الجزيرة:
2025-05-22@18:25:25 GMT

خيارات أربعة أمام إسرائيل (2)

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

خيارات أربعة أمام إسرائيل (2)

تناولْنا في المقالِ السَّابق الخيارات الأربعة التي يمكن أن تتحرَّكَ فيها إسرائيلُ، وفي هذا المقال استكمالٌ للتحدّيات التي يمكن أن تواجه إسرائيلَ، إذا ما تحوّلت هذه المعركةُ إلى حرب كبيرة تحتدم صراعًا بين القوى الكُبرى، تجرّ إسرائيلُ الغربَ إليه جرًا.

تمثلُ هذه المنطقة -بامتداداتها عبر قلب الجغرافيا الحيوية العالميّة- عنصرًا مهمًا في ملفات أساسيّة وحسّاسة في عملية التّنظيم العالميّ الجيواستراتيجي، أو الاقتصادي، مثل: ملفّ الممرات الاستراتيجية، وملفّ الطاقة، وملف اتجاهات الاقتصاد العالمي نحو البحث عن أسواق جديدة، وملف التنمية العالمية، وملف اتجاهات التحالفات الخارجيّة للشرق الأوسط، وبالتالي فإنَّ هذه الملفات، اليوم، ستكون حاضرةً على طاولة التسويات، ومحاولات إدارة الموقف، ولا يمكن إهمالها في المشهد، ولا تجاهل الأطراف الأساسيَّة في هذه الملفات وحساباتها، وبالأخصّ في تصوّرات تطوّرات المشهد ومُستقبليَّاته، وأبرزُ هذه الملفات:

إنّ ما يحدث اليوم يتطلب من إسرائيل البدْء في عملية ترتيب موسّعة، من الصعب أن تكون الأمور ميسّرة، حيث تحتاج إسرائيل لإعادة بناء منظومتِها الأمنية في أبعادها الثلاثة: (الأمن الداخلي، واستعادة الثقة في النظام والمنظومة وإنهاء الخلافات السياسية، وإعادة تنظيم المناطق الفلسطينية

لدينا قوى كُبرى تتنافسُ بخطواتٍ متسارعةٍ -أمريكا والصين وروسيا- مع ردودِ فعل قويّة، فالمحاولاتُ المتصاعدة لإبعاد روسيا والصين وإيران عن الشرق الأوسط سواء سوريا بالنسبة لروسيا، وإيران، أو محاولات حصار الصين والتحكّم باتصالاتها مع  العالم، سواء من خلال معابر الصّين البرية من خلال أفغانستانَ وإيرانَ وباكستان، أو معابرها البحرية (بحر الصين الجنوبي)، وتحويل محاولاتها لتدعيم اتّصالها بالعالم عبر الشرق الأوسط من خلال ممرّات الحزام، والطريق، إلى مُحاولات لتدعيم أطراف منافسة لها، وهي الهند، ودفع المنطقة نحو مسارات تحالف بديلة -الممر الهندي، السعوديّ، الإسرائيلي مؤخرًا- ومحاولة تحجيم إيران، والدفع بها إلى خارج الشرق الأوسط، ولعبة الطرق الجيواستراتيجيَّة وخطوط الطاقة العالمية، وتحويلها إلى دولة حبيسة في الشرق الأقصى.

كلّ هذا اليوم، يجد صدى الردّ عليه من خلال محاولات التحول من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما تحاول إيران توظيفَه لصالحها كرأس حربة للشرق -الصين وروسيا- في مِنطقة الشرق الأوسط، في مقابل محاولات إسرائيل أن تكون رأسَ حربة للغرب، لتصفية إيران في المِنطقة، فاليوم إيران تتحوّل من الدفاع إلى الهجوم، بعد أن واجهت تحديًا حقيقيًا خلال العام الماضي، مع الاحتجاجات المحليَّة، ومحاولات إسرائيل تهديدَ تواجدها في سوريا، وكذلك محاولات عدة أطراف تهديد موقعها في العراق، ثم أخيرًا محاولة إخراجها من لعبة الطرق الجيواستراتيجيّة، ومن ملفّ الطاقة، وبالتالي اليوم هي تحاول استعادةَ التوازن. الصين تحاول من قِبلها قلبَ الطاولة على محاولات تجاوز إيران، وقطع الطرق في وسط آسيا، ومحاولات تجاوز طريق الحرير، وحصار طرقها اللوجستيَّة والاستراتيجيّة. إلى جانب ذلك، فإنَّ لدى روسيا حساباتٍ لتصفيتها مع أوروبا في ملفّ الطاقة في المتوسط، إلى جانب حساباتها الخاصة مع الغرب- أمريكا وأوروبا- بفتح جبهات استنزاف بعيدًا عن أوكرانيا وسوريا بأقلّ تكلفة. من ناحية أخرى، لدينا محاولات الدول النامية الخروجَ من المأزِق، والتعامل مع قضيّة التنمية لاستيعاب الاحتياجات الداخلية المُتنامية والتي باتت تمثلُ قنابل موقوتةً يمكن أن تحوّلها إلى دول فاشلة، ما سيجعلها تتجه إلى قلب الطاولة على الجميع، وتهديد سلاسل الإمداد العالمي التقليديَّة بما يعني قلب كلّ شيء.

هناك دولٌ كثيرةٌ، وخطط عديدة للتنمية العالمية تتضرّر بشدة من تصاعد الأمْنَنَة في النظام الدولي، بدلًا من اتجاهات البحث عن المصالح الاقتصاديّة والتركيز على التنمية العالمية. النظام النقديّ العالمي اليوم يواجه تحديًا حقيقيًا في قدرته على الوفاء بحلول لهاتَين المعضلتَين: الأمن، والتنمية، وتمويل برامج خاصَّة بها.

في مواجهة ذلك، هناك اتجاهٌ يرى أنَّه على الجميع اليوم أن يحكّم العقل، ويفكّر في الأمور بمنطق المصلحة العالميّة؛ خاصةً أنَّ أمامنا تحدياتٍ عالميةً لا يمكن مواجهتُها بشكل منفرد أو عبر التنافس مثل تغيّر المناخ، واحتياجات تمويل التنمية العالميّة. في ظلّ هذا التوجه يمكن أن تنشأ قوى وأطراف دولية ترى أنَّه لابدَّ من إجبار إسرائيل على الخضوع أو الوصول إلى تسويات وحلول وسط، وإلا ستكون أميركا والنظام العالمي وليس الدولي، هو الثمن الذي سيدفعه الجميع.

إنَّ اتجاهات إسرائيل اليوم تحرم إيران من الاندماج في المجتمع الدوليّ بعرقلة أي انفتاح على إيران، وتمنع المِنطقة من الاندماج والتكامل الداخلي، وبالتالي خلق فرص للنمو والاستقرار بدلًا من كونها -أي المنطقة- عاملًا لعدم الاستقرار العالميّ، بما يمنع المنطقة من الاندماج العالمي، وأداء دورها بسلاسة ويُسر ضمن المنظومة العالميَّة.

أمَّا عن كيفية النظر حول احتمالية التدخل الأميركي، فإنه من المهم مقاربة الموقف الأميركي-الإسرائيلي اليوم من خلال النظر في إمكان الأولى خلق خيارات لترتيب الملفات الأساسية للشرق الأوسط من خلال هذا التدخل، وتحقيق التفوّق لصالحها على حساب الآخرين، (بالأخصّ في ظلّ الوضع في سوريا والعراق والتخوف من تمدد هذا الوضع إلى سواحل المتوسط سواء من خلال إيران أو روسيا كأطراف باحثة عن تغيير معادلة الطاقة واللوجستيات)، وفي ظلّ وضع متوتّر في داخل إفريقيا؛ كما برز في الانقلابات العسكرية الأخيرة.

إلى جانب أمرٍ آخر، وهو أنَّ أي ضربة في حقول النفط، أو أي مسٍّ بهذا الملف سيكون أمرًا خطيرًا جدًا؛ لأنَّ أسعار النفط سترتفع، وهو ما سيكون له تأثير سلبي كبير للغاية على الاقتصاد العالمي ككل، وأميركا وأوروبا خاصةً، وبالتالي فإننا نرى أنّ قدرة أميركا على التدخل والانخراط الموسع في الشرق الأوسط ضعيفة بشكل كبير.

