وزير الخارجية التركي: نعمل لعدم تمدّد الحرب إلى لبنان
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تواصل جهودها لإيصال المساعدات إلى غزة بسرعة وعدم تمدد الحرب إلى البلدان الأخرى.
وقال فيدان، في مؤتمر صحافي في بيروت اليوم مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب ، إن نشاط بلاده متواصل " بدون انقطاع لمنع الدراما الحالية في غزة ونعمل بكل ما بوسعنا لمنع انتشار الحرب إلى البلدان الأخرى ومنع وصولها إلى لبنان".
وأضاف: "الآن نعمل ونركز اتصالاتنا على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، وفي هذا الصدد أجرينا اتصالات مع عدد من البدان في المنطقة والعالم، وأرسلنا مساعدات إلى غزة ونواصل اتصالاتنا مع السلطات المصرية في هذا الصدد".
وتابع الوزير التركي " نحن كتركيا نواصل نقاشاتنا على مسارين اولاً اتخاذ التدابير لمنع استهداف المدنيين ومنع توسع وانتشار الاشتباكات وأيضاً منع استمرار القمع والاحتلال."
وأضاف "نحن نركز على قاعدة لإيجاد الحل، هذه الحرب قد تؤدي إلى حروب أخرى مدمرة وقد تكون فرصة لإيجاد حل" ، قائلاً:" لقد حان الوقت ليسجل المجتمع الدولي خطوة فيما يتعلق بتأسيس دولة فلسطينية تكون حدودها 1967، السلام لن يحل إلا بإقامة دولة فلسطين والأحداث الأخيرة تثبت ذلك".
وأشار إلى أن المحادثات مع نظير اللبناني تناولت الموضوع السوري وتبادلا الآراء حول حل موضوع اللاجئين وإيجاد تسوية شاملة في هذا الموضوع.
التقى وزير الخارجية HakanFidan@ مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب في بيروت.???????????????? pic.twitter.com/JvO6Kxak3L
— Turkish MFA Arabic (@MFATurkiyeAR) October 17, 2023وبدوره ، قال الوزير بو حبيب "نجري اتصالات مع وزراء الخارجية العرب والأجانب، أضافةً إلى لقاءاتنا مع سفراء أكثر من 35 دولة منهم الدول الأعضاء في مجلس الأمن وسفراء الدول المشاركة في القوات الدول العاملة في جنوب لبنان ( اليونيفل) وسفراء الاتحاد الأوروبي وغيرهم لشرح الموقف اللبناني ".
وأضاف: "نحن في لبنان لسنا دعاة حرب بل ندعو إلى الهدوء والاستقرار ولتحقيق ذلك يجب توفر شرطين أساسيين أولاً وقف الاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة على الحدود اللبنانية الجنوبية والقتل المتعمد للصحافيين والمدنيين واستهداف مراكز الجيش اللبناني ومواقع "اليونيفيل" وقصف القرى المأهولة بالمدنيين، كلها أفعال تصب الزيت على النار وتخرق بشكل فاضح القرار 1701وتوتر الأجواء مما قد يؤدي إلى اشتعال الجبهة بطريقة يصعب احتواءها".
وتابع بو حبيب" الشرط الثاني وضع حد للتصعيد في غزة لليوم الحادي عشر على التوالي الذي ينم عن حقد أعمى على كل سكان القطاع وقد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها على الشعوب والدول في المنطقة وعلى المصالح الدولية".
وقال "يدفعنا واجبنا الأخلاقي والوطني والإنساني إلى التضامن مع أشقائنا الفلسطينيين وإدانة استباحة إسرائيل لقانون الحرب من خلال العقاب الجماعي والحصار الذي تفرضه على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة ما يشكل جريمة بحق الإنسانية".
وأشار بو حبيب إلى أن "وقف التصعيد وحفلة الجنون يبدأ بفك الحصار وإيصال فوري للمساعدات والغذاء والماء والدواء إلى غزة وهو أمر أكثر من ضروري وملح "، مضيفاً :" لا يوجد سلام ولا أمان دون حل سياسي عادل وشامل قائم على أساس قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية".
وجدد الوزير بو حبيب، الدعوة إلى "ضغط الدولي على أسرائيل لوقف الحرب والعودة إلى التفاوض وأعادة الحقوق إلى أصحابها".
وكان وزير الخارجية التركي وصل إلى لبنان في زيارة تستمر ساعات لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين.
وصول وزير خارجية #تركيا هاكان فيدان الى وزارة الخارجية والمغتربين قرب السراي الحكومي لافتتاح المبنى الجديد ل #وزارة_الخارجية الذي مولت تأهيله #تركيا .. وقد بدأ مؤتمره الصحافي المشترك مع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله الله بو حبيب. والحرب على #غزة ملف يفرض ذاته pic.twitter.com/dyLHYkK3eN
— Masdar Diplomacy (@masdardiplomacy) October 17, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل تركيا لبنان وزیر الخارجیة بو حبیب
إقرأ أيضاً:
إطباق تجسّسي.. هكذا تستبيح إسرائيل الجنوب اللبناني
بيروت- كنت أعمل داخل مقبرة البلدة رفقة صديقي، حين قال لي "اسمع جيّدا، يبدو أن هناك عشا للدبابير داخل هذه الخيمة التي تعلو أحد الأضرحة القريبة منّا"، وعندما التفت رأيت طائرة درون مسيّرة تربض فوق الخيمة وتراقبنا.
يروي هذه القصة، محمد صالح ابن بلدة راميا الحدودية قضاء بنت جبيل في الجنوب اللبناني، متحدثا للجزيرة نت عن معاناته ومعاناة جميع أبناء القرى الحدودية مع المسيّرات الإسرائيلية التي لا تفارق الأجواء، حيث تتتبع كل تفاصيل حياتهم، وعلى مدار الساعة.
ويقول صالح إن المسيّرات ترصد أي حركة داخل البلدة، وتحلق فوق علو قريب من المواطنين لا يتجاوز المترين، حيث تستطلع وجوههم وما يقومون به من عمل، وتعود إلى الموقع الإسرائيلي حيث انطلقت، وبعد ساعة تعيد الكرّة، وتستمر على ذلك حتى انتهاء العمل والخروج من البلدة.
تجسس وانتهاكويبدي صالح انزعاجا كبيرا حيال هذه الأساليب الإسرائيلية مع أبناء قرى الشريط الحدودي، ويقول "تشعر وأنت في بلدتك بأنك مراقب بالكامل وطوال الوقت، والأخطر أنك مكشوف بكل تفاصيل حياتك، وهذا مقلق جدا".
ويضيف "تخيّل أثناء الغداء دخلنا إلى غرفة صغيرة، وبدأت المُسيَّرة تحوم فوقنا بحثا عنا، ووقفت مباشرة تراقبنا حتى خرجنا لتشاهدنا، وبعد تعرفها علينا غادرت الأجواء".
إعلانوالمعاناة ذاتها مع المسيّرات الإسرائيلية يعيشها إبراهيم عيسى من بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون. ويقول للجزيرة نت إن مسيّرة تتبّعته بمجرد أن بدل سيارته التي كان يستقلها أثناء خروجه من بيته إلى مزرعته بحافلة صغيرة، حيث ظلت تُحلّق فوق رأسه حتى نزوله وانكشافه أمامها، ثم غادرت الموقع.
ويضيف "منذ أسابيع ذهبت إلى المزرعة، وتركت هاتفي داخلها خشية ضياعه، وخرجت إلى البريّة لأتفقد الأبقار، وما هي إلا دقائق حتى تتبعتني درون إسرائيلية، وبقيت تلاحقني حتى وصلت المرعى وبعدها عادت أدراجها".
وباتت استباحة المسيّرات الإسرائيلية للقرى الحدودية اللبنانية مقلقة جدا، حسب عيسى، إلا أن الأهالي صاروا يتعايشون معها. لكنه وغيره لا يخفون إنزعاجهم من مراقبتها الحثيثة لهم.
ويقول "تخيّل أن تكون مرصودا بكل تحركاتك، وعلى مدار الساعة، هذا غير مريح، وفي هذه الأيام ومع ارتفاع درجات الحرارة، وعندما تحاول فتح باب أو نافذة، فإنك تفكّر كثيرا قبل أن تفعل، لأن المسيّرة قد تأتي وتصورك في منزلك دون أن تشعر".
أما المواطن عيسى هزيمة -صاحب مقهى في ساحة ميس الجبل- فيقول إن المسيّرة تقتحم المقهى يوميا، وتصوّر كل شيء داخله وتغادر، ثم تعود مجددا لتتأكد من وجوه الروّاد.
ويؤكد هزيمة للجزيرة نت أن الطائرة تتبّعه ومعظم سكان البلدة كل يوم، ولا تفارق الأجواء أبدا، وتصورهم وترصد تحركاتهم. ويقول "هذا يقلقنا جميعا، ويُجنّب الأهالي العودة إلى البلدة، خاصة وأن المسيّرات تحلق فوق علو منخفض منهم، ويشعرون وكأنها تلاحقهم داخل منازلهم".
يقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والمختص في الاتصالات محمد عطوي إن لهذه المسيّرات قدرة عالية على التتبّع والرصد والتصوير. ويؤكد للجزيرة نت أن المسيّرات الإسرائيلية مزودة بأجهزة استشعار وكاميرات دقيقة ذات حساسية عالية، تُمكنها من تصوير أدق التفاصيل على الأرض بدقة ووضوح، حيث تنقل هذه المعلومات مباشرة إلى غرف العمليات داخل الكيان الإسرائيلي.
وهناك -يواصل عطوي- يقوم الإسرائيليون بمقارنة الصور مع المعلومات المتوفرة لديهم على أجهزة الحاسوب من صور سابقة لمواقع وأشخاص وأبنية ومواقع عسكرية، وبناء عليه يأخذون القرار المناسب.
ويشير عطوي إلى أن المسيّرات ليست وحدها من يخرق خصوصية اللبنانيين، فالأقمار الصناعيّة أيضا تملك قدرة هائلة على الرصد بدقّة، ثم تعود لتُرسل ما التقطته إلى غرف عمليّات الموساد والقيادة الإسرائيلية.
إعلانويضيف أن هناك أجهزة على شكل كاميرات وأدوات تنصّت ثابتة، تُوجّه على قطاع معيّن، خاصة في الأودية أو ممرّات محدّدة، وهي دقيقة وتُستخدم لنقل الصور، ويتم إخفاؤها غالبا تحت الصخور، وتموّه بحسب طبيعة الأرض، لتجنّب اكتشافها بسهولة، و"هذه المعلومات تُرسل إلى العدو الإسرائيلي، وأستطيع القول إن كل الإنترنت والاتصالات في الجنوب مراقب إسرائيليا".
شكل من العدوانوأمام هذا الإطباق الاستخباراتي على لبنان وهذا الخرق لخصوصيّة المواطنين، يؤكد عضو لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النيابية النائب محمد خواجة للجزيرة نت أن ما تقوم به إسرائيل يعد عدوانا مستمرا بحق لبنان، لافتا إلى أن الاحتلال لم يلتزم بوقف إطلاق النار ولو لساعة واحدة، بينما لبنان، حكومة وشعبا وجيشا ومقاومة، التزم بالكامل بكل بنود الاتفاق.
ويستنكر خواجة تغطية وتبرير الولايات المتحدة الأميركية للانتهاكات الإسرائيلية، وفي مقدمتها السيطرة الجوية التي تُستخدم للقتل والاغتيال والقصف والتدمير في الجنوب ومناطق أخرى من لبنان، عوضا عن عدم قيامها بإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
ويضيف خواجة "على أميركا وفرنسا كجهتين راعيتين الاتفاق لوقف إطلاق النار، وأن تتحمّلا مسؤوليتهما عوضا عن ممارسة الضغوط على لبنان، بينما الحقيقة أن الضغط يجب أن يُمارس على إسرائيل".