بدأ المسؤولون بمعبر رفح البري رفع الحواجز الخرسانية في المعبر، وتوجهت شاحنات المساعدات إليه اختصارا للوقت ولدخول أكبر كمية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وجهز المسؤولون بالمعبر الطريق المؤدي إلى الجانب الفلسطيني، كما بدأ سائقو الشاحنات التي تقل المساعدات الإنسانية والطبية بالتحرك من مدينة العريش في اتجاه معبر رفح البري.

إقرأ المزيد مصدر أممي: مصر تضع شروطها لفتح معبر رفح

وصرح الدكتور لواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، بأنه يتم الدفع بالشاحنات للميناء لكسب عنصر الوقت وقت فتح الميناء والتمكن من توفير ممر آمن لعبور المساعدات الإنسانية للقطاع.

وأعلن المحافظ عن وصول كميات من المساعدات إلى محافظة شمال سيناء، حيث وصلت 14 طائرة من عدة دول تحمل نحو 3 آلاف طن من المساعدات الغذائية والطبية والأدوية مقدمة من عدد من الجهات لصالح قطاع غزة.

وذكرت مصادر متعددة لشبكة CNN أنه من غير المتوقع أن يفتح معبر رفح يوم الجمعة أمام قافلة المساعدات الإنسانية للدخول إلى غزة من مصر، على الرغم من التوقعات التي أعرب عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وآخرون بأنه سيكون مفتوحا.

ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن تعبر أول قافلة من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الحدود نهاية هذا الأسبوع.

المصدر: بوابة الأهرام

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة قطاع غزة معبر رفح المساعدات الإنسانیة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: مؤسسة غزة الإنسانية.. سلاح جديد قاس

في تاريخ الصراعات الحديثة، ربما لا يوجد سردٌ أكثر إثارةً للقلق من إساءة استخدام المساعدات الإنسانية عمدًا لتحقيق أهداف جيوسياسية.

تواجه "غزة"  التي عانت لعقود من الحرب والحصار -الآن- تهديدًا جديدًا وخبيثًا.. خطةٌ مُقنّعةٌ كإنقاذٍ لسكانها الجائعين، لكنها في الواقع استراتيجية مُدبّرٌة لتهجير الفلسطينيين.

ظهرت تقاريرٌ عن إنشاء ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية (GHF) - وهي منظمةٌ غامضة يدعمها عملاء سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ورواد أعمال تكنولوجيا إسرائيليون، وشركات أمن أمريكية خاصة.

وقد وضعت المؤسسة الإنسانية المزعزمة  GHF، نفسها في موقعٍ يسمح لها بالسيطرة على توزيع المساعدات، متجاوزةً الهيئات الدولية الرسمية كالأمم المتحدة، تبدو هذه المبادرة، التي وُلدت بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، أداةً للهندسة الديموغرافية، تستهدف شمال غزة تحديدًا.

وقد عمّقت استقالة الرئيس التنفيذي لـ GHF، جيك وود، الذي أشار إلى عدم توافق المؤسسة مع المبادئ الإنسانية، الشكوكَ حول دوافعها الحقيقية.
(أولا ) نموذج خطير: تحت قناع الإنسانية دور شركات الأمن الأمريكية

يُثير تورط شركات الأمن الأمريكية الخاصة مثل (سيف ريتش سوليوشنز ويو جي سوليوشنز) قلقًا بالغًا، تعمل سيف ريتش، التي يديرها المحامي الأمريكي جيمس كانديف - الذي سجّل أيضًا مؤسسة التمويل الدولية - في غزة منذ أوائل عام 2025، ويعمل في هذه الشركات، التي يعمل بها في الغالب أفراد سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبلاك ووتر والجيش الأمريكي، ليست جهات محايدة.

وجودهم يُقرّب الولايات المتحدة من التورط المباشر في غزة، ويُهدّد بتصعيد التوترات الإقليمية، ورغم أن صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت تورطهم بأنه "غير مباشر"، إلا أن الدور المزدوج لكانديف يُقوّض هذا الادعاء، ويُشير إلى تداخل المصالح.

ويُثير إدراج المتعاقدين الأمريكيين مخاوف بشأن المساءلة وانتهاكات حقوق الإنسان، والأسوأ من ذلك، أن هذه الشركات تعمل دون شفافية: فمصادر تمويل "سيف ريتش" غير معروفة، ولا تزال شركة "يو جي سوليوشنز" محاطة بالسرية، مما يُغذّي الشكوك حول الهدف الحقيقي للعملية.

كشفت الاستقالة المفاجئة "لجيك وود"، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، عن التناقضات الداخلية للمؤسسة،  "وود"، جندي مشاة بحرية أمريكي سابق ذو خبرة في العراق وأفغانستان، جُنّد للمساعدة في جمع التبرعات.

عند مغادرته، أكد التزامه بالمبادئ الإنسانية - الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال - قائلاً إن هيكل مؤسسة GHF جعل من المستحيل الالتزام بهذه المبادئ… ويُعدّ رحيله إدانةً دامغةً للمؤسسة وطموحاتها المُبطّنة.

يُسلّط بيان "وود" الضوء على حقيقةٍ جوهرية: لا يمكن فصل المساعدات الإنسانية عن الأخلاق، إن تحالف مؤسسة GHF مع شركات الأمن وتوافقها مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل ينتهكان المبادئ ذاتها التي تدّعي تمثيلها.

إن هيكل مؤسسة GHF الأمني وغير الشفاف لا يفي بهذه المعايير - فهو يعمل كأداة جيوسياسية أكثر منه مبادرةً لإنقاذ الأرواح.

(ثانيا ) المساعدات كسلاح تهجير قسري

الجانب الأكثر إثارة للقلق في الخطة هو غايتها النهائية: استخدام المساعدات الإنسانية كغطاء للتهجير القسري للفلسطينيين، وخاصة من شمال غزة، ويُنظر إلى صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي كجزء من استراتيجية أمريكية إسرائيلية أوسع نطاقًا للتجويع القسري كأداة سياسية - بدأت مع خفض الولايات المتحدة تمويل الأونروا في يناير 2024.

ينطبق هذا مع استراتيجية الحصار الإسرائيلية طويلة الأجل، ولا يُسمح إلا بدخول كميات ضئيلة من المساعدات، لا تكفي المجاعة، أفادت الأمم المتحدة أن 4.6% فقط من الأراضي الزراعية لا تزال صالحة للاستخدام، ومن خلال توجيه المساعدات عبر جهات خاصة، تتحكم إسرائيل في من يحصل على المساعدات، وأين، وكيف؟؟

هذا يُعادل السيطرة على السكان - مما يدفع الفلسطينيين إلى مناطق أصغر وأكثر قابلية للإدارة، وصفه المراقبون بأنه محاولة " لحصر ومحاصرة الفلسطينيين في قطعة أرض أصغر".

يحمل هذا التكتيك علامات التطهير العرقي، بغطاء التدخل الإنساني!!

بدعم من شركات أمنية أمريكية، تُمكّن مؤسسة التمويل الإنساني العالمية (GHF) إسرائيل من إدامة الجوع والنزوح تحت ستار الإغاثة، تُؤكد تحذيرات الأمم المتحدة من "مرحلة جديدة قاسية" في الحرب - تتسم بتزايد الجوع والدمار - على ضرورة كشف هذا الخداع.

تُقدم إسرائيل وشركاؤها الأمريكيون المساعدات كحلٍّ بينما يُعيقون إيصالها، مما يُطيل أمد معاناة غزة، ويُعزز هدفهم النهائي: إفراغ المنطقة من الفلسطينيين.


*(ثالثا )  أزمة ثقة عالمية*


ظهور مؤسسة التمويل الإنساني العالمية (GHF) وتورط وكالات الاستخبارات والأمن الأمريكية عواقب وخيمة:

أولًا: ينسف هذا النموذج الثقة في المؤسسات الإنسانية، بالرغم من قسوة الوضع المالي،  لاتزال الأمم المتحدة العمود الفقري لأعمال الإغاثة عالميا ً، واستبدالها بكيانات مُبهمة يُضر بمصداقية نظام المساعدات الدولي.

ثانيًا: يُخاطر هذا المشروع بجر الولايات المتحدة إلى صراع مُباشر مع حماس وجماعات أخرى في غزة، حيث قد يُنظر إلى المُتعاقدين الأمريكيين على أنهم وكلاء لإسرائيل.

ثالثًا: يُرسي سابقةً خطيرةً في استغلال الأزمات الإنسانية كسلاحٍ للضغط الجيوسياسي في أنحاءٍ أخرى من العالم.

*(رابعا) كشف الخداع*

مؤسسة غزة الإنسانية ليست استجابةً للمعاناة الإنسانية، بل هي مظهرٌ من مظاهر خطةٍ مظلمةٍ وخطيرة، بدعمٍ من جهاتٍ أمنيةٍ واستخباراتيةٍ أمريكية، تستخدم إسرائيل، الأمر لا يتعلق بإنقاذ الأرواح، بل بالهيمنة والاستبعاد.

يجب على المجتمع الدولي فضح هذا الخداع والمطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية بشفافيةٍ وحيادية..
يستحق شعب غزة مساعداتٍ تُنقذ الأرواح، لا استراتيجيةً تُبعدهم عن وطنهم.

طباعة شارك مؤسسة غزة الإنسانية غزة دونالد ترامب أحمد ياسر كاتب صحفي

مقالات مشابهة

  • طيران الإحتلال الإسرائيلي يستهدف شاحنات المساعدات بدير البلح وسقوط 4 شهداء
  • مشاركون من 30 دولة.. قافلة الصمود تدخل ليبيا للوصول إلى مصر دعما لغزة
  • مثير للاشمئزاز.. جيمس إلدر يحذر من كارثة في غزة وموت جماعي
  • انطلاق "إنذار" على متن سفينة المساعدات "مادلين" المتجهة لغزة
  • محافظ شمال سيناء تهنئ الجرحى الفلسطينيين في مستشفى نخل المركزي بعيد الأضحى
  • عضو بسفينة المساعدات المتجهة لغزة: إسرائيل عطلت أجهزة الملاحة
  • أحمد ياسر يكتب: مؤسسة غزة الإنسانية.. سلاح جديد قاس
  • آلاف المتطوعين في تونس ينطلقون يوم غدٍ نحو معبر رفح نصرةً لغزة
  • بن جفير يطالب نتنياهو بمناقشة عاجلة بشأن المساعدات الإنسانية لغزة
  • قُصف الخبز في غزة، فماتت الإنسانية في العالم