إنّ ما يحدث اليوم يتطلب من إسرائيل البدْء في عملية ترتيب موسّعة، من الصعب أن تكون الأمور ميسّرة، حيث تحتاج إسرائيل لإعادة بناء منظومتِها الأمنية في أبعادها الثلاثة: (الأمن الداخلي، واستعادة الثقة في النظام والمنظومة وإنهاء الخلافات السياسية، وإعادة تنظيم المناطق الفلسطينية)، إلى جهودٍ كبيرة للغاية، نعتقد أنَّها ليست في قدرة إسرائيل اليوم. إعادة بناء منظومة الأمن الإسرائيلي اليوم هي عمليَّة طويلة الأمد قد تأخذُ على الأقل من سنة إلى 5 سنوات؛ لأن على إسرائيل أن تفهم بشكل أدقّ التحولات في المنطقة حولها، حيث لم تعد المنطقة بسهولة تقبلُ بفرض إسرائيل وأميركا خياراتهما وأولوياتهما، في مقابل الأولويات المحلية التي لم تعد تمتلك فائضَ جهد أو قدرات للتعامل مع كل ذلك.

دول المِنطقة باتت ترى في التكامل الإقليمي من مداخل اقتصادية- أساسًا- خيارًا أساسيًا، وتحاول لمْلمة ما يمكن لملمتُه لتجاوز الانهيار التام. لا أملَ لأي دولة في المنطقة الآن للنجاة من خلال عمل منفرد رغم كل الخلافات القائمة.

ومن ناحية أخرى، فإنَّ استيعاب تكلفة الأمن الرخيص بالاعتماد على أميركا اليوم لم تعد خيارًا أساسيًا؛ لأنّ أميركا الآن باتت تبحث عمن يضيف إلى قوتها لا أن يستنزفها أكثر. مشكلات من هذا النوع قد تؤدي للتساؤُل عن حدود قوتها في توفير الأمن لشركائِها؛ فهناك حدود لقدرتها على تجديد قدراتها وتعويض هذه المدفوعات والخدمات من خلال النظام الدولي القائم الذي بات المنافسون الصاعدون فيه أكثر خَنقًا له.

رابعًا: حدود التفوق التكنولوجي الإسرائيلي

ألقت عملية "طوفان الأقصى" بظلال كثيفة على هذا التفوق. استطاع المقاومون بإمكانات بسيطة أن يعطبوا هذه القدرات. فوجئت إسرائيل بهجوم منخفض التقنية إذا ما قُورن بما راكمته من تقنيات متقدمة. تقول "وول ستريت جورنال" في تقرير بثته يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري: "أمضت إسرائيل 3 سنوات في بناء حاجزٍ أمني متطوّر وعالي التقنية بطول 40 ميلًا على طول قطاع غزة، مزوّدٍ برادار وأجهزة استشعار مُصمّمة لكشف التوغلات الخفية التي يقوم بها الفلسطينيون العازمون على تنفيذ هجمات سرّية في إسرائيل". تضيف: "يوم السبت، استخدمت حماس الجرافات ووسائل بدائية أخرى لاقتحام السياج الذي يبلغ ارتفاعه 20 قدمًا، وأدخلت الرجال عبر الفجوات في شاحنات صغيرة وعلى الأقدام…".

الخلاصة:

تتوقّف كل هذه الاحتمالات على عددٍ من العوامل:

قدرة الفلسطينيينَ على الصمود في غزة، ومواجهة اجتياح بَري. في ذات الوقت توسيع دائرة الحرب سواء في داخل إسرائيل أو عبر مسارات جديدة.

نحن نعتقد كباحثين أن هذا يمكن أن يكون التحول الكبير الثاني في مسار الأحداث بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول؛ لأنه قد يجبر الاتجاهات المتشددة في إسرائيل على التراجع كنتيجة للصمود؛ فبعدها يمكن أن يتحول الصمود الفلسطيني على الأرض وعدم انهيار الجبهة الداخلية الفلسطينية، مع استمرار العمليات في العمق الإسرائيلي وعدم التراجع، إلى انهيار في الجبهة الإسرائيلية، وتبدأ عملية تفكّك واسع فيها على أساس أنَّ هذه الاتجاهات المتشددة هي التي أوصلت إسرائيل إلى هذا الوضع، وأنها غير قادره على إخراجها منه. وبالتالي البدء في أولى خطوات الحل وهي الاعتراف بالفلسطينيين كند، وخيار السلام كحلّ.

