انحاز الإعلام الفرنسي بشكل واضح للكيان الصهيون المحتل في تغطية الحرب على غزّة، تماهيا مع الانحياز المطلق إلى جانب الاحتلال الاسرائيلي من قبل الطبقة السياسية الحاكمة وفي مقدّمتهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور الكيان الصهيوني غدا الثلاثاء.

ويبدو أنّ الإعلام الفرنسي بدأ يعدّل أوتاره مع بدأ تفاعل الرأي العام أكثر مع القضية الفلسطينية، وفقا للاعلامي التونسي بقناة فرانس 24 توفيق مجيّد، نظرا لحجم تأثير  القصف الإسرائيلي الذي خلّف ما يزيد عن 4 آلاف شهيد  والدمار الهائل الذي أحدثه في قطاع غزّة.

 

15 ألف متظاهر في باريس 
وخلال المسيرة التي انتظمت أمس الأحد في باريس بدعوة من قرابة 40 جمعية وحزب ونقابة، رفعت العديد من الشعارات ضدّ وسائل الإعلام الفرنسية لأنها كانت منحازة للكيان الصهيوني.

وتظاهر نحو 15 ألف شخص الأحد في باريس للمطالبة بوقف العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غزة، بدعوة من ائتلاف يضم خصوصا منظمات يسارية من بينها "الاتحاد العام للعمال" (سي جي تي) و"حزب فرنسا الأبية" و"تجمع مسلمي فرنسا" و"الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام".

وهتف المشاركون في ساحة الجمهورية "إسرائيل قاتلة، ماكرون متواطئ" و"لا سلام بدون إنهاء الاستيطان".

وهذه أول تظاهرة محورها الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لا تحظرها شرطة العاصمة الفرنسية.

وأوضح  توفيق مجيّد أنّ ''تعديل الموقف'' من قبل الاعلام الفرنسي بدأ بعد تبيّن أنّ الحرب الدائرة في غزّة   أكبر مما كانوا يتصورون وأنّ اتساعها يمكن أن يشكّل خطرا على مصالح فرنسا، وفق تقديره.


وقال إنّ  النقاش حول الحرب على غزّة وصل إلى البرلمان الفرنسي خاصة مع الجدل الذي أثارته تصريحات رئيسة الجمعية الوطنية (البرلمان) ودعمها لإسرائيل بقولها إنّه ''لا يمنع أي شيء اسرائيل من الدفاع عن نفسها''.

وأضاف مجيّد: ''حتى داخل الأغلبية الرئاسية هنالك من لام على تصريح رئيسة الجمعية الوطنية."

وأثارت زيارة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية للكيان الإسرائيلي انتقادات حادة من اليسار الذي دان الأحد دعم يائيل برون بيفيه "غير المشروط" للكيان الصهيوني.

و أكدت رئيسة الجمعية الوطنية  أن فرنسا "تدعم إسرائيل بشكل كامل" وأن "لا شيء يجب أن يمنع" الدولة العبرية "من الدفاع عن نفسها" في مواجهة حركة حماس الفلسطينية.

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: الإعلام الفرنسی

إقرأ أيضاً:

"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي

مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى، تتزايد الأصوات المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي لا سيما بين جنود وضباط الاحتياط. وقد خرج بعضهم عن صمته علنًا، في انتقاد غير مسبوق للحكومة وقراراتها التي يصفونها بأنها غير أخلاقية وتحمل دوافع سياسية. اعلان

ومن بين هؤلاء يوڤال بن آري، جندي احتياط خدم في جولتين داخل القطاع، الأولى في الشمال والثانية في الجنوب، وقد أعلن عبر مقابلة مع شبكة NBC أنه يرفض المشاركة في ما وصفه بـ"جرائم حرب"، مشددًا على أن "الموقف الوطني الحقيقي هو أن تقول لا".

كما عبّر عن شعوره بالخجل والذنب حيال معاناة المدنيين في غزة، قائلاً: "أناشد الحكومة الإسرائيلية وقف تجويع مليوني إنسان".

بن آري، الذي أعيد تجنيده في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 رغم إصابته السابقة في ساقه، أشار إلى أن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده خلال المهمة الأولى دفعته لاحقًا إلى طلب إعفائه من المهمة بعد أسبوع واحد فقط على انتشار جديد جنوب القطاع في آذار/مارس. وقد كتب عبر وسائل التواصل: "لن أرتدي هذا الزي العسكري ما دامت هذه الحكومة في السلطة".

