نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي، جدد هجومه على قوات الدعم السريع ووصف حربها بـ”الاستيطانية” بمشاركة قوات من خارج السودان، وانتقد “استقواء” قوى الحرية والتغيير بالمجتمع الدولي.

جوبا: التغيير

أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي مالك عقار إير، حرص الحكومة على إنهاء الحرب الجارية في السودان حالياً وفق خارطة الطريق التي طرحتها في وقت سابق.

وأشار إلى أن الخارطة قائمة على أربع مراحل تشمل مرحلة فصل القوات والعملية الإنسانية ومرحلة معالجة قضية الحرب بدمج (قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد) ومرحلة العملية السياسية التي تقوم على الاتفاق حول الدستور وكيف يحكم السودان.

وانزلق السودان إلى حرب طاحنة بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على السلطة في 15 ابريل الماضي، أودت بحياة الآلاف وتشريد الملايين، فيما لم تفلح كل المبادرات في وضع حد نهائي لها.

وسبق أن طرح عقار الذي عينه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان نائباً له في مجلس السيادة الانقلابي بعد إعفاء قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، خارطة الطريق المبنية على الخطوات الأربع.

اجتماعات جوبا تعدد المنابر والتناقض

وخاطب مالك عقار الذي يرأس كذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاق سلام جوبا في اكتوبر 2020 بمدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، بحضور الوساطة الجنوبية وأطراف الاتفاقية وممثلين للاتحاد الأفريقي وإيغاد والأمم المتحدة (يونيتامس).

وقال إن المبادرات الحالية المطروحة لمعالجة الحرب متناقضة وتتسم بتعدد المنابر، ونوه لوجود أربعة منابر وصفها بأنها غير متناسقة وفي كثير من الأحيان متنافسة فيما بينها لتباين أجنداتها وأهدافها.

وأشار إلى أن المطلوب في هذا المنحى الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي والوضع التنفيذي بالبلاد، إضافة إلى شعور المواطن تجاه الانتهاكات التي ارتكتبها مليشيا الدعم السريع من خلال اعتداءتها الجسيمة وخرقها للقانون الدولي الانساني.

ووصف عقار حرب الدعم السريع الحالية بـ”الاستيطانية” التي تجري بمشاركة قوات من خارج السودان وتنفذ أجندات عابرة للحدود بما فيها اطماع بعض الدول.

وأوضح أن المليشيا هزمت إدعاءاتها باستعادة الديمقراطية ومحاربة دولة 56 منذ الطلقة الأولى للحرب عندما بدأت في ممارسة الانتهاكات والتعديات على المواطنين بالسلب والنهب والاغتصاب، والتي شهد عليها الشعب والعالم.

انتقاد للحرية والتغيير

وقال عقار إن قوى الحرية والتغيير استقوت في مساعيها بالمجتمع الدولي بما قدمته من مبادرة مستندة على الاتفاق الإطاري مما أنتج مبادرة رديئة لاحتوائها على تناقضات وأطماع هذه المجموعة وبعض الدول بما أدى إلى تعميق التناقضات الداخلية الموجودة أصلاً بين الكتل السياسية والمدنية التي أدت إلى النزاع المسلح الحالي.

وأكد أهمية ان يضطلع الموقعون على اتفاق جوبا، إلى جانب تقييم مصفوفة الاتفاق المحدثة في العام 2023م، بوضع أنجع السبل لوقف الحرب الحالية ومعالجة تحديات تنفيذ الاتفاق التي نتجت عنها.

ولفت نائب البرهان إلى التهديد الماثل للحرب على المنطقة لاسيما منطقة القرن الأفريقي والدول المجاورة والدول المشاطئة للبحر الأحمر. ودعا لضرورة وحدة الصف الوطني حول القضايا المصيرية والالتفاف حول الجيش ودعمه لأنه يمثل صمام أمان تماسك السودان ووحدة ترابه- حسب تعبيره.

الوسوماتفاق جوبا للسلام في السودان الجيش الحركة الشعبية الدعم السريع السودان جنوب السودان جوبا قوى الحرية والتغيير مالك عقار إير

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحركة الشعبية الدعم السريع السودان جنوب السودان جوبا قوى الحرية والتغيير الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

المشهد السياسي الليبي على أبواب خارطة الطريق

أسبوعان تقريبا تفصلنا عن إعلان خارطة الطريق التي وعدت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه بالإفصاح عنها خلال إحاطتها الأخيرة في مجلس الامن، وبقدر ما تتجه الأنظار إلى البعثة وخطتها لتسوية النزاع الليبي، بقدر ما تتطور الأحداث في الداخل والخارج تفاعلا ما القادم من البعثة الأممية.

على الصعيد المحلي كانت أهم التطورات التغيير الذي وقع في المجلس الأعلى للدولة، بعد انعقاد جلسة للمجلس استوفت النصاب وانتهت بانتخاب رئاسته بمناصبه الثلاثة، ليعود محمد تكالة إلى قيادة الأعلى للدولة، وكانت ردود الفعل أكثر صدى بعد دعم البعثة الأممية للانتخابات وقبولها بنتائجها، لتتبعها في ذلك بعض الأطراف الدولية المؤثرة.

هذا التطور اللافت لا يمكن استبعاده من السير الحثيث باتجاه خارطة الطريق، فالبعثة التي أيدت انتخابات الأعلى للدولة يهمها أن يكون الوضع السياسي أكثر ترتيبا واستقرارا على الشكل الذي يدعم غاياتها، كما أنها تستفيد من تعثر أو توقف المسار الذي يمكن أن يشكل تحديا لخارطة الطريق ممثلا في تقارب وتفاهم "عقيلة ـ المشري"، وإذا صح هذا التحليل الذي يذهب إليه كثير من المراقبين والنشطاء، فإن الترجيح سيكون للخيار الرابع من خيارات اللجنة الاستشارية التي تسترشد بها البعثة في وضع خطتها للمضي قدما باتجاه الانتخابات، وهو وخيار تشكيل "مجلس تأسيسي".

بمعنى أن إعادة ترتيب التموقع السياسي للمنتظم الراهن ممثلا في جسمين سياديين يعود إليهما اعتماد التوافقات، كما هو مقرر في الاتفاق السياسي، بحيث يكون في حالة "خام" لا رؤى أو خطط أو مصالح تجمعه، سيكون هو الأكثر ملاءمة لتمرير الخطة الجديدة للبعثة، وهذا يتحقق مع وجود تكالة على رئاسة الأعلى للدولة وليس المشري.

المصادر المطلعة تتحدث عن حراك محلي وخارجي يمكن وصفه بالمحموم للبحث في كيفية التماهي مع خطة البعثة وتمرير بعضه مضامينها لصالحها، والتركيز بالطبع يدور حول الحراك متعدد الجهات والاتجاهات حول مسألة محورية ضمن الخارطة وهي الحكومة الجديدة.اجتماع لجنة 6+6 التي كلفت بمراجعة واعتماد قوانين الانتخابات مع اللجنة الاستشارية وبرعاية من البعثة الأممية له دلالته أيضا، خاصة وأن الاجتماع تضمن تفاهمات بينهما من بينها إعادة النظر في قوانين الانتخابات وفي التعديل الدستوري بالخصوص، فهذا يمهد الطريق للقبول بخارطة طريق شاملة تعالج كل المختنقات الرئيسية التي يتمترس حولها أطراف النزاع في الغرب والشرق.

إقليميا ودوليا شهدت المسألة الليبية اهتماما ملحوظا عكسه الزيارات والاجتماعات إقليميا ودوليا، فقد كانت زيارة مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، معنية بالتحول السياسي المرتقب، وكان هذا مضمنا بوضوح في تصريحاته التي سبقت الزيارة، وفي كلام بعض الساسة الأمريكيين، ومعلوم أهمية الدور الأمريكي في أي ترتيبات تفضي إلى تحول كبير في المشهد السياسي الليبي.

القاهرة شهدت لقاءات جمعت الرئيس السيسي بقيادات الشرق، السياسية والعسكرية، وبرغم أن التحليل اتجه إلى التركيز على التنافس التركي المصري على النفوذ في ليبيا، والاتفاقية البحرية التي وقعتها حكومة الوفاق مع أنقرة العام 2019م، إلا إن القاهرة تترقب بحرص واهتمام شديدين اتجاه الأوضاع السياسية في ليبيا، ولن تكون بعيدة عن الترتيبات التي ستأتي بها خطة البعثة الأممية، ومضمون اللقاءات يدور حول تجديد وتمتين التشبيك بين القاهرة وقطبي النفوذ في الشرق الليبي، وهما رئاسة مجلس النواب والقيادة العسكرية استعدادا للتحول الذي سيقع مستقبلا.

اجتماع أنقرة الذي ضم رئيس وزراء إيطاليا والرئيس التركي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، هو اجتماع غير تقليدي، ولا يمكن تأطيره بالمصالح الاقتصادية والتخوفات الأمنية فقط، فالمصالح الاقتصادية والتهديدات الأمنية مرتبطة بقوة بالوضع السياسي وما يمكن أن يؤول إليه شكل السلطة والنفوذ عقب خارطة الطريق، ولأن إيطاليا وتركيا تمثلان امتدادا لواشطن خاصة في عهد دونلد ترامب، فإن الاجتماع يمكن أن يكون بخصوص التحول القادم في البلاد.

هذا ما يخص الشق المرئي والمعلن، والمصادر المطلعة تتحدث عن حراك محلي وخارجي يمكن وصفه بالمحموم للبحث في كيفية التماهي مع خطة البعثة وتمرير بعضه مضامينها لصالحها، والتركيز بالطبع يدور حول الحراك متعدد الجهات والاتجاهات حول مسألة محورية ضمن الخارطة وهي الحكومة الجديدة.

مقالات مشابهة

  • السودان.. مقـ.ـتل 15 مدنيا برصاص قوات الدعم السريع في دارفور
  • كتاب «أسرار الصراع السياسي في السودان».. رؤية تحليلية لجذور الأزمة السياسية السودانية
  • المشهد السياسي الليبي على أبواب خارطة الطريق
  • عاجل.. الجيش السوداني يُعلن إسقاط طائرة مسيرة تابعة لـ الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • السودان.. الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع في دارفور
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • “الجنائية” تتسلم ملف جرائم “الدعم السريع” في السودان
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”