من ناحية أخرى، فإنَ موقف المجتمع الدولي والقوى في المنطقة من خيارات إسرائيل: خيار الحسم أو التمسك بحلّ الدولتين أو قبول فرض إسرائيل رؤيتَها، قد يمثل تحديًا كبيرًا لفرص الاستقرار في الشرق الأوسط وما حوله، وإعادة الأمور لما كانت عليه وبقاء القضايا معلقة؛ هذه المواقف محدد مهم. لدى العرب فرصة اليوم لتوظيف الحدث لصالح رؤية حلّ الدولتَين، كحل يمكن من خلاله إنقاذ المنطقة من الدخول في دُوّامة صراع يهدد محاولات المنطقة تجنُّبَ الانهيار والبحث عن طريق للتعافي من خلال مسارات التعامل الإقليمي الذي سيصبح صعبًا أو يصعب ضمان استمراريته في حالة فرض إسرائيل رؤيتَها التي ستتحوّل إلى عبء كبير على دول المنطقة.

دول المنطقة باتت تعرفُ مصلحتَها الوطنية بشكل أكبر من الماضي، وهي حريصة اليوم على عدم الرجوع إلى الوراء.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط یمکن أن من خلال فی الم

إقرأ أيضاً:

لبنان محرج أمام تحولات المنطقة وتداعيات موقف دمشق

كتبت سابين عويس في" النهار": على أهمية المحادثات الأميركية - السورية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع في الرياض، سواء على مستوى قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، أو ما أعلنه أول من أمس عن أن الشرع أجاب بالإيجاب عندما سأله عن انضمامه إلى "اتفاقات أبراهام"، واصفاً إياه بـ"الرائع والشاب الجذاب"، أو على مستوى الكلام الصادر عن رئيس المجلس نبيه بري الذي أعلن بصريح العبارة أن "سوريا ماشية بالتطبيع"، فإن هذه المؤشرات لم تأخذ حيزاً مهماً في النقاش الداخلي المنشغل بالانتخابات البلدية وتحقيق توازنات جديدة كما حال حزب "القوات اللبنانية"، أو على الأقل الحفاظ على التوازنات السابقة كما فعل ثنائي "حزب الله"- "أمل". 
لا يمكن إبعاد كلام بري عن نتائج انفتاح دمشق على استعادة علاقاتها بالدول العربية، والذي يشكل مقدمة لانضمامها إلى مسار التطبيع الذي سبقتها إليه بعض هذه الدول ولا سيما الخليجية منها، في توقيت يحرج لبنان، الذي يعيش أزمة سياسية حادة نتيجة عجزه عن الإيفاء بالتزاماته في شكل كامل في ما يتصل بنزع سلاح "حزب الله"، وحصرية السلاح في يد الدولة، كما يعبّر عن حال القلق والخشية التي تسود لدى رئيس المجلس، المدرك تماماً أن لبنان لم يعد بعيداً عن تجرع كأس التطبيع، بعدما سلكت غالبية دول المنطقة هذا المسار، من دون أن تكون في مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو على حدودها، كما هي حال لبنان الذي ينوء تحت ضغط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وتقرأ مصادر سياسية في كلام بري حذراً من التغير المنتظر في موقف دمشق التقليدي من الصراع العربي - الإسرائيلي.
فهذا الكلام، إذا ثبتت صحته، يشكل تحولًا جذريًا في ميزان القوى الإقليمي، وله تداعيات كبيرة على لبنان الذي يرتبط تاريخيًا وجغرافيًا وسياسيًا بسوريا. فلبنان لا يزال رسميًا في حالة حرب مع إسرائيل، وموقفه محرج أمام تحولات كهذه. فإذا كانت سوريا، الحليف التقليدي لمحور "الممانعة"، تتجه فعليًا نحو التطبيع، فإن الأسس التي يقوم عليها الخطاب السياسي لعدد من القوى اللبنانية، وعلى رأسها "حزب الله" وحركة "أمل"، قد تتعرض لاهتزاز كبير. ولطالما كانت مقاومة إسرائيل ركيزة أساسية لشرعية هذا المحور. كما أن هذا التطور سيشكل ضغطًا إضافيًا على لبنان للتماهي مع المتغيرات الإقليمية، أو على الأقل لإعادة النظر في موقعه داخل هذه المعادلات. ومع ذلك، فإن الانقسام الداخلي العميق، وضعف القرار السيادي، والتبعية لمحاور خارجية، تجعل من الصعب على لبنان اتخاذ موقف موحد أو واضح.
 

