شارك وفد من السودان ضم ممثلين عن اتحاد أصحاب العمل ورجال الأعمال السودانيين فى الدورة 28 لملتقى الأعمال الألماني العربي الذي تنظمه غرفة الصناعة والتجارة الألمانية العربية في الفترة من 19-21 مايو 2025.ونظمت بعثة السودان ببرلين، وفي إطار جلسات المؤتمر وبالتعاون مع غرفة الصناعة والتجارة الألمانية العربية، حلقة نقاش عن فرص وتحديات الإستثمار فى السودان بتشريف رئيس الغرفة السيد أولاف هوفمان والأمين العام دكتور عبد العزيز المخلافي والعديد من الشركات الألمانية .

حيث تم تقديم عرض عن موارد وإمكانات السودان والقطاعات الجاذبة للاستثمار، والتحديات الماثلة وسعي الدولة لتجاوز هذه التحديات من خلال توفير البيئة الملائمة والأطر القانونية اللازمة لتشجيع الإستثمار وجذب الأعمال بما يسهم في البناء وإعادة التأهيل.وأوضحت سعادة السفيرة الهام إبراهيم محمد أحمد سفيرة السودان لدى جمهورية ألمانيا الإتحادية بأن مشاركة السودان في هذا الملتقى تأتي بعد انقطاع لثلاث سنوات، وأشارت إلى أن وفد السودان قد عقد العديد من اللقاءات المهمة، مع هيئة الأعمال الألمانية الأفريقية، والجمعية الأفريقية الألمانية, و عدد كبير من الشركات الألمانية المهتمة والوفود المشاركة من الدول العربية.وشارك الوفد في اجتماعات الجمعية العمومية ومجلس الإدارة والمكتب التنفيذي لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية العربية .ووصفت السفيرة الهام الزيارة بالمثمرة حيث تم التوافق على ترتيب زيارة مشتركة للسودان من الغرفة وهيئة الأعمال الأفريقية الألمانية ومؤسسات اخرى في نهاية العام الجاري، على أن تسبق ذلك ترتيبات مع اتحاد أصحاب العمل في السودان.الجدير بالذكر أن وفد السودان المشارك في أعمال الملتقى قد جاء برئاسة السفيرة الهام إبراهيم محمد أحمد ومشاركة نائب رئيس البعثة السفير إدريس محمد علي ووفد يمثل إتحاد أصحاب العمل ورجال الأعمال ضم كل من السيد كمال إبراهيم أحمد، والسيد هشام السوباط، والسيد صديق محمود صديق، والمهندس طارق حمزة زين العابدين، والسيد مهند عوض محمود.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: كامل إدريس .. رهانات اللحظة ومتغيرات السياسة

في ظل التحولات التي يشهدها السودان بعد سنوات من الحرب، جاء تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء ليشكّل لحظة محورية في مسار الانتقال السياسي. فهذه الخطوة، إلى جانب كونها خطوة نحو الاستقرار الإداري، تمثل رهانًا حقيقيًا على شخصية قادرة على مخاطبة الداخل والخارج، وعلى قيادة مرحلة حساسة تتطلب التوازن بين التطلعات الشعبية والمتغيرات السياسية والأمنية إقليميًا ودوليًا.

إذ يعاني السودان اليوم من تحديات متعددة، أبرزها استعادة الاستقرار، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتجاوز حالة التشرذم السياسي . وفي هذا السياق، يُنظر إلى إدريس بوصفه خيارًا يحمل رمزية توافقية، وخطوة نحو إعادة ضبط إيقاع المرحلة الانتقالية. بالأمس أصدر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة مرسومًا دستوريًا بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء، في قرار يُعد أول تعيين رسمي للمنصب منذ تعثر المسار الانتقالي، ويعكس تحولًا مهمًا في إدارة المرحلة.

توقيت هذا التعيين لا يخلو من دلالات مهمة، إذ يتزامن مع حالة من الفراغ المؤسسي وتصاعد الحرب باعتماد نمط المسيرات الاستراتيجية، ما يجعله محط أنظار الداخل والخارج. ويبدو أن ما يتمتع به إدريس من سجل أكاديمي ومهني، وعلاقات دولية واسعة، يُكسبه قدرة نسبية على التحرك وسط تعقيدات المشهد. غير أن الدعم الخارجي وحده لا يكفي لتجاوز الأزمات، فنجاح هذه المهمة يتطلب توافقًا وطنيًا صادقًا شكلا ومضمونا ؛ فبلادنا أحوج ما تكون إلى الاستقرار واستعادة الأمن والسلام.

