صحيفة الأيام البحرينية:
2025-06-04@15:03:14 GMT

روكي.. النهر «الأكثر ظلمة في العالم»

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

روكي.. النهر «الأكثر ظلمة في العالم»

أُطلق على نهر «روكي»، أحد روافد نهر الكونغو، لقب النهر «الأكثر ظلمة في العالم»، حيث تتميز مياهه باللون الداكن. وتعتبر هذه أول دراسة علمية على الإطلاق للنهر الإفريقي، إذ خلص العلماء إلى أن المياه ذات اللون الداكن ناتجة عن المستويات العالية من المواد العضوية الذائبة من الغابات المطيرة المحيطة. ووجد العلماء أن اللون ناتج عن مركبات غنية بالكربون تتسرب من المواد النباتية المتعفنة وتجرفها مياه الأمطار والفيضانات إلى نهر روكي.

وقال د. ترافيس دريك، الباحث الرئيسي للدراسة من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا بزيوريخ السويسرية: «إن المركبات العضوية المتسربة من هذه النباتات تمتص الضوء، وبالتالي كلما زاد التركيز، ظهر الماء أغمق وسيكون الأمر أشبه بتحضير شاي مركز للغاية باستخدام العديد من أكياس الشاي». ووجد المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا بزيوريخ في سويسرا، أن نهر روكي كان أغمق بمقدار 1.5 مرة من نهر ريو نيغرو في الأمازون، وهو نهر المياه السوداء في العالم. وعلى الرغم من أن نهر روكي لا يشكل سوى جزء من عشرين من حوض الكونغو، إلا أنه يوفر خمس إجمالي الكربون المذاب في الكونغو.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

حين تختنق الأسماك… ويبكي النهر

بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في بلادٍ كانت تُسمّى يوماً وادي الرافدين، أصبح الماء عدو الحياة، والنهر قاتلاً صامتاً يمرّ على جثث الأسماك كما يمرّ على صمتنا. هنا، في العراق، لا تنفق الأسماك فقط، بل تنفق معها آخر رمق من كرامة البيئة، من عافية النهر، ومن ضمير المسؤول.
لم تعد مشاهد النفوق الجماعي للأسماك في نهر الفرات أو دجلة تثير الذهول، فقد أصبحت موسمية كالعواصف الترابية والانقطاعات الكهربائية. آلاف الأسماك تطفو على سطح المياه، ميتةً، بيضاء البطون، تتقلب في قذارةٍ لا تُغتفر. السمك الذي كان قوت الفقراء، وعمود اقتصاد آلاف الصيادين والمزارعين، بات اليوم عنواناً لمأساة لا تجد من يحزن عليها.


الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات غائبة أو مغيبة. لماذا تموت الأسماك؟ لماذا تختنق في مياهٍ كان يُفترض أن تكون شريان الحياة؟ والجواب، كما هو حال كل شيء في العراق خليط من الإهمال، الفساد، والعجز المتواطئ. التلوث الصناعي، التصريف العشوائي للمياه الثقيلة، الإطلاقات الكيمياوية من المعامل، الصرف الصحي غير المعالج، ونقص الإطلاقات المائية من دول الجوار، كلها تتشابك كأصابع جثة تغرق في الوحل.
لا أحد يُحاسب. لا وزارة البيئة تملك أدوات حقيقية للردع، ولا وزارة الموارد المائية تملك سيطرة حقيقية على نهر بات بلا سيادة. حتى وزارة الصحة حين تصدر بيانات، تصدرها ببرود، وكأنها تتحدث عن حادث عرضي في دولة أخرى، لا عن كارثة متكررة تهدد الأمن البيئي والغذائي في بلدٍ يعاني أصلاً من كل أنواع الموت البطيء.لكن القصة ليست فقط عن الأسماك. هي تراجيديا سوداء، لأن موت الكائنات الصامتة هو جرس إنذار لما ينتظر البشر. النهر الذي لا يحفظ الحياة في داخله، لن يمنحها لمن على ضفافه. النفوق رسالة قاسية تقول لنا أنتم القادمون في الطابور . من لا يحترم الماء لا يستحقه، ومن يلوثه لا يملك مستقبلاً فيه.
في هذا الوطن، يبدو أن كل ما يتحرك نحو الحياة يُدفن مبكراً الشاب، الحلم، الكتاب، النهر… وحتى السمكة. حتى هذه المخلوقات التي لا تحتج، لا تتظاهر، لا تطالب بالكهرباء أو الوظيفة، لم تسلم من لعنة الفساد، ومن جريمة الصمت.
فمن المسؤول؟ هل نسأل الوزارة التي نامت على التقارير؟ أم المزارع الذي سمّم المياه؟ أم الدولة التي لا تملك خطة إنقاذ بيئية؟ أم أنفسنا، نحن الذين تعودنا رؤية الجثث، سواء كانت بشرية أو مائية، دون أن نصرخ؟ ربما كلنا شركاء، أو ضحايا، أو شهود عار.

في الختام، يظل النهر شاهداً بلا صوت. يسير بثقله، يحمل فوق ظهره جيف الأسماك، وتحت مياهه خيبات وطن بأكمله. لا أحد يعتذر، لا أحد يُحاسب، فقط نكتب، فقط نرثي، ثم ننتظر النفوق القادم.

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا تنظم حملة التبرع بالدم
  • لماذا تتصدّر الدول الأفريقية قائمة الأزمات الأكثر إهمالا في العالم؟
  • الدار البيضاء ضمن المدن الأكثر أماناً عالمياً في تصنيف دولي
  • إشادة فلسطينية برفع العضوية إلى "دولة مراقب" بمنظمة العمل الدولية
  • حين تختنق الأسماك… ويبكي النهر
  • أمانة العضوية بحزب الجبهة الوطنية تعتمد خطة لتوسيع القاعدة الجماهيرية
  • دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد منشور غامض.. وقلق بين جمهورها قبل عرض "روكي الغلابة" في 30 يوليو
  • حاج مصري أمضى 15 عامًا محاولًا الوصول إلى الحج حتى تحقق حلمه ووجد نفسه بين الحجيج
  • عاجل|إحباط عمليات تخريب واسعة ضد البنية التحتية الروسية.. الأمن الفيدرالي يكشف التفاصيل الكاملة
  • قصة ترحال الأكثر غرابة في العالم.. عندما تهجر أورامانات السهول وتستوطن الغيوم صيفاً