وفي رأي المصادر أن كلام بري يثير مخاوف وتساؤلات عن مستقبل القضية الفلسطينية، ومصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولا سيما إذا كان التطبيع يأتي من دون حل شامل كما هو ظاهر. في المقابل، يعاني لبنان انقساما بين القوى السياسية حول مقاربة إعادة بناء علاقة طبيعية مع سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، تقوم على رعاية المصالح المشتركة، وخصوصاً أن البلد لن يتمكن من الإفادة من قرار رفع العقوبات ما لم تأخذ هذه العلاقة مسارها السليم بحيث يصبح في الإمكان ضبط الحدود ووقف التهريب ومد خطوط الغاز والكهرباء، وضمان العبور الآمن لحركة الترانزيت. 
 
في رأي المصادر أن كلام بري ليس وليد الظرف والمناسبة، وهو الذي يرى ويرصد المتغيّرات في المنطقة والعدد الكبير من الدول التي سلكت مسار التطبيع، بل يحمل في طياته رسالة داخلية وإقليمية. 
 
داخلياً، هو تلميح إلى أن لبنان يجب أن يواكب التغيرات في الإقليم، وألا يبقى أسير الانقسامات القديمة حيال سوريا. وبري الذي يؤدي اليوم دوراً أساسياً ومحورياً في الدفع نحو تطبيق قرار وقف النار الذي تم برعايته داخلياً وبضمان فرنسي - أميركي، يبدو كمن يدعو القوى اللبنانية الأخرى إلى "إعادة النظر" في موقفها من النظام السوري، خصوصاً في ظل التحولات في المشهد العربي، مثل عودة سوريا إلى الجامعة العربية وتبادل السفراء مع دول الخليج، في حين أن لبنان يعجز عن ممارسة أي ضغط عربي أو دولي على إسرائيل للانسحاب ووقف اعتداءاتها التزاماً لاتفاق وقف النار. 
 
