بعد خلافات استمرت أسابيع وأحدثت شللاً في الكونغرس في ظل فترة تشهد أزمات دولية وقضايا داخلية، انتخب الجمهوريون، الأربعاء الماضي، مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأمريكي، بعد إجماع حزبه عليه، منذ أطاح الجناح اليميني في الحزب الجمهوري بكيفن مكارثي في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول).

وفي هذا الشأن، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، بإن "الإطاحة بكيفن مكارثي كرئيس لمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي، أسفرت عن حالة من الفوضى في المجلس لأسابيع، وكان من الممكن أن يكون الوضع كارثياً بشكل أكبر لولا قاعدة في المجلس تم اعتمادها قبل 20 عاماً، والتي على إثرها تم وضع النائب باتريك ماكهنري رئيساً مؤقتاً  لحين اختيار الرئيس الجديد".

#مايك_جونسون رئيساً لمجلس النواب الأمريكي https://t.co/qCOtGjiEhj

— 24.ae (@20fourMedia) October 25, 2023

وبحسب الصحيفة الأمريكية،  فإن هذه القاعدة غير كافية، لحل مشاكل المجلس وذلك لأنها تحد من وظائف الرئيس المؤقت، وتعكس القاعدة مشكلة أوسع تتمثل في ضعف التخطيط للخلافة في الحكومة الأمريكية والتي تمتد إلى البيت الأبيض.

وأضافت  أن النظام الحالي  يعاني من مشاكل كثيرة يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي في حالات الطوارئ الوطنية، مشيرةً إلى أن حل هذه المشاكل لا يتطلب تعديلاً دستورياً، ويمكن للكونغرس أن يفعل ذلك من خلال التشريعات الجديدة.

مشاكل قانون الخلافة الرئاسية

وبموجب قانون الخلافة الرئاسية (التداول الرئاسي للسلطة) الذي أقره الكونغرس عام 1947، فإنه إذا توفي الرئيس الأمريكي ونائبه أو أصبحا عاجزين أو تركا منصبيهما، سيكون على رئيس مجلس النواب الأمريكي أن يتولى مهام الرئاسة، يليه رئيس مجلس الشيوخ المؤقت، ثم وزراء الحكومة، بدءاً من مع وزير الخارجية، وبحسب الصحيفة، فإن هذا القانون يوجد فيه العديد من المشاكل أبرزها:

وترى الصحيفة، أن المشكلة الأولى تكمن بالمرشحين في "خط الخلافة الرئاسية"، حيث أنها قد تخلق  أزمة سياسية إذا حل رئيس من أحد الحزبين محل رئيس الحزب الآخر.. ومن الممكن أن يحل رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون محل الرئيس الديمقراطي جو بايدن.. وبوسع الجميع أن يتخيل حجم الضجة والتحديات التي قد تنشأ أمام الشرعية الرئاسية.

وبحسب الصحيفة، فإن المطلعين على هذا الشأن، انقسموا منذ فترة طويلة حول نجاح دستورية المشرعين في الرئاسة، باستثناء الخلافة التي تشمل الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب -والتي لها أساس دستوري مختلف- لذا فإنه يجب إزالة المرشحين من خط الخلافة، بحسب القانون، واستبدالهم بوزراء مجلس الوزراء لإزالة المخاوف بشأن الفصل الدستوري بين السلطات ولضمان استمرارية الحزب في السلطة".

أما بالنسبة، لـ المشكلة الثانية، فهي أن القانون الحالي يسمح للخلفاء، بالعمل كرئيس بالنيابة خلال فترة وجيزة، إذا أصبح أحد وزراء مجلس الوزراء رئيساً بالنيابة، فإن القانون يسمح لرئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس الشيوخ بإقالة الرئيس بالنيابة، إذا لم يتولى أحد المشرعين في البداية مقاليد السلطة التنفيذية.. وينبغي إلغاء هذا الحكم تماماً.

ووفقاً للصحيفة، فإن المشكلة الثالثة، تكمن في عدم وجود  عملية قانونية لتحديد متى يصبح الرئيس ونائب الرئيس عاجزين عن أداء وظيفتهما، أو كيف يمكن أن يستعيدا صلاحياتهما وواجباتهما إذا تعافيا.. و في حال كان كلا شاغلي المنصب غير قادرين على تأدية الوظيفة، فيجب أن يكون لدى الولايات المتحدة خطة عمل، وينبغي للكونغرس أن يتبنى قانوناً على غرار التعديل الخامس والعشرين، الذي يحكم الحالات التي يكون فيها الرئيس وحده عاجزاً.

وأضافت الصحيفة، ينبغي أن يسمح القانون للخليفة المعين للرئاسة بتحديد ما إذا كان كل من الرئيس ونائب الرئيس غير قادرين على الوفاء بمسؤولياتهما، ثم يقوم الخليفة والحكومة بتقديم هذا إلى الكونغرس، بحيث يتمكن الرئيس ونائب الرئيس من استعادة صلاحياتهما وواجباتهما، من خلال إجراءات مماثلة لتلك المنصوص عليها في التعديل الخامس والعشرين.

