ماذا تعرف عن لعنة "العقد الثامن" التي أرعبت إيهود باراك ولوح بها أبو عبيدة؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
في كلمة مصورة -امس السبت- قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن " زمن أسطورة الجيش الذي لا يقهر قد ولّى وإن المعركة الحالية ستكون فاصلة في تاريخ الأمة" بحسب قوله.
وأضاف أبو عبيدة "أن زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يقهر والميركافا الخارقة والاستخبارات المتفوقة، كل هذا انتهى زمنه وقد كسرناه وحطمناه أمام العالم في غلاف غزة وفي كل فلسطين".
وفي إشارة للنبوءة التي تتداول في الأوساط الإسرائيلية، قال المتحدث أن "زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر".
"لعنة العقد الثامن"
في العام الماضي، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قال باراك "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".
وأضاف قائلًا إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وأشار باراك إلى أنهم ليسوا وحدهم من أصابتهم لعنة العقد الثامن؛ "فأميركا نشبت فيها الحرب الأهلية في العقد الثامن من عمرها، وإيطاليا تحولت إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، وألمانيا تحولت إلى دولة نازية في عقدها الثامن وكانت سببا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي وانهار وانفرط عقده".
وتابع باراك قائلا "إن إسرائيل تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء"، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد، قائلا "أصبح من الواجب حساب النفس"، منبّها إلى أن "إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي".
كما ذكر أن "العقد الثامن لإسرائيل بشّر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود".
وأضاف باراك، الذي شغل سابقا منصب وزير الأمن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أن "العقد الثامن بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة. في العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة داود وسليمان إلى يهودا وإسرائيل. وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم، نشأ استقطاب داخلي، وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا، وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعا لروما حتى خراب الهيكل الثاني".
وتابع باراك "المشروع الصهيوني هو المحاولة الثالثة في التاريخ.. ووصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن استحوذ عليهم الهوس، بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود، نعجل النهاية، وننغمس في كراهية مجانية".
"البيت الثالث"
وهذا الطرح أيضا تبناه الكاتب الصحفي آري شافيت، الذي استعرض -في كتابه "البيت الثالث" بالإشارة إلى "دولة إسرائيل"- كيف أصبح الإسرائيليون "العدو الأكبر لأنفسهم في العقد الثامن من استقلال الدولة العبرية"، قائلا "يمكن مواجهة التحديات الأمنية، لكن تفكك الهوية لا يمكن التغلب عليه"، بحسب تقرير اعلامية.
وتساءل بشأن ما وصفه بـ"المعجزة الإسرائيلية" وما الذي يفسر استمرار وجودها لعقود، وما التهديد الوجودي الجديد الذي تواجهه الدولة العبرية، مشيرا إلى أن إسرائيل تشهد حالة تفكك داخلي ومحاولات من أجل إعادة تجميعها، قائلا "لن يكون هناك بيت رابع. إسرائيل هي الفرصة الأخيرة للشعب اليهودي".
ويقول شافيت "بالنسبة لي، إن إسرائيل معجزة من صنع الإنسان؛ فلم يقم أي بلد في العالم بما فعلناه. لم تحقق أي دولة ديمقراطية ازدهارا مثل دولتنا في مثل هذه البيئة المعادية. رغم كل الأعداء والحروب والمتاعب والفشل والأخطاء، فتحقق الحلم الصهيوني".
ويضيف "لكن في السنوات الأخيرة، شعرنا جميعا أن شيئا ما قد حدث بشكل خاطئ. فعلى الرغم من أن إسرائيل قصة نجاح نادرة، فإنها ممزقة ومصابة وتتألم وتنزف. لقد فقدت طريقها وضلّت البوصلة".
مخاوف الزوال
وفي قراءة لفقدان البوصلة هذه، يعتقد الكاتب والمحلل الإسرائيلي روغل ألفر أن إسرائيل وقعت على شهادة زوالها، وعزا ذلك إلى أسباب عدة منها حرب متعددة الجبهات، إضافة إلى تفكك داخلي، وتفشي الفساد، والصراعات الداخلية بين التيارات اليهودية، والصراعات الثقافية في المجتمع الإسرائيلي.
وكتب ألفر -في صحيفة "هآرتس"- أنه "في الحرب المقبلة لإسرائيل مع الأعداء، سيتلقى السكان اليهود في البلاد الأوامر بالانتحار".
واستذكر أنه عندما انتصر الجيش المصري واحتل بلدة "نيتسانيم" خلال حرب عام 1948 "في جنوب الدولة العبريّة"، أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك الأوامر للجنود والضباط اليهود بالقتال حتى الموت. وكذلك قتل الضباط والجنود اليهود الذين يقررون الاستسلام "للعدو".
يقول الكاتب الإسرائيلي إنه منذ ذلك الحين تبلورت في إسرائيل "ثقافة الموت والفداء من أجل الوطن"، بمعنى أن اليهود لا يستسلِمون خلال الحرب، و"بسبب ترسيخ هذه الثقافة، يعيش اليهود منذ عقود في حالة توحي لهم جديا أن الآلاف منهم سيموتون في حالة اندلاع حرب متعددة الجبهات".
وأكد أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتعمد الترويج للسكان في الدولة أن الحرب المقبلة -التي سيسقط فيها آلاف الصواريخ من لبنان وإيران وقطاع غزة على العمق الإسرائيلي، وسيقتل فيها آلاف السكان- هي مجرد مسألة وقت ليس غير".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: لعنة العقد الثامن
إقرأ أيضاً:
صحوة أوروبية في مواجهة تعنت نتنياهو.. أم ماذا؟
بعد أكثر من 600 يوم من الحرب الفاشية الإجرامية على قطاع غزة، وصلت أصداء صرخات الضحايا وصور أشلاء الأطفال والنساء والجثث المحترقة في خيام النازحين ومراكز الإيواء الأممية، وصلت آهات الثكالى واليتامى إلى الضمير الإنساني، وصل أنين الجياع والعِطاش والمرضى والمصابين في المشافي المدمرة والذين افتقدوا كل شيء حتى أكسجين الحياة، وصل بكاء الأطفال الرضع وأمهاتهم، وصور أواني الطعام الفارغة المحتشدة بطوابير عشوائية أمام مراكز توزيع الطعام بعد أن خمدت نار الطهي بسبب نفاد الوقود، وصل كل ذلك إلى أسماع من أصمّوا آذانهم وأغمضوا عيونهم، واستيقظ أخيرا العالم الحر من غفوته بعد سنة ونصف على اندلاع هولوكوست العصر على يد سيد الإبادة بنيامين نتنياهو.
استيقظ الضمير الإنساني، وصحا من غفوته القانونُ الدولي الإنساني وإعلان حقوق الإنسان، وكأن أعداد الضحايا قد وصلت إلى الرقم القياسي المطلوب ليستيقظ كل هذا المدد العالمي لوقف الحرب أو إنهائها، بعد أكثر من 600 يوم سقط فيها أكثر من 53 ألف شهيد و122 ألف مصاب، وتدمير شامل بل مسح كامل لمدن القطاع، وقتل كل جوانب الحياة.
هل جاءت المواقف الأوروبية بتنسيقٍ مع الولايات المتحدة، أم أن الأمور قد وصلت إلى ذروتها، وبدأت نهاية نتنياهو السياسية وحكومته، وبدأت نهاية مأساة شعبنا في غزة والضفة؟ وهل فشل مشروع التهجير؟ أم بات المطلوب فقط إيصال رغيف الخبز وحبة دواء؟ ما يدفعنا إلى التساؤل هو الحديث الجاري اليوم والمقتصر على إدخال المساعدات، ويتجاهل الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الحرب ونتائجها الكارثية
أخيرا استيقظت أوروبا، الحضارة والإنسانية، استيقظت أوروبا حقوق الإنسان والعدالة والسلام، استيقظت من سباتها العميق لتعلن بريطانيا العظمى موقفا للتاريخ بتعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع "إسرائيل"، وتعلن حكومتها الغضب من توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية، وتستدعي سفيرة الكيان، وتفرض عقوبات على أفراد وشركات إسرائيلية بسبب اعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين في الضفة، وتلحق بها فرنسا وقد أيقظتها شعارات ثورتها الفرنسية، لتعلن تصميمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستياءها من السلوك الإسرائيلي لما تقترفه دولة الكيان من قتل وتدمير، وتسبقها إسبانيا التي تُزيّنها الحضارة الأمويّة، فاتخذت قرارا بحظر تصدير السلاح إلى دولة الكيان وتستدعي السفيرة، وتعرب عن سخطها من الممارسات اللاإنسانية لدولة العصابات والأحزاب اليمينية المتطرفة، والتي تتخذ من المساعدات الإنسانية سلاحا لإبادة المدنيين ودفعهم نحو التهجير القسري.
ويأتي دور الاتحاد الاوروبي ليلحق هو الآخر بالركب ليعلن عن مراجعة اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع "إسرائيل" تمهيدا لإيقافها، في خطوة من شأنها أن تُجبر دولة العدوان لوقف حربها المجرمة. وها هو وزير خارجية ألمانيا يعلن موقفا غير مسبوق بأن "دولا أوروبية عدة تطالب بوقف الشراكات مع إسرائيل بسبب ما تقوم به في غزة". وهناك على الضفة الأخرى، تصدر كندا وبريطانيا وفرنسا بيانا مشتركا تقول فيه: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو أفعالها الفاضحة"، كما كثّفت دعواتها لإيقاف الحرب واحتجت على توسيع العملية العسكرية "عربات جدعون" التي استقلها نتنياهو دون كوابح، مع تعنته ورفضه المستمر لكل المطالبات الدولية بوقف حربه المجنونة العبثية، والتي باتت بلا أهداف ولا إنجازات بحسب ما خطط له قاده الكيان.
وبحسب ما صرح به الكثيرون من المسؤولين الإسرائيليين السابقين سواء الأمنيين أو العسