FT: تمرد متزايد في وجه كير ستارمر من داخل حزبه بشأن موقفه من إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "فايننشيال تايمز" تقريرا قالت فيه "إن رؤساء المجالس وأعضائها المسلمين المؤثرين من حزب العمال، هم إلى جانب قطاعات من اليسار من بين الضاغطين على الزعيم، بسبب دعمه غير المشروط في البداية لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس هذا الشهر".
ويواجه زعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، تمردا متزايدا من أعضاء المجالس العماليين الذين طالبوا الحزب بـ"تغيير موقفه لإدانة إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة".
وأثار ستارمر، غضب البعض في حزبه بعد أن قال: "إن لإسرائيل الحق في حجب الكهرباء والمياه عن غزة، حتى عندما قال إنه يجب احترام القانون الدولي".
وأضافت الصحيفة، بأن "الصراع بين إسرائيل وغزة تسبب في إحداث انقسامات حادة داخل حزب العمال، مع غضب بعض أوساطه بسبب القرار الذي اتخذته قياداته بعدم انتقاد الحصار الإسرائيلي على غزة وقصفها بقوة".
ويقول آخرون إن "ستارمر كان على حق في دعم إسرائيل في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها حماس، وربطوا هذا الموقف بحملته الناجحة للقضاء على معاداة السامية في حزب العمال في أعقاب عهد جيريمي كوربين".
ويتوقع مسؤولو حزب العمال أن تتعمق الانقسامات، مع تفاقم الأزمة التي تواجه المدنيين في غزة، أو إذا مضت إسرائيل قدما في هجوم بري متوقع على نطاق واسع من شأنه أن يزيد من عدد القتلى المدنيين.
وفي ليلة الاثنين، تم تحذير وزير خارجية الظل،ديفيد لامي، رئيسة موظفي ستارمر، وسو غراي، من قبل أعضاء المجالس الذين يريدون من حزب العمال أن ينتقد تصرفات إسرائيل، بأن الحزب لديه "يوم أو يومين" لتغيير المسار قبل أن يصبح الوضع الداخلي أسوأ. "لا يمكن السيطرة عليه"، بحسب أحد الحاضرين.
ورفض حزب العمال التعليق على اجتماع خاص، لكن مسؤولا بالحزب أصر على أن نهج القيادة كان "حساسا لجميع الأطراف". فيما أضافوا أن ستارمر ولامي وغيرهما من وزراء حكومة الظل "يتحدثون مع مجتمعات من مختلف الأديان" ويتواصلون مع المنظمات الإنسانية التي تسعى لمساعدة سكان غزة.
وواجه ستارمر، دعوات للاعتذار والتراجع عن التصريحات التي أدلى بها على قناة "إل بي سي"، الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن "لإسرائيل "الحق" في حجب المياه والكهرباء عن قطاع غزة". وأضاف أن "كل شيء يجب أن يتم في إطار القانون الدولي".
وفي مناقشة في مجلس العموم، يوم الاثنين، أكد ستارمر أن "حزب العمال يقف إلى جانب إسرائيل"، مشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي وحماية أرواح المدنيين. واعترف بأن الآباء الذين حزنوا على أقاربهم في الأسابيع الأخيرة شملوا "إسرائيليين، فلسطينيين، مسلمين، ويهود"، موضحا أن "حماس ليست هي الشعب الفلسطيني".
وقبل وقت قصير من تصريحاته، استقالت آمنة عبد اللطيف، أول امرأة عربية مسلمة يتم انتخابها لعضوية مجلس مدينة مانشستر، من حزب العمال. وقالت إنها "شعرت بالفزع من الافتقار إلى الإنسانية التي أظهرها الحزب للفلسطينيين".
وجاء خروجها بعد أن استقال اثنان آخران من أعضاء مجلس محلي من المسلمين في أوكسفوردشاير احتجاجا الأسبوع الماضي. واستقالت عضوة أخرى في مجلس حزب العمال، جيسي هوسكين، في ستراود قائلة إنها غير سعيدة بتعليقات ستارمر "التي تدعم جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني".
وقال أحد الأعضاء المسلمين المؤثرين في الحزب لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه تحدث مباشرة إلى ستارمر في مؤتمر حزب العمال في مانشستر الأسبوع الماضي حول ضرورة موازنة استجابته للأحداث.
وأضاف: "لقد حذرته في المؤتمر من أن أي شيء تقوله الآن، سيكون في الذاكرة عندما يتم تسوية غزة بالأرض وعند ارتفاع عدد القتلى".
ومن المقرر أن يتعرض نواب حزب العمال يوم الأربعاء لتدقيق أكبر لموقفهم بشأن الصراع المستمر. بينما ستنشر مجموعة الحملات اليسارية "مومينتوم" داخل حزب العمال، قاعدة بيانات على الإنترنت تحدد نواب حزب العمال الذين لم يدعوا بعد إلى وقف إطلاق النار في المنطقة، إلى جانب أداة تساعد النشطاء في الضغط عليهم عبر البريد الإلكتروني.
وسوف يسلط الضوء على كيفية ابتعاد بعض أعضاء البرلمان اليساريين عن قيادة الحزب، بما في ذلك ريتشارد بورغون، الذي اتهم في البرلمان يوم الاثنين إسرائيل بفرض "عقاب جماعي" على المدنيين في غزة.
أجرى مسؤولو حزب العمال، مناقشات، يوم الثلاثاء، لمنع المزيد من استقالة أعضاء المجالس حيث كان الحزب معرضا لخطر مباشر بفقدان السيطرة على مجلسين حيث يحتفظ المسلمون المنتخبون بتوازن القوى، وفقا لأشخاص شاركوا في المحادثات. ورفضوا تسمية المناطق المعنية.
وقال أحد الأشخاص المشاركين في المحادثات: "لقد واجهنا وابلا من أعضاء المجالس الغاضبين، إما على وشك الاستقالة أو خوفا من احتمال طردهم بسبب كلمة واحدة في غير محلها"، مضيفا أن تصريحات ستارمر في البرلمان، يوم الاثنين الماضي، لم تذهب أبعد من إصلاح الضرر.
وقال بعض أعضاء حزب العمال المسلمين إن مخاوفهم بشأن موقف حزب العمال من الصراع تفاقمت بسبب تحذير الحزب من إظهار التضامن مع الفلسطينيين.
وقال ديفيد إيفانز، الأمين العام لحزب العمال، لأعضاء المجالس في رسالة حديثة اطلعت عليها صحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه لا ينبغي لهم حضور المظاهرات المؤيدة لفلسطين أو "المخاطرة بوضع أنفسهم في موقف حيث تشارك منصة مع، أو تكون قريبا من، الناس الذين من شأنه أن يقوض حزب العمال بأي شكل من الأشكال".
وقال عضو الحزب المسلم ذو النفوذ: "ليس لدينا أي مشكلة في إدانة حماس وإظهار التضامن مع الإسرائيليين. لدينا إنسانية. نحن نتحدث عن إظهار القليل من التعاطف مع الفلسطينيين. يمكنك القيام بالأمرين معا في نفس الوقت".
وأضافوا أن البعض في الحزب عازمون الآن على التنظيم بشكل جماعي ضد ستارمر في دائرته الانتخابية بوسط لندن، وضد لامي، وكلاهما لديه أعداد كبيرة من السكان المسلمين في مناطق التصويت الخاصة بهما، مضيفا: "لم أر قط غضبا بهذا المستوى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة فلسطينيين امريكا فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعضاء المجالس حزب العمال
إقرأ أيضاً:
كوربين يعتزم إطلاق حزب يساري جديد في بريطانيا وسط استقطاب سياسي متصاعد
يعتزم النائب المستقل وزعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين المضي قدمًا في مشروع إطلاق حزب يساري جديد، يجمع عددًا من النواب المستقلين الذين خرجوا من عباءة "العمال" بسبب مواقفهم من قضايا اجتماعية وخارجية، أبرزها غزة والعدالة الاجتماعية.
ويأتي هذا التوجه في ظل استقطاب سياسي متزايد تشهده بريطانيا، مع تحوّل حزب العمال نحو الوسط، وصعود حزب "الإصلاح" اليميني الذي يتموضع إلى يمين "المحافظين"، ما يعيد خلط أوراق القوى السياسية ويفتح الباب أمام خيارات جديدة في المشهد المعارض.
وأعلنت النائبة البريطانية زارا سلطانة، عن انسحابها رسميًا من حزب العمال، معلنة انضمامها إلى تحالف المستقلين بقيادة النائب السابق عن الحزب، جيريمي كوربين، في خطوة أثارت جدلًا داخل الدوائر اليسارية في بريطانيا، وألقت بظلالها على مستقبل التحالف وخياراته السياسية والتنظيمية في المرحلة المقبلة.
وفي بيان نشرته مساء أمس الخميس، قالت سلطانة، النائبة عن دائرة كوفنتري ساوث، إنها ستشارك في "قيادة تأسيس حزب جديد"، ووصفت البرلمان البريطاني بأنه "مكسور"، متهمة الحزبين الكبيرين، العمال والمحافظين، بأنهما "يقدّمان وعودًا كاذبة وإدارة مكرّرة للتدهور".
سلطانة، البالغة من العمر 31 عامًا، كانت قد فُصلت من حزب العمال وسُحب منها التمثيل الحزبي (الـWhip) العام الماضي بسبب تصويتها ضد استمرار العمل بـ"حد الاستحقاق لطفلين" في نظام الإعانات الاجتماعية، ما شكل خرقًا لسياسة الحزب الرسمية، وقالت حينها إنها "ستفعل ذلك مجددًا".
ورغم أن تحالف المستقلين ـ الذي يضم خمسة نواب مستقلين انتُخبوا بعد مواقف معارضة لسياسة حزب العمال تجاه غزة ـ كان يناقش بشكل غير معلن إمكانية تحويل التحالف إلى حزب سياسي منظم، فإن إعلان سلطانة جاء مفاجئًا حتى لبعض أعضاء التحالف، ووصِف من مصادر مطّلعة بـ"المتعجل وربما المربك".
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن كوربين لم يمنح موافقة رسمية حتى الآن على تشكيل حزب جديد أو تحديد قيادة له، إذ يفضل الحفاظ على نهج تشاركي غير هرمي. وتشير مصادر قريبة منه إلى أن الإعلان المبكر عن قيادة أو هيكل تنظيمي قد يهدد تماسك التحالف الهش.
وفي المقابل، أكدت سلطانة أن الخطوة تأتي استجابة "لحاجة ملحة لبديل سياسي يساري حقيقي"، داعية الجمهور للانضمام إلى هذا المشروع الذي وصفته بأنه "من أجل العدالة الاجتماعية ومناهضة الحرب ودعم الفقراء".
تحالف كوربين يضم حاليًا أربعة نواب آخرين: شوكت آدم (ليستر ساوث)، أيوب خان (برمنغهام بيري بار)، عدنان حسين (بلاكبيرن)، وإقبال محمد (ديوسبري وباتلي)، ويتساوى في العدد مع نواب حزب "ريفرم يو كي" و"الحزب الوحدوي الديمقراطي"، ويتفوق على حزب الخضر و"بلايد كامري".
وكان كوربين، الذي يقود التحالف منذ عام تقريبًا بعد فصله من حزب العمال في أعقاب تقرير معاداة السامية، قد لمح سابقًا إلى أن المشروع الجديد سيركز على "مكافحة الفقر، وتقليص التفاوت، وصياغة سياسة خارجية قائمة على السلام"، دون أن يؤكد ما إذا كان سيدير الحزب الجديد بنفسه.
ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الضغوط على زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الذي يسعى لإعادة تموضع الحزب في الوسط السياسي البريطاني، ما يثير تساؤلات حول قدرة الحزب الجديد المحتمل على تجزئة القاعدة اليسارية، وتأثيره على نتائج الانتخابات المقبلة.
في الأوساط اليسارية البريطانية، يُنظر إلى هذا التحول باعتباره نقطة انعطاف جديدة في المشهد السياسي المعارض، خاصة في ظل تصاعد القضايا المتعلقة بفلسطين، وتقليص الدعم الاجتماعي، واحتدام النقاشات حول هوية اليسار البريطاني بعد تجربة كوربين القيادية بين 2015 و2020.
ويُنظر إلى هذا التحرك من سلطانة وتحالف كوربين كخطوة استراتيجية تهدف إلى ملء الفراغ الذي خلّفه انزياح حزب العمال نحو الوسط السياسي، وفي الوقت نفسه لمواجهة صعود حزب "الإصلاح" اليميني، الذي يتموضع على يمين حزب المحافظين ويكسب زخماً متزايداً بخطابه الشعبوي تجاه قضايا الهجرة والهوية والسيادة. ويرى مراقبون أن إعادة تشكيل اليسار بهذا الشكل قد تُعيد التوازن إلى المشهد السياسي البريطاني، في ظل احتدام الاستقطاب وتآكل الثقة بالأحزاب التقليدية.