ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "ما هي الآداب التي يستحب للإنسان أن يراعيها عند دخول مكة المكرمة.

آداب دخول مكة

وأجابت دار الإفتاء على سؤال، ما هي آداب دخول مكة، بأنه قد تحدث القرآن الكريم عن مكة المكرمة، وبيَّن ما لها من فضل عظيم، فبها بيت الله الحرام؛ أول بيت وضعه في الأرض لخلقه، وجعله مباركًا وهدًى للعالمين، وقبلةً للمسلمين؛ كما قرَّر القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96].

هذه الآداب يستحب مراعاتها عند دخول مكة المكرمة هل الأجر يتضاعف في مكة المكرمة عن غيرها من الأماكن؟.. الإفتاء تجيب

قال الإمام البيضاوي في "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" (2/ 29، ط. دار إحياء التراث العربي): [أي: وضع للعبادة وجعل مُتعبدًا لهم.. ﴿لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ لَلْبَيتُ الذي بِبَكَّةَ، وهي لغة في مكة.. وقيل: هي موضع المسجد، ومكة البلد من بَكَّهُ إذا زحمه، أو من بَكَّهُ إذا دقه فإنها تبك أعناق الجبابرة.. ﴿مُبَارَكًا﴾ كثير الخير والنفع لمن حجه واعتمره واعتكف دونه وطاف حوله.. ﴿وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾؛ لأنه قبلتهم ومتعبدهم، ولأن فيه آيات عجيبة.. ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾ كانحراف الطيور عن موازاة البيت على مدى الأعصار، وأن ضواري السباع تخالط الصيود في الحرم ولا تتعرض لها، وإن كل جبار قصده بسوء قهره الله؛ كأصحاب الفيل. والجملة مُفَسِّرة للهدى، أو حال أخرى.. ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾.. أي: ومنها: أمن من دخله] اهـ.

آداب زيارة الحرم المكي

وذكرت دار الإفتاء، آداب زيارة الحرم المكي، منوهة أنه لمَّا كانت لمكة المكرمة هذه الفضائل وغيرها من المكارم استحقت أن تُراعى عند دخولها مجموعةٌ من الآداب والفضائل، وأهمها ما يلي:

- ألا يدخل مكة إلا محرمًا بحج أو عمرة؛ استحبابًا.

- الغسل؛ لما رواه الترمذي في "سننه" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «اغْتَسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لِدُخُولِهِ مَكَّةَ بِفَخٍّ»، وفي "الصحيحين" عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذِي طِوًى، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبْحَ، وَيَغْتَسِلُ»، وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

آداب دخول مكة

فيُستحبُّ لكلِّ مَن يدخل مكة المكرمة أن يغتسل؛ فإن لم يستطع فيجزئه في ذلك الوضوء.

وقد نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (3/ 435، ط. دار المعرفة) حكاية الإجماع على ذلك عن الإمام ابن المنذر، بعد أن ذكر تبويب الإمام البخاري بقوله: [قوله: باب الاغتسال عند دخول مكة] اهـ.

- أن يَبتدئ دخولها بالمسجد؛ لأجل الطواف بالبيت؛ فقد أخبرت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ: "أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ قَدِمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً" متفق عليه.

قال الإمام الطيبي في "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (9/ 105، ط. الجامعة السلفية): [وفي الحديث: الابتداءُ بالطواف في أول دخول مكة سواء كان محرمًا بحج، أو بعمرة، أو غير محرم] اهـ.

- إذا رأى البيت المعظم كبرَّ وهَلَّلَ ودعا؛ فإنَّ الدعاءَ مستجابٌ عند رؤيته، وذلك بأن يقول: "اللهم هذا حرمك، وأمنك؛ فحرِّم لحمي ودمي وشعري وبشري على النار، وأَمِّني من عذابك يوم تبعث عبادك، واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك".

أو يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السلام ودارك دار السَّلَامِ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، اللَّهُمَّ إن هَذَا بَيْتُكَ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ؛ اللَّهُمَّ فَزِدْهُ تَعْظِيمًا وَزِدْهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَزِدْهُ مَهَابَةً، وَزِدْ مَنْ حَجَّهُ بِرًّا وَكَرَامَةً، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلْنِي جَنَّتَكَ، وَأَعِذْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم".

- وإذا دخل المسجد الحرام فليقل: "بسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وفي سبيل الله وعلى ملة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ"؛ فَإِذَا قرب من البيت قال: "الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وعلى إبراهيم خليلك وعلى جميع أنبيائك ورسلك"، وليرفع يديه وليقل: "اللهم إني أسألك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تتقبل توبتي وأن تتجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري، الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام الذي جعله مثابة للناس وأمنًا وجعله مباركًا وهدًى للعالمين، اللهم إني عبدك، والبلد بلدك، والحرم حرمك، والبيت بيتك، جئتك أطلب رحمتك، وأسألك مسألة المضطر الخائف من عقوبتك، الراجي لرحمتك الطالب مرضاتك".

قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "البناية شرح الهداية" (4/ 190، ط. دار الكتب العلمية): [آداب دخول مكة: م: (قال: فإذا دخل مكة ابتدأ بالمسجد) ش: أي: إذا دخل المُحْرِم مكة ابتدأ بالمسجد الحرام؛ يعني: لا يشتغل بعمل آخر قبل أن يدخل المسجد الحرام؛ لأن المقصود زيارة البيت؛ أي: الكعبة في المسجد.. م: (وإذا عاين البيت كبَّر، وهلَّل)؛ ش: أي: قال: الله أكبر؛ أي: أجلُّ من هذه الكعبة المعظمة، وهلَّل، أي قال: لا إله إلا الله.. وقد قيل: إن الدعاء مستجاب عند رؤية البيت؛ فلا يغفل] اهـ.

- أن يقصد الحجر الأسود بعد ذلك، ويمسه بيده اليمنى، ويُقَبِّلُه -دون مزاحمة- ويقول: "اللهم أمانتي أديتها، وميثاقي وفيته، اشهد لي بالموافاة"؛ فإن لم يستطع التقبيل وقف في مقابلته، ويقول ذلك، ثُمَّ لَا يُعَرِّجُ عَلَى شَيْءٍ دُونَ الطَّوَافِ إِلَّا أَنْ يَجِدَ النَّاسَ فِي الْمَكْتُوبَةِ؛ فَيُصَلِّيَ مَعَهُمْ ثُمَّ يَطُوفَ.

- أن يتحفظ في دخوله من إيذاء الناس في الزَّحْمَة، ويتلطف بمن يزاحمه، ويلحظ بقلبه جلالة البقعة التي هو فيها، والتي هو متوجه إليها، ويُمَهِّدَ عذر من زاحمه، وما نُزِعت الرحمة إلا من قلب شقي.

- أن يكون أول شيء يفعله هو الطواف بالبيت؛ أي: قبل شراء أغراض، أو استئجار بيت، أو غيره، إلا أن يكون ذلك ممَّا لا بد منه، أو تترتب عليه مشقة، أو ضرر.

ينظر: "إحياء علوم الدين" لحجة الإسلام الإمام الغزالي (1/ 249-250، ط. دار المعرفة)، و"الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" للإمام النووي (ص: 192-203، ط. دار البشائر الإسلامية).

أماكن دخول مكة

أما بالنسبة إلى ما ورد في السُّنَّة النبوية ونصوص الفقهاء من سنن وآداب تتعلق بتحديد أماكن معينة للدخول إلى مكة المكرمة؛ كالدخول من الثَّنِيَّةِ العُلْيَا، والخروج من الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى، ودخول المسجد الحرام من باب بني شيبة، وكذا بتحديد أوقات معينة كالدخول نهارًا ونحو ذلك؛ فلا حرج على المكلف في عدم فعلها؛ لأن هذه الأماكن الآن دخلت في توسعات الحرم، ولم تَعُد معلومة بأعيانها غالبًا، مع تشعب الطرق الموصلة وتعددها الآن؛ فضلًا عن تعارض الإتيان ببعضها في أغلب الأحوال مع الإجراءات المتبعة في نظام التفويج، والموضوعة من قِبل الجهات المنظمة لسير حركة الحجيج والمعتمرين والزائرين دخولًا وخروجًا؛ بل الالتزام بهذه الإجراءات هو عين السُّنَّة، وذات الأدب المطلوب شرعًا؛ لما تقرر في قواعد الشرع الشريف من الأمر بطاعة ولي الأمر الذي أقامه الله تعالى في خدمة الحرمين والأماكن المقدسة ورعاية شؤون الحجيج وتنظيم أمر الحج والمناسك؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59]، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ» أخرجه الستة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ فهذا يدل على أن السنة مراعاة أوامر السلطات التنظيمية في الأحكام الخاصة بالحرم وبالمناسك ونحوها.

وقد نقل الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (5/ 259، ط. دار الكتب المصرية) عن الإمام سهل بن عبد الله التُّستري أنه قال: [أطيعوا السلطان في سبعة: ضرب الدراهم والدنانير، والمكاييل والأوزان، والأحكام، والحج، والجمعة، والعيدين، والجهاد] اهـ.

والملاحظ في الآداب المذكورة أن المراد هو أن يتخلق الإنسان بكل أدب يليق بهذه البقاع الشريفة؛ أي: أن مُحَصَّلَ هذا الأمر أن الإنسان يستحب له مراعاة الآداب التي يكون بها مُعظِّمًا مكة المكرمة؛ عملًا بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].

بناءً على ذلك: فإن أهم الآداب التي يستحب للإنسان أن يراعيها عند دخول مكة المكرمة: أن يدخلها مغتسلًا، وأن يدخلها محرمًا بحج أو عمرة، وأن يبتدئ بالمسجد؛ ليستلم الحجر، ويطوف بالبيت، وأن يُكبِّرَ ويُهلِّلَ عند رؤية البيت المعظم ويدعو بالدعاء المأثور أو ما يجري على قلبه، وأن يتلطف بالناس ولا يزاحمهم؛ فلا يُسبب لهم أدنى أذى، وفي الجملة يستحب أن يراعي كلَّ ما مِن شأنه تعظيم هذه البلاد المقدسة المعظمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مكة المكرمة المسجد الحرام ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

أسباب تعليق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

أنقرة (زمان التركية) – قال ناتشو سانشيز أمور، المقرر الدائم للبرلمان الأوروبي بشأن تركيا، إن تحويل قوانين الطوارئ التي صدرت بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو إلى قوانين دائمة كان له تأثير كبير في تعليق عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

وأشار أمور إلى أن مستوى التنسيق في السياسة الخارجية بين تركيا والاتحاد الأوروبي هو الأدنى في التاريخ، معتبرًا أن النظام الحالي في تركيا يشبه النموذج الروسي.

قوانين الطوارئ الدائمة “قطعت الجذور الجينية” مع أوروبا

وأوضح أمور أن العامل الرئيسي في تعليق مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي كان تحويل قوانين الطوارئ بعد انقلاب 2016 إلى إطار دائم. وأضاف: “بينما كان من الطبيعي أن تتبنى تركيا إجراءات استثنائية لمواجهة التهديدات بعد الانقلاب، إلا أن هذه القوانين استُخدمت ضد أشخاص لا صلة لهم بالانقلاب”.

وتابع قائلًا: “القوانين التي زُعم أنها صدرت لحماية الدولة من الانقلاب، بدأ استخدامها ضد معارضين لا علاقة لهم بالأحداث. تحوُّل هذه القوانين الاستثنائية إلى دائمة جعل الهيكل التركي غير متوافق مع الشفرة الجينية للاتحاد الأوروبي”.

نظام “الوصاية” يزيد الأزمة

وأشار أمور إلى أن تطبيق نظام تعيين “أوصياء” على البلديات الذي بدأ بحق حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) امتد ليشمل حزب الشعب الجمهوري (CHP)، قائلًا: “يتم استبدال الرؤساء المنتخبين بموظفين تعينهم الأحزاب الخاسرة في الانتخابات. هذا وضع يصعب تفسيره دوليًا، وهو أحد أسباب تجميد عملية الانضمام”.

وتساءل: “هل هناك دولة أخرى في العالم تستخدم مثل هذا القانون؟ عندما تعيش في فقاعتك، قد لا تدرك كيف يبدو الأمر من الخارج. ولكن من الخارج، يبدو هذا سخيفًا. إذا كانت هناك مشكلة مع رئيس بلدية، يجب أن يحل محله شخص من الحزب الفائز. لكنكم استمررتم في استخدام قانون صدر بعد الانقلاب رغم زوال الخطر”.

أردوغان على خطى بوتين

ووصف أمور النظام التركي الحالي بأنه يشبه “النموذج الروسي”، قائلًا: “ألا تشعرون أن النظام له رائحة النموذج الروسي؟ النموذج الذي يقدمه حزب العدالة والتنمية للمجتمع التركي يشبه النموذج الروسي: حكم الفرد الواحد، انتخابات شكلية، محافظة متزايدة، غياب الرقابة والتوازن بعد الانتخابات، برلمان ضعيف، غياب حرية الصحافة، وقمع أي انتقاد”.

وأضاف: “يتم محاكمة شخصيات معارضة – مثل إمام أوغلو، وقبله رؤساء بلديات من أحزاب المعارضة، وصحفيون، ومحامون، ونقابات، وطلاب… ألا يُدرك أحد أن هذا النموذج غير متوافق مع الديمقراطية الناضجة؟ إذا لم تكن ديمقراطية ناضجة، فلا يمكنك أن تكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي. هذه هي الحقيقة”.

اعتقال إمام أوغلو “ممارسة غير مقبولة في الديمقراطيات”

كما انتقد أمور طريقة اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، إكرم إمام أوغلو، واصفًا إياها بـ”الممارسة غير المقبولة في الديمقراطيات الحقيقية”، وقال: “إرسال الشرطة إلى منزل إمام أوغلو فجرًا وكأنه يحمل قنابل أو أسلحة هو محاولة لتجريمه في أعين الشعب. في الديمقراطيات، عند تقديم دعوى قضائية، يتم إرسال استدعاء رسمي”.

واستشهد بمقولة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل: “الديمقراطية تعني أنه عندما يُطرق الباب في الثالثة صباحًا، فمن المحتمل أن يكون بائع الحليب”. وأضاف: “هذا يلخص التراجع الديمقراطي في تركيا. هذا هو الفرق بين الديمقراطية وتركيا اليوم”.

التوافق في السياسة الخارجية في “أدنى مستوى”

ردًّا على الخطاب التركي المتكرر بأن “القوة العسكرية ستمهد طريق العضوية”، أكد أمور أن عملية الانضمام تتقدم بالإصلاحات الديمقراطية وليس بالمصالح الاستراتيجية. وأشار إلى أن مستوى التوافق بين تركيا والاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية انخفض إلى 5%، قائلًا: “هذا هو المستوى الأدنى تاريخيًا”.

العضوية كانت مقترحة على تركيا

ذكر أمور أن الاتحاد الأوروبي هو من قدم عرض الانضمام إلى تركيا، قائلًا في تقريره الأخير الصادر مايو 2025: “إذا التزمت تركيا بكل الشروط وحققت تقدمًا في عملية الانضمام، فلا يمكن في النهاية فرض فيتو بسبب الهوية الثقافية أو الدينية. إذا كان يُعتقد أن دولة ذات أغلبية مسلمة لا يمكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، فيجب أن يُقال هذا منذ البداية. ولكن إذا قُدم عرض انضمام وتم استيفاء الشروط، فلا يمكن الاعتراض في النهاية لأسباب دينية أو ديموغرافية”.

وأضاف: “فكرة أن تركيا، رغم حجمها الكبير وهويتها المختلفة، متوافقة نظريًا مع الاتحاد الأوروبي، تشبه الأكسجين لنا. هذا اختبار لشمولية أوروبا ومرونتها. انضمام دولة مهمة وجميلة مثل تركيا سيكون مكسبًا للاتحاد الأوروبي”.

كيف سيؤثر نزع سلاح PKK على متطلبات إلغاء التأشيرات؟

أعرب أمور عن تفاؤله إزاء دعوة زعيم PKK عبد الله أوجلان لنزع السلاح، لكنه حذر من أن قانون مكافحة الإرهاب يستخدم ضد فئات واسعة في المجتمع. وقال: “نزع سلاح PKK يمثل أملًا كبيرًا، وقد يفتح الباب لعملية سلام جديدة. ولكن إذا لم يعد هناك تهديد من PKK، فلا ينبغي استخدام القانون كذريعة لقمع فئات أخرى”.

وأشار إلى أن تركيا حققت 66 من أصل 72 معيارًا لإلغاء التأشيرات مع شنغن، لكنها تواجه عقبات في 6 معايير منذ سنوات. وتساءل: “السؤال الحقيقي هو: لماذا لا تستطيع تركيا استيفاء هذه المعايير الستة؟ لا يوجد حتى مشروع قانون في البرلمان لمعالجتها”.

“تركيا محقة في غضبها من سياسة التأشيرات”
أكد أمور أن البرلمان الأوروبي يضغط لسنوات لتسهيل منح التأشيرات للأتراك، معترفًا بأن “رفض منح تأشيرات لطلاب تركيا الحاصلين على منح إيراسموس أمر محبط للغاية”. وقال: “المجتمع التركي محق في استيائه. تقصير الإدارات الأوروبية في تسهيل التأشيرات يستحق انتقادًا حادًا، ونحن نعترف بحق المواطنين الأتراك في الغضب”.

Tags: أكرم إمام أوغلوإمام أوغلواسطنبولالاتحاد الأوروبيتركيا

مقالات مشابهة

  • منفذ الحديثة يستكمل جاهزيته لاستقبال حجاج 1446هـ
  • لو انت رايح للعُمرة .. احذر هذه الأمور يحرم عليك فعلها
  • هل يجب على الإمام قول آمين بعد قراءة الفاتحة؟.. الإفتاء توضح
  • قلّد حركة فعلها محمد بن سلمان.. احتفال سالم الدوسري بهدفه أمام الفتح يثير تفاعلاً
  • وهاب: هل يستطيع الشرع فعلها أم يتعثر؟
  • ‎مسبعات الجمعة.. هذه السور يستحب ترديدها 7 مرات اليوم
  • سنن يوم الجمعة.. أمور يسيرة تجلب لك خيرا كثيرا
  • “قوات صنعاء” تعلن توسيع فعلها العسكري في عمق الاحتلال
  • أسباب تعليق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
  • «يا رايحيين للنبي الغالي».. تعرف على آداب ومناسك الحج