الملهم «عبدالوهاب الزهراني» يروي تجربته في العمل الإعلامي والتقني رغم الإعاقة البصرية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
استعرض الملهم السعودي عبدالوهاب الزهراني تجربته في الإعلام وتسخير جهود التقنية لخدمة المجتمع رغم أنه معاق بصريا.
وأشار الزهراني في مداخلة مع قناة «السعودية» أنه كفيف منذ الودلاة؛ بسبب ضمور في العصب البصري، ولكنه استغل مواهبة الإبداعيىة حتى أصبح صانع محتوى ومقدم برامج، ومدرب تطوير ذات وفي مجال التقنية، كما يكتب المقالات في بعض الصحف السعودية.
وأوضح أن أخاه الأكبر والذي يعاني أيضا من الإعاقة البصرية، كان له عونا وسندا منذ صغره، كما ساهم في تقبل الأسرة لذلك الوضع.
وأشار الزهراني إلى أن السبب في تفوقه هو توفيق الله ثم الثقة بالنفس وبما يقدم، ودور الأسرة في تقبل الوضع ودورها التربوي والتعليمي وإعطاء الكفيف المساحة، محذرا من أن الشفقة الزائدة تضغف شخصية المعاق.
ولفت إلى أن من أسباب التفوق أيضا استغلال الوقت وتنظيمه، موضحا أنه يستغل التقنية التي تعتمد على البرامج الصوتية والذكاء الاصطناعي.
وأشار الزهراني إلى أهمية تطبيقات التواصل والمواصلات والتوصيل، بشكل خاصة لذوي الإعاقة البصرية، والتي يمكن من خلالها الاستغناء عن المرافق بشكل كبير.
عبدالوهاب الزهراني.. رغم أنه كفيف، إلا أنه شق طريقه بهمة وعزم، عندما سخر جهوده التقنية لخدمة المجتمع.#من_السعودية pic.twitter.com/wwuqafRgu7
— قناة السعودية (@saudiatv) October 29, 2023المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
أي سر فيك؟
كنتُ مستلقياً على كرسي الاسترخاء. أُسلم نفسي لسكينة شاعرية ناعمة، حين انسابت في الهواء تلك الهمسات الذهبية لعبدالوهاب وهو يغني: “أي سرّ فيك إني لستُ أدري … كل ما فيك من الأسرار يغري.” وفجأة أحسست وكأن الكلمات تُخاطبني شخصياً، وكأنها تحكي عن عشقي الأكبر.. الإدارة. نعم .. الإدارة. هذا العالم الذي لا يفهم جماله إلا من ذاب فيه. الذي يبدو في ظاهره أرقاماً وتقارير، لكنه في باطنه نبض وهواجس وحرارة قلب. كنت أستمع إلى الأغنية، فأرى في كل جملة مرآة لسرّ إداري، وفي كل نغمة خفقة تشبه خفقة قائد يلاحق حلماً يسكنه. حين قال عبدالوهاب “كل ما فيك من الأسرار يغري” شعرت بأن الإدارة أيضاً تغريني بأسرارها. لماذا؟ لأنني عاشق لها. أشتاق لتفاصيلها، وأغوص في أعماقها كما يغوص عاشقٌ في ملامح محبوبته. يبحث فيها عن معنى لا يراه سواه. فالإدارة ليست عملاً يومياً. إنها حالة عاطفية. علاقة تخبرك أن النجاح ليس حصيلة خطط فقط. بل هو شغف يتلألأ في الروح، هناك لحظات في العمل أشعر فيها بأن الإدارة تحدثني بنفس الطريقة التي يكلّم فيها الحبيبُ قلبَ من يحب. حين ينهض فريق العمل معاً. حين تتوحّد الجهود بلا طلب. حين يبتسم الموظف لأنه صدّق الرؤية. في تلك اللحظات أسمع في داخلي صدى عبدالوهاب يقول: “إن لي فيك لأسراراً وأمراً.” وكأن الإدارة تخبرني بأن لها وجهاً خفياً لا يراه إلا العاشقون، وأن سحرها لا يُكتشف إلا لمن يقترب منها بقلب لا بآلة حاسبة. حتى وظائف الإدارة تبدو لي، وأنا تحت تأثير الأغنية كطقوس حب خفية. التخطيط يشبه أول الاعتراف بالعشق، تلك اللحظة التي ترتب فيها أحلامك بعناية خوفاً من أن تتبعثر. التنظيم هو ترتيب المشاعر؛ كي لا يطغى شعور على آخر. التوجيه هو نظرة القائد التي تمنح الفريق طاقة تُشبه نظرة عاشق تُشعل القلب. أما الرقابة فهي غيرةٌ محببة. ليست تحكماً بل حرصاً على ألا يتعثّر اللحن، وكلما تعمّقت في الكلمات. شعرت بأن عبدالوهاب يغني للإدارة نفسها، يغني لتلك العلاقة التي تجمع القائد بفريقه، لتلك الثقة التي تُبنى ببطء كحكاية عشق، لتلك اللحظات التي تلامس فيها الإنجازاتُ قلوبَ أصحابها؛ فيشعرون بأنهم جزء من قصة أجمل من العمل نفسه. الإدارة حين تُعاش بصدق تصبح أغنية. يصبح كل يوم فيها مقطعاً جديداً، وكل تحدٍّ فيها طبقة صوتية عالية، وكل إنجاز فيها نغمة مستقرة تريح القلب. وأنا كلما استمعت إلى عبدالوهاب يقول: “أي سر فيك إني لست أدري ” أبتسم لأنني أعرف سري أنا: أنا عاشق للإدارة، ولها أسرار لا تنكشف إلا لمن أحبّها بعمق.