فيما بدا أنه تحرك من إيران وحلفائها في التصعيد الجاري بقطاع غزة، استهدفت صواريخ سفينة أمريكية بالقرب من اليمن، قبل أن تقصف قوات أمريكية في سوريا والعراق.

وواشنطن في حالة تأهب قصوى تحسبا لنشاط الجماعات المدعومة من إيران، مع تصاعد التوتر الإقليمي خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال مسؤولون أمريكيون، الخميس، إن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية كانت تبحر بالقرب من اليمن اعترضت العديد من القذائف.

ونقلت وكتالة "رويترز"، عن مسؤول (تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته)، إنه لم تقع إصابات في حين تسنى إسقاط عدد من المقذوفات، بما في ذلك طائرات مسيرة، قرب المدمرة كارني.

ولم يتضح ما الذي كانت تستهدفه الصواريخ على وجه التحديد.

فيما نقل مسؤولان أمريكيان، أن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية تعمل في الشرق الأوسط، اعترضت عدة مقذوفات بالقرب من ساحل اليمن، الخميس.

اقرأ أيضاً

إيران تحذر من دخول أطراف أخرى إلى ساحة الصراع بين حماس وإسرائيل

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، إن الصواريخ أطلقها مقاتلو جماعة الحوثي المدعومين من إيران. فيما قال المسؤول الآخر إنه تم اعتراض صاروخين أو 3 صواريخ.

وأشار المصدران إلى أنه لم يتضح بعد الهدف الذي كانت تستهدفه الصواريخ، ومن الممكن أن تكون الصواريخ قد أطلقت على السفينة "يو إس إس كارني" أو أطلقت باتجاه هدف آخر.

وفي سياق متصل، أشار مصدران أمنيان لوكالة "رويترز"، إلى أن طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت، الخميس، قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية وأخرى دولية بالعراق.

وأضاف المصدران أنه سُمع دوي عدة انفجارات داخل القاعدة الواقعة بمحافظة الأنبار في غرب العراق.

وفي وقت سابق من الخميس أيضا، قال مسؤولون أمريكيون إن قوات أمريكية في سوريا أسقطت طائرتين مسيرتين استهدفتا هذه القوات مما أسفر عن بعض الإصابات الطفيفة، فيما تعزز واشنطن حالة التأهب لأي نشاط لجماعات مدعومة من إيران مع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وذكر المسؤولون (تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم)، أن الهجوم وقع الأربعاء على القوات الأمريكية في قاعدة التنف بالقرب من حدود سوريا مع العراق والأردن.

اقرأ أيضاً

إيران تجدد تحذيرها من اتساع الحرب في غزة

وتعرضت القوات الأمريكية في العراق، الأربعاء، لهجومين منفصلين بطائرات مسيرة، تسبب أحدهما في إصابات طفيفة لعدد صغير من الجنود، على الرغم من تمكن القوات من اعتراض طائرة مسيرة مسلحة.

ويأتي ذلك وسط مخاوف كبيرة بشأن التحركات الإيرانية المحتملة مع استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل، وإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب على حماس.

وسبق أن حذرت إيران على لسان رئيس أركانها محمد ،باقري من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين "قد يؤدي لدخول أطراف أخرى إلى ساحة الصراع".

يأتي ذلك، بعدما قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء الماضي، إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة "يجب أن يتوقف فورا"، محذرا من أنه إذا استمرت إسرائيل في هجماتها "فلن يكون بإمكان أحد الوقوف بوجه قوى المقاومة".

كما ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في تصريحات إعلامية، أن ما سماه "محور المقاومة" ليس محددا بجبهة خاصة، مضيفا أن على إسرائيل ألا تستبعد أي سيناريوهات.

وحذر كذلك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن الوقت ينفد لجهة "إيجاد حلول سياسية"، قبل أن يصبح "اتساع" نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس "حتميا".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تتهم إيران بالسعي لفتح جبهات ضدها في سوريا ولبنان.. وطهران تنفي

وأرسلت الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، تشمل حاملتي طائرات وسفن دعم لهما ونحو 2000 من مشاة البحرية.

