يمن مونيتور/ قسم الأقسام

وجهت الحكومة اليمنية، اليوم الثلاثاء، نداء استغاثة للمنظمات لدعم جهودها في التصدي لآثار كارثة إعصار تيج الذي ضرب المهرة والمحافظات الشرقية، في حين دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في وقت سابق منظمات الاقليمية والدولية، والقطاع الخاص الوطني إلى مساعدة المتضررين.

وأكّدت الحكومة اليمنية خلال اجتماع عقده مجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، على تفعيل التنسيق مع المنظمات الأممية والدولية، وشركاء العمل الإنساني لتوفير المواد الإغاثية، والمساعدات اللازمة لفتح الطرقات، وتصريف مياه الأمطار.

وأكّدت الحكومة على دعوة رئيس المجلس الرئاسي، لدعم دولي مسؤول لليمن للحدّ من تداعيات الكوارث الطبيعية التي تؤدي الى فقدان مئات الأرواح والحيازات الزراعية سنوياً

وقال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إن الحكومة ملتزمة بتحمل مسؤولياتها في إغاثة المنكوبين جراء الإعصار، وتحسين استجاباتها للكوارث الطبيعية.

وشدّد على الوزارات والجهات المختصة بالتنسيق مع السلطات المحلية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحصر ومعالجة الأضرار الناجمة عن الإعصار، والتركيز على أولويات المواطنين الملحة، وتحسين الجوانب الخدمية خاصة الطرقات والكهرباء والمياه.

وفي وقت سابق، دعا رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، كافة المنظمات الاقليمية والدولية، والقطاع الخاص الوطني الى المساهمة في مدّ يد العون لعشرات الآلاف من المتضررين بآثار إعصار “تيج”.

جاء ذلك، خلال زيارته، الثلاثاء، بعض المناطق المتضررة من الاعصار المداري في مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة، وضواحيها.

واطلع العليمي، ومعه محافظ المهرة محمد علي ياسر، ووزير الأشغال العامة والطرق سالم العبودي، على أحوال المواطنين النازحين من الأحياء التي طالتها آثار الإعصار، واستمع منهم إلى احتياجاتهم العاجلة، ووجّه السلطات بتلبيتها وتقديم كل أشكال الرعاية اللازمة للمتضررين من الكارثة.

وشدّد رئيس المجلس الرئاسي على أهمية إبقاء الجاهزية العالية عند درجتها القصوى حتى في ظل توقعات تراجع العاصفة الإعصارية إلى منخفض جوي خلال الساعات المقبلة.

إلى ذلك، أفادت آخر البيانات الآنية وصور الأقمار الاصطناعية المُستَلَمة في مركز طقس العرب الإقليمي إلى استمرار عبور مركز الحالة المدارية تيج سواحل اليمن، حيث يصنف حالياً كعاصفة مدارية.

وأضاف المركز أنه من المُحتمل أن يستمر تأثير الحالة المدارية على محافظة المهرة الساعات المُقبلة بهطول أمطار غزيرة جداً (تتجاوز 500 ملم في بعض المناطق) وتؤدي إلى فيضان الأودية ومصحوبة بهبوب رياح شديدة السرعة.

وتابع” كما تتأثر سواحل وجبال محافظة ظفار بهطول أمطار غزيرة مع توقعات بامتدادها لاحقاً لأجزاء من محافظتي الوسطى وحضرموت وتكون غزيرة في بعض الأوقات.

وكان التقرير الأولي لمتابعة الحالة المدارية أشار إلى تسجيل حالتي وفاة، وإصابة 150 آخرين، وأضرار كبيرة في البنى التحتية، والممتلكات الخاصة والعامة، ونزوح نحو 10 آلاف شخص في مديريتي الغيضة، وحصوين وهما الأشد تضرراً من الإعصار.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: إعصار تيج الحكومة اليمنية الرئاسي اليمني العليمي المهرة اليمن

إقرأ أيضاً:

بيان المسيرات اليمنية “لا أمن للكيان”.. قراءة في الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاستراتيجية

يمانيون / تحليل خاص

في مشهد شعبي غير اعتيادي، خرج اليمنيون بمسيرات مليونية عارمة، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى، تحت شعار صريح: “لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان”. وقد حمل البيان الصادر عن هذه المسيرات مضامين استراتيجية عميقة تتجاوز التنديد اللفظي، إلى خطاب تعبوي وتحريضي ذي أبعاد إقليمية واضحة ، هذا التحليل يسلط الضوء على أبرز الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاجتماعية والعسكرية التي تضمّنها البيان، ويستقرئ رسائله  في ظل احتدام المواجهة في غزة، وتنامي الوعي الشعبي المقاوم في عدد من الساحات العربية.

 البعد الديني –  المقدسات محرك شعبي جامع :
البيان يبدأ بصيغة إيمانية صريحة: “نجدد عهدنا ووفاءنا وولاءنا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله…”

هذه العبارة ليست مجرد افتتاحية تقليدية، بل تعكس مركزية البعد الديني كرافعة سياسية وتعبوية. إذ يتم الربط مباشرة بين الإساءة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله ، والانتهاكات التي تطال المسجد الأقصى، في محاولة لإعادة تمركز القضية الفلسطينية في وجدان المسلمين بوصفها قضية عقائدية غير قابلة للمساومة.
من خلال هذه الصياغة، يُراد كسر طوق التجاهل الذي فرضته بعض الأنظمة عبر التطبيع، والتأكيد على أن الأمة الإسلامية تملك قاسمًا دينيًا مشتركًا يتفجر عند المساس بمقدساتها.

 البعد السياسي – المواجهة مع المشروع الصهيوني والتحالف الغربي
البيان لا يكتفي بوصف العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره عملاً عدائيًا، بل يوسع المشهد ليضعه في سياق صراع دولي، من خلال وصف الدعم الغربي للعدو الإسرائيلي بأنه يأتي من “أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم”.
هذا الخطاب يُعيد تفعيل مفردات “المواجهة الحضارية”، ويصور الصراع القائم بأنه ليس مجرد نزاع سياسي، بل صراع على القيم والهوية والوجود. كما أنه يبعث برسالة ضمنية إلى الأنظمة العربية التي تقيم علاقات مع العدو الإسرائيلي، بأن الموقف الشعبي المقاوم هو في وادٍ آخر، وهو ماضٍ في التصعيد.
إضافة إلى ذلك، فإن التأكيد على أن “فكرة تراجعنا عن موقفنا المساند لغزة هي من أفشل الأفكار” يُعدّ رسالة سياسية قوية بأن التحركات الشعبية في اليمن ليست ظرفية، بل تنطلق من موقف استراتيجي ثابت في مناهضة الاحتلال والوقوف مع المقاومة الفلسطينية.

 البعد التعبوي والاجتماعي – المسيرات كأداة ضغط ونفير شامل
يستعمل البيان مفردات قوية للدعوة إلى التعبئة الجماهيرية: “لن نكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة ببيانات الإدانة، بل نرد بالنفير والخروج المليوني…”
في هذا الإطار، المسيرات ليست فقط استجابة عاطفية، بل تحولت إلى فعل سياسي منظم، يُستعمل كوسيلة ضغط داخلي وخارجي، ورسالة مفادها أن الشارع لا يزال حاضرًا وفاعلًا في معادلة الصراع، رغم كل الضغوط الاقتصادية والحصار.
كما يدعو البيان شعوب الأمة الأخرى للتحرك، في محاولة لتوسيع دائرة المقاومة الشعبية، والتأكيد على أن نضال غزة ليس نضالًا محصورًا بفصيل أو شعب، بل هو نضال أممي إسلامي جامع.

 البعد العسكري – رسائل نارية ومواقف غير تقليدية
البيان لم يخلُ من رسائل مباشرة موجهة إلى الميدان العسكري: “نقول لمجاهدينا في القوات المسلحة: لا تسمحوا للعدو الصهيوني أن يشعر بشيء من الأمان طالما وغزة تحت الإبادة…”
هذه العبارة تُعبّر عن تحول لافت، حيث يتم الربط بين التحركات الشعبية والخطاب العسكري المباشر، في إعلان ضمني أن اليمن، كجزء من محور المقاومة، يحتفظ بحقه في الرد العسكري إذا استدعت الحاجة، وأن “الأمن” الإسرائيلي أصبح مرهونًا بوقف العدوان على غزة.
البيان يضع “العدو الصهيوني” في حالة استنفار، ليس فقط داخل حدود فلسطين، بل على مستوى الجغرافيا الإقليمية، ويعيد التأكيد أن أي استهداف للبنية المدنية في غزة سيُقابل بمواقف عملية، وليس بمواقف إدانة تقليدية.

 البعد الإنساني والتضامني – دعم معنوي صلب للمقاومة 
يُختتم البيان برسالة إلى غزة وفلسطين: “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله ولن يضيع الله صبركم… ونحن معكم.”
في هذه الصيغة المزدوجة، يندمج الخطاب الإيماني بالسياسي. فهو من جهة يُطمئن أهل غزة بأن صبرهم في سبيل الله لن يذهب هدرًا، ومن جهة أخرى يؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن الظهير الشعبي في اليمن وكل ساحات المقاومة موجود وحاضر.

بهذه العبارات، يتجاوز البيان منطق التضامن الرمزي، إلى تعهد ميداني ومعنوي بالدعم والصمود، وهو ما يمنح فصائل المقاومة دفعة معنوية كبرى وسط حصار خانق وعدوان مستمر.

ختاماً : اليمن يُعيد التموضع في قلب معادلة الصراع
البيان الصادر عن المسيرات اليمنية لا يمكن قراءته بوصفه فقط موقفًا تضامنيًا تقليديًا، بل هو إعلان عن تموضع استراتيجي جديد، يحمل عدة رسائل إلى الكيان الإسرائيلي ’’لا أمان ما دام العدوان قائمًا’’ وإلى الأنظمة العربية ’’ لا تطبيع يغطي على جرائم الاحتلال’’  ، وإلى شعوب الأمة ’’ التحرك الشعبي ممكن وفاعل، والنفير الجماهيري واجب’’ وإلى غزة والمقاومة ’’ لستم وحدكم، والأمة لا تزال حية’’.
من هنا، فإن المسيرات المليونية، التي خرجت من بلد يعاني ويلات الحرب والحصار، تُعيد التأكيد أن القضية الفلسطينية لا تموت ما دام هناك من يعتبرها بوصلته الأخلاقية والعقائدية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • مصرع شخص وإصاية 14 في إعصار بولاية كنتاكي الأمريكية
  • الشيخ حميد الأحمر يضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي أمام خيانة قيادات في الشرعية تماهت مع مليشيا الحوثي وتنازلت لهم جزءًا من اسطول الخطوط الجوية اليمنية.. عاجل
  • حميد الأحمر: المجلس الرئاسي فشل في مهامه وتمكين الحوثي من طائرات اليمنية مسرحية تستوجب التحقيق والمساءلة
  • برلماني يمني يطالب بالتحقيق في “فضيحة طائرات اليمنية”
  • الداخلية تواصل جهودها لإزالة تداعيات الطقس السيئ بالإسكندرية «صور»
  • البخبخي: تشكيل البرلمان حكومة جديدة “عبث سياسي”.. و”الرئاسي” يناور للبقاء 
  • بيان المسيرات اليمنية “لا أمن للكيان”.. قراءة في الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاستراتيجية
  • “غلوبس” العبرية: “قطاع السياحة ينهار تحت ضغط الصواريخ اليمنية
  • “الجوازات” تواصل جهودها في استقبال ضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج
  • بيتكوفيتش: “علينا تنويع أسلوب لعبنا في مواجهة منتخب وراندا”