وأخيراً، بموجب القانون الحالي، لا تملك الولايات المتحدة أي قانون للتعامل مع مشكلة نائب رئيس في حال أنه عاجز يعمل جنباً إلى جنب مع رئيس يتمتع بصحة جيدة، لذا فإن هذا السيناريو يحمل مخاطر، فهو يحبط آليات التعديل الخامس والعشرين التي تحكم العجز الرئاسي، والتي يلعب فيها نائب الرئيس دوراً أساسياً.. ويعني ذلك أيضاً أنه في حالة وفاة الرئيس أو ترك منصبه فجأة، فإن نائب الرئيس العاجز عن أداء وظيفته على وشك أن يصبح رئيساً عاجزاً، لذا فإنه يجب على الكونغرس إنشاء قانون أو تعديل، على غرار التعديل الخامس والعشرين للدستور، لتحديد متى يكون نائب الرئيس غير صالح للخدمة، وتعيين شخص ما للوفاء بمسؤوليات المكتب المتعلقة بالخلافة والعجز.

إصلاح عملية الخلافة الرئاسية

وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر، شارك معهد المشاريع الأمريكية ومعهد بروكينغز في إنشاء لجنة مكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي -لجنة استمرارية الحكومة- لاستكشاف خيارات السياسة للحفاظ على المؤسسات السياسية الأمريكية أثناء الأزمات.. ففي عام 2021، أنشأت "AEI" وهي لجنة لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد، وسلط كلا الفريقين الضوء على أوجه القصور في خطة الخلافة الحالية، وعلى الرغم من تحذيراتهم، لم يُظهر أي من السلطة التنفيذية أو الكونغرس اهتماماً كبيراً بإصلاح قانون الخلافة الرئاسية.

ووفقاً لتقرير "وول ستريت جورنال"، فإن الهجمات الإرهابية والجائحة والتهديدات المتزايدة ضد المسؤولين المنتخبين، كشفت أن المواقف التي كانت تبدو في السابق لا يمكن تصورها أصبحت الآن ممكنة.

وشددت الصحيفة،  على ضرورة أن يكون إصلاح عملية الخلافة الرئاسية مسألة غير حزبية، حيث يمكن لإدارة بايدن أن تتصدى لأي مشكلة من خلال إظهار أنها لا تخشى معالجة الشغور أو العجز المؤقت.. وبوسع الجمهوريين أن يظهروا حنكة سياسية من خلال دعم التشريع الذي من شأنه أن يزيل رئيس الحزب الجمهوري من خط الخلافة المعتاد.

وختمت الصحيفة تقريرها قائلة: إن "حل المشاكل في النظام الأمريكي غير الكافي للخلافة الرئاسية، من شأنه أن يحمي الولايات المتحدة من أسوأ السيناريوهات، وأن يوفر فرصة للتعاون بين الحزبين في وقت نحن في أمس الحاجة إليها".

Opinion | How to Avoid a Presidential Succession Nightmare - The Wall Street Journal https://t.co/NCVpkRmsVD

— Bob Rosenstock now at threads (brstock) ???????? (@brstock) October 28, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الكونغرس أمريكا مجلس النواب ونائب الرئیس مجلس النواب نائب الرئیس رئیس مجلس من خلال

إقرأ أيضاً:

بنزيمة يُطلق رسائل قاسية تكشف أزمة نجوم ريال مدريد!

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة تصنيفات صادمة.. برشلونة الأسوأ في «أبطال أوروبا»! رينارد يجدد انتقاد زيادة الأجانب في الدوري السعودي


في قراءة صريحة وعميقة لواقع ريال مدريد الحالي، قدّم النجم الفرنسي كريم بنزيمة تشخيصه لما يمر به الفريق الملكي، معتبراً أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بالمدرب أو جودة العناصر، بل بـ«غياب الترابط والانسجام» داخل أرض الملعب.
جاءت تصريحات بنزيمة خلال حوار موسّع مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية، على هامش وجوده في دبي مؤخراً استعداداً لاستئناف النصف الثاني من الموسم مع فريق الاتحاد السعودي، مثيرة وغير متوقعة.
حيث شدد بنزيمة، الذي يعرف دهاليز ريال مدريد جيداً، على أن الفريق يضم نخبة من أفضل لاعبي العالم، لكنه يفتقد وضوح الأدوار. 
وقال: «ما ينقص ريال مدريد ببساطة هو الربط بين مبابي، فينيسيوس، بيلينجهام ورودريجو، كل لاعب يجب أن يعرف ماذا يفعل داخل الملعب، بيلينجهام صانع لعب وليس هدافاً، مبابي هو الهداف وليس صانع اللعب، فينيسيوس جناح أيسر وليس لاعب ارتكاز دفاعي، عندما يعرف الجميع أدوارهم، تُحل المشكلة».
وأكد بنزيمة أن الحديث هنا لا يتعلق بمستويات فنية، لأن «كل هؤلاء من بين أفضل عشرة لاعبين في العالم، وهم يلعبون في فريق واحد»، مشيراً إلى أن التحدي الحقيقي يظهر عندما تجتمع الأسماء الكبيرة في مكان واحد، حيث تتداخل الطموحات والشخصيات.
وعن دور المدرب تشابي ألونسو، كان بنزيمة واضحاً وحاسماً، حيث قال «المدرب لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك، هو يختار الأسماء التي يرى أنها الأفضل، وبعدها تصبح المسؤولية على اللاعبين، إذا كان زميلك أفضل منك، عليك أن تتقبل ذلك. المشكلة ليست في تسجيل زميلك أهدافاً أكثر منك، بل في عدم تقبل هذا الأمر».
وأضاف أن وجود خمسة أو ستة نجوم كبار في فريق واحد يجعل إدارة الأدوار أمراً بالغ التعقيد، لأن الهداف دائماً ما يحظى باهتمام أكبر، «لكن الهدّاف لا يستطيع فعل كل شيء بمفرده، هو يحتاج إلى الآخرين».
وتوقف بنزيمة عند نقطة حساسة تتعلق بغياب اللاعب القائد داخل غرفة الملابس، قائلاً: «لم يعد هناك في ريال مدريد لاعب صاحب خبرة كافية ليقول لبيلينجهام أو مبابي أو فينيسيوس إنهم يخطئون في شيء ما، هذا يجعل الأمور أكثر تعقيداً المدرب يقول ذلك، لكن بطريقة مختلفة، كرة القدم اليوم معقدة، اللاعبون لم يعودوا يتحدثون مع بعضهم البعض».
واعتبر بنزيمة أن ثقافة «قمت بواجبي وسجلت أهدافي» باتت سائدة، وهو ما ينعكس سلباً على الروح الجماعية، مشدداً على أن تقبل النقد يمثل خطوة ضرورية للتطور، وقال: «النقد صعب دائماً، لكنه إذا أُخذ بشكل إيجابي، يجعلك أفضل، لك وللفريق، لكن بصراحة، مدريد صعب لأن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين».
وعن كيليان مبابي، أكد بنزيمة ثقته في قدراته، قائلاً: «مبابي يسجل الكثير من الأهداف، وسيواصل ذلك كما فعل في باريس، لكن الأهم أن ريال مدريد تعاقد معه ليحسم المباريات في اللحظات الكبرى، هذا هو الضغط الذي يجب أن يتحمله، وأن يخطو تلك الخطوة الصغيرة ليصبح قائد الهجوم، هو من يجب أن يقود مدريد نحو الألقاب، ليس وحده، بل مع الآخرين».
كما تحدث بنزيمة عن الحسم في المباريات الكبرى، محذراً من التقليل من قيمة أي خصم «تسجيل ثنائية أو ثلاثية ليس أمراً سهلاً ضد أي فريق، اسم الخصم لا يعني أن المباراة سهلة، ما أعنيه هو المباريات التي يجب الفوز بها حتماً، هنا تظهر القيمة الحقيقية للاعب الكبير».
وفي ختام حديثه، تطرق بنزيمة إلى زين الدين زيدان، مؤكداً ثقته المطلقة في نجاحه أينما ذهب، وقال: «إذا أصبح زيدان مدربا لمنتخب فرنسا، سيتوّج بالنجاحات، زيدان رقم واحد، لا يحتاج للكثير من الكلام، العلاقة معه سلسة، وأنا واثق أنه سينجح في أي مهمة».

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرى مركز شبين القناطر
  • رئيس الوزراء يتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرى مركز شبين القناطر بالقليوبية
  • صحيفة تكشف تطوّرات جديدة بشأن جثة "غفيلي" وأسباب صعوبة إيجادها بغزة
  • جامعة القاهرة توقع اتفاقية تحالف الجامعة الريادية ضمن المبادرة الرئاسية تحالف وتنمية
  • بنزيمة يُطلق رسائل قاسية تكشف أزمة نجوم ريال مدريد!
  • «توتر متصاعد ونهاية تقترب».. صحيفة بيلد تكشف تفاصيل أزمة صلاح مع ليفربول
  • عائلات في لبنان تعاني من الجوع.. والأرقام تكشف وضع الأطفال
  • رئيس جامعة المنصورة يوقع البروتوكول التنفيذي لتحالف "تطوير صناعة الألبان والصناعات الغذائية" ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"
  • ترامب يدفع لنفط أرخص: ضغوط أمريكية تهدد الخليج وتغرق العراق في أزمة مالية
  • مجلة أمريكية تكشف تداعيات انقلاب الإنتقالي شرق اليمن على أمن البحر الأحمر