وفي حين يقول البيت الأبيض إنه لا توجد "خطط أو نوايا" لاستخدامها، فإن هذا يعني أن الأصول العسكرية الأمريكية ستكون موجودة لتقديم الدعم لحماية مصالح الأمن القومي الأمريكي إذا لزم الأمر.

وتمتلك الولايات المتحدة أيضا مجموعة من القواعد في الشرق الأوسط تضم قوات وطائرات مقاتلة وسفنا حربية.

وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق و900 جندي آخرين في سوريا المجاورة، في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي سيطر في عام 2014 على مساحات واسعة من الأراضي في البلدين.

ولليوم الثالث عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة أودت بحياة أكثر من 3500 فلسطينيا، بينهم أكثر من ألف طفل، وأصابت ما يزيد عن 12 ألف آخرين، فيما يواصل قطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء عن القطاع، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4629، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، كما أسرت بين 200 و250 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

ستحقق أهداف حماس وإيران.. إسرائيل تسير نحو فخ غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران أمريكا إسرائيل غزة حرب غزة تصعيد الحوثيون قوات أمريكية عين الأسد سوريا العراق الشرق الأوسط أمریکیة فی بالقرب من اقرأ أیضا من إیران فی سوریا أکثر من

إقرأ أيضاً:

إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون

في حوار سياسي وفكري معمّق، ناقش 3 من كتّاب صحيفة واشنطن بوست البارزين، وهم دامير ماروشيك، وماكس بوت، وشادي حميد، مآلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأسباب تعثر وقف إطلاق النار، وخيارات الخروج المتاحة من صراع بات يحمل طابع العبث والمأساة الطويلة.

واستهلت الصحيفة الأميركية تقريرها الذي تناول تفاصيل ما دار في الحوار بين الكُتّاب بالقول إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تُظهر أي مؤشرات على قرب نهايتها، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية حدوث مجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايينlist 2 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟end of list

وأضافت أن تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر بوقف القتال مؤقتا في بعض المناطق لإفساح المجال لوصول المساعدات.

لكن المتحاورين الثلاثة يرون أن هذا التراجع من قبل نتنياهو لا ينطوي على نية إسرائيلية حقيقة لإنهاء الحرب، بل يعكس محاولة للتهدئة أمام ضغط دولي متصاعد.

انهيار المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية

ويؤكد شادي حميد -الذي يعمل أيضا أستاذا باحثا في الدراسات الإسلامية في كلية فولر اللاهوتية بولاية كاليفورنيا- أن دوافع استمرار الحرب لم تعد عسكرية، بل سياسية بحتة، حيث يقاتل نتنياهو من أجل بقائه في السلطة وحتى لا يفقد دعم حلفائه في اليمين المتطرف.

وينتقد حميد الدور الأميركي، معتبرا أن واشنطن -رغم امتلاكها النفوذ الأكبر على إسرائيل- ترفض استخدامه بفعالية. ويرى أن تعليق الرئيس دونالد ترامب على صور الأطفال الجائعين كان لافتا، لكن التعويل على تقلبات مزاجه غير المتوقع ليس إستراتيجية جادة.

لكن ماكس بوت -وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- يقول إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء الصراع لأن ديناميكياته الجوهرية لم تتغير، ذلك أن نتنياهو يعتمد على وزراء متشددين للبقاء في السلطة، وهؤلاء يطالبون باستمرار الحرب في غزة دون رحمة، بغض النظر عن التكلفة البشرية.

إعلان

وأضاف أن معظم الإسرائيليين باتوا مستعدين لإبرام صفقة تنهي الحرب مقابل استعادة الرهائن المتبقين. لكن نتنياهو يرفض ذلك، سعيا وراء "هدف خيالي" يتمثل في القضاء التام على حركة حماس، دون تقديم أي خطة واقعية لما بعد الحرب.

ويُشبّه بوت هذا المسار بسياسات ترامب وأنصاره الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتبنون قرارات غير شعبية لترضية قواعدهم الانتخابية. كذلك يفعل نتنياهو، الذي يستمد بقاءه السياسي من دعم قاعدته اليمينية، رغم أن سياساته باتت محل رفض متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.

