آخر ما نزل من القرآن الكريم وأطول آية.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أول ما نزل من القرآن الكريم سورة العلق، وآخر ما نزل من السور سورة النصر، وآخر ما نزل من آيات قوله تعالى : ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة :281].
وأوضح جمعة عبر الفيسبوك، أن أطول سورة في القرآن الكريم سورة البقرة وعدد آياتها 286 آية، وأقصر سورة هي الكوثر وعدد آياتها 3 آيات، وأطول آية في القرآن الكريم آية الدين في سورة البقرة رقم (282)، وأقصر آية قيل هي ﴿يس﴾ أول آية في سورة يس أو ﴿حم﴾ أول آية في سور [غافر-فصلت-الشورى-الزخرف-الدخان-الجاثية-الأحقاف] أو ﴿طه﴾ الآية رقم 1 في سورة طه، وهذه باعتبار كتابتها أم نطقها فهي كلمتان، فمثلا ﴿حم﴾ تقرأ «حا-ميم»، وأما الآية التي تتكون من كلمة واحدة كتابة ولفظا والتي تعد أقصر آية من هذه الجهة هي الآية رقم 64 في سورة الرحمن ﴿مدهامتان﴾. وأطول كلمة في القرآن الكريم لفظا وكتابة هي ﴿فأسقيناكموه﴾ وهي أحد عشر حرفا وهي في الآية 22 من سورة الحجر، قال تعالى : ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر :22].
وأضاف: وترتيب المصحف الموجود بين أيدينا هو ما رتبه النبي ﷺ وهو ليس ترتيب النزول، بل ترتيب توقيفي لا اجتهاد فيه فكان النبي ﷺ يرشد الكتبة فيقول اجعلوا آية كذا بعد آية كذا في سورة كذا، حتى رتب المصحف بهذا الشكل الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد جاء القرآن ليهذب لغة العرب التي كانت مليئة بالغرائب ووحشي الكلام، وأذكر شعر ابن المطهر الحلي حيث يقارن بين القديم والجديد في لغة العرب، ويظهر من ذلك مدى تهذيب القرآن للغة العرب.
وتابع الدكتتور علي جمعة: ويقرأ القرآن الكريم بعشر قراءات متواترة، لكل قراءة روايتان فيكون المجموع 20 رواية للقرآن الكريم تحكي 10 قراءات، وكل هذه القراءات ثابتة عن النبي ﷺ ونزل بها القرآن من عند الله قرأها جبريل عليه السلام على النبي ﷺ، ومن أشكال الاختلافات في هذه القراءات تخفيف الهمزة، الإمالة، المدود، الإشمام وكلها مصطلحات يعرفها علماء التجويد
في سياق آخر، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم سيظل متفردا بأحكامه وآياته، منوها أن آية "الدين" في القرآن يقول العلماء إن فيها أكثر من 30 حكما.
وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الإمام القرطبي لما فسر آية "الدين" في خواتيم سورة البقرة قال "وفيها اثنتان وخمسون مسألة" منوها أن المسألة غير الحكم، وهذه الآية تعتبر أطول آية في القرآن.
وتابع: سيدنا سعيد بن المسيب كان يقول "إنها أحدث عهدا بالعرش" كأنه يقول إنها نزلت قريبة، منوها أنه قد يقول البعض لماذا نكتفي بالقانون والفقه عن هذه الآية ، والرد عليهم يكون بأن هذه الآية لم تعالج المسائل بصورة ضبطية أو إجرائية فقط، وإنما عالجت المسائل بصورة أخلاقية وصورة عقائدية، فربطت هذه الأخلاق بالعقائد.
وأشار إلى أن القانون مهما بلغ ، فلن يوجد به هذا الزخم من النظام الأخلاقي الموجود في آيات القرآن الكريم، وليس به هذا الربط في العقيدة، لأن القانون يتعمد إزالة الربط بالعقيدة من مواده، حتى يصلح أن يطبق على الجميع لأن العقائد تختلف
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة سورة النصر القران الكريم القرآن الکریم فی القرآن علی جمعة النبی ﷺ فی سورة آیة فی
إقرأ أيضاً:
لماذا قبض الله نبيه محمد ﷺ وهو خاتم المرسلين؟.. علي جمعة يوضح
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن الحكمة من وفاة النبي محمد ﷺ رغم كونه خاتم الرسل وأعظمهم مكانة عند الله، مشيرًا إلى أن وفاته لم تكن نهاية لتأثيره أو انقطاعًا لرسالته، بل استمرار لها بشكل آخر في حياة البرزخ.
استدل الدكتور علي جمعة في حديثه إلى قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}، موضحًا أن النبي ﷺ لا يزال يرد السلام على أمته، حيث يُرد الله عليه روحه في قبره فيرد السلام، كما ورد في الحديث الصحيح: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام".
وأكد أن نبوة النبي ﷺ لا تنتهي بموته، بل هي باقية في أمته إلى يوم القيامة، ووفاته جاءت تنفيذًا لسنة الله في خلقه، فكما أن الموت قدرٌ على كل البشر، فقد شمله النبي ﷺ أيضًا، بعد أن تم الدين وكملت الرسالة، ليبقى التشريع واضحًا ومكتملًا، وكل ما سُكت عنه خلال حياته فهو معفوّ عنه، تكريمًا للأمة.
وتابع الدكتور علي جمعة قائلًا: إن النبي ﷺ خُيّر بين البقاء في الدنيا أو الرفيق الأعلى، فاختار جوار ربه، إلا أن الخير لا يزال قائمًا في وفاته، حيث قال: "حياتي خير لكم، تحدثون ويُحدَث لكم، ووفاتي خير لكم، تُعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله، وما رأيت من شر استغفرت لكم".
ودعا المفتي السابق إلى تسلية النفس عن فقدان جسده الشريف، بالتأكيد على أن روحه وتشريعه لا يزالان حاضرين، فهو يستغفر لأمته ويراقب أعمالها ويشفع لهم عند الله.
وفي سياق الحديث عن الآية الكريمة، أورد قول ابن كثير في تفسيره، حيث نقل عن العتبي حكاية مشهورة، مفادها أن أعرابيًا جاء إلى قبر النبي ﷺ وقال: "السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ...} الآية، وقد جئتك مستغفرًا لذنبي، مستشفعًا بك إلى ربي". ثم أنشد الأعرابي شعرًا في مدح النبي وغادر، فرأى العتبي في المنام النبي ﷺ يقول له: "يا عتبي، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له".
واختتم الدكتور علي جمعة بالإشادة بفقه ذلك الأعرابي، وفهمه العميق لمعاني الآية، وبسلفنا الصالح الذين أدركوا قدر النبي ﷺ وعملوا بعلمه.