لجريدة عمان:
2025-10-08@00:22:37 GMT

أول ما خطر لي حينما سمعت بخبر جو بايدن

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

على حين غرة، اتصل بي جو بايدن في الشهر الماضي. كان يشغله أمر ما. وكان ذلك قبل أسابيع قليلة من خضوعه للفحوص الطبية التي أجريت للعقدة الصغيرة الموجودة في غدة البروستاتا لديه، ومعرفته بالتشخيص الصعب الذي تم الإعلان عنه يوم الأحد الماضي. قلت «ما الأخبار يا سيادة الرئيس؟» وقد خرجت من مطعم في العاصمة لأستمع بشكل أفضل، تاركا أسرتي على مائدة العشاء.

فماذا كانت الأخبار التي شغلته؟ كان يريد الحديث عن «مستقبل حلف شمال الأطلسي».

قال لي إنه يخطط لإلقاء كلمة يذكّر بها الشعب الأمريكي بالقيمة العظيمة لحلف الأطلسي منذ عقود في الحفاظ على السلام والرخاء في العالم وعن مدى جنونية التفكير في أن إدارة ترامب وحلفاءها في الكونجرس سوف يخاطرون بتفكيكه. كان يريد أن يتناقش معي في بعض الأفكار. وقال إنه سوف يتصل بي بعد أيام قليلة، ولكن تلك المكالمة التالية لم تحدث قط، وذلك فيما أعتقد لأن السرطان قد أعاق الطريق دونها.

لا أعتزم أن أخوض في الجدل الدائر حاليا بشأن ما لو أن الرئيس بايدن كان ينبغي في وقت مبكر أن ينسحب من السباق الانتخابي الرئاسي في عام 2024.

ولقد حدث مباشرة بعد أدائه الكارثي في مناظرته مع دونالد ترامب أنني شجعته على الانسحاب في حينها، ولكنني فعلت ذلك بقلب مفطور.

ولم يكن السبب في انفطار القلب يقتصر على أننا يعرف أحدنا الآخر منذ أن سافرنا معا إلى أفغانستان بعد سقوط كابول في عام 2001. ولكن السبب هو أن بايدن يدرك إدراكا عميقا مدى أهمية أمريكا للعالم، ولأنني أشترك معه في ذلك.

يفهم بايدن شيئا، وإن لم يستطع أن يحسن التعبير عنه طوال الوقت على النحو الذي يروق له ولنا، وهو عميق الرسوخ في أغوار نفسه. ذلك الشيء هو أن العالم باق على النحو الذي هو عليه منذ عام 1945 -أي في إحدى أكبر حالات السلام والرخاء نسبيا على مدى حقب التاريخ يعيشها عدد من الناس على ظهر هذا الكوكب يفوق عددهم في أي وقت مضى- وما ذلك إلا بفضل بقاء أمريكا على ما كانت عليه.

وأمريكا تلك هي أمريكا الملتزمة بسيادة القانون على المستوى المحلي وبمهمة عالمية على المستوى الخارجي تتمثل في أن تعمل على الدوام، في حدود الوسائل والسبل المتاحة لنا، لجعل العالم أكثر حرية وديمقراطية ولياقة وصحة لعدد أكبر من الناس.

فهذا إذن ما قلته لأسرتي وأصدقائي حينما سألوني عما قاله لي بايدن حينما اتصل بي: جو بايدن، حتى في أشد حالاته عجزه عن التعبير، وحتى مع وهن صوته بسبب الشيخوخة، لديه التزام وفهم عميقان لما تعنيه أمريكا في أفضل حالاتها للعالم، ولمن هم أصدقاؤنا الحقيقيون الآن، ومن يجب أن يظلوا كذلك دائما، وهو في التزامه وفهمه هذين يفوق جميع أفراد إدارة ترامب مجتمعين.

