البشر سيحولون المريخ إلى كوكب أخضر.. دراسة تؤكد
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
تشير دراسة جديدة إلى أن فكرة تحويل كوكب المريخ ليصبح صالحا للحياة قد لا تكون مجرد خيال علمي، بل هدف يمكن تحقيقه مع التقدم التكنولوجي الحالي.
منذ طرحها، بدت فكرة "تيرافورمينغ"، أي تعديل مناخ المريخ وبنيته ليتناسب مع متطلبات الحياة، وكأنها من قصص الخيال. لكن ورقة بحثية حديثة تدعو إلى التعامل مع هذا الطموح بجدية.
قالت إريكا ديبينيديكتيس، المديرة التنفيذية لمختبرات "بايونير لابز" والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في تصريحات نقلها موقع Space، إن تيرافورمينغ المريخ قبل ثلاثين عاما، لم يكن مجرد تحدٍّ، بل كان مستحيلا. أما اليوم، ومع ابتكارات مثل مركبة "ستارشيب" من سبيس إكس والتقدم في علم الأحياء الصناعي، أصبح هذا الحلم أقرب إلى الواقع.
وأضافت ديبينيديكتيس أن بعض المؤيدين يرون أن زيادة الحياة في الكون أفضل من غيابها، وأن تيرافورمينغ المريخ قد يكون أول عمل من نوعه للبشرية في مجال العناية بكوكب.
الدراسة الجديدة لمنشورة في مجلة Nature Astronomy ناقشت أيضا الجوانب الأخلاقية المعقدة التي ترافق هذا المشروع الطموح، وتطرح تصورا عمليا لكيفية تنفيذ مثل هذا التحول على مراحل.
لماذا نحول المريخ؟
قال إدوين كايت، الأستاذ المشارك بجامعة شيكاغو والمشارك في الدراسة، إن البعثات الروبوتية أثبتت أن المريخ كوكب قابل للحياة، لذا فإن تحويله يمكن اعتباره أكبر مشروع لإعادة التأهيل النهائي في تاريخ البشرية.
وذكر تقرير لموقع Space، أن التحول الكامل للمريخ قد يستغرق قرونا أو حتى آلاف السنين، لكن الهدف على المدى البعيد هو خلق بيئة تسمح بوجود مياه سائلة مستقرة، وأوكسجين يمكن تنفسه، ونظام بيئي نابض بالحياة. في المراحل الأولى، قد يقتصر الأمر على نمو ميكروبات، أما في المستقبل البعيد، فقد تبنى مدن بشرية قائمة على سطح المريخ.
ماذا عن كوكب الأرض؟
يرى بعض العلماء أن تيرافورمينغ المريخ يمكن أن يعود بالفائدة على الأرض أيضا، من خلال التجارب التي تتيح لنا فهما أعمق لكيفية التحكم في البية.
تقول نينا لانزا، عالمة الكواكب في مختبر لوس ألاموس الوطني والمشاركة في الدراسة: "إذا أردنا معرفة كيفية تعديل بيئتنا الأرضية لتناسبنا نحن والكائنات الأخرى، فربما يكون من الحكمة تجربة ذلك أولا على المريخ. شخصيًا، أفضّل أن نكون أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بكوكبنا، فهو الموطن الوحيد الذي نملكه".
كيف يمكن تنفيذ تيرافورمينغ؟
لتحويل كوكب المريخ إلى كوكب صالح للحياة، تقترح الدراسة خطة من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: استخدام تقنيات هندسية غير حيوية لتدفئة الكوكب، مثل نشر مرايا عاكسة للطاقة الشمسية، أو توزيع جسيمات دقيقة، أو تغطية السطح بمواد عازلة مثل الإيروجيل، لرفع حرارة الكوكب بما لا يقل عن 30 درجة مئوية. الهدف من ذلك إذابة الجليد الجوفي وإطلاق ثاني أوكسيد الكربون لزيادة كثافة الغلاف الجوي.
المرحلة الثانية: إدخال ميكروبات مُعدّلة وراثيا قادرة على تحمل الظروف القاسية، تبدأ بإنتاج الأوكسجين والمركبات العضوية، تمهيدا لخلق بيئة داعمة للحياة.
المرحلة الثالثة: وهي الأطول، وتشمل بناء نظام بيئي متكامل، وزيادة الضغط الجوي ومستوى الأوكسجين تدريجيًا، تمهيدًا لنمو نباتات أكثر تعقيدا، وربما تمكين الإنسان من التنفس على سطح المريخ دون أجهزة مساعدة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المريخ سبيس إكس علم الأحياء المريخ كوكب المريخ دراسة علمية دراسة علمية حديثة المريخ سبيس إكس علم الأحياء فضاء
إقرأ أيضاً:
مركز دراسات يصدر دراسة تحليلية حول تحولات صورة حركة "حماس" الدولية
غزة - صفا
أصدر المركز الفلسطيني للدراسات السياسية، اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025، دراسة تحليلية موسعة بعنوان: “تحوّل صورة حماس الدولية: بين الواقعية السياسية وثوابت المقاومة”، تناولت كيفية إدارة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمعادلة معقدة تجمع بين مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والانخراط في العمل السياسي الدولي.
وأوضحت الدراسة أن الحركة تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إعادة تعريف صورتها على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن حماس اعتمدت خطابًا مزدوجًا يوازن بين الثوابت الوطنية والبراغماتية السياسية، مع اتباع استراتيجيات دقيقة في التعامل مع الوسطاء الدوليين والإقليميين.
وتتناول الدراسة أربعة محاور رئيسية:
إعادة تعريف الصورة الدولية للحركة وتعزيز حضورها السياسي.
الخطاب المزدوج بين البراغماتية والتشدّد.
استراتيجيات حماس في مخاطبة واشنطن واستثمار الملفات الإنسانية والسياسية.
التحديات والفرص في الحفاظ على التوازن بين المقاومة والسياسة.
وأكدت الدراسة أن تجربة "حماس" الأخيرة في إدارة التفاوض مع الوسطاء الدوليين والإقليميين أظهرت قدرتها على الموازنة بين مصالح الشعب الفلسطيني والضغوط الدولية، مع الحفاظ على شرعيتها الداخلية والخارجية، ما يعكس نضجًا سياسيًا واستراتيجيًا متزايدًا في أدواتها الإعلامية والسياسية.
وقال المركز الفلسطيني للدراسات السياسية، "إن هذه الدراسة تأتي ضمن جهود المركز المستمرة لتقديم تحليلات معمقة ومحدثة حول المشهد السياسي الفلسطيني، وتعزيز فهم الرأي العام المحلي والدولي للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية"، مشددًا على أن الدراسة تمثل إضافة نوعية لإصدارات المركز التي تهدف إلى تمكين صانعي القرار من فهم أعمق للمعادلات السياسية والاستراتيجية في غزة.
وأشار المركز إلى أن أهمية هذه الدراسة تتزايد في ظل الظروف المعقدة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات الإقليمية والدولية التي تحيط بالقضية الفلسطينية، ما يجعل من فهم تحولات صورة حماس عنصرًا أساسيًا في قراءة المشهد السياسي الراهن.