوب في تحرير أرضها، بالإضافة إلى تجاهل إلزام إسرائيل بمسئوليتها القانونية كدولة احتلال عن الشعب الذي تحتل أرضه. 

لطالما تجاهل الغرب دورات الموت المتكررة التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين كل بضعة أشهر، وتجاهل الإذلال على معابر التفتيش كلما أراد الفلسطيني أن يتحرك من بلدة إلى أخرى على أرضه، وتجاهل الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ ٢٠٠١ . 
   هذه المرة يتذرع الاحتلال بهجوم حماس على إسرائيل يوم ٧ أكتوبر الماضي. لكن إسرائيل لا تحتاج إلى سبب لكي تمارس وحشيتها ضد المدنيين في غزة. هي تعاقب هؤلاء السكان على تمسكهم بأرضهم، وتسعى لتصفية  قضيتهم وتتنصل من حل الدولتين الذي كان يجب أن يتحقق خلال خمس سنوات من توقيع معاهدة أوسلو عام ١٩٩٣. منذ ذلك التاريخ تماطل إسرائيل في الحل وتفرض سياسة الأمر الواقع ببناء المستوطنات في الضفة الغربية وغزة لتنهي أمل الفلسطينيين في إقامة دولتهم. واليوم تفرض سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي بزعم مطاردة بضعة مئات من مقاتلي حماس. 
   وتقوم بيانات السياسيين الغربيين والتغطيات الإعلامية الغربية بمنح غطاء أخلاقي زائف لجرائم الحرب الإسرائيلية بدعوى « حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» فهل يشمل حق الدفاع عن النفس احتلال أراضي الغير أو توجيه آلة الدمار الإسرائيلية الضخمة ضد أكثر من مليوني مدني؟! 
يا حراس الضمير، ارفعوا أصواتكم ضد حرب الإبادة والتهجير القسري لسكان غزة، ضد التضليل الذي يخفي حقيقة الاحتلال الإسرائيلي ويبرر جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة المحتلة على شاشات العالم. 
ارفعوا أصواتكم لإنهاء حلقة جهنمية من القتل وتهديد السلام العالمي مستمرة منذ عقود، ولن تنتهي إلا بإقرار حق الشعب الفلسطيني في العيش الآمن داخل دولة مستقلة ذات سيادة ككل شعوب الأرض، وإلزام إسرائيل بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي تقرر هذا الحق من أجل عيش آمن للإسرائيليين والفلسطينيين وسائر الشعوب. 
 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية

تعتبر الحرب الإسرائيلية الإيرانية إحدى حلقات الصراع المحتدم في الشرق الأوسط، تسعى إسرائيل لفرض شرق أوسط جديد تسيطر عليه بشكل كامل وفقا لرؤيتها، وتسعى إیران لأن تصبح نووية مع استعادة قدر من نفوذها في المنطقة والذي تأثر خلال الأشهر الماضية بفقدانه في سوريا ولبنان، بدأت إسرائيل الحرب، وفي عرف الحروب قد تستطيع بدء الحرب ولكنك لا تستطيع إنهاءها، ورغم الدعم والحماية الأمريكية والغربية وتحقيق إسرائيل التفوق الجوي في بداية الحرب إلا أن إیران استعادت التوازن الاستراتيجي في أسبوع الحرب الأخير.

ترتب على تلك الحرب نتائج سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي للدولتين، وكانت أبرز النتائج السياسية للحرب هي:

أولا: عرقلة المشروع الإسرائيلي لإخضاع الشرق الأوسط لسيطرتها الكاملة بعد أن عرقلته حرب غزة في العامين الماضيين.

ثانيا: استعادة إيران قدرا من النفوذ الإقليمي بعد أن فقدته بشكل خاص في سوريا ولبنان وبشكل عام في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة.

ثالثا: رسخت الحرب البرنامج النووي الإيراني رغم نجاحها في تعطيله من 2:1 سنة على الأكثر، إن وجود آلاف العلماء الإيرانيين في المجال النووي ثلاثة آلاف في أصفهان فقط رغم اغتيال بعضهم وامتلاكها لكل الأدوات والامكانيات والإرادة السياسية يجعل من العسير القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني، وأصبح الأمر يحتا إلى إيجاد صيغة ما للتعايش معه.

رابعا: أظهرت الحرب أن الدول الغربية بالكامل وليس الولايات المتحدة الأمريكية فقط تعتبر إسرائيل قاعدة متقدمة لها في الشرق الأوسط رغم بعض الانتقادات العلنية أحيانا من أوروبا، لكن الدعم اللامحدود من تلك الدول لا ينقطع عن إسرائيل.

خامسا: بلورت الحرب المحور المناوئ للولايات المتحدة الأمريكية والذي ساند إيران دون اعلان الصين، روسيا، كوريا الشمالية، بالإضافة لباكستان التي وضعت إمكانياتها تحت تصرف إيران بشكل علني.