وتخلص المصادر إلى أن كلام بري ليس مجرد توصيف لواقع إقليمي، أو مجرد تحليل سياسي، بل هو تحذير مبطن من أن مرحلة جديدة تُرسم في المنطقة، وعلى لبنان أن يستعد لعالم قد لا تكون فيه سوريا "الخندق الأول" في مواجهة إسرائيل، بل هو، وبالتالي، هو مدعو إلى أن يعيد تموضعه في ضوء المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة. مواضيع ذات صلة فيديو لموقف محرج لنائب الرئيس الأميركي بالبيت الأبيض Lebanon 24 فيديو لموقف محرج لنائب الرئيس الأميركي بالبيت الأبيض 21/05/2025 05:46:35 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 موقف مُحرج... تقرير حديث يكشف ما حصل بين بايدن وممثل عالميّ متزوّج من لبنانيّة Lebanon 24 موقف مُحرج... تقرير حديث يكشف ما حصل بين بايدن وممثل عالميّ متزوّج من لبنانيّة 21/05/2025 05:46:35 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 فستان نانسي عجرم يضعها في موقف محرج.. شاهدوا الفيديو Lebanon 24 فستان نانسي عجرم يضعها في موقف محرج.. شاهدوا الفيديو 21/05/2025 05:46:35 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 موقف محرج لـ إليسا.. ماذا سقط منها على مسرح الأولمبيا؟ (فيديو) Lebanon 24 موقف محرج لـ إليسا.. ماذا سقط منها على مسرح الأولمبيا؟ (فيديو) 21/05/2025 05:46:35 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "الضغط يزيد"...أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير Lebanon 24 "الضغط يزيد"...أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير 22:05 | 2025-05-20 20/05/2025 10:05:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عباس في بيروت اليوم : هل تنتج الزيارة حلاً فعلياً للمخيّمات؟ Lebanon 24 عباس في بيروت اليوم : هل تنتج الزيارة حلاً فعلياً للمخيّمات؟ 22:07 | 2025-05-20 20/05/2025 10:07:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تصعيد إسرائيلي يشوّش على الجولة الانتخابية الجنوبية Lebanon 24 تصعيد إسرائيلي يشوّش على الجولة الانتخابية الجنوبية 22:13 | 2025-05-20 20/05/2025 10:13:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ضياع في اللجان النيابية بشأن قوانين الإنتخاب Lebanon 24 ضياع في اللجان النيابية بشأن قوانين الإنتخاب 22:15 | 2025-05-20 20/05/2025 10:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 صندوق النقد غير راضٍ Lebanon 24 صندوق النقد غير راضٍ 22:42 | 2025-05-20 20/05/2025 10:42:31 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هل تذكرون الفنانة عايدة أبو جودة؟ شاهدوا كيف أصبحت بعد سنوات طويلة من الغياب (فيديو) Lebanon 24 هل تذكرون الفنانة عايدة أبو جودة؟ شاهدوا كيف أصبحت بعد سنوات طويلة من الغياب (فيديو) 02:57 | 2025-05-20 20/05/2025 02:57:56 Lebanon 24 Lebanon 24 فنانة شهيرة تُوقف حفلها وتُوبخ أحد المعجبين... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت له Lebanon 24 فنانة شهيرة تُوقف حفلها وتُوبخ أحد المعجبين... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت له 07:11 | 2025-05-20 20/05/2025 07:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 تخلت عن شعرها وأطلت بقصة "صبيانية".. ممثلة سورية شهيرة تُفاجئ الجميع بـ"لوك" غيّر ملامحها (فيديو) Lebanon 24 تخلت عن شعرها وأطلت بقصة "صبيانية".. ممثلة سورية شهيرة تُفاجئ الجميع بـ"لوك" غيّر ملامحها (فيديو) 23:26 | 2025-05-19 19/05/2025 11:26:04 Lebanon 24 Lebanon 24 بتوكسيدو باللون الأحمر.. نجل الفنان راغب علامة على السجادة الحمراء في مهرجان كان (فيديو) Lebanon 24 بتوكسيدو باللون الأحمر.. نجل الفنان راغب علامة على السجادة الحمراء في مهرجان كان (فيديو) 02:13 | 2025-05-20 20/05/2025 02:13:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان يكشف.. هذا ما حصل مع طائرة لـ"الميدل إيست"! (فيديو) Lebanon 24 بيان يكشف.. هذا ما حصل مع طائرة لـ"الميدل إيست"! (فيديو) 08:23 | 2025-05-20 20/05/2025 08:23:13 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:05 | 2025-05-20 "الضغط يزيد"...أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير 22:07 | 2025-05-20 عباس في بيروت اليوم : هل تنتج الزيارة حلاً فعلياً للمخيّمات؟ 22:13 | 2025-05-20 تصعيد إسرائيلي يشوّش على الجولة الانتخابية الجنوبية 22:15 | 2025-05-20 ضياع في اللجان النيابية بشأن قوانين الإنتخاب 22:42 | 2025-05-20 صندوق النقد غير راضٍ 22:30 | 2025-05-20 تعقيدات ملف "فتح" والفصائل الفلسطينية فيديو أطلت وهي تبكي وتتوسل.. فنانة تركية تُناشد أردوغان وزوجته إليكم السبب (فيديو) Lebanon 24 أطلت وهي تبكي وتتوسل.. فنانة تركية تُناشد أردوغان وزوجته إليكم السبب (فيديو) 00:23 | 2025-05-19 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 هل تذكرون نجمة "سوبر ستار" السورية؟ عادت بعد غياب 17 عاماً شاهدوا كيف أصبحت (فيديو) Lebanon 24 هل تذكرون نجمة "سوبر ستار" السورية؟ عادت بعد غياب 17 عاماً شاهدوا كيف أصبحت (فيديو) 23:22 | 2025-05-18 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 حفل تنصيب البابا لاوون الرابع عشر: تعهدٌ بجعل الكنيسة رمزا للسلام Lebanon 24 حفل تنصيب البابا لاوون الرابع عشر: تعهدٌ بجعل الكنيسة رمزا للسلام 06:24 | 2025-05-18 21/05/2025 05:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي
  • دفاع الشيوخ: التحول الأوروبي ضد إسرائيل يضع الاحتلال أمام مرآة جرائمه
  • فتح: استمرار الإبادة الجماعية في غزة يدفع البعض إلى خيارات يائسة
  • السياحة البرازيلية في المغرب تسجل ارتفاعا بـ 48% في أربعة أشهر
  • لبنان محرج أمام تحولات المنطقة وتداعيات موقف دمشق
  • "متضخّمة وتحتضر".. وزير الصحة الأمريكي يدعو الدول إلى الانسحاب من الصحة العالميّة
  • روبيو: مطالب أوكرانيا لا يمكن تحقيقها عسكريا
  • فتح مطار طرابلس العالمي أمام الرحلات الخاصة والإسعاف الجوي
  • أسعار العملات الرقمية مقابل الدولار اليوم " انتعاش جديد بقيادة بيتكوين"
  • النزاعات والتحديات الاقتصادية .. توقعات صادمة لقطاع السفر العالمي في المنطقة