في مفاجأة سياسية-عسكرية، أنهى ترامب الحرب المحدودة بين إسرائيل وإيران بعد 12 يومًا من التصعيد، متبنىً ضربات نووية "نهائية"، ومبشرًا بـ"النصر العظيم"، فيما تبقى الشكوك تحوم حول ديمومتها وهشاشتها. اعلان

في خطوة عسكرية-دبلوماسية مفاجئة أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يمكن اعتباره واحدة من أخطر لحظات التوتر الجيوسياسي خلال العقد الحالي، عندما أعلن مساء الاثنين عن توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تصعيد عسكري استمر 12 يومًا وأدى إلى ضربات جوية أمريكية على منشآت نووية إيرانية.

وصفت إدارة ترامب الاتفاق بأنه "نجاح دبلوماسي غير مسبوق"، فيما أطلقت على الصراع اسم "الحرب التي استمرت 12 يومًا" ، في إشارة إلى قناعة الرئيس بأن الحرب لم تكن مجرد صراع عابر، بل قصة كاملة تم إنهاؤها بنجاح.

كيف بدأت الحرب؟

بدأت معركة كسر العضم في 13 من الشهر الجاري، عندما شنت إسرائيل هجومًا جويًا على مواقع متعددة داخل إيران، بما في ذلك مراكز قيادة عسكرية وقواعد صاروخية ومنشآت بحثية. لكن رغم الضربات الإسرائيلية، لم تتمكن تل أبيب من الوصول إلى البنية التحتية النووية الإيرانية المدفونة تحت طبقات صخرية سميكة.

وهنا دخلت الولايات المتحدة المعادلة. وأكد البنتاغون أن واشنطن تمتلك الوحدات الوحيدة القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد هذه المنشآت، وهي القاذفات الاستراتيجية من نوع B-2 وB-52، التي استخدمت في العملية.

في الساعات الأولى من الأحد الماضي، أمر الرئيس ترامب بشن ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، بما في ذلك منشأة فوردو، التي تقع على عمق 90 مترًا تحت الأرض. وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات أدت إلى "تدمير البنية التحتية الأساسية لقدرات التخصيب النووي الإيرانية".

ووصف ترامب في بيان رسمي العملية بأنها "نهائية"، مؤكداً أن "إيران لن تبني منشآتها النووية مرة أخرى."

مع ذلك، لم تؤكد أي جهة مستقلة، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مدى الدمار الواقع على المنشآت.

Relatedهكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيلجي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس مهمًامنعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب ونتنياهو؟هدنة مفاجئة.. وهشاشة التنفيذ

وبعد أقل من 48 ساعة من الضربات الأمريكية، أعلن ترامب عن توصل طرفي النزاع إلى اتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار. وغرّد على منصته قائلاً: "تهانينا للجميع! هذا هو النصر الذي كان يمكن أن يتحول إلى كارثة، لكن أمريكا تصدّت له."

لكن الهدنة ظهرت هشّة منذ اللحظات الأولى. ففي الساعات التي تلت الإعلان، واصل الجيشان الإيراني والإسرائيلي تبادل الضربات عبر الحدود، مما دفع ترامب إلى توبيخ الطرفين صباح الثلاثاء، باستخدام لغة حادة وعبارات غير دبلوماسية، مشددًا على ضرورة الالتزام بالاتفاق.

بينما رحب البعض بما وصفوه بـ"الإنجاز الاستثنائي"، أعرب آخرون عن تحفظاتهم حول الطريقة التي تم بها التعامل مع الأزمة.

وقال بريت ماكجورك، المنسق السابق لسياسة الشرق الأوسط في إدارة بايدن: "لا أتفق مع كل سياسات ترامب، لكن في هذه الحالة، يبدو أن الإدارة نجحت في احتواء أزمة كادت تتحول إلى حرب إقليمية شاملة."

