رئيس هيئة الرشوة يأسف لاستفحال ظاهرة الفساد في سياق تطور التكنولوجيا والشبكات المالية

عبر محمد بشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، اليوم بالرباط، عن أسفه لكون واقع الفساد في دول العالم، يزداد استفحالا، وقال خلال الندوة الدولية بمناسبة اثنتي عشرة سنة على إعلان مراكش: تعبئة إفريقية لتعزيز دور الوقاية من الفساد”، اليوم بالرباط، “من المؤسف أن هذا الواقع المسنود بالأرقام لا يتجه نحو الانخفاض، بل على العكس من ذلك يتفاقم أكثر في سياق يشهد تطور الشبكات المالية، والمنظمات والتكنولوجيا التي يتم استغلالها في تعقيد وتطوير ممارسات الفساد وغسل الأموال والجرائم المالية”.

وأوضح أن صندوق النقد الدولي يحدد رقم معاملات الفساد فيما بين 1500 و2000 مليار دولار أي ما يعادل 3 إلى 4 في المائة من الناتج الإجمالي العالمي. كما قدر تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية حول التنمية الاقتصادية في أفريقيا المنجز سنة 2020 أن أكثر من 88 مليار دولار تخرج من القارة كل عام على شكل تدفقات غير مشروعة لرؤوس الأموال، وهو مستوى يتجاوز حجم المساعدات العمومية للتنمية والاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تتلقاها القارة. وكانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، قد قدرت بدورها قبل عدة سنوات أن الفساد يكبد إفريقيا ما يزيد عن 6 في المائة من الناتج الإجمالي القاري.

وحسب الراشدي فإن الفساد يوجد في مقدمة العوامل التي تقوض أسس سيادة القانون، وتؤدي إلى انتشار مختلف أشكال الشطط في استعمال السلطة، وتكريس الامتيازات والزبونية والمحسوبية.

وأوضح أن ذلك  يساهم في عرقلة التنمية، والحد من المبادرة وكبح الطاقات، مما يدعو إلى التساؤل بشأن مبادئ تكافؤ الفرص والوصول العادل إلى الوسائل والشروط التي تضمن مشاركة أفضل في إنتاج الثروة، والتي تضمن كذلك توزيعًا أكثر عدالة لهذه الأخيرة.

واعتبر الراشدي، أن تعقد ظاهرة الفساد وتعدد أشكاله وتمظهراته يقتضي إحداث تغييرات جذرية في سياسات الدول، من خلال مقاربات شمولية واستراتيجيات متعددة الأبعاد تضمن الالتقائية والتناسق القويين بين أنشطة مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية، وتضمن كذلك إشراك الفاعلين وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأضاف “من الواضح أن هذه الطموحات تتطلب استراتيجيات شمولية على المدى القصير والمتوسط ​​والبعيد، متعددة الأبعاد تجمع في الوقت ذاته بين التربية والتوعية والوقاية وتعزيز الحكامة، بالإضافة إلى كشف وردع وزجر أفعال الفساد.”

وقال إن التعقد المؤكد لظاهرة الفساد وتمظهراته، يفرض أن يكون موضوع البحث والابتكار، في هذا المجال، في قلب انشغالاتنا، لكي تكون مقاربات وسياسات الوقاية من الفساد ومكافحته مؤسسة وفي مستوى الرهانات المطروحة.

وحضر اللقاء رؤساء هيئات ووكالات مكافحة الفساد، ورؤساء وفود الدول الإفريقية، ورؤساء المؤسسات الدستورية، ورئيسة المجلس الاستشاري للاتحاد الإفريقي لمكافحة الفساد، وممثلة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ونائب رئيس البنك الدولي، ونائب رئيس منظمة الشفافية الدولية، ونائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وعدة ممثلين لهيئات مختلفة.

كلمات دلالية الفساد حمد بشير الراشدي رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها

المصدر: اليوم 24