سنفتقد هذا الحدس حينما نفقده. ولذلك يا سيادة الرئيس فإنني أرجو لك الشفاء العاجل. مهما يكن وهن صوتك أو اضطراب مشيتك أو ضعف قلبك، فإن لديك روح شاب في العشرين عندما يتعلق الأمر بتحديد ما لا بد أن تكون عليه دائما مهمة أمريكا في العلم. ونحن بحاجة إلى أن نسمعك، والعالم بحاجة إلى أن يسمعك، أكثر من حاجتنا إلى ذلك في أي وقت مضى.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد تعزيز الإجراءات العسكرية.. هل تستعد أمريكا لحرب مزدوجة مع روسيا وإيران؟

اتخذت الولايات المتحدة إجراءات عسكرية ملحوظة فى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا ما أثار تساؤلات بشأن احتمال اندلاع حرب مرتقبة، غير أن مراقبين اختلفوا بشأن وجهة هذه الحرب وهل ستكون مع روسيا، لاسيما بعد التصعيد الأخير بين موسكو ودول شرق أوروبا؟ أم مع إيران التى قامت بتعبئة عامة للجيش وتقوم بتجهيزات عسكرية تحسبا لهجمات عسكرية ضدها؟

وجاء التصعيد الأخير مع البلدين بعد استدعاء البنتاجون لجميع القادة العسكريين بجميع القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم وهى خطوة غير مسبوقة أيضا الأمر الذى يؤكد أن الولايات المتحدة مقبلة على صراع عالمى وشيك ورأى مراقبون أن الحرب المرتقبة ستكون حرب مزدوجة مع أكثر من دولة.

وفى تصعيد من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد روسيا كشف مسئولان أمريكيان لوسائل الإعلام أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية حول أهداف البنية التحتية للطاقة في روسيا، وذلك في الوقت الذي تدرس فيه إرسال صواريخ بعيدة المدى لكييف يمكن استخدامها في مثل هذه الضربات.

وأضاف المسئولان الأمريكيان أن واشنطن تطلب أيضًا من حلفاء الناتو تقديم دعم مماثل. ويمثل هذا القرار أول تغير حقيقى في سياسة الرئيس دونالد ترامب الذى انتهجها مع روسيا منذ مجيئه للبيت الأبيض والتى سعى فيها إلى التفاوض من أجل انهاء الحرب حيث كانت المباحثات التى أجراها مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ولاية ألاسكا لصالح موسكو عندما قال سابقا إن على أوكرانيا التخلى عن أراض لإنهاء الحرب.

كما أن بوتين رفض رفضا قاطعا انضمام أي دولة بشرق أوروبا لحلف الناتو أو إقامة قواعد عسكرية للحلف بتلك الدول وهو ما أفشل المباحثات بين الرئيسين الروسى والأمريكى بعد ذلك. وشدد الأخير من لهجته تجاه موسكو وصرح منذ أيام قليلة أنه من الممكن لكييف استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها موسكو.

تستهدف استراتيجية ترامب الجديدة بشأن أوكرانيا تصعيدا غير مسبوق لاستهداف البنية التحتية فى روسيا ومصادر الطاقة لإضعاف موسكو أكثر من الناحية الاقتصادية بحيث لا تستطيع الاستمرار فى الحرب والانفاق عليها وذلك مع استمرار العقوبات المفروضة عليها من قبل أمريكا ودول أوروبا.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن واشنطن ستمد كييف بمعلومات استخبارية بشأن مواقع مصافي النفط وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة، بهدف حرمان الكرملين من الإيرادات والنفط، كما يضغط ترامب على الدول الأوروبية لوقف شراء النفط الروسي في محاولة لتجفيف مصادر تمويل الحرب الروسية.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة طلبًا أوكرانيًا لتزويدها بصواريخ توماهوك كروز، التي يبلغ مداها 2500 كيلومتر وهي قادرة على ضرب عمق الأراضى الروسية. فضلا عن امتلاك أوكرانيا صاروخ فلامنجو وهو بعيد المدى يستطيع استهداف أراضى روسية، غير أن كييف كانت تنتظر الإذن لها باستخدام هذه الصواريخ ضد روسيا وقد جاء من ترامب.

ومع تزايد الضغوط على إيران، تتزايد المخاوف من ضربات إسرائيلية جديدة بدعم أمريكى غير محدود، وفى الوقت الذى وافقت فيه الدول الأوروبية على عودة العقوبات القاسية على إيران المعروفة بـ"سناب باك" أو الضغط على الزناد كانت هناك استعدادات عسكرية أمريكية فى المنطقة، حيث أرسل البنتاجون عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى قاعدة العديد فى قطر وهذا النوع من الطائرات ضرورى لأى هجمات على إيران.