سادسا: وقف إطلاق النار كان بطلب إسرائيلي في الأساس رغم أنها من بدأت الحرب، الأمر الذي يبرز حدوث توازن استراتيجي من جهة وحجم الخسائر الإسرائيلية الكبيرة التي لم تتحملها ولم يعلن عنها وحجم الخسائر الإيرانية التي استطاعت تحملها.

سابعا: التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز أظهر وجود ورقة ضغط استراتيجية كبيرة في يد الإيرانيين لما لذلك من تأثير كبير على الاقتصاد العالمي الأمر الذي أضاف ضغوطا على الولايات المتحدة الأمريكية للإسراع في عقد صفقة لوقف إطلاق النار.

ثامنا: تضغط إسرائيل بشدة على الولايات المتحدة الأمريكية للتعاون المركز معها لتغيير النظام في إيران بينما تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن النظام الحاكم في إيران هو أهم أسباب تواجدها في الخليج ولا ترغب في تغييره، تضارب المصالح بين البلدين في السابق غالبا ما كان يسفر عن انتصار المصالح الإسرائيلية على المصالح الأمريكية، المستقبل القريب للحكم في إيران يتعلق بمدى صموده ضد محاولات التغيير المدعومة من الخارج.

أبرز النتائج العسكرية للحرب

أولا: نجاح الصواريخ والمسيرات الإيرانية في إحداث دمار هائل في المؤسسات والأماكن الاستراتيجية في إسرائيل - رغم منظومة القبة الحديدية ذات الثلاث مستويات مع المساندة القوية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا - بالشكل الذي أدى لانهيار تلك المنظومة أظهر انخفاض الفاعلية خاصة إذا طالت فترة العمليات الأكثر من عشرة أيام.

ثانيا: تركيز إيران على إنتاج الصواريخ المتطورة والمسيرات أثر بشدة على باقي القدرات القتالية الإيرانية خاصة القوات الجوية والدفاع الجوي مما مكن الطيران الإسرائيلي من العمل بحرية فوق الأراضي الإيرانية ودفع إيران للاعتماد بشكل كبير على إجراءات الدفاع الجوي السلبي والتجهيز الهندسي للأماكن الاستراتيجية على أعماق كبيرة.

ثالثا: حققت إسرائيل تفوقا واضحا خلال بداية العملية وتمكنت إيران من إحداث توازن استراتيجي لاحقا نتيجة النجاح في إصابة بعض المطارات الإسرائيلية وإخراجها من الخدمة بشكل مؤقت وتآكل قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، الأمر الذي ضغط على إسرائيل ودفعها لتوريط الولايات المتحدة الأمريكية في العمليات الحربية ثم الضغط لوقف إطلاق النار.

رابعا: عدم وجود حدود برية بين البلدين جعل المعارك كلها عن بعد وأقرب إلى حروب الاستنزاف الأمر الذي لم يكن في صالح إسرائيل ذات المساحة الصغيرة والتركيز العالي للأهداف في رقعة محدودة.

خامسا: تحليل نتائج الضربات الأمريكية يظهر علامات استفهام كبيرة على قدرات القنبلة الأمريكية العملاقة جي بي يو 57، المعلن أن اختراق هذه القنبلة هو 60 م، والمعروف أن قدرات اختراق القنابل ليست رقما ثابتا بل تختلف في الأرض السبخية عن الرملية الناعمة عن الرملية الخشنة عن الصخرية عن الخرسانات، استخدمت هذه القنبلة في اغتيال الأمين العام السابق الحزب الله حسن نصر الله وكان مخبأه على عمق 26 مترا ولم يدمر المخبأ ومات مختنقا، وبعد ضرب الأماكن النووية الثلاثة في إيران (أصفهان، فوردو، نطنز) التي مهما قيل عن إخلائها في مرحلة سابقة فلا يمكن إخلاؤها بشكل كامل وقيل إنها على عمق 90 مترا وستدمر بقنبلتين متتاليتين ولم يحدث لها تدمير مؤثر طبقا لقياسات التلوث الإ شعاعي الصادرة عن المملكة العربية السعودية ووكالة الطاقة الذرية وما حدث بها بالفعل هو تلفيات غير مدمرة.

سادسا: الدلائل الأولية تشير إلى امتلاك إيران السلاح نووي بالفعل وليس قريبا، كمية اليورانيوم المخصب لديها تكفي لصنع عشرة قنابل ذرية على الأقل وأماكنها غير معلومة والقدرات التقنية والكوادر متوفرة.

سابعا: أظهرت الحرب خطورة الجواسيس والعملاء في منظومة الاستخبارات، فرغم التفوق الاسرائيلي الكبير في مجال الاستطلاع الالكتروني والتنصت والتشويش، حقق العملاء الإسرائيل داخل إيران قدرات كبيرة في مجال المعلومات والاغتيالات وصل إلى حد اكتشاف ورش صناعة مسيرات انقضاضية تصنع داخل إيران، وأحد أسباب استعادة إيران للتوازن الاستراتيجي هو إلقاء القبض على المئات من العملاء والوصول لأماكن ورش صناعة المسيرات، وعلينا أن نتذكر نجاح الموساد في اختراق الجالية اليهودية في إيران والمقدرة بمائة وخمسين ألفا على الأقل.

ثامنا: أبرزت الحرب فشل مبدأ التعامل العسكري الأمريكي الإسرائيلي مع الملف النووي الإيراني لأن أقصى ما يمكن فعله هو تأخيره لفترة قصيرة مقابل خسائر فادحة لإسرائيل، إن طال أمد القتال لأكثر من خمسة عشر يوما، خاصة في ظل عدم كفاية الذخائر وقطع الغيار الإسرائيلية الجوية بالذات والاحتياج للإمداد المستمر من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل يرهقها.

تاسعا: الإبلاغ المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران قبل ضرب الأهداف لكليهما يبرز أن إيران أصبح لها ثقل كبير في موازين القوة بشكل عام، فالولايات المتحدة الأمريكية غالبا ما تقوم بتوجيه ضرباتها لأي مكان دون أدنى اعتبار الحكومة أو دولة، أما في الحالة الإيرانية فهناك التزام بقواعد اشتباك محددة.

أبرز النتائج الاقتصادية للحرب:

أولا: تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشدة والتقديرات الأكاديمية الأولية تسير إلى خسائر أولية إجمالية تقدر ب، 40 مليار شيكل وأضرار بالمنشآت تقدر بـ 3 مليار شيكل بخلا تعويضات تقدر ب 5 مليار شيكل، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة التي لم تقدر حتى الآن الإنفاق الدفاعي.

ثانيا: تأثرت إيران اقتصاديا بشكل أقل نتيجة الضربات الجوية الأمريكية الإسرائيلية ولم يصدر عن الجهات الرسمية الإيرانية تقديرات لحجم الأضرار.

ثالثا: تسببت الحرب في رفع في أسعار النفط خشية التعرض لسلاسل الامداد من جهة ووقف إيران لصادراتها النفطية إلى آسيا والتي كانت تتجاوز بها العقوبات والتي أثرت على كمية المعروض، مما يظهر خطورة حدوث مواجهات عسكرية طويلة الأمد في هذه المنطقة الحساسة من العالم.

رابعا: مجرد إعلان إيران عن النية في إغلاق مضيق هرمز كان له أثر كبير على الاقتصاد العالمي واقتصاد دول الخليج وتسبب في الإسراع بالاتفاق على وقف إطلاق النار.

خامسا: أدى إغلاق المجال الجوي لبعض الدول في المنطقة إلى اضطراب في حركة الملاحة الجوية وآثار اقتصادية لم تحتسب بشكل دقيق.

أبرز النتائج الاجتماعية للحرب

أولا: انهيار الداخل الإسرائيلي سواء بالنزوح الجماعي للمواطنين أو البقاء في الملاجئ لفترات طويلة، مما أظهر هشاشة المجتمع وعدم قدرته على الصمود في الأزمات الكبيرة.

ثانيا: اكتشاف شبكات تجسس بأعداد كبيرة داخل إيران يبرز خطورة تدني الأوضاع الاقتصادية وانخفاض مستويات الدخل والبطالة داخل أي دولة.

ثالثا: أبرز وجود آلاف العلماء النوويين في إيران والذين تم تأهيلهم محليا وعدم التأثر باغتيال كبار العلماء أهمية تركيز الدول على التعليم الجيد.

ثالثا: تأثر العمالة الوافدة بدول الخليج حال استمرار أي حرب بالخليج لفترة طويلة مما يؤثر على تحويلاتهم واقتصاد دولهم.

اقرأ أيضاًإيران: إعدام ثلاثة أشخاص بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي

بعد هبوطه لـ 6%.. سعر النفط عالميا يسجل ارتفاعا في أول يوم لوقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية

«كاذبة وفاشلة».. ترامب يهاجم سي إن إن و نيويورك تايمز بسبب ضربة إيران

مقالات مشابهة

  • تأثير الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والبنية التحتية بإيران
  • نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • يوسف داوود.. مهندس الضحك الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري(تقرير)
  • إيران.. 610 من القتلى جراء الحرب الإسرائيلية
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • ترامب يعلن انتهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية عبر اتفاق
  • ‏الطائرات الإسرائيلية تقصف "ساعة فلسطين" التي كانت تؤشر إلى "العد العكسي لتدمير إسرائيل" عام 2040 وفقا للسلطات الإيرانية
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية في إيران منذ 13 يونيو
  • أنديتنا.. أصواتكم أمانة