إعادة بناء السودان لا تتوقف عند تعيين كفاءة فردية مهما بلغت مكانتها، بل تتطلب توافقًا سياسيًا شاملًا، وتحديدًا واضحًا لهياكل السلطة الانتقالية، وإرادة مشتركة لتجاوز المحاصصة والتجاذبات السياسية. إن السؤال الجوهري هنا لا يتعلق بشخص إدريس فقط، بل بمدى الصلاحيات التي سيُمنح إياها، وبقدرته على قيادة مرحلة تتسم بالهشاشة والتقاطعات والتداخلات المحلية والدولية.

وكما قال مهاتير محمد: “إن أعظم معركة تخوضها الدولة بعد الحرب ليست مع العدو، بل مع الذات: أن تنقذ مؤسساتها، وتعيد ثقة شعبها، وتصنع سلمها بالعدل”. وهذا تمامًا ما يحتاجه السودان في هذه اللحظة؛ معركة مع الذات السياسية، التي أثقلت كاهل الدولة وأضعفت مشروعها الوطني.

لا يمكن عزل هذا التعيين عن التحركات الجارية في الإقليم، سواء على مستوى الاتصالات الأمريكية والمصرية التي تجري هذه الايام ، أو مداولات مجلس الأمن ومنبر جدة. وجود شخصية مقبولة دوليًا مثل إدريس قد يسهم في تخفيف الضغوط الدولية على السودان، وفتح نوافذ للحوار. غير أن النجاح هنا لا يتأتى إلا إذا ارتبط بحاضنة داخلية حقيقية، وبرنامج حكومي يستند إلى رؤية اقتصادية وأمنية قابلة للتنفيذ، بجانب إعادة الإعمار ثم معاش الناس ، لا مجرد تسويات مؤقتة أو وعود نظرية.. ما عاد يثق فيها السودانيون.

تجربة الانتقال السياسي في السودان منذ 2019 أثبتت أن التوافقات الشكلية لا تصنع استقرارًا. المطلوب اليوم هو مشروع تأسيسي يعيد تعريف طبيعة المرحلة، ويرسم بوضوح وظائف السلطة الانتقالية، ويؤسس لمسار ديمقراطي قائم على العدالة وسيادة حكم القانون، لا على الترضيات. وهذا يستدعي إرادة سياسية صادقة، واعترافًا جماعيًا بأن الوقت لم يعد يسمح بالمراوحة، وأن عمر الانتقال (1180 يومًا) يجب أن يؤخذ بجدية، بحسب الوثيقة الدستورية المعدلة لعام 2025، التي مفترض أن تؤسس لمرحلة جديدة من الحكم الرشيد والتنمية المستدامة.

ورغم أن الدكتور إدريس لا ينتمي إلى أي حزب سياسي ، فإن حياده السياسي قد يكون عامل قبول مهمًا وراجحًا، إن حظي بدعم حقيقي من القوى السياسية والمجتمعية والإعلام. لكن غياب هذا الدعم، أو استمرار التنازع حول فكرة التأسيس للمرحلة الراهنة، قد يجعل من مهمته مستحيلة. فالتوازن مع المؤسسة العسكرية سيكون حاسمًا، وكذلك القدرة على إدارة العلاقات مع القوى السياسية.

ومن منظور وجه الحقيقة، يجب أن ندرك أن إدريس لن يقدّم حلًا سحريًا، بل ننتظر منه أن يُحسن إدارة هذه اللحظة التاريخية. نجاحه مرهون بمدى قدرته على تحويل هذا التعيين إلى فرصة وطنية شاملة، لا استجابة لضغوط ظرفية . وإذا أدركت النخب السياسية أن المعركة الحقيقية ليست مع الخصوم، بل مع الذات التي عطّلت المشروع الوطني، فقد يشهد السودان بداية جديدة. أما إذا تكررت أخطاء الماضي، فستكون هذه الخطوة مجرد صدى في فراغ سياسي متجدد، وحينها سيصعب استعادة الأمن و سيعزّ السلام .

إبراهيم شقلاوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي
  • كن تاجرًا بالقانون.. ملتقى يجمع التجارة بالتشريع في شمال الباطنة
  • السفير المصري ببرلين: لدينا حجم عمالة شابة ماهرة تلبي احتياجات السوق الألماني
  • وفد تجاري يشارك بالملتقى الاقتصادي العربي الألماني
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: كامل إدريس .. رهانات اللحظة ومتغيرات السياسة
  • وزير قطاع الأعمال يشارك في احتفال سفارة الكاميرون بالعيد الوطني
  • وزير قطاع الأعمال العام يشارك في احتفال سفارة الكاميرون بالقاهرة بالعيد الوطني
  • وزير قطاع الأعمال يشارك في احتفال سفارة الكاميرون بالقاهرة بالعيد الوطني
  • وزير الاستثمار يشهد الافتتاح الرسمي للملتقى الاقتصادي العربي الألماني