مديرة صندوق النقد الدولي: تكلفة نقل البضائع في العالم ستزيد نتيجة التوترات
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أكدت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، أن العوامل الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة ستؤثر كثيرا على الاقتصادات، نتيجة دورها السلبي على التأمين وتكلفة نقل البضائع، وقطاع السياحة، إضافة لما تسببه من زيادة في أعداد اللاجئين التي لا تستطيع كثير من الدول استيعابها.
وأبدت جورجيفا - خلال مشاركتها في جلسات اليوم الثاني من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار - أسفها لفقدان الكثيرين لحياتهم نتيجة الصراعات في الشرق الأوسط، مبينة أن ما يحدث في المنطقة يتزامن مع تباطؤ في النمو الاقتصادي وارتفاع في أسعار الفائدة وتكلفة خدمة الديون بسبب تداعيات جائحة كورونا وتبعات الحروب.
ولفتت إلى أن تلك الحروب الدائرة ستؤثر - بشكل سلبي - على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة، لافتة إلى أن الأمر لا يتعلق باقتصاد فلسطين وحدها، بل قد تتأثر منه مصر ولبنان وسوريا.
وتابعت:"الصراعات الجيوسياسية الأخيرة تسببت في كثير من القلق العالمي، وللأسف فإن ما يلوح في الأفق ينذر بمزيد من التشاؤم، هناك فقدان للأرواح وخراب ودمار، وانتكاسة لكثير من الأنشطة الاقتصادية بسبب تلك الحرب، فهناك دول تعتمد في مداخيلها الاساسية على السياحة، وستتسبب تلك الصراعات في تأثر القطاع السياحي بشكل كبير، فالعالم الآن على صفيح ساخن".
وأشارت جورجيفا إلى تغير في سياسات صندوق النقد الدولي بعد جائحة كورونا، مبينة أن الصندوق يدعو دائما الدول إلى اتباع برامج للحماية والوقاية النقدية والحفاظ على الممتلكات والمقدرات، والتركيز على تنفيذ سياسات للتحوط من الأزمات والتنبؤ بها قبل وقوعها لاعداد طريقة مثل للتعامل معها.
وبينت أن اقتصاد الشرق الأوسط ينمو - بشكل متباطئ - فقد أثرت عليه تبعات كورونا واثار الحروب والنزاعات، ورغم ذلك فإن صندوق النقد الدولي يعمل على مساعدة الدول المتأثرة من تكلفة الديون، ويوجهها للبرامج الأكثر استدامة، والاستفادة من تجربة الاقتصاد السعودي الذي يركز في برامجه المتنوعة على رفع إجمالي الناتج المحلي.
ولفتت جورجيفا، إلى أن العشرين عاما الماضية، شهدت ارتفاعات متصاعدة لأسعار الفائدة ما أثر على بشكل سلبي على معدلات التضخم في العالم، مشددة على سياسيات الصندوق الساعية لكبح جماح التضخم وخفض نسبته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر صندوق النقد إخبار الاقتصاد صندوق النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
تقدم في مفاوضات صندوق النقد.. وخبير: ذات انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصري
في خضم التحديات الاقتصادية التي تشهدها مصر، أطلّ إعلان صندوق النقد الدولي كنافذة تفاؤل جديدة تحمل إشارات إيجابية بشأن مستقبل الاقتصاد المصري. فقد أنهت بعثة الصندوق، بقيادة إيفانا فلادكوفا هولار، زيارتها إلى القاهرة التي امتدت من 6 إلى 18 مايو، بإجراء مناقشات وصفت بالمثمرة مع السلطات المصرية.
وأتت الزيارة ضمن إطار المراجعة الخامسة لاتفاق "تسهيل الصندوق الممدد" (EFF)، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي وتنشيط ثقة المستثمرين.
تقدم ملموس في المسار الاقتصادي
بحسب بيان صادر عن صندوق النقد الدولي، أحرزت البعثة والسلطات المصرية تقدمًا جيدًا في تقييم الأداء الاقتصادي والتزامات الحكومة ضمن الاتفاق. واعتبر البيان أن استقرار الاقتصاد الكلي في مصر بدأ يترسخ بشكل واضح، مما يمثل لحظة مواتية لتسريع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية، لاسيما في تقليص الدور الحكومي في الاقتصاد، وتعزيز بيئة الأعمال، وتكافؤ الفرص بين القطاعين العام والخاص.
ثقة تتعزز وتوقعات إيجابية
علق الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، على البيان مؤكدًا أن هذا التقدم يعزز ثقة المستثمرين الأجانب والمؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد المصري. وأشار إلى أن إحراز هذا النوع من التقدم في المراجعة يعزز فرص ضخ استثمارات أجنبية مباشرة، كما يدعم بشكل غير مباشر قطاعات حيوية مثل السياحة، والتحويلات من الخارج، والصادرات غير النفطية، وكلها عوامل تساهم في زيادة تدفقات النقد الأجنبي.
نمو مستدام وفرص عمل جديدة
وأكد معن أن تسريع الإصلاحات الهيكلية يفتح الباب أمام نمو اقتصادي مستدام قادر على خلق وظائف ذات جودة أعلى، ويمنح الاقتصاد المصري مرونة أكبر في مواجهة الصدمات الخارجية. وأشار إلى أن استكمال اتفاق التسهيل الممدد مع صندوق النقد من شأنه توفير تمويل إضافي يعزز الموازنة العامة، ويزيد من مصداقية السياسات الاقتصادية على الساحة الدولية.
انعكاسات مباشرة على الجنيه والتصنيف الائتماني
وتابع معن بأن هذا التقدم قد ينعكس إيجابيًا على التصنيف الائتماني لمصر، مما يخفض من تكلفة الاقتراض السيادي ويعطي دفعة قوية للمالية العامة للدولة. كما أن الإشارات الإيجابية من الصندوق من شأنها دعم استقرار الجنيه المصري، والحد من الضغوط التضخمية الناتجة عن تقلبات أسعار الصرف، ما يصب في صالح المواطن المصري في نهاية المطاف.
إشارات إيجابية تستحق البناء عليها
رغم التحديات القائمة، تحمل نتائج زيارة بعثة صندوق النقد الدولي إشارات واعدة تؤكد أن الاقتصاد المصري يسير على الطريق الصحيح نحو التعافي والنمو المستدام. ومع تزايد التزام الحكومة بتنفيذ الإصلاحات، فإن الأفق يبدو أكثر وضوحًا أمام المستثمرين، والآمال تتجدد في مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا وازدهارًا.