تزامن ذلك مع إصدار ترامب أمرا تنفيذيا يعتبر أن أى هجوم على قطر يعتبر هجوما على الولايات المتحدة وذلك لردع إيران إذا انطلقت الطائرات من قاعدة العديد الجوية لضرب إيران ومنع طهران من الرد من خلال استهداف الأراضى القطرية.

وبادرت الإدارة الأمريكية بتحريك أكبر حاملة طائرات "يو إس إس فورد" للبحر المتوسط وهى تعتبر أكبر وأحدث قطعة فى أسطولها البحرى ويرى مراقبون أن وجود هذه القطعة البحرية الضخمة والحديثة فى المنطقة ليس مجرد استعراض للقوة، ولكن طبقا لسوابق تاريخية يحدث ذلك قبل اندلاع حروب كبيرة.

ووفقا لتقارير ومصادر عسكرية فى الجيش الأمريكى فقد زادت عدد منصات منظومة الدفاع الصاروخى "ثاد" فى إسرائيل إلى 11 قاذفة بعدما كان العدد قبل ذلك 6 فقط، كما زود البنتاجون الكيان المحتل برادارات حديثة لنظام الدفاع الجوى الإسرائيلى (AN/TPY-2)، بالإضافة إلى ذلك فقد أظهرت صور لأقمار صناعية انتشرت فى الصحافة الغربية توسيعات فى البنية التحتية لأنظمة الدفاع فى إسرائيل وتطويرات ضخمة فى الأنظمة اللوجستية.

فى المقابل أعلنت إيران أنها تقوم بأكبر حشد عسكرى فى تاريخها تزامنا مع نقل الصواريخ الباليستية التى تمتلكها الجمهورية الإسلامية لمواقع محصنة فى باطن الجبال استعدادا لأى هجوم عسكرى من قبل إسرائيل بدعم أمريكى أو هجوم مشترك بين واشنطن وتل أبيب ضد طهران.

وأشارت تقارير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئى قد عين بديلا له فى حال استهدافه وقتله إذا اندلعت الحرب كما تم تعيين بدائل للقادة العسكريين والسياسيين فى إيران فى حال قتل الحاليين فى هجمات عسكرية كما حدث قبل ذلك حتى لا تسقط البلاد وينهارالنظام.

ويرى مراقبون أن الحرب التى تجهز لها الولايات المتحدة من الممكن أن تكون حربا مزدوجة تستهدف الحليفين روسيا وإيران معا فى وقت واحد خاصة أن روسيا كانت تعتمد على إيران فى صناعة وتصدير المسيرات التى استهدفت دول شرق أوروبا الأيام القليلة الماضية، كما تعتمد طهران على موسكو فى أنظمة اعتراض الصواريخ وأنظمة دفاعية أخرى، حيث إن تعرض البلدين لحرب متزامنة فى وقت واحد يضعف الحليفين ويشل قدرتهما على التصدى لأى هجمات عسكرية.

اقرأ أيضاً«بوتين»: الاتفاقية الجديدة بين روسيا وإيران ستعطي دفعة إضافية لمجالات التعاون

بايدن يصدر مذكرة جديدة للأمن القومي حول التعاون بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية

الحرب في سوريا.. محاولة لاستدراج روسيا وإيران

مقالات مشابهة

  • ترامب يلوّح بتفعيل قانون “مكافحة التمرد”: الجيش إلى شوارع أمريكا؟
  • هند الضاوي: تصريح بايدن الكاذب كان سببًا في تغذية دعاية الاحتلال واستمرار الإبادة الجماعية
  • 30 مليار دولار.. فاتورة أمريكا فى صراعات المنطقة
  • استطلاع: تراجع ثقة أنصار ترامب بمستقبل أمريكا بعد شهر من العنف والانقسام
  • الخارجية القطرية: نعمل بشكل وثيق مع أمريكا لتنفيذ وقف إطلاق النار
  • نتنياهو: إيران تطور صواريخ قادرة على ضرب أمريكا.. وتل أبيب تحمي العالم الحر
  • ترامب يفرض رسومًا جمركية على الشاحنات القادمة إلى أمريكا
  • أمريكا ترامب - تيكا
  • بعد تعزيز الإجراءات العسكرية.. هل تستعد أمريكا لحرب مزدوجة مع روسيا وإيران؟
  • أمريكا تصعّد في الكاريبي.. تفويض جديد للجيش لضرب أهداف قرب فنزويلا