موقع 24:
2025-06-23@23:02:13 GMT

غزة وكذبتان كبريان

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

غزة وكذبتان كبريان

مع العربدة الإسرائيلية في غزة بتنا أمام حقيقتين. الأولى كذبة حقوق الإنسان لدى الأنظمة الغربية، والثانية كذبة المقاومة والممانعة في منطقتنا. صدعت الأنظمة الغربية رؤوسنا بالحديث عن حقوق الإنسان.
وفعل الغرب ذلك حتى في حركة اللاعبين الرياضيين، والصفقات التجارية وغيرها. وها هي غزة تحت وطأة آلة وحشية إسرائيلية من دون رحمة أو اكتراث لأطفال ونساء عزل لا يملكون حق قول لا للحرب.

وهنا يبرز موقفان دوليان هما النفاق بعينه.
ليلة الغزو الإسرائيلي البري لغزة كان التصريح الأول للإدارة الأميركية بأن لا خطوط حمراء أمام إسرائيل، بينما يقول الروس إن القصف الإسرائيلي مخالف للقانون الدولي، وكأن قصف سوريا وأوكرانيا هو وفق القانون الدولي!
وبالتالي فإن الموقف الغربي المؤيد لإسرائيل، أو الموقف الروسي الرافض، كلاهما مملوء بالأكاذيب والنفاق، وليست لهما علاقة بالقوانين الدولية، وإنما تسجيل نقاط، وكلاهما يريد خدمة أهدافه، وأولى الضحايا هي حقوق الإنسان المزعومة، وحياة الإنسان، وهي الأهم.
بالنسبة لمنطقتنا فإن الكذبة الكبرى المتكررة هي كذبة المقاومة والممانعة، ومن يروج لها ويقف خلفها، وعلى رأسهم إيران، ومن يدور في فلكها من قوى متحالفة معها وميليشيات تابعة لها وتتلقى الدعم منها.
هذه القوى مهمتها تدمير أوطاننا، ومفهوم «الدولة». مشروعها طائفي، وأولى ضحاياه الأقليات، وإنسان المنطقة ككل. وأسوأ المتورطين بهذا المشروع من انطلت عليهم كذبة المقاومة مراراً، ومن يحاولون تبريرها بأنه «لا صوت يعلو على صوت المعركة».
وزير الخارجية الإيراني، والذي ما فتئ يصرح منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مهدداً ومحذراً يقول الآن وبعد الغزو البري لغزة إن إيران لا تريد توسيع نطاق الصراع بالمنطقة، وإن «قوى المقاومة في المنطقة لها حساباتها الخاصة، ويتخذون قراراتهم بأنفسهم».
يقول ذلك وهو من قال قبل أسبوع إن «الأصابع على الزناد» بالمنطقة، وبعد أن استهدف الحوثيون مصر بطائرتين مسيّرتين، ووسط مناوشات «حفظ ماء وجه» من قبل «حزب الله»، ومن مناطق مسيحية وسنية في لبنان ليكون الرد الإسرائيلي مزيداً من التنكيل بخصوم الحزب!
وعليه فإن الدرس المستفاد، اليوم وكل مرة بمنطقتنا، أن إيران وكل الميليشيات غير معنيين بقضايانا، وفلسطين مجرد ذريعة من أجل الترويج وتمكينهم من مشروع تفتيت الدولة العربية. وواجبنا جميعا الحفاظ على دولنا، ورفض الميليشيات.
علينا فعل ذلك مهما بلغ بأس حال الدولة العربية، فعندما رُفعت المصاحف على أسنة الرماح وقيل إن الحكم لله قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) إنه لا بد من «أمير بر أو فاجر»، أي دولة بر أو فاجر، حتى لا تترك الأمور للفوضى والخراب.
وعندما يقال كيف ننتقد «حماس» الآن وإسرائيل تعربد في غزة؟ فعلينا أن نتذكر مقولة معاوية بن أبي سفيان بأنه «قتله من أخرجه»، و«حماس»، ولمرات ومرات، ومثلها «حزب الله»، بلبنان، هم من افتعلوا معارك لم يقدّروا عواقبها، وألقوا بالناس للتهلكة.
لذلك علينا الحفاظ على مشروع الدولة، ورفض إيران وميليشياتها بكل مكان. وتذكير الغرب بأنهم من أكد لنا كذبة حقوق الإنسان في غزة، وقبلها سوريا والعراق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

خلاف أوروبي بشأن اتفاق مع إسرائيل وتل أبيب تهاجم تقريرا حقوقيا

عارضت إيطاليا دعوة إسبانية لتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في غزة. بينما رفضت تل أبيب تقريرا أوروبيا يتهمها باقتراف انتهاكات حقوقية.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للصحفيين اليوم الاثنين إنه سيطلب من مجلس الاتحاد الأوروبي الموافقة على تعليق فوري للاتفاقية التي تحكم العلاقات بين التكتل وإسرائيل، احتجاجا على ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان في غزة.

وأضاف أنه سيطلب من المجلس الموافقة على إقرار حظر على الأسلحة المبيعة لإسرائيل، وفرض عقوبات على الأفراد الذين يقوضون حل الدولتين.

من ناحيته قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الاثنين إن روما تعارض تعليق اتفاقية الشراكة.

وأضاف تاياني على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل "موقفنا يختلف عن موقف إسبانيا"، في إشارة إلى دعم إسبانيا لتعليق الاتفاقية.

وأكد الوزير أهمية الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، قائلا إن ذلك سهّل إجلاء بعض المدنيين من غزة.

في الأثناء، رفضت إسرائيل تقريرا للاتحاد الأوروبي يقول إنها ربما تخرق التزاماتها في مجال حقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية ووصفته في وثيقة اطلعت عليها رويترز أمس الأحد بأنه "فشل أخلاقي ومنهجي".

وجاء في المذكرة التي أُرسلت إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع وزراء الخارجية، اليوم الاثنين، أن التقرير الذي أعده الجهاز الدبلوماسي للاتحاد لم ينظر في التحديات التي تواجهها إسرائيل واستند إلى معلومات غير دقيقة.

وأضافت المذكرة "ترفض وزارة خارجية دولة إسرائيل الوثيقة… وترى أنها فشل أخلاقي ومنهجي كامل" ويجب رفضها بالكامل.

وانتقدت الدول الأوروبية بشكل متزايد الخسائر البشرية الهائلة التي خلفتها الحملة العسكرية التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على غزة منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تنفيذ المرحلة الأولى من «برنامج تأهيل الكوادر الوطنية في مجال حقوق المرأة والفتيات»
  • حقوق انسان النواب تؤكد دعمها الكامل لـ «المجلس القومي» كهيئة وطنية مستقلة
  • الشيخ نعيم قاسم: إيران ستنتصر وتهديد ترامب باغتيال السيد الخامنئي عملاً دنيئاً
  • القومي لحقوق الإنسان يستعرض مع لجان النواب تعديلات قانون إنشاء المجلس
  • خلاف أوروبي بشأن اتفاق مع إسرائيل وتل أبيب تهاجم تقريرا حقوقيا
  • قومي حقوق الإنسان يطلق برنامجًا تدريبيًا حول مبادئ الرصد والتوثيق
  • برنامج تدريبي يجمع القومي لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي.. هذه أهم أهدافه
  • انتخاب عبد الوهاب رفيقي عضواً في لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي
  • حقوق النواب: ضرب المواقع النووية الإيرانية تصعيد خطير يهدد السلم الدولي
  • غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان.. فماذا بعد؟