تحت ستار دخان الحرب على غزة.. الاستيطان الرعوي يتوسع بالضفة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
يُطلق على مستوطنة إسرائيلية صغيرة مطلة على قرية "عين الرشاش" البدوية في الضفة الغربية المحتلة اسم "ملائكة السلام"، لكن سليمان الظواهري يقول إن سكانها المستوطنين لم يلحقوا بعائلته سوى "العنف والخوف واليأس"، بحسب إيما هاريسون وكيكي كيرزينباوم، في تقرير بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian).
هاريسون وكيرزينباوم تابعا، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد": قبل أيام، أجبر المستوطنون السكان البدو على الخروج من سلسلة جبال الضفة الغربية التي عاشوا فيها منذ نحو أربعة عقود.
واصفا حملة العنف والترهيب المستمرة منذ أشهر، والتي اشتدت في الأسبوعين الماضيين على وقع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، قال الظواهري (52 عاما): "لم يتركوا لنا (حتى) الهواء لنتنفسه".
وأردف: "دخلوا القرية ودمروا المنازل وحظائر الأغنام، وضربوا رجلا يبلغ من العمر 85 عاما، وأخافوا أطفالنا".
ويحاول عدد قليل من الرجال البقاء وسط أنقاض المنازل وحظائر الماشية الفارغة والألواح الشمسية المحطمة والنوافذ المكسورة، بحسب هاريسون وكيرزينباوم.
اقرأ أيضاً
سيناريو تفضله وآخر لا تتمناه.. ما تدبره إسرائيل لغزة بعد غزو بري
مشروع عنيف
هاريسون وكيرزينباوم قالا إن "مأساة عين الرشاش ليست فردية، فرجال "ملائكة السلام" (المستوطنون) هم جزء من مشروع سياسي واسع وعنيف وناجح للغاية لتوسيع السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، والذي تسارع، كما يقول الناشطون، منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول الجاري) التي شنتها حماس على إسرائيل".
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة"، أطلقت "حماس" وفصائل مقاومة أخرى في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، ولا تزال المواجهة مستمرة لليوم الخامس عشر على التوالي.
و"العوامل غير المتوقعة وراء هذا الاستيلاء (الاستيطاني) على الأراضي هي الأغنام والماعز، التي يرعاها المستوطنون المتطرفون في بؤر استيطانية صغيرة"، كما أضاف هاريسون وكيرزينباوم.
وأوضحا أن "الاستيلاء على الأراضي عبر بناء المنازل والمجتمعات عليها أمر بطيء ومكلف، بينما السيطرة على مساحات واسعة من التلال الجافة اللازمة لإطعام قطيع من الحيوانات، عبر تخويف وعزل الرعاة الفلسطينيين وجلب قطيع آخر، هي أكثر فعالية بكثير".
اقرأ أيضاً
الأعلى منذ سنوات.. إسرائيل تعتقل 1070 فلسطينيا بالضفة منذ بداية طوفان الأقصى
أنجح استراتيجية
"هذه هي أنجح استراتيجية (الاستيطان الرعوي) للاستيلاء على الأراضي منذ عام 1967"، بحسب يهودا شاؤول، مدير المركز الإسرائيلي للشؤون العامة، ومؤسس منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة غير حكومية تكشف الانتهاكات العسكرية في الأراضي المحتلة.
شاؤول أردف أنه خلال العام الماضي وحده، ضم المستوطنون 110 كيلومترات مربعة إلى مواقع رعوية استيطانية. بينما تغطي كافة المناطق الاستيطانية المبنية منذ عام 1967 مساحة 80 كيلومترا مربعا فقط.
وتابع أن هذا كان أيضا أكبر نزوح للبدو الفلسطينيين منذ 1972، عندما تم نقل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، وربما يصل العدد إلى 20 ألفا، من شمال سيناء (المصرية وقت احتلالها)؛ لإفساح المجال أمام المستوطنات.
ومنذ بدء احتلال الأراضي الفلسطينية في 1967، استقر حوالي 450 ألف إسرائيلي في ما يعرف الآن بالمنطقة "ج" في الضفة الغربية، وهي المنطقة الخاضعة للسيطرة العسكرية والسياسية الإسرائيلية الكاملة؛ وذلك لأسباب دينية أو قومية أو لرخص تكلفة المعيشة.
وينظر معظم المجتمع الدولي إلى وجود المستوطنين على أنه عقبة رئيسية أمام السلام الدائم، ولكن حتى وقت قريب كان معظم التركيز ينصب على المجتمعات السكنية بدلا من البؤر الاستيطانية الرعوية، وفقا لهاريسون وكيرزينباوم.
ووفقا للأمم المتحدة فإن 1105 أشخاص من 28 تجمعا فلسطينيا، يمثلون حوالي 12% من سكانهم، نزحوا من أماكن إقامتهم منذ عام 2022؛ بسبب عنف المستوطنين ومنعهم الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى أراضي الرعي.
و"الآن، مع استعداد الجيش الإسرائيلي لغزو بري لغزة وقلق الدبلوماسيين بشأن إنقاذ الأسرى في غزة وتجنب حرب إقليمية (...) لم يعد هناك تركيز يذكر على الضفة الغربية"، كما زاد هاريسون وكيرزينباوم.
وفي 7 أكتوبر، أسرت "حماس" ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
اقرأ أيضاً
أدان الاستيطان.. البرلمان الأوروبي يجدد دعمه لحل الدولتين ويدعو للاعتراف بفلسطين
المصدر | إيما هاريسون وكيكي كيرزينباوم/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الضفة إسرائيل مستوطنون غزة حرب الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من تصاعد الإرهاب اليهودي بالضفة ضد الفلسطينيين
برز أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، تهديد جديد يتمثل بـ"الإرهاب اليهودي" المستشري، ويضرّ بالجنود الذين يجتهدون لتوفير الأمن للمستوطنين، بل إن الأمر وصل بهم للاعتداء على أفراد الجيش، وكل ذلك بسبب نقل الصلاحيات الأمنية إلى الوزيرين سموتريتش وبن غفير، مما أدى لتفكيك النظام.
وقال قائد الكتيبة 13 في لواء غولاني، وفرقة حيرام على الحدود الشمالية، وخبير الأمن القومي، كوبي ماروم: إن "الحوادث الخطيرة للإرهاب اليهودي التي اندلعت في الأيام الأخيرة، بما فيها الإيذاء الجسدي لجنود وضباط الجيش في الضفة الغربية، ممن يخاطرون بحياتهم ليلة بعد ليلة من أجل سلامة المستوطنين، تشكل تجاوزاً صارخاً للخط الأحمر في الواقع المعقد والحساس هناك، ويبدو أن الوضع في طريقه لفقدان السيطرة".
وأضاف ماروم في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "اعتداء المستوطنين على الجنود والضباط شكل تجاوزا لخط أحمر آخر لم نعتقد أننا سنصل إليه، وهو إلحاق الضرر بمنشأة أمنية حساسة تشكل أداة مركزية في ملاحقة المخربين (المقاومة الفلسطينية)، على يد الإرهاب اليهودي، مع العلم أن الأشهر الأخيرة شهدت وقوع عشرات حوادث الاعتداء على الفلسطينيين وحرق منازلهم وممتلكاتهم من قبل هؤلاء المستوطنين".
وأشار إلى أن "هذه الاعتداءات على الفلسطينيين حدثت دون ردّ، ودون عناوين رئيسية في وسائل الإعلام، ودون اعتقالات، ودون إدانة من أي من قادة المستوطنين والدولة، وبحسب معطيات الجيش، فقد شهد النصف الأول من العام 2025 زيادة بنسبة 30 بالمئة في حوادث الجريمة القومية والإرهاب اليهودي، مما يؤدي لتدهور الضفة الغربية إلى حالة من الفوضى وفقدان السيطرة، ويشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي للدولة".
وأكد أن "هذا الواقع الصعب والخطير يحظى بدعم سري وعلني في الأشهر الأخيرة من قبل أعضاء الكنيست والوزراء، الذين يرون الصورة القاتمة، ولا يفعلون شيئاً أو نصف شيء حيالها، ولا شك أن الخطيئة الأصلية والنقطة الفاصلة تكمن في تعيين بيتسلئيل سموتريتش وزيراً في وزارة الحرب، ونقل صلاحياته فيما يتعلق بالإدارة المدنية وإدارة المستوطنات، وأدت هذه الخطوة لسياسة مربكة وتمييزية، ومسٍّ خطير بإنفاذ القانون والنظام في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما فيها المسّ بالقدرة على إحباط المقاومة، وتوفير الأمن للمستوطنين".
وأضاف أن "تعيين الوزير إيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي، ومسؤولا عن الشرطة في الضفة الغربية، شكل عاملا آخر في إذكاء الإرهاب اليهودي، مما أدى لعدم تعاملها مع الحوادث الإرهابية اليهودية، ولذلك فإن مستوى التعاون بين الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) كأداة مركزية في إنفاذ القانون والوقاية يكاد يكون معدوماً في الضفة الغربية".
وكشف أنه "في آب/ أغسطس 2024، أصدر رئيس الشاباك السابق رونين بار رسالة عاجلة لرئيس الحكومة والوزراء صرح فيها بوضوح أن الإرهاب اليهودي يعرض وجود الدولة للخطر، وقال حينها إن الأمر لم يعد مجرد "أعشاب ضارة"، بل إن هناك توسعاً كبيراً في الظاهرة، بما فيها استخدام الأسلحة، بعضها قدمه الجيش للمستوطنين، لكن للأسف الشديد ظلت الرسالة الخطيرة وغير العادية دون رد من رئيس الوزراء أو وزرائه، رغم الواقع الخطير الذي وصفته".
وأكد أنه "قبل بضعة أشهر، وعند توليه منصبه، ألغى وزير الحرب يسرائيل كاتس أوامر الاعتقال الإدارية بحق مستوطني "فتيان التلال" المتورطين في الإرهاب اليهودي، لكن ما حصل قبل يومين من عدوان المستوطنين على الجنود والضباط في الضفة الغربية يُظهِر بشكل لا لبس فيه العواقب الخطيرة لقراره المتملّق لقاعدته السياسية، حيث لم يعد لديهم أي خوف من الاعتقال الإداري".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، هناك نزع شديد للشرعية عن قوات الأمن، مع التركيز على التقسيم اليهودي لجهاز (الشاباك)، فضلاً عن النشاط العنيف ضد الفلسطينيين، لأن الجريمة القومية باعتبارها استخدام للعنف بهدف بث الخوف، هي إرهاب بكل معنى الكلمة، وإلحاق الأذى بالجنود وقادتهم يسبب مشكلة في الحكم إلى درجة التدهور لحالة من الفوضى، وفقدان السيطرة في الضفة الغربية، وهو منحدر زلق للغاية".
وِأشار أن "الأحداث الخطيرة تشكل مساساً بالمستوطنات في الضفة الغربية، وهذه المجموعة من مثيري الشغب تشكل وصمة عار عليها، وعلى المجتمع الإسرائيلي، وتضرّ بشدة بجهود الدولة على الساحة الدولية، وتخلق حالة من عدم الشرعية لها ولجيشها، كما تؤدي الهجمات الإرهابية اليهودية لهجمات انتقامية من الفلسطينيين ضد المستوطنين والجيش، ولهذا السبب يتطلب الأمر قرارًا قياديًا مهمًا من قبل رئيس الوزراء والحكومة بتعريف الظاهرة بأنها إرهاب يهودي، دون أي ذريعة".
وطالب بـ"تخصيص موارد كبيرة للقسم اليهودي في جهاز الشاباك، وزيادتها بشكل كبير، ومزيد من تخصيص القدرات والوسائل التي تمكنها من تنفيذ القانون بشكل كبير، وبدون مثل هذا القرار من رئيس الوزراء والحكومة، سيكون مستحيلا تغيير الواقع القاتم، رغم أن الجيش يخوض حربا ضد موجة العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية منذ سنوات، مما يتطلب نشاط العشرات من كتائب الجيش، وبالتالي فإن مقتل الفلسطينيين على يد مثيري الشغب اليهود من شأنه أن يؤدي لتصعيد خطير، وهجمات خطيرة للغاية".