ورغم تلقيه دعمًا من بعض أفراد عائلته وأصدقاء مقرّبين، فقد واجه بن آري أيضًا اتهامات بـ"الخيانة" و"التخلي عن الرهائن"، وهي اتهامات قال إنه كان يتوقعها. ودوّن تجربته لاحقًا في مقال بصحيفة "هآرتس" دون الإفصاح عن هويته.

تصاعد المعارضة داخل المؤسسة العسكرية

لم يكن موقف بن آري معزولًا عن موجة اعتراض آخذة في الاتساع، فمع انطلاق عملية "عربات جدعون" مطلع الشهر الجاري، تصاعد زخم الرافضين داخل الجيش الإسرائيلي.

ووفق منظمة "ريستارت إسرائيل"، التي ترصد الاعتراض على سياسات الحكومة، فقد وقّع أكثر من 12 ألف جندي حالي وسابق على رسائل احتجاج منذ انهيار الهدنة في آذار/مارس، دعوا فيها إلى وقف الحرب، وأعلنوا رفضهم أداء أي مهام قتالية مستقبلية في حال استمرارها.

جنود من الجيش الإسرائيلي ينعون الرقيب أول روعي ساسون، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.Maya Alleruzzo/ AP

وفي هذا السياق، برز موقف الطيار المتقاعد غاي بوران (69 عامًا) في مقابلة مع شبكة NBC، والذي عبّر عن رفضه العلني لما يجري، مؤكدًا من تل أبيب أن الاعتراض لا يأتي من منطلق التعب بل لأن "هذه الحرب غير شرعية".

وكان بوران من أوائل من بادروا إلى صياغة رسالة احتجاج وقّع عليها نحو 1200 من الطيارين الحاليين والسابقين. واعتبر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "غارق في مشاكل قانونية خطيرة"، في إشارة إلى محاكمته في قضايا فساد.

ورأى بوران أن الحرب تُدار خدمةً لمصالح الشركاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى هدنة مع حماس، كما دعا كلاهما إلى "إبادة كاملة" للحركة، واحتلال غزة مجددًا وإعادة توطينها. وعلّق بوران قائلًا: "إسرائيل أصبحت رهينة لهذا الابتزاز السياسي".

حرب "غير إنسانية"

اعتراضات أخرى برزت من داخل صفوف ضباط الاحتياط. أحدهم، برتبة رائد، أعرب عن قلقه من تصريحات بعض الوزراء بشأن استخدام التجويع كأداة ضغط، قائلاً: "هذه لم تعد حكومة أخلاقية... على الجيش أن يضع حدًا لهذا الجنون".

وعلى الرغم من أن القانون الإسرائيلي يمنع فصل الموظفين دون مبرر قانوني، أفادت تقارير بأن الجيش قام فعلًا بفصل أو تهديد عدد من الجنود الموقّعين على رسائل الرفض.

في المقابل، اكتفى الجيش الإسرائيلي بإصدار بيان مقتضب قال فيه إن "الجنود الاحتياطيين الذين يتركون عائلاتهم ووظائفهم للدفاع عن البلاد هم ركيزة أساسية في قوة الجيش"، من دون أن يتطرق إلى الانتقادات أو الخلفيات السياسية المرتبطة باستمرار الحرب.

Relatedمظاهرات في تل أبيب تطالب بعودة الرهائن وبإنهاء الحرب في غزةإسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزةغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفح

وفي ختام تصريحاته، قال بوران إن الصراع الجاري لم يعد سوى "حرب انتقام"، محذرًا من غياب الحلول الواقعية: "حتى الجيش يقول إن هذا ليس حلًا طويل الأمد. إذا احتلّ غزة، فعليه أن يطعم سكانها، ويعالجهم، ويوفر لهم التعليم والبنية التحتية. من سيتولى ذلك؟".

اعلان

أما بن آري، فاختصر موقفه بالقول: "لا يمكن تهجير مليوني إنسان من ديارهم بهذه البساطة... هذا فعل غير إنساني".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الفرنسي: نتمسك بالحل السياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني
  • 6 شهداء جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي جنوبي ووسط قطاع غزة
  • كشف هوية  الشخص الذي هاجم مسيرة داعمة للاحتلال في أمريكا وقتل 6
  • يوجين جريبو.. الفرنسي الذي فتح أبواب الكرنك للعالم
  • دس السم بالعسل.. كيف يعمل الإعلام الإسرائيلي الناطق بالعربية؟
  • سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية
  • حصيلة أولية.. 30 شهيدا و150 جريحا في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي بمواصي رفح
  • الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماكرون في مواجهة جينيه: ماذا تبقى من الضمير الفرنسي؟
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي