من قسم التقارير.
أبوظبي في 18 أكتوبر/ وام/ تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها كإحدى أبرز الدول المساهمة في صياغة واعتماد القرارات الأممية التي تتصدى لمعالجة أهم القضايا والمستجدات على الساحة الدولية، وفي دفع عجلة التنمية الشاملة وتحقيق الازدهار لكافة شعوب العالم.
ويشهد دور الإمارات في منظومة العلاقات الدولية، تطورا مستمرا بفضل العلاقات المتميزة التي تربطها مع معظم دول العالم، فضلا عن حضورها القوي والفاعل في العديد من المنظمات والهيئات الدولية.


وخلال السنوات الماضية.. شكلت الجهود الإماراتية عاملا حاسما في استصدار واعتماد العديد من القرارات ومشاريع القرارات الدولية التاريخية التي يمتد تأثيرها الإيجابي ليشمل شعوب العالم كافة بمختلف انتماءاتها الدينية والعرقية والثقافية.
- مجلس حقوق الإنسان
اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أول من أمس (الإثنين)، مشروع قرار اشتركت في صياغته كل من الإمارات والمملكة المتحدة، حول تحقيق المساواة في تمتع كل فتاة بالحق في التعليم، ما يجسد المكانة الكبيرة والسمعة الطيبة لدولة الإمارات في المحافل الدولية، وقدرة قوتها الناعمة على التأثير في الآخرين وإقناعهم بكل ما يحقق الاستقرار والازدهار في العالم.
ويسلط مشروع القرار الضوء على التأثيرات الواسعة النطاق لتغير المناخ والتدهور البيئي والكوارث الطبيعية على تحقيق المساواة في تمتع كل فتاة بالحق في التعليم، ويركز على الفتيات اللواتي يعانين أوضاعا هشة، ولا سيما الفتيات الأكثر تهميشاً، والنازحات داخلياً، والفتيات من أصحاب الهمم، واللواتي يعشن في المناطق الريفية والمرجح أن يتأثرن بالكوارث الناجمة عن التغير المناخي والتدهور البيئي.
- مجلس الأمن
اعتمد مجلس الأمن الدولي، في يونيو الماضي، قراراً تاريخياً، اشتركت في صياغته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، الذي أقر المجلس بموجبه للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تفشي هذا الداء وتصعيده وتكرار النزاعات في العالم.
ويدعو القرار إلى الإدانة العلنية للعنف وخطاب الكراهية والتطرف، ويشجع جميع الشركاء المعنيين بما في ذلك القادة الدينيين والمجتمعيين ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على التصدي لخطاب الكراهية والتطرف الذي يؤدي إلى إشعال النزاعات المسلحة أو إلى تفاقمها.
واختتمت الإمارات في يوليو الماضي رئاستها الثانية لمجلس الأمن الدولي التي شهدت اعتماد العديد من القرارات، ومنها بيان رئاسي يعارض التدابير أحادية الجانب التي من شأنها عرقلة آفاق حل الدولتين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كانت دولة الإمارات وبصفتها عضواً منتخباً في المجلس قد يسّرت هذا القرار الهام بدعم من جميع أعضاء المجلس.
كما اعتمد مجلس الأمن بالإجماع في 17 مارس الماضي خلال اجتماع بشأن أفغانستان، قرارين تقدمت بهما دولة الإمارات بالتعاون مع اليابان، وفي الشهر ذاته أيضا، وبمبادرة من الإمارات وكل من (الغابون وغانا وموزمبيق)، وبالتنسيق الوثيق مع السودان، اعتمد مجلس الأمن قراراً تاريخياً يضع إطاراً زمنياً، أو ما يعرف بـ "بند الانقضاء"، لتدابير نظام العقوبات الذي فرضه المجلس على السودان منذ عام 2004.
وتبرهن جملة القرارات الدولية التي ساهمت دولة الإمارات في اعتمادها في مجلس الأمن على نجاح السياسة الخارجية للدولة التي اتسمت على الدوام بالحكمة والاعتدال والالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترام المواثيق والقوانين الدولية، فضلا عن دورها الفاعل والمؤثر في حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية ودعم الاستقرار والسلم الدوليين.
- جمعية الصحة العالمية
في يوليو 2022 اعتمدت جمعية الصحة العالمية لأول مرة في تاريخها مشروع قرار لتعزيز جودة الحياة الصحية، تقدمت به دولة الإمارات في الاجتماع الخامس والسبعين للجمعية الذي عقد في جنيف في الفترة ما بين 21 إلى 28 مايو 2022، في إنجاز يظهر مكانة الإمارات العالمية كدولة مؤثرة وفاعلة ذات ثقل استراتيجي عالمي.
وتضمن مشروع القرار وضع إطار عمل لتحقيق جودة الحياة والرفاه الصحي للأفراد والمجتمعات في دول العالم وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وبالتشاور مع الدول الأعضاء.
ودعا مشروع القرار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى إعداد إطار عمل عن جودة الحياة الصحية لدعم الدول الأعضاء في تبني جودة الحياة الصحية كنهج للوصول إلى أعلى درجات الرفاه الصحي.
- اليونسكو
اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالإجماع، في أبريل 2021 ، القرار الأول من نوعه الذي تقدمت به دولة الإمارات بصفتها عضواً في المجلس التنفيذي، وكان بعنوان «الإطار الخاص بتعليم الثقافة والفنون»، وجاء لضرورة البدء في اتخاذ إجراءات عمل ملموسة لتعزيز التعاون بين الثقافة والتعليم، لما لذلك من أهمية وتأثير في تحقيق التنمية المستدامة للشعوب والدول، وتسخير الثقافة في التعليم عبر توسيع مخرجات التعلم والقدرات والمهارات للجميع، من خلال مجموعة واسعة من الفرص التي توفرها الثقافة، وتضمين التراث والصناعات الثقافية والإبداعية في التعليم الرسمي وغير الرسمي، والتعلم مدى الحياة، الذي يشمل التكنولوجيا الرقمية.
- الجمعية العامة للأمم المتحدة
يمثل "اليوم الدولي للأخوة الإنسانية" الذي يحتفي فيه العالم في 4 فبراير من كل عام حجم التأثير المتنامي لدولة الإمارات في ملف تعزيز مبادئ السلام وتعميق المساعي الأممية لنشر قيم التسامح والتعايش.
وجاء اعتماد "اليوم الدولي للأخوة الإنسانية" بناء على قراراً بالإجماع من الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وقد تم تحديد الاحتفال السنوي بالمناسبة بناء على ذكرى مولد الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث التي تم توقيعها في نفس اليوم من عام 2019 من قبل اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عاصمة الأخوة الإنسانية.
- الفاو
وافقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" على مقترح دولة الإمارات أن يكون العام 2017 عاما للنخيل يتم الاحتفاء فيه بالشجرة المباركة وأهميتها بالنسبة للأمن الغذائي على مستوى العالم.
وجسد قرار "الفاو" حجم التعاون البناء بين المنظمة ودولة الإمارات في مجالات تعزيز الأمن الغذائي ومواجهة أزمات الجوع حول العالم.
- الاتحاد البرلماني الدولي
وافق المشاركون في أعمال الجمعية العامة 146 للاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في مارس الماضي، على مقترح الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي بشأن مناقشة موضوع "الشراكات من أجل العمل المناخي..تعزيز الوصول إلى الطاقة الخضراء بأسعار معقولة، وضمان الابتكار والمسؤولية والإنصاف".
وتاريخيا.. لاقت المقترحات التي تقدم بها ممثلو المجلس الوطني الاتحادي في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي ترحيبا واسعا وصدى إيجابيا كبيرا بين المشاركين، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أقر الاتحاد في أكتوبر 2015 البند الطارئ المقدم من الشعبة البرلمانية الإماراتية حول دور الاتحاد والبرلمانات الوطنية والبرلمانيين والمنظمات الدولية والإقليمية في توفير الحماية الضرورية والدعم العاجل للاجئي الحروب والصراعات الداخلية.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات دخلت قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2023 الذي تعده مؤسسة "براند فاينانس" العالمية، حيث حققت تقدماً ملحوظاً في المؤشرات الرئيسية والفرعية كافة، بما يجسد المكانة المميزة التي وصلت إليها وجعلت منها واحدة من أكثر دول العالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.

مجدي سلمان/ إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دولة الإمارات فی جودة الحیاة مجلس الأمن فی التعلیم

إقرأ أيضاً:

بيان من الجالية السودانية بدولة الإمارات العربية المتحدة .. السودان والإمارات.. شعب واحد.. نبض واحد

نحن، أبناء الجالية السودانية بإمارة أبوظبي نُعبر عن أسفنا العميق، وإدانتنا الكاملة، ورفضنا المطلق، واستنكارنا التام للقرار الذي أصدرته في 6 مايو 2025، سلطة الأمر الواقع غير الشرعية في بورتسودان، والمتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وسحب كل من سفارة السودان في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي.
إن هذا القرار المُشين، الذي لم يراعِ أبسط قواعد العمل الدبلوماسي الرشيد، واتخذته سلطة تفتقر إلى الشرعية ولا تمثل السودان وشعبه، بل تمثل طرفاً في هذه الحرب وما أفضت إليه من إراقة لدماء السودانيين وخراب للوطن وتشريد الملايين من أهله، أصابنا بالحرج كجالية سودانية، واستدعى منا وقفة عقلانية ومسؤولة لإصدار هذا البيان، الذي نعلن من خلاله الآتي:
أولاً:، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادته الرشيدة، كانت ولا تزال داعمًا أساسيًا للسودان؛ قدمت المساعدات الإنسانية والاقتصادية، وشاركت بفعالية في المبادرات الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والسلام في بلادنا.
ثانيا:لقد أراد هذا القرار الخاطئ قطع الطريق على العلاقات التاريخية بين السودان ودولة الإمارات؛ وهي علاقات تاريخية حميمة ضاربة في جذور الأرض وتمثل نموذجاً للعلاقات بين الدول الصديقة والشقيقة، وقد غذتها صلات طيبة في شتى مناحي الحياة وروتها مياه عزيزة من المودة والتعاون الوثيق المثمر والمصالح المشتركة على كافة المستويات الرسمية والشعبية عبر سنوات طوال زادت هذه العلاقات قوة ومتانة، أن العلاقة بين الشعبين تجسد مقولة «شعب واحد ونبض واحد».
ثالثًا: إننا في الجالية السودانية نؤمن بأن العلاقات الدولية تُبنى على الاحترام المتبادل والحوار، لا على المهاترات والاتهامات التي تفتقر إلى المصداقية، ولا تستند إلى مسوغات
رابعا: علاوة على السودانيين المقيمين في دولة الإمارات منذ عشرات السنين فقد لجأ إليها مؤخراً بسبب الحرب مئات الآلاف من السودانيين؛ فاستقبلتهم دولة الإمارات بالإيواء والدواء وأسباب الحياة، ويريد هذا القرار المشين إغلاق أبواب الرعاية الإنسانية التي تتطلبها أوضاع السودانيين بعد هذه الحرب التي قطعت مسيرة حياتهم وشردت أبناءهم وبناتهم.
خامسا: نتقدم بالتقدير والشكر والإجلال لدولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة رشيدةً وشعبًا ونؤكد بأن علاقات السودان بدولة الإمارات العربية المتحدة ستظل باقية تزداد متانة عنواناً للمحبة والإخاء وتجسيداً للعلاقات الراسخة التي لا تقوى على زعزعتها نوازع الشر والنوايا الخبيثة لمثيري الفتن وأعداء الحياة
ختامًا، نسأل الله عز وجل أن يعيد الأمن والسلام إلى بلادنا، فالشعب السوداني يستحق العدل والسلام، ويحتاج إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، وتدفقٍ غير معوَّق للمساعدات الإنسانية، وعملية سياسية ذات مصداقية.
حفظ الله السودان وأهله، وسدد خطى كل من يعمل بصدق وإخلاص من أجل أمنه واستقراره وازدهاره.  

مقالات مشابهة

  • لا توجد مدرسة واحدة في العلاقات الدولية تقول إنه عندما تعتدي عليك دولة (..)
  • توسيع آفاق التعاون البرلماني بين الإمارات وباكستان
  • الإمارات تجدد دعوتها لحماية المدنيين في السودان
  • حين تكون الجوانب الاجرائية سبباً في فشل العدالة الدولية
  • بيان من الجالية السودانية بدولة الإمارات العربية المتحدة .. السودان والإمارات.. شعب واحد.. نبض واحد
  • الإمارات تنفي تسليح أي طرف في النزاع السوداني
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشيد بقرار «العدل الدولية»
  • الإمارات: لا علاقة لنا بوجود أنظمة مدفع هاوتزر في السودان
  • توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الإمارات للمساعدات الدولية ومحافظ عدن لبناء مستشفى
  • رئيس المركزي للإحصاء: الجهاز سقوم بدور وطني ليكون شريك داعم في صناعة القرار