في المقابل، حذر بريان كاتوليس من معهد الشرق الأوسط من أن الحل العسكري لا يخلق دائمًا السلام: "هذا ليس نهاية الصراع، بل مجرد استراحة. ما ينقصه هو استراتيجية سياسية واضحة لضمان عدم تجدد التوترات."

هل انتهت اللعبة النووية الإيرانية حقًا؟

رغم ادعاءات ترامب بتدمير "كل القدرات النووية الإيرانية" ، فإن الخبراء العسكريين والمراقبين الدوليين يعبرون عن شكوكهم. فالمنشآت النووية يمكن إعادة بنائها ببطء وبسرية، خاصة في دولة ذات بنية استخباراتية قوية مثل إيران.

كما أن التصريحات الرسمية من طهران لم تتوقف. فعلى الرغم من الخسائر العسكرية، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن بلاده "لن تستسلم للإرهاب السياسي" ، في إشارة إلى أن العلاقات بين البلدين قد تبقى متوترة حتى لو توقفت المعارك.

وسط هذه الأجواء، استغل ترامب الفرصة للترويج لنفسه ولسياساته. نشر صورة له وهو يقبل العلم الأمريكي مصحوبة بالعبارة: "ترامب كان على حق في كل شيء." كما غرّد أثناء توجهه إلى قمة الناتو في هولندا: "كان من دواعي فخري الكبير تدمير جميع المنشآت والقدرات النووية، ثم إنهاء الحرب!"

وفيما يتعلق بالأسلوب الذي يتبعه ترامب في إدارة الأزمات وإعلان الإنجازات، فقد لفت ليون بانيتا، الذي شغل مناصب أمنية رفيعة خلال إدارة الرئيس باراك أوباما، إلى خطر الانطباعات التي قد تُترك لدى الرأي العام بسبب طريقة تواصل الرئيس.

وقابل بانيتا تصريحات ترامب العشوائية على وسائل التواصل الاجتماعية بابتسامة، لكنه لم يخفِ مخاوفه من غياب الواقعية السياسية عنها. وقال بانيتا: "نحن دائمًا نعرف ما يدور في ذهنه، لكننا لا نعرف ما إذا كان ما يفكر فيه يحدث فعلاً."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي حركة حماس النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي حركة حماس إيران دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي حركة حماس سوريا حروب وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو حلف شمال الأطلسي الناتو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

إقرأ أيضاً:

ما أبرز اللقاءات التي جمعت بين ترامب وبوتين منذ 2017؟

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 15 آب/ أغسطس الجاري، وذلك في ألاسكا لبحث مستقبل الحرب في أوكرانيا، وهو اللقاء السادس الذي سيجمع الطرفين منذ 2017.

وأعلن ترامب عن الاجتماع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يؤكد المتحدث باسم الكرملين الموعد، مشيرًا إلى أن اختيار ألاسكا "منطقي" نظرًا لقربها النسبي من روسيا.



اللقاء الأول
كان أول لقاء بين الطرفين في 28 كانون الثاني/ يناير 2017 هاتفيًا؛ ,أجرى ترامب أول اتصال مع بوتين منذ توليه الحكم، حيث تناول الطرفان حينها الأزمة السورية ومعركة القضاء على تنظيم الدولة.

وجاء الاتصال قبيل موعد قمة حلف الناتو في بروكسل، وأشارت الإدارة الأمريكية إلى أن الطرفين عبّرا خلاله عن أملهما في "إصلاح العلاقات ومواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب".

وفي 7 تموز/ يوليو 2017 من العام ذاته، في هامبورغ الألمانية ضمن قمة العشرين، التقى ترامب وبوتين لأول مرة وجهًا لوجه بحضور وزيرَي خارجيتي البلدين، وقال ترامب قبل اللقاء إنه يتطلع إلى "أمور إيجابية جدًا" بين الولايات المتحدة وروسيا.


