هل النية لها دور في صحة العمل وفساده.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله تعالى أناط صحة الأعمال وقبولها والإثابة عليها بالنية، فمتى صلحت النية صلح العمل، ومتى فسدت النية فَسَد العمل، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» أخرجه الإمام البخاري ومسلم في "صحيحيهما"، واللفظ للبخاري.
قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري" (1/ 30، ط. دار إحياء التراث العربي): [معناه: أنَّ صحة أحكام الأعمال في حقِّ الدِّين إنَّما تقع بالنية، وأنَّ النية هي الفاصلة بين ما يصح وما لا يصح، وكلمة إنَّما عاملة بركنيها إيجابًا ونفيًا، فهي تثبت الشيء وتنفي ما عداه، فدلالتها أنَّ العبادة إذا صحبتها النِّيَّة صحَّت وإذا لم تصحبها لم تَصِح، ومقتضى حقِّ العموم فيها يوجب أن لا يصح عملٌ من الأعمال الدينية: أقوالها وأفعالها فرضها ونفلها قليلها وكثيرها إلَّا بنية].
هل يجب تقديم النية فى أعمال الخير حتى يتحصل الأجر؟”.. سؤال ورد الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية .
وأجاب الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن النية من أهم الواجبات، ولا يحتسب لإنسان عمل صالح؛ إلا باستحضار نية له، فقد ورد فى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “نية المؤمن خير من عمله”.
وأضاف أمين الفتوى: فربما أنوى عمل صالح فأعجز عنه لأنى انشغلت أو حال بينى وبينه الوقت أو المال أو نحو ذلك فاخذ ثواب النية، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بها فعملها كتبت له عشرة”، إذا فالمهم هو النية ليثاب وبغير النية لا يثاب الإنسان.
وأوضح أمين خلال البث المباشر لدار الإفتاء أن الصحابة كانوا يستحضرون نياتهم فى الأعمال الصالحات، ولذلك سيدنا رسول الله يقول “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكا امرئ ما نوى”.
وأكد أنه لابد من استحضار النية قبل الشروع فى العمل الصالح حتى ولو القلب، وهو يكفى ولا يجب التصريح باللسان، ولكن يجب أن أنوى بقلبى أن أفعل هذا بنية كذا فيحصل لى الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية النية دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الجمع بين صلاة الظهر والعصر بسبب العمل؟.. أمين الإفتاء يجيب
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول جمع صلاة الظهر والعصر بسبب الظروف الدراسية أو العملية التي تمنع من أداء الصلاة في وقتها، موضحًا أن هناك تسهيلات في الشريعة الإسلامية تتيح للمسلم جمع الصلاتين في حالات الضرورة.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "إذا كان الشخص في موقف يتعذر عليه فيه أداء الصلاة في وقتها، مثلما يحدث في المحاضرات أو أثناء العمل، فيمكنه جمع الصلاة، وهذا الأمر مستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، من غير عذر مثل السفر أو المرض، وهو ما يسمى 'جمع التأخير."
وأضاف الشيخ عويضة عثمان “إذا كان الشخص في محاضرة أو في عمل مهم ويصعب عليه ترك المكان لأداء الصلاة في وقتها المحدد، فيمكنه أن ينوي جمع الصلاة في وقت لاحق، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص في محاضرة طالت وكان الوقت قد اقترب من العصر، فيجوز له أن ينوي جمع الظهر مع العصر في وقت العصر، وهذه حالة من جمع التأخير”.
وأكد أن "النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لتخفيف الحرج عن أمته، ولتيسير العبادة في الحياة اليومية، فالإسلام لا يكلف المسلم بما لا يطاق، لذلك إذا كان الشخص في حالة يصعب فيها أداء الصلاة في وقتها، يجوز له جمع الصلاتين."
وأشار إلى أن الشخص في هذه الحالة يجب عليه أن ينوي جمع الصلاة قبل أن يخرج وقت صلاة الظهر، ويصلي الظهر والعصر معًا، ولا يكون عليه قصر للصلاة لأنها صلاة مقيم، مشيرًا إلى أن هذا من التيسير الذي شرعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين في ظروف الحاجة.
وتابع: "إذا فاجأه وقت العصر قبل أن يصلي الظهر، فيصلي الظهر والعصر معًا بدون قصر، حيث أن القصر خاص بالمريض أو المسافر فقط".