العرب القطرية:
2025-06-06@02:22:12 GMT
الاحتلال ينتقم من الأسرى بعد «طوفان الأقصى»
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
بكامل عنفوانه وبصحة جيدة، كان عمر دراغمة حين اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي من منزله في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية في السابع من أكتوبر الجاري. وبالقوة نفسها ظهر عمر أمام محاميه وهيئة المحكمة الإسرائيلية، وأقر لهم بأنه «بصحة جيدة»، وأن كل المؤشرات المحيطة به لم توح مطلقا بأنه سيكون في عداد الشهداء بعد 3 ساعات فقط.
وبعد أسبوعين من اعتقاله، وبالتحديد في 23 أكتوبر الجاري، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن الأسير عمر دراغمة (58 عاما) تدهورت حالته الصحية بشكل أدى لاستشهاده.
خبر لم يصدم ذويه ومعارفه وحسب، بل صدم كل الفلسطينيين، ولا سيما المؤسسات الحقوقية وتلك التي تُعنى بشؤون الأسرى، التي أكدت أن الاحتلال يرتكب «جرائم قتل» ضد الأسرى، ودللت على صحة أقوالها بشهادات للأسرى أنفسهم، خاصة المفرج عنهم والمحامين.
استخدام العنف بدأ من لحظة اعتقال الشيخ عمر دراغمة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونجله حمزة في 9 أكتوبر الحالي، حيث اعتدى عليه الجنود بالضرب والدفع بقوة في منزله وأمام عائلته، واقتادوه مكبلا ومعصوب العينين إلى آلية الاعتقال، وسط مشهد من التعنيف لم يعشه في اعتقالاته السابقة.
وعمر دراغمة واحد من أكثر من 1350 أسيرا فلسطينيا اعتقلتهم إسرائيل منذ بدء «طوفان الأقصى» فقط، معظمهم من قيادات وكوادر حركة حماس، وكلهم، وفق هيئة شؤون الأسرى، تعرضوا للتعذيب والتنكيل، وهو ما يعكس توجها إسرائيليا لقتل الأسرى.
وما حذَّرت منه تلك المؤسسات عاشته عائلة الأسير عرفات حمدان من قرية بيت سيرا قرب مدينة رام الله، التي استشهد نجلها الثلاثاء بعد يومين من اعتقاله، ما يؤكد لا مبالاة الاحتلال بالأسرى واستمراره بتعذيبهم حتى الموت. كان عرفات (25 عاما) بصحة جيدة -أيضا- عند اعتقاله، ورغم إصابته بمرض السكري -الذي كان يعرف به جنود الاحتلال حسب قول قريبه حامد حمدان للجزيرة نت-، فإنه لم يعانِ أي أمراض ثانية، وأضاف أن ما تعرض له عرفات هو «قتل متعمد ناجم عن حقد مع سبق الإصرار، ولا أستبعد أن يكونوا قد خنقوه بفعل الضغط والحشر داخل السجون والزنازين». هذه الشكوك بالقتل العمد أكدتها مؤسسات الأسرى، وقالت، إن الاحتلال «بدأ بتنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة بحق الأسرى عن سبق إصرار وانتقام على أثر الحرب بغزة»، وحمَّلت تلك المؤسسات إسرائيل كامل المسؤولية عن حياة الأسرى، واستهجنت «الصمت المريب» لمنظمة الصليب الأحمر الدولي حيال موقفها ودورها تجاه الأسرى.
وشرعت قوات الاحتلال ومنذ إعلان الحرب على غزة بحرب أخرى على الأسرى عبر قطع الماء والكهرباء ومصادرة أدواتهم الكهربائية، ومنعتهم من الخروج للفورة (ساحة السجن)، وأغلقت المطبخ ودكان السجن، وحددت كميات الطعام بوجبتين فقط يوميا، ومنعت العلاج وقطعت الاتصال معهم ومنعت المحامين من زيارتهم، وكدَّست أعدادهم (10 أشخاص في الغرفة الواحدة بدلا من 5)، وغير ذلك من الإجراءات الانتقامية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي سلطات الاحتلال الأسير عمر دراغمة عمر دراغمة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يزعم أن حماس استفادت في 7 أكتوبر من معلومات وفرها عمال في الداخل
ما زال الاحتلال يُصدِر تباعا تحقيقاته الخاصة بهجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، حتى وصل إلى اتهام العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، بجمع أكبر قدر من المعلومات الأمنية.
الضابط يهوناتان دهوخ هاليفي من مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، زعم أن "حماس كان لها سيطرة كاملة على قائمة العمال الغزّيين المسموح لهم بالعمل في الداخل المحتل، وكان العديد منهم من أفراد عائلات ناشطيها، وتم تجنيد بعضهم للقيام بمهام جمع معلومات استخباراتية حول انتشار وأنشطة قوات الجيش في منطقة غلاف غزة، وأهداف مهمة في المجتمعات الاستيطانية اليهودية، وشكلت مهمة جمع المعلومات الاستخبارية من خلال العمال عنصرا مهما في التحضير لهجوم الطوفان".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "حماس تسللت عبر عشرات من ناشطيها داخل فلسطين المحتلة خلال صيف 2022 لجمع معلومات استخباراتية من التجمعات الاستيطانية وقواعد الجيش، بما فيها قاعدة ناحال عوز لمراقبة العمليات العسكرية في المنطقة".
وزعم أن "استجواب الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم بعد اجتياح القطاع كشف أن العمال المرتبطين بالحركة تسللوا لدولة الاحتلال كجزء من سياسة سمحت آنذاك بدخول 15 ألف عامل من غزة للعمل فيها، وبدأ جهاز الأمن العام- الشاباك باستجواب ثلاثة آلاف عامل منهم عملوا في إسرائيل قبل السابع من أكتوبر، لمعرفة مدى الاشتباه بجمعهم معلومات استخباراتية، ونقلها لحماس، والتحقق من صحة هذه الادعاءات".
وأوضح أن "عدد العمال الغزيين الذين دخلوا دولة الاحتلال بلغ 16 ألفاً ضمن الحصة التي أقرتها الحكومة قبل السابع من أكتوبر، وبالتالي لم يُستبعد احتمال التعاون تمامًا، بل اشتُبه في ظاهرة واسعة الانتشار".
وختم بالقول أن "تحقيق الشاباك في فشله يوم الهجوم أكد أنه في السنوات الأخيرة عانى من صعوبة بتجنيد عملاء، ضمنيًا من بين عشرات آلاف العمال الذين عملوا في إسرائيل، فضلا عن القيود المفروضة على نشاط عملائه في قطاع غزة، مما وضع حاجزاً عالياً للغاية أمام تجنيد وتشغيل الموارد الحيوية لسنوات، خاصة في السنوات الأخيرة".