ويُعقِّب حميد على هذا الحديث بأن المشكلة لم تعد محصورة في الحكومة وحدها، مشيرا إلى نتائج استطلاعات حديثة تُظهر أن غالبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، مما يعكس تحوّلا أكثر تشددا في الرأي العام.

محتجون في إسرائيل يطالبون بإنهاء الحرب وإطلاق الأسرى لدى حماس (رويترز)هل يستطيع نتنياهو إنهاء الحرب والبقاء في السلطة؟

يتساءل دامير ماروشيك، المحرر المسؤول عن تكليف الصحفيين بتغطيات إخبارية في قسم الآراء بواشنطن بوست، عما إذا كان هناك سيناريو يستطيع نتنياهو من خلاله إنهاء الحرب والبقاء بالسلطة في الوقت ذاته، معربا عن اعتقاده بأن ذلك هو أكثر الطرق ترجيحا لوضع حد للصراع في غزة.

ويرى أن السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب هو أن يجد نتنياهو طريقة تُمكّنه من الحفاظ على موقعه السياسي دون الاعتماد على اليمين المتطرف.

بوت: الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة

ويلتقط بوت خيط الحوار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة.

لا استسلام من حماس.. ولا بديل جاهز

ويتفق المشاركون على أن الرهان على استسلام حماس أمر غير واقعي. فالحركة، كما يقول بوت، ذات طبيعة عقائدية لا تقبل الهزيمة، لكنها أيضا تستمد مشروعيتها من غياب البدائل السياسية، ومن تصاعد مشاعر الظلم والاضطهاد لدى الفلسطينيين.

ويعرض بوت تصورا لحل انتقالي يتمثل في نشر قوة حفظ سلام عربية، وتأسيس صندوق دولي لإعادة الإعمار، ومنح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في إدارة قطاع غزة رغم ما تعانيه من ضعف وفساد. وهو حل لا يعد مثاليا، لكنه أفضل من استمرار الفوضى الحالية، من وجهة نظره.

دامير: حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين

ومن جانبه، يقول دامير إن حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين. ويصفها بوت بأنها قوة كبيرة في غزة، وأن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، أن يعملوا على استحداث بديل لها، خصوصا بعد أن بدأت تفقد الدعم العربي، على حد زعمه.

إبادة جماعية وصمة أخلاقية دائمة

وفي أكثر فقرات الحوار إثارة للجدل، يصف شادي حميد النهج الإسرائيلي تجاه غزة بأنه يقترب من تعريف الإبادة الجماعية، قائلا إن القضاء على حماس كما يُصوَّر إسرائيليا يتطلب قتل كل من له أدنى صلة بالحركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حرب مفتوحة بلا نهاية.

ويأمل حميد أن يدرك مؤيدو إسرائيل في الغرب أن ما يجري يُلحق وصمة أخلاقية دائمة بمشروع الدولة الإسرائيلية، ويطالبهم بإعادة النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان.

إعلان

واتفق ماكس بوت مع حميد في هذا الرأي، إلا أنه -وهو المعروف بتأييده لإسرائيل- يعبّر عن "اشمئزازه" من أفعال دولة الاحتلال في غزة حاليا، معتبرا أنها تجاوزت حدود الأخلاق والقانون الدولي.

ويختم ماروشيك الحوار بنبرة واقعية، قائلا: "أكره أن أُنهي الحديث بهذا الشكل، لكنه يبدو مناسبا، فلا جدوى من اصطناع أمل أكبر مما تسمح به الوقائع "المأساوية" القائمة، فالمسار للخروج واضح منذ زمن، ولنأمل في أن يُسلك قريبا".

مقالات مشابهة

  • إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن خسائرها خلال الحرب مع جيش الإحتلال
  • بين الهدنة والانقلاب.. خطة عربية من 22 دولة تربك حماس وتفاجئ إسرائيل
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • الخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في قطاع غزة غير كافية ونعمل على زيادتها
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • عماد الدين حسين: أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تقود إلى الحرب
  • إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
  • ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا