ذلك القلب النابض، والظهير الذي لا يخون، والرهان الذي لا يخسر في ساحة الحرب، سلاحه الوعي وذخيرته اليقين، في جيشه وقدراته.. هم قوام جبهتنا الداخلية، أنا وأنت وكل من تنفس هواء هذا الوطن وعاش على ترابه 

 

 قبل أن أستطرد في الوصف، وجب التنويه لماهية الجبهة الداخلية كما عرفتها وكيبيديا، أنها مصطلح يشير إلى القوة المدنية الشعبية للدولة أثناء حالة الحرب.

 

وقد ضرب المصريون أروع الأمثلة في تماسك الجبهة الدخلية في أوقات عصيبة من تاريخ هذا الوطن، فلا أمر من طعم النكسة واحتلال الأرض ولا أقسى من لحظات الانكسار التي عاشتها أجيال من هذا الشعب العظيم مؤمنة بجيشها -المهزوم- مصطفة خلف قيادته، رافضة لتنحي الزعيم جمال عبد الناصر.

 

  قدم المصريون فلذات أكبادهم طوعًا لساحة المعركة، دون أن يعلموا هل سيعودون أم لا، تضاعف الإنتاج الزراعي، وكادت أن تنعدم السرقات، كانوا على قلب رجل واحد فتحقق النصر المبين في السادس من أكتوبر عام 1973، ولم يتوقف الأمر هنا، فلقد فاوض الرئيس الراحل أنور السادات أمريكا وإسرائيل، بظهير شعبي لم ينكسر، إلى أن رحل آخر جندى إسرائيلى عن طابا.

 

 اليوم.. ونحن نقف على حافة الحرب، تحاوطنا الفوضى شرقا وجنوبا ولا يخفى العدو التقليدي - جيش الاحتلال - مطامعه في أرض سيناء الغالية، يمارس حرب الإبادة الجماعية على حدودنا الشمالية، ويسعى للتهجير القصري لأهالي غزة لتصفية القضية الفسطينية، ولن ينال من أرض مصر قيد أنملة ما دام لها درع وسيف.

 

 لم تتوقف مصر أو تتخلى يوما عن دعم القضية الفلسطينية، حربًا وسلامًا، ولم تجد مصر عبر تاريخها أغلى من أبناء القوات المسلحة، للدفاع عن الأراضي العربية ضد الاحتلال الغاشم منذ وعد بلفور عام 1917.

 

أكثر من مائة ألف شهيد والآلاف من الجرحى والمصابين، حصيلة 4 حروب خاضتها مصر ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، دفاعا عن الأراضي العربية، وحتى مع إبرام اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية، كانت القضية الفلسطينية حاضرة فى هذه الاتفاقية، على لسان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي أكد على ضرورة أن يحل سلام عادل وشامل وأن تعيد إسرائيل كافة الأراضى التى احتلتها فى 5 يونيو 1967، 

 

وفي خضم ذلك الواقع العالمى المتشابك، والانحياز الفج، والدعم الأمريكي والأوروبي اللا محدود، لحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة، بدم بارد لم تتوقف مساع مصر من اليوم الأول، لمحاولة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء غير أن أصوات السلام يبدو أنها لم تعد تسمع هذا العالم الوقح.

 

 نُجر إلى أرض المعركة جرًا بمناوشات هنا وهناك، وقذائف طائشة، تغذي غرائز الانتقام وتدفع جبهتنا الداخلية نحو الغضب دفعًا، غير أننا واثقون في حكمة جيشنا وقوته في الرد المناسب، ماضون خلف قيادتنا صفا واحدًا كالبنيان المرصوص في كل الاختيارات حربًا وسلامًا لنحيا كراما تحت ظل العلم.

 

وليذهب المرجفون فى المدينة إلى الجحيم، أولائك الذى يعيشون على هدم الأوطان، ويتغذون على نيران الفتنة، لا يريدون لكم خيرًا، فلا تعطوهم أذانكم ولا تقع ضمائركم فرائس أصواتهم المأجورة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد سويد

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!



لا بد أن نستثمر سواء في الاقتصاد أو في البشر أو في الوطن وفي التعليم وفي البنية الأساسية، وفي القوي الناعمة التي تمتلكها ( الثقافة المصرية ).

لا بد من أن نستثمر وأن نرفع شعار "الإستثمار هو الحل" الوحيد، والأكيد لتقدم الأمة  ، ولا أكون مخطئا إذا قلت بأن الاستثمار في الأخلاق مهم جدا، وهذا يُدْخِلْ البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة كمسئولية أساسية !!

فالأخلاق هي أساس تقدم المجتمع، ولعل مجتمع بلا أخلاق، وهو مجتمع بلا مستقبل، وقد تميز مجتمعنا المصري بكرم أخلاقه، وشَدَتْ بنا الأمم، وكنا ومازلنا أقل بلاد العالم ظهورا في سوق " قلة الأدب "، فنري من خلال الفضائيات ومن خلال الأعلام، أننا مازلنا نحتفظ بالحد المعقول من الأخلاق الحميدة، وإن شابنا في بعض الأحيان فساد أخلاقي، وذلك ناتج تغير في سياسات، وإنتقالنا من أسلوب سياسي إلى أسلوب أخر.. وإنفتاحنا علي كل "هواء العالم"، سواء مباشر أو مسجل أو منقول، والاستثمار له قواعد  تكلمنا وتكلم غيرنا عن القواعد والأطر والمناخ الجاذب والمناخ الطارد !! 
كل هذا معلوم، ومعروف ولكن المهم ماذا فعلنا لكي نستثمر ونجد من يستثمر معنا في بلادنا....

وضعنا قوانين، وقضينا علي معوقات، وقابلنا تحديات ومازلنا علي هذا الدرب... متخذين كل الوسائل وقوي الدفع للتقدم....
والمؤشرات التي تعطينا رؤية لما وصلنا إليه مُطَمِئْنَة وأن كانت تصف تحركنا الإيجابي بالبطء في بعض الأحيان إلا إنه إيجابي !!
ومن أهم المؤشرات ما صدر عن مؤسسة فيتش "أكد التقرير علي التصنيف الائتماني الحالي لمصر، مع تغيير التوقعات المستقبلية من " ثابتة " إلى " إيجابية " مما يشير إلى الأثر الإيجابي عالميا للإصلاح الاقتصادي والسياسي الحالي وقد تضمن التقرير تحليل للاقتصاد المصري وضحه كما يلي: 
 مظاهر القوة:
تحسن الإطار العام لصياغة السياسات الأمنيه، وزيادة معدل النمو الاقتصادي، وانخفاض معدل التضخم، ظهور بعض التحسن في الموقف الخارجي لميزان المدفوعات، وقيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي، بطرق إيجابيه مع العمل على خفض الديون الخارجية، لتقليل خدمة الدين الخارجي !!
 مظاهر الضعف:
القلق بشأن عجز الموازنة العامة للدولة والدين العام، وضرورة العمل علي ضمان جودة قاعدة البيانات، الحاجة إلي تطوير فاعلية الجهاز المصرفي وخاصة فى تمويل قطاعات الصناعات والمشروعات الصغيرة، وتحديات سياسية وديموجرافية واجتماعية لا يمكن مواجهتها ألا من خلال زيادة معدلات النمو الاقتصادي، عدم قدره الحكومة علي استيعاب بعض الصدمات السياسية نتيجة زيادة حريات التعبير والديمقراطية !!
عدم وجود شفافيه فيما تتخذه الحكومه من سياسات الإقتصاد والتنسيق بين السياسات الماليه والنقدية. 
وعلي الرغم من جودة المؤشرات الاقتصادية الكلية ظاهريا -ألا أن معدل النمو5% مازال متواضعا بالنسبة لمصر، وبحيث يشعر به رجل الشارع !!!من إحتياجات أساسيه للأسره، تلبيها القوات المسلحه للشعب، والحكومه ما زالت فى واد أخر بعيد عن منال الشعب !

[email protected]

مقالات مشابهة

  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • كربلاء تُخلي وتغلق بناية آيلة للسقوط في المدينة القديمة (صور)
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • محمد صالح يحتفل بتأهل فلسطين لكأس العرب وسط ظروف الحرب في غزة
  • محمد دياب يكتب: غزة بين الإنهيار وتمرد الإحتلال
  • الدكتور محمد عبد الوهاب يكتب: هل يُعد قرار الفيدرالي بشراء السندات قصيرة الأجل بداية انتعاش اقتصادي عالمي؟
  • د. سعيد الكعبي يكتب: في تأمل النعم
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني