دراسة رسمية ترفع عدد الفقراء إلى أكثر من 35 مليون.. أفقرتهم سياسات السيسي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
توقعت دراسة مستقلة أن يرتفع مستوى الفقر في مصر إلى 35.7 بالمئة، في عام 2022/2023 رغم ارتفاع خط الفقر إلى 1478 جنيها شهريا (نحو 47.8 دولارا)، وارتفاع خط الفقر المدقع إلى 1069 جنيها شهريا (نحو 34.5 دولارا).
وذكرت الدراسة التي أعدتها مستشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، هبة الليثي، أن نسبة الفقر بلغت 33.
الدراسة التي صدرت بعنوان "تأثير الأوضاع الاقتصادية مؤخرا على الفقر"، أرجعت زيادة معدل الفقر إلى ارتفاع التضخم مقارنة بزيادة أقل في الدخل، إلى جانب التغير النسبي في الأسعار خاصة أسعار السلع الغذائية التي شهدت ارتفاعا ملحوظا.
وزادت وتيرة ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث قفز معدل التضخم لإجمالي الجمهورية إلى 40.3% على أساس سنوي في أيلول/ سبتمبر 2023، بحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وحلت مصر في المرتبة السادسة ضمن أعلى عشر دول في العالم في ارتفاع معدلات التضخم وأسعار المواد والسلع الغذائية، بعد سورينام بقارة أمريكا الجنوبية، بنسبة ارتفاع بلغت 66 بالمئة، وفقا لبيانات البنك الدولي.
تعاني أغلب محافظات مصر من معدلات فقر عالية وخاصة بالصعيد، كالتالي: أسيوط 66.7 بالمئة، وسوهاج 59.6 بالمئة، والأقصر 55.3 بالمئة، والمنيا 54.7 بالمئة، والوادي الجديد 51.5 بالمئة، والبحيرة 47.7 بالمئة، وأسوان 46.2 بالمئة، بحسب آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وذهبت الليثي إلى طرح عدد من التوصيات في مواجهة ارتفاع معدل الفقر من بينها تبني مجموعة من السياسات الأساسية الوقائية التي ترتكز في الأساس على التعليم وتوفير خدمات الصحية من خلال التوسع في منظومة التأمين الصحي، وتوسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية من حيث نسبة التغطية والقيمة، والوصول إلى حد الفقر على الأقل.
آثار الفقر على المصريين
وأشارت الدراسة إلى 90 بالمئة من الأسر المصرية خفضت استهلاكها من اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن، في 2023 بسبب ارتفاع أسعارها، والبحث عن بدائل جديدة أقل تكلفة مثل النشويات، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية.
تتعدد آثار زيادة نسبة الفقر من عدم القدرة على الحصول على الغذاء الصحي، وتدهور صحة الفئات الفقيرة، إلى انخفاض جودة التعليم، وبالتالي التأثير على الإنتاجية من حيث جودتها وانخفاضها، ما يصب في النهاية إلى بؤرة الفقر.
وتمتد آثار الفقر إلى زيادة وتيرة الجرائم حيث تأتي مصر بالمركز الـ 65 عالميا والـ 19 أفريقيا والثالث عربيا بمعدلات الجرائم بين الدول، وفق تصنيف "نامبيو" لتقييم مستوى الجريمة ودرجة الأمان بدول العالم عن العام 2022.
من الآثار الاجتماعية السلبية، ارتفعت معدلات الطلاق في مصر بنسبة 5.9 بالمئة خلال عام 2022 وسجل عدد حالات الطلاق 269.8 ألف حالة مقابل 254.8 ألف حالة في 2021، أي ما يعادل 29 بالمئة من عقود الزواج، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يرى خبراء ومعنيون أن ارتفاع نسبة الدين الخارجي بسبب سياسات الحكومة المالية الخاطئة التي تعتمد على التوسع في الاقتراض، وزيادة أعباء الرسوم والضرائب ورفع الدعم عن الخدمات الأساسية مثل الوقود والكهرباء حيث قفز الدين الخارجي إلى نحو 165 مليار دولار وبلغ مستوى الدين 93 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
سياسات اقتصادية مفقرة
حمل عضو لجنة القوى العاملة بمجلس الشورى السابق، طارق مرسي، "سياسات السلطات المالية والاقتصادية مسؤولية ارتفاع نسبة الفقر في هموم البلاد، وإفقار الكثير من المصريين الذين كانوا بعيدين عن خط الفقر والتي ظهرت جليا في عدم قدرة الكثيرين على تلبية احتياجاتهم اليومية من الغذاء والدواء والسلع الأخرى ما ينذر باتساع دائرة الفقر".
أوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "مصر تعاني بسبب سياسات حكومات السيسي الخاطئة من أسوأ معدلات التضخم في تاريخ البلاد، وخرجت الأسعار عن السيطرة، والحكومة غير قادرة على إيجاد بدائل أو توفير السلع الأساسية، وبات المواطن يعاني من ارتفاع الأسعار بأعلى من الأسعار العالمية ما يؤكد فشل المنظومة الاقتصادية".
واعتبر البرلماني المصري السابق أن وعود "السيسي بانتشال المصريين من الفقر، أو بتجاوز الأزمة الاقتصادية، أو بتحسين الأوضاع المعيشية وهي كثيرة ومتكررة ومنشورة على جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل لم تتحقق بل بالعكس جاءت بنتائج عكسية ما يعني أن هذا النظام لا يملك أي قدرة على إدارة دفة الاقتصاد بل حطمها جميعا و أغرقها في الديون".
وطالب السلطات المصرية، بـ"التوقف عن الاقتراض، والاعتماد على السياسات الاقتصادية الإنتاجية التي تساهم في زيادة إيرادات الدولة من العملة الصعبة؛ لأن تأثير السياسات التقليدية كارثي على المصريين، وأرقام الفقر تتجاوز الأرقام المعلنة بكثير".
تنصل رسمي من التسبب في الأزمة الاقتصادية
وتنصل رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، في آب/ أغسطس 2023، من الأزمة الاقتصادية وقال إن "الأزمة التي تعاني منها البلاد لا يد لهم فيها، وإنما هي ظروف عالمية، سواء فيروس "كورونا" المستجد، أو الأزمة الأوكرانية، وتأثيرها على الأسعار".
وفي آذار/ مارس 2023، حذا رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حذو السيسي وزعم أن 35 بالمئة من التضخم في مصر مستورد من الخارج نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أنه كلما تعافى الاقتصاد المصري حدثت أزمة جديدة.
فشل اقتصادي وغياب الحماية الاجتماعية
أما بخصوص دلالة ارتفاع عدد الفقراء في مصر، يقول رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام " تكامل مصر"، مصطفى خضري، "إن ارتفاع عدد الفقراء في مصر إلى ما يقارب ثلث السكان كما تقول الإحصاءات الرسمية، أو أكثر من ثلثي السكان كما تقول الإحصاء الحقيقية؛ دلالة هامة على الفشل الاقتصادي، وسوء توزيع الثروات، وضعف فرص الاستثمار، بالإضافة إلى عدم وجود مظلة ضمان اجتماعي تحمي الفقراء من السياسات الفاشلة للنظام".
ورأى في تصريحات لـ"عربي21" أن "هناك علاقة وثيقة بين سياسات النظام الاقتصادي وإفقار المصريين لأنه هو السبب الرئيس للفشل الاقتصادي في مصر، بعد أن بدد الاحتياطي النقدي، واقتراض مئات المليارات من الدولارات؛ ليرميها في مشاريع فاشلة على غرار قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة الخ.
وذهب إلى القول بأن "نظام السيسي فشل على مدار عقد من الزمن في إقالة الاقتصاد من عثرته بل زاد في في تهدوره، وطوال عشر سنوات؛ لم يف السيسي بوعد قطعه على نفسه، إلا واحدا مازال ملتزما به حتى الآن، وهو وعده لمن يقترب من كرسيه قائلا هشيله من على الأرض شيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر الاقتصاد المصري مصر القاهرة الاقتصاد العربي الاقتصاد المصري سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء بالمئة من فی مصر
إقرأ أيضاً:
خطر النوبات القلبية يتراجع.. وظهور أمراض جديدة
أظهرت دراسة أميركية حديثة تراجعا كبيرا في معدلات الوفيات الناتجة عن النوبات القلبية خلال العقود الخمسة الماضية، مقابل ارتفاع لافت في أنواع أخرى من أمراض القلب المرتبطة بعوامل مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
ووفقا لدراسة نُشرت في دورية جمعية القلب الأميركية، فقد انخفضت وفيات النوبات القلبية بنحو 90 بالمئة، بينما تراجعت الوفيات الناتجة عن أمراض القلب عامة بنسبة 66 بالمئة منذ عام 1970.
لكن في المقابل، ارتفعت الوفيات الناتجة عن الرجفان الأذيني، وفشل القلب، وأمراض القلب المرتبطة بضغط الدم بنسبة 81 بالمئة، بحسب تحليل شمل بيانات حكومية بين عام 1970 و2022.
وقالت الدكتورة سارة كينغ، من جامعة ستانفورد والمشرفة على الدراسة، إن تطور التشخيص والعلاج ساهم في تقليل وفيات النوبات القلبية، لكن "عبء أمراض القلب لم يختف"، مشيرة إلى أن تغير نمط الحياة وزيادة متوسط الأعمار أدى إلى بروز تهديدات قلبية جديدة.
وبحسب التقرير، فقد شكلت النوبات القلبية 54 بالمئة من وفيات أمراض القلب في عام 1970، لكن النسبة انخفضت إلى 29 بالمئة بحلول عام 2022، في حين ارتفعت نسبة الوفيات الناجمة عن فشل القلب بنسبة 146 بالمئة، والوفيات المرتبطة بضغط الدم بنسبة 106 بالمئة.
ووفقا للخبراء، فإن عوامل مثل قلة النشاط البدني، وزيادة معدلات السمنة والسكري من النوع الثاني، وسوء التغذية، كانت من الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع بعض أمراض القلب الأخرى التي باتت تهدد صحة شريحة واسعة من السكان، خاصة كبار السن.
كما لفتت الدراسة إلى تأثير التحول الديموغرافي، مع بلوغ جيل "البيبي بومرز" (المولودين بين عام 1946 و1964) سن الشيخوخة، ما يعد عاملا إضافيا في ارتفاع معدلات فشل القلب واضطرابات نظم القلب، التي كانت نادرة الحدوث قبل عقود.
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة لاتا بالانيابان، أستاذة طب القلب في جامعة ستانفورد: "لقد حققنا تقدما كبيرا في مواجهة النوبات القلبية، لكننا نواجه الآن تحديات قلبية جديدة تتطلب استراتيجيات مختلفة في التوعية والوقاية والعلاج".