ولاحقًا أبلغ وزير الخارجية الأمريكي حينها ريكس تيلرسون الصحافة أن الرئيسين ناقشا الملف السوري، واتفقا، بالاشتراك مع الأردن، على إقامة "منطقة تخفيف تصعيد" في جنوب غرب سوريا لتعزيز وقف إطلاق النار.

وتطرقت المحادثات وقتها إلى الأمن السيبراني، واتفق الزعيمان على استكشاف آلية لـ"منع التدخل الإلكتروني في الانتخابات".

ولم يصدر بعد اللقاء بيان مشترك رسمي، لكن المراقبين لاحظوا أن ترامب لم يجب على أسئلة الصحافة حول التدخل الروسي في الانتخابات، وهو ما انتقده بعض النواب الأمريكيين الذين رأوا أنه تجنّب مواجهةً علنية، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان" حينها.

اللقاء الثاني
في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وفي فيتنام ضمن منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، عقد الرئيسان عدة لقاءات غير رسمية على هامش القمة، وأصدرا بعدها بيانًا مشتركًا أكدا فيه عزمهما "هزيمة داعش في سوريا" وأعلنا أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع السوري".
وشدد البيان على الحفاظ على قنوات اتصال عسكرية مفتوحة لتفادي حوادث خطرة في سوريا. وخلال اللقاءات الجانبية أبلغ ترامب الصحافيين أنه سأل بوتين مباشرة عن الاتهامات بالتدخل الانتخابي، فرد الأخير بالنفي "أنا لم أتدخّل"، فتوقف عن السؤال بعد ذلك.

وأثارت هذه التصريحات انتقادًا قويًا من معارضي ترامب في واشنطن، وكان أبرزها من النائب آدم شيف، وسط اتهامات بأن ترامب قبل بإنكار بوتين وعدم ردع روسيا.

وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أيضًا، أجرى الرئيسان مكالمة هاتفية استمرت نحو ساعة، وفق بيان للبيت الأبيض؛ غطى الاتصال مواضيع أمنية واسعة شملت سوريا وأوكرانيا وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان. وذكر البيت الأبيض أن الزعيمين أعربا عن عزمهما مواصلة التعاون لمواجهة الإرهاب والقضايا المشتركة.

وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر 2017، أجرى ترامب اتصالًا مع بوتين ركّز على تطورات الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وأوضح البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي شكر بوتين على "إشادة روسيا بأداء الاقتصاد الأمريكي القوي"، وتباحثا في سبل التنسيق لاحتواء التهديد النووي الكوري الشمالي.


وفي 11 شباط/ فبراير 2018 بعث ترامب رسائل تعزية لبوتين وروسيا إثر تحطم طائرة ركاب روسية أسفر عن مقتل 71 شخصًا، وأشارت وكالات روسية إلى أن ترامب عبر في المكالمة عن مواساته لبوتين على هذه المأساة.

أما في 20 آذار/مارس 2018، هنأ ترامب بوتين بفوزه بولاية رئاسية جديدة عبر مكالمة هاتفية، وقال مساعدون روس إن ترامب اقترح استضافة أول لقاء رئاسي ثنائي في البيت الأبيض، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض لم تؤكد إرسال دعوة رسمية وقالت إنهما ناقشا مواقع عدة محتملة.

اللقاء الثالث
في 16 تموز/يوليو 2018 في مدينة هلسنكي بفنلندا، جرت قمة ثنائية ولقاء رئاسي خاص لأول مرة بين الطرفين؛ تطرّق الزعيمان إلى ملفات عديدة مثل سوريا والشرق الأوسط واتهامات التدخل الانتخابي.

وجاءت أهم نتيجة إعلامية عندما أعلن ترامب في المؤتمر الصحفي المشترك أنه "لم يرَ سببًا" للاعتقاد بتدخل روسي في الانتخابات، مشيرًا إلى قبول إنكار بوتين لذلك.

ومرة أخرى، أثارت هذه المواقف جدلاً كبيرًا في الداخل الأمريكي، ووصفت أوساط المعارضة وأعضاء في مجلس الشيوخ مثل جون ماكين كلام ترامب بأنه "خطأ كارثي". وجاء ذلك وسط انتقاداتٍ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولم يُعلن عن أي اتفاق رسمي في القمة، واكتفى الطرفان بالتأكيد على مواصلة الاتصالات مستقبلاً.

اللقاء المفترض
30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، في مدينة بوينس آيرس بالأرجنتين، وأيضًا على هامش قمة العشرين، كان ترامب وبوتين من المقرر أن يجتمعا، إلا أن الاجتماع أُلغي رسميًا في اللحظة الأخيرة. علّق ترامب أن الإلغاء جاء بسبب "حادث أُجريت فيه استفزازات على سفن أوكرانية" قبالة القرم، بعد أن احتجزت روسيا تلك السفن في ذلك الوقت.

اللقاء الخامس
28 حزيران/يونيو 2019 وفي مدينة أوساكا باليابان، ومرة أخرى ضمن قمة العشرين، التقى ترامب وبوتين على هامش القمة في لقاءٍ استمر نحو 90 دقيقة، وعند سؤال ترامب عن التدخل الانتخابي قال مبتسمًا "لا تتدخلوا في الانتخابات، أرجوكم"، وهو ما أثار سخرية وانتقادات من نواب أمريكيين.

وأطلق ترامب حينها نكتة عن "الأخبار المزيفة" فاعتبرها البعض غير مناسبة في حضرة الصحافة. ولم ينتج عن اللقاء أي تفاهم جديد مهم، واكتفى الطرفان بوصفه "شرفًا كبيرًا" للعمل المشترك.


وفي 31 تموز/يوليو 2019 هاتف ترامب بوتين مجددًا لمتابعة تطورات حرائق الغابات في سيبيريا، وعرض ترامب مساعدة أمريكية لإخماد الحرائق، فأعرب بوتين عن امتنانه.

وأشارت تقارير إلى أن الزعيمين اتفقا أيضًا على مواصلة التنسيق بشأن قضايا أخرى مثل التجارة الثنائية، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" حينها.

منذ تلك المقابلات الأخيرة عام 2019 وحتى نهاية ولاية ترامب في 20 كانون الثاني/يناير 2021 لم ترد تقارير عن لقاءات رئاسية مباشرة معلنة بين ترامب وبوتين، وهو الأمر نفسه خلال فترة عمله خارج البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يركز اللقاء المرتقب، وهو الثاني من نوعه الذي يُعقد رسميًا وليس على هامش قمة أو محفل دولي، على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وقد تشمل المقترحات ما وصفته التقارير بـ"تبادل جزئي للأراضي" بين روسيا وأوكرانيا في مقابل وقف شامل للقتال.

وشدّد ترامب في تصريح لاحق على أن انعقاد اللقاء "لن يعتمد" على موافقة بوتين على لقاء مماثل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو الذي حذر من أن أي قرار يُتخذ حول أوكرانيا "دون وجود أوكرانيا" سيكون قرارًا ضارًا بالسلام.

مقالات مشابهة

  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • توقف لمدة عامين.. “الدايات” ينجح في إجراء أول عملية ولادة قيصرية بعد الحرب
  • 5 قتلى.. ضربات روسية جديدة على مناطق متفرقة في أوكرانيا
  • كيهان الإيرانية تدعو لإغلاق مضيق هرمز ردا على ممر ترامب
  • ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
  • من صنع القنبلة النووية هو «الخوف».. والثقة فقط هي التي تضمن عدم استخدامها ثانية
  • تحليل لـCNN.. ما وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي لا ترضي أحدًا
  • ما أبرز اللقاءات التي جمعت بين ترامب وبوتين منذ 2017؟
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية