حق المقاومة وصمت المجتمع الدولى
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
حق المقاومة ضد المحتل بكافة الصور والأشكال حق أصيل لحركات التحرر الوطنى التى تناضل ضد الاحتلال من أجل تقرير المصير، بما فى ذلك المقاومة المسلحة، التى يعدها القانون الدولى دفاعاً عن النفس والأرض، ووسيلة لمنع الاحتلال القائم من فرض سيطرته والتمادى فى إجراءاته الأحادية.
ولعل تنظيم اتفاقية لاهاى عام 1907 لعمل حركات المقاومة، ونصها على أن يكون لها رئيس وشعار، وأن تحمل السلاح علنًا وتتقيد بأعراف وقوانين الحرب، أكبر اعتراف لحق تلك الكيانات فى حماية شعبها بصورة علنية، بالإضافة إلى القرار الأممى رقفم «3236» الصادر بتاريخ 1979 الذى أعطی الشعب الفلسطينى الحق فى استخدام كافة الوسائل لنيل حريته، بما فيها الكفاح المسلح، فالأمم المتحدة اعترفت بالشعب القائم فى وجه العدو كشخص من أشخاص القانون الدولى، وطبقت على حركات التحرر الوطنى نظام فيينا للبعثات الدائمة أو المؤقتة فى المنظمات الدرولية، كما أن المادة «51» من ميثاق الأمم المتحدة نصت على شرعية حق المقاومة للشعوب من أجل الدفاع عن نفسها إذا داهمها العدو بقصد احتلالها، فما بالك بدولة تمارس اعتداءاتها، بشكل يومى، على شعب سعى إلى السلام بشتى الصور والأشكال.
الغريب أمام الصمت الدولى الذى يشجع الاحتلال الإسرائيلى على الإفلات بجرائمه التى يرتكبها ضد أبناء الشعبل الفلسطينى، أن المنظمات الفلسطينية التى تمارس حقها المشروع فى النضال والمقاومة توصمه بالإرهاب، فى حين قطعان المستوطنين الذين تطلقهم دولة الاحتلال بشكل يومى لمهاجمة المدن الفلسطينية بالسلاح، لم تستطع دولة أو مؤسسة أممية عالمية أن تضعهم فى خانة المنظمات الإرهابية، رغم أن ما تمارسه تلك القطعان الإرهابية من مظاهر مسلحة وعمليات قتل تؤكد، وفق كافة المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، أنها كيانات إرهابية، تمارس القتل الممنهج والعدوان على الفلسطينيين فى وضح النهار، دون خوف أو جل من محاسبة على تلك الجرائم التى تقود المنطقة والعالم إلی انفجار لا يعلم أحد مداه، ولا يمكن تصور عواقبه.
إن المجتمع الدولى أضحى الآن أكثر من أى وقت مضى مطالبًا باتخاذ مواقف، وأن يستيقظ من سباته الذى شكل غطاء للإحتلال لمواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطينى، وعلى لمنظامات الدولية والعربية الساعية إلى إعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة، والوقوف بكل ما تملكه من ثقل دولى فى مواجهة أعتى الاحتلالات، وتأخذ مواقعها الطليعية لمواجهة الجريمة وصناعها، والعدوان الاحتلال، والانتصار للحقيقة والحق، وإعادة الحقوق الفلسطينية إلى أهلها منعًا لهذا الانفجار الوشيك، فبوابة السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم لم تفتح دون إعادة الحقوق الفلسطينية، وفرض حل الدولتين، وتمكين دولة فلسطين ذات السيادة على كامل أراضيها وفق قرارات الشرعية الدولية، ومحاسبة دول الاحتلال على سجلها الحافل من الجرائم، بالجرائم التى ترتكب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم. ومعركة طوفان الأقصى التى شنها أبطال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال والظلم وانتهاك المقدسات والاستيطان والاعتداءات المتكررة وانتهاك حقوق الأسرى، وصد الصلف والتنصل من الاستحقاقات هى الرد الطبيعى على جرائم الحرب المتواصلة، وما زلنا نحذر من أن كيان الاحتلال الإسرائيلى يقود المنطقة إلى دمار شامل، وأن الصمت الدولى والتواطؤ من جرائمه يشجعه على الإفلات بجرائمه التى يركتبها ضد الشعب الفلسطينى صاحب الحق فى أرضه ووطنه وفى أمنه واستقراره.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يرتكب مجزرة بجباليا والمقاومة توقع جنوده بكمائن صعبة
أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 98 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، في وقت تكبد جيش الاحتلال خسائر بشرية بعمليات جديدة للمقاومة.
وقال مراسل الجزيرة إن 13 شخصا استشهدوا إثر القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ منتصف الليل.
وأفاد المراسل بارتفاع حصيلة المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 12 إثر قصف جوي إسرائيلي على منزلين في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 فلسطينيين بينهم 3 أطفال وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية استهدفت منزلا جنوبي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ونقل المراسل عن مصادر طبية وأخرى في الدفاع المدني استمرار عمليات البحث عن مفقودين بين ركام المنزل المستهدف في دير البلح. في حين نقلت سيارات الإسعاف المصابين وجثامين الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
جنوبا، استشهد فلسطيني وجرح آخر إثر قصف إسرائيلي على منزل في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس.
وتزامن ذلك مع مواصلة المدفعية الإسرائيلية قصفها بكثافة للمناطق الشمالية لمدينتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات حربية إسرائيلية شنت في ساعات فجر اليوم الأربعاء أكثر من 20 غارة على منازل شرقي وجنوبي مدينة خان يونس.
#عاجل | مراسل شهاب: انتشال عدد من الشهداء بينهم أطفال من منزل عائلة جنيد في جباليا البلد شمال القطاع، وما زالت طواقم الدفاع المدني تحاول انتشال عدد آخر تحت الأنقاض pic.twitter.com/eWclihY6pF
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 20, 2025
إعلان تفاصيل جديدةوتأتي التطورات الميدانية في غزة بوقت كشفت منصات إسرائيلية تفاصيل جديدة عن "الحدث الأمني الصعب" الذي أعلن عنه مساء الثلاثاء وفرضت الرقابة الإسرائيلية حظرا على نشر معلومات عنه.
وأفادت منصات للمستوطنين بمقتل جندي وإصابة 3 آخرين بعد أن استهدفت المقاومة مبنى كان الجنود بداخله، مما أدى إلى انهياره وهم بداخله.
وأشارت إلى أن عمليات الإنقاذ استغرقت ساعات وكانت معقدة للغاية لطبيعة ما دار من اشتباكات مع المقاومة في موقع الحدث، ولفتت إلى أنه بعد ساعات طويلة عثر جنود الاحتلال على جثة الجندي في مبنى مجاور، مما يُرجح أن المقاومة حاولت احتجاز جثته.
وقالت المنصات الإسرائيلية إن مروحيات الإنقاذ نقلت الجنود الثلاثة إلى المستشفيات ووصلوا في حالة صحية صعبة للغاية.
ويعد الحدث الأمني هو الثاني الذي يعلن عنه الثلاثاء وتفرض الرقابة الإسرائيلية حظرا على نشر المعلومات بشأنه.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع حدث أمني وصفته بالصعب أيضا، حيث قالت إن مبنى انهار على قوة إسرائيلية، مما أسفر عن إصابة جنديين بجروح خطرة في حين أصيب ثالث بجروح متوسطة.
وتأتي الأنباء عن تعرّض الجيش الإسرائيلي لخسائر في وقت أعلنت فيه سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– عن عملية استهدفت قوات الاحتلال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت السرايا عبر تطبيق تلغرام إن مقاتليها استهدفوا الثلاثاء دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة "آر بي جي" مضادة للدروع في منطقة خزاعة.
وأضافت أن المقاتلين أكدوا اشتعال النيران في الدبابة التي كانت متوغلة بالمنطقة.
وتواترت في الآونة الأخيرة عمليات المقاومة في رفح وخان يونس بالمناطق الشرقية لمدينة غزة، وكذلك في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع، مما أسفر عن مقتل وجرح عديد من الجنود الإسرائيليين.
إعلانوتتزايد عمليات المقاومة الفلسطينية على الرغم من ضراوة القصف ونشر جيش الاحتلال قوات إضافية في القطاع.
وكانت إسرائيل استأنفت العدوان على غزة يوم 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، وأسفرت هجماتها منذ ذلك الحين عن أكثر من 3400 شهيد و9600 مصاب، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.
وبدعم أميركي ترتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.