بدا لبنان الرسمي منهمكا في جهود محتدمة تترجمها ديبلوماسية حارة ومتواصلة من اجل تجنب ما يخشاه الجميع من تحوله الى ساحة الحرب الثانية المدمرة وهو ما يترجمه ازدياد حركة الوزراء والموفدين الغربيين خصوصا الى لبنان في الأيام الأخيرة. كما ترجمه الاتصال اللافت الذي تلقاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن وتناوله الأوضاع في لبنان والمنطقة.



ووسط معالم تصاعد القلق توالت زيارات الموفدين الغربيين وكان اخرهم امس
وزيرة خارجية المانيا أنالينا بيربوك في زيارة سريعة تركزت على الاوضاع الميدانية في غزة والتشديد على ابعاد لبنان عن الانخراط في الحرب. وخلال زيارتها للسرايا اكد لها رئيس الحكومة: "أننا نبذل كل جهدنا لعودة الهدوء الى الجنوب"، داعيا الى "ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على لبنان ووقف اطلاق النار في غرة". بدورها نبهت الوزيرة الالمانية "الى ضرورة تلافي الحسابات الخاطئة وابقاء لبنان في منأى عن الصراع قدر المستطاع". كما زارت بيربوك وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي قال أنه "جرى الاتفاق اثناء الاجتماع أن حل الدولتين هو المدخل لمعالجة أسباب النزاع الحقيقي في غزة ونعوّل على تأثير المانيا في أوروبا والعالم وما خبرته من ويلات الحرب لوقف فوري لاطلاق النار والسماح لقوافل الاغاثة بدخول القطاع". وزارت أيضا قائد الجيش العماد جوزف عون .

والتقى ميقاتي السفير المصري ياسر علوي الذي وضعه في أجواء القمة التي تستضيفها مصر اليوم بعنوان:" قمة القاهرة للسلام".

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن صعوبة التخمين بما قد تحمله التطورات على الجبهة الجنوبية تسود بين الأوساط السياسية والشعبية، ولاحظت أن الأيام المقبلة قد تشهد تعزيزا للاجراءات التي تحمل الطابع الطارئ بفعل الهاجس من الحرب، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن قيادة «حزب الله» تلتزم الصمت على أن أي كلام موسع يدلي به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في التوقيت الذي يراه مناسبا.
ورأت أن الجميع يواصل عملية الرصد للاحداث المتسارعة في غزة والجنوب إنما ما من احد قادر على تقديم صورة واضحة عما ستؤول إليه.
وأكدت أن حكومة تصريف الأعمال قد تعمد الى توسيع إجراءاتها إذا كانت الحاجة تدعو إلى ذلك لاسيما ما يتصل بالتحرك على الأرض وسط العمل على ابقاء الجهوزية تامة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

12 شهرًا من الدم.. نتنياهو يراوغ لإطالة أمد حرب غزة حتى 2026| تقرير خاص

وسط تحركات سياسية مكثفة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تعقيد المشهد بشروط تعجيزية تتجاوز إطار التهدئة، وتفتح الباب أمام بقاء الاحتلال بل وتنفيذ مخططات تهجير قسري للفلسطينيين.

فبعد تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 17 يناير الماضي، عاد نتنياهو ليطرح شروطًا قاسية شملت تسليم الأسرى، ونزع سلاح المقاومة، وانتشار جيشه داخل غزة، ورسم مستقبل القطاع بما يخدم مصالح الاحتلال. 

وقوبلت هذه المطالب برد من حركة حماس عبر مقترح "الرزمة الشاملة"، والذي نص على إطلاق الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال، وفتح المعابر، وبدء الإعمار تحت إشراف لجنة تكنوقراط فلسطينية وفق المقترح المصري.

سعت حماس عبر قيادة محمد درويش إلى تفعيل المسار السياسي، من خلال لقاءات مكوكية في القاهرة والدوحة وأنقرة، مدعومة بتأييد من الرأي العام الإسرائيلي، وتوجهات واشنطن التي عبّر عنها مبعوث شؤون الأسرى آدم بولر. 

في المقابل، لجأ نتنياهو إلى تكتيكين؛ أولهما بحث سيناريوهات إدخال المساعدات عبر محور موراغ جنوب غزة، وسط مقترحات بجعل مدينة رفح منطقة خيام تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، في خطوة يُخشى أن تتحول إلى مركز اعتقال جماعي أو نقطة انطلاق لعملية تهجير قسري خارج القطاع، ما يفاقم المأساة الإنسانية ويقوّض الدور الإغاثي للأمم المتحدة.

أما الخطوة الثانية، فتمثلت بإيفاد رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر إلى القاهرة، في ما بدا أنه تحرك شكلي لاستنزاف الوقت والضغط الدولي، دون نية حقيقية لبلورة تسوية.

ومع تصاعد الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن نية استمرار الحرب حتى أكتوبر أو حتى 12 شهرًا إضافيًا، يبدو أن نتنياهو يراهن على استخدام الحرب كورقة انتخابية عشية الانتخابات البرلمانية المرتقبة منتصف 2026. السيناريوهات المتوقعة تشمل:

إما فرض استسلام فلسطيني تام يتيح له إعلان نصر سياسي وعسكري.أو الدخول في مفاوضات متأخرة يسوّقها كرغبة إسرائيلية لإنهاء الحرب بعد "تحقيق أهدافها".

في الحالتين، يسعى نتنياهو إلى استثمار الحرب سياسيًا لتعزيز موقعه الانتخابي، مستندًا إلى خطاب الانتصار أو "الحل الواقعي" الذي يعيد الأسرى ويُنهي القتال.

طباعة شارك نتنياهو غزة المقاومة

مقالات مشابهة

  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • مديرة مركز صحة المرأة بالإسكندرية تُصحح 7 مفاهيم خاطئة عن الثلاسيميا
  • 12 شهرًا من الدم.. نتنياهو يراوغ لإطالة أمد حرب غزة حتى 2026| تقرير خاص
  • جذور الصراع في كشمير بين الهند وباكستان
  • وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين بمناسبة يوم النصر يدخل حيز التنفيذ
  • فرنسا وألمانيا تتعهدان بتعزيز التعاون في مجال الدفاع
  • ‏حماس تنعى المسؤول العسكري خالد الأحمد الذي قتل في غارة اسرائيلية فجر اليوم في صيدا جنوب لبنان
  • مصر ترحّب بجهود سلطنة عُمان التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن
  • الصين تعارض خطة إسرائيل لتوسيع الحرب
  • تايمز: ما الذي يتطلبه إحلال السلام في غزة؟