في ارتفاع يومي..الجيش الإسرائيلي يكشف حصيلة قتلاه منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
كشف الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء حصيلة قتلاه منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" يوم السبت 7 أكتوبر لغاية اليوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء.
وفي تحديث للبيانات على موقعه الإلكتروني، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد القتلى من العسكريين أصبح لغاية الآن 306 جندي، حيث ذكر أن بين الجنود القتلى جنديات أيضا.
هذا وحمل رئيسا جهازي "الشاباك" رونين بار، وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون حاليفا، نفسيهما المسؤولية كاملة عن الفشل الاستخباراتي الذي وقع في الـ7 من أكتوبر الجاري.
كما صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش تستعد لتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط الهجومية، بعد عدة أيام من القتال والانتهاء من تجنيد الاحتياط وهم مئات الآلاف من الجنود.
ويوم السبت الماضي، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يستعد لتوسيع نطاق الهجوم وتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية، التي تشمل هجوما مشتركا ومنسقا من الجو والبحر والبر.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن خلافات كبيرة وقعت في الكابينت بشأن مدى عمق هذا الدخول على الرغم من المصادقة على الدخول البري لغزة.
ومن جانبها، نشرت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مقطع فيديو لما يبدو أنه مناورات سابقة، وجهت فيه رسالة بالعبرية إلى القوات الإسرائيلية البرية قائلة "هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة".
ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وبحري وجوي منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
وقوبلت "طوفان الأقصى" بعملية "السيوف الحديدية" الإسرائيلية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وبلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي نحو 3478 قتيل وأكثر من 12 ألف جريح في القطاع، وأكثر من 61 قتيل وما يزيد عن 1500 جريح في الضفة الغربية.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد قتل ما يزيد عن 1400 شخص بينهم أكثر من 305 ضباط وجندي، فيما أسرت "حماس" أكثر من 200 إسرائيلي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تويتر حركة حماس غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة كتائب القسام الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى.. تحولات في الداخل الأمريكي
منذ تأسيس كيان العدو الإسرائيلي عام 1948، كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بهذا الكيان، وأصبحت راعية رئيسية له في مختلف المجالات. يتنوع الدعم الأمريكي للعدو الإسرائيلي بين الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية، مما أدى لتطور العلاقة لتكون من أكثر العلاقات الثنائية استمرارية وتأثيرًا على الساحة الدولية.
قدمت الولايات المتحدة مساعدات لكيان العدو الإسرائيلي تقارب 158.6 مليار دولار، وقد يتجاوز الرقم 260 مليار دولار عند احتساب المساعدات غير المسجلة. يشكل الدعم العسكري جزءًا كبيرًا من هذه المساعدات، إذ بلغ أكثر من 114.4 مليار دولار، بالإضافة إلى أكثر من 9.9 مليارات للدفاع الصاروخي. الدعم السياسي يتجسد في استخدام الولايات المتحدة الفيتو 45 مرة لصالح إسرائيل، بينما بلغ الدعم الاقتصادي أكثر من 34.3 مليار دولار لتعزيز الاقتصاد الإسرائيلي وتطوير البنية التحتية.
يلعب اللوبي الصهيوني دورًا محوريًا في الحفاظ على هذا الدعم؛ حيث يضغط بقوة على صانعي القرار الأمريكيين لتعزيز العلاقات مع كيان العدو الصهيوني وتوجيه السياسة الأمريكية نحو دعم غير مشروط لهذا الكيان. الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة متجذرة بقوة في النسيج الاجتماعي والسياسي، حيث يتمتع اليهود بتمثيل سياسي بارز في الكونغرس ويتلقون دعماً قوياً من اللوبيات الصهيونية. كذلك، تسيطر الحركة الصهيونية على وسائل إعلام كبيرة ومؤثرة، مما يعزز قدرتها على تبرير سياسات وجرائم العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
ومع ذلك، بدأ هذا الدعم المطلق لإسرائيل يواجه انتقادات وانقسامات متزايدة، سواء على الصعيد الدولي أو داخل الولايات المتحدة. تعود جذور هذا التغير إلى الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني والتي شوهت صورته الأخلاقية على مر السنين. وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” في 2013، تماهى 64 % من الأمريكيين مع إسرائيل، بينما تماهى 12 % فقط مع فلسطين. في 2017، انخفضت النسبة لصالح إسرائيل إلى 62 % وارتفعت لصالح فلسطين إلى 19 %. وفي 2021، تماهى 25 % من الأمريكيين مع الفلسطينيين وانخفضت نسبة المتماهين مع إسرائيل إلى 58 %. كما ارتفعت النظرة الإيجابية إلى فلسطين من 12 % في 2013 إلى 30 % في 2021.
يمثل السابع من أكتوبر 2023 نقطة تحول مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. في هذا اليوم، تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربة قوية لجيش العدو الصهيوني، مما كشف عن ضعف هذا الكيان الذي طالما اعتبر حصينًا.
لم تكن هذه المعركة مجرد انتصار عسكري، بل كانت أيضًا انتصارًا فكريًا أسفر عن تغيرات جوهرية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. حرب الإبادة الجماعية في غزة، التي قام بها العدو الصهيوأمريكي رداً على ملحمة طوفان الأقصى، تمثل واحدة من أكثر الفصول دموية في الصراع. بدعم سياسي ودبلوماسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة، شن العدو الإسرائيلي حملة واسعة النطاق استهدفت قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين وتدمير شامل للقطاع وبنيته التحتية، بالإضافة إلى موجة نزوح غير مسبوقة.
في هذا السياق، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن كثيراً من الأمريكيين أصبحوا أكثر انتقادًا لجرائم العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
استطلاع غالوب في عام 2023 كشف عن أن دعم إسرائيل تراجع إلى 58 %، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 20 عامًا، بعد أن كان 68 % في 2022، مما يعكس تراجعًا عامًا في التأييد.
هذا التراجع يتزامن مع نتائج استطلاع وول ستريت جورنال في العام 2023، الذي أظهر أن 54 % من الأمريكيين يرون أن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، مما يعكس تزايد الانتقادات لسلوك الكيان العسكري ويعزز الشكوك حول دعمه.
كما يعكس استطلاع مركز بيو للأبحاث من العام 2023 هذا الاتجاه، حيث أظهر أن 69 % من الأمريكيين، خاصة بين الشباب من 18-34 عامًا، يدعمون القضية الفلسطينية، بينما 38 % فقط يحملون آراء إيجابية تجاه إسرائيل، مما يدل على أن الشباب أكثر انتقادًا لها.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع مركز أبحاث السياسة العامة 2023 أن 60 % من الأمريكيين يفضلون فرض قيود على الدعم العسكري لإسرائيل في حال استمرت بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين، مما يشير إلى زيادة الوعي ويعزز النتائج السابقة حول تراجع التأييد لكيان العدو الإسرائيلي.
أكدت صحيفة “واشنطن بوست” أن مواقف الأمريكيين من “إسرائيل” شهدت تحولاً جيلياً، حيث أن الجيل الأصغر من الأمريكيين بات ينظر إلى إسرائيل كقوة استعمارية، وليس كدولة مضطهدة.
أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات مثل “يوغوف” و”بيو” أن هناك تحولاً ملحوظاً في توجهات الشباب الأمريكي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. فبينما يظل الدعم لإسرائيل قوياً بين الأجيال الأكبر سناً، يُظهر الشباب الأمريكيون (خاصة الطلاب) دعماً أكبر للقضية الفلسطينية مقارنة بالأجيال السابقة.
الاحتجاجات التي حدثت في الجامعات الأمريكية كانت من أبرز مظاهر هذا التغير. الطلاب عبروا عن مواقفهم بشكل جريء؛ هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد رد فعل عابر، بل كانت تعبيرًا عن وعي متزايد ورغبة في التغيير. هذه التحركات أظهرت تباينًا واضحًا بين الطبقة السياسية والطبقة الشعبية، حيث بدأ الطلاب في تحدي السرديات التقليدية، مما يعكس تحولًا في آراء الشباب تجاه السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل.
رغم سلمية الاحتجاجات، واجهتها السلطات الأمريكية بقمع شديد شمل اعتقالات وعقوبات تأديبية، ولعب اللوبي الصهيوني دوراً محوريًا في هذا السياق؛ حيث مارس الضغط على الجامعات لقمع هذه الاحتجاجات من خلال التهديد بقطع التمويل والضغط السياسي. كما قدم الدعم القانوني للجامعات في مواجهة المحتجين، وعمل على ربط الاحتجاجات بخطاب معاداة السامية عبر الإعلام والتأثير على الرأي العام.
ورغم القمع، استمر الطلاب في التعبير عن آرائهم، وتوسعت الاحتجاجات إلى عواصم ومدن وجامعات في الدول الغربية، جميعها تؤكد وجود تحول جذري في تفكير الجيل الجديد حول الصراع العربي الإسرائيلي.
في هذا السياق، يُظهر القمع الذي واجهته الاحتجاجات عدم احترام الولايات المتحدة لحرية التعبير وحقوق الإنسان، مما يزيد من شعور عدم الثقة في الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتهامات الموجهة للطلاب بمعاداة السامية تعكس محاولات لتقويض المطالب المشروعة، نتيجة لذلك، تجد الإدارة الأمريكية نفسها في موقف صعب للحفاظ على صورتها كمدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي القيم التي لطالما تغنت بها.
لعبت معركة “طوفان الأقصى” دورًا محوريًا في زيادة وعي الأمريكيين ونقطة تحول في كيفية فهمهم للصراع العربي الإسرائيلي. فجرائم العدو الإسرائيلي في غزة بحق الأطفال والنساء وكبار السن أثرت بشكل عميق على الرأي العام خاصة الشباب الأمريكي، حيث ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نقل صورة حية للأحداث، مما عزز التعاطف مع الفلسطينيين، بالتزامن مع التجارب الشخصية مثل العنصرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
على مر العقود، تلقى الكيان الإسرائيلي دعماً كبيراً من قبل الولايات المتحدة، ويعود ذلك جزئيًا إلى الروايات التاريخية والسياسية التي تم تعزيزها عبر وسائل الإعلام والنظام التعليمي، والتحالفات الاستراتيجية، والتأثير الكبير للمنظمات اليهودية واللوبيات الصهيونية السياسية.
لا شك أن “طوفان الأقصى” لم يكن مجرد حدث عابر، بل إنه يمثل بداية لتحولات عميقة في المشهد الأمريكي الداخلي. فالدعم الأمريكي لإسرائيل يواجه تآكلًا في الأسس التقليدية، ويُظهر الجيل الجديد استعدادًا لإعادة تقييم هذه العلاقة والتي ترتبط بشكل وثيق بالسياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن فصلها عن مستقبل الهيمنة الأمريكية ومستقبل الكيان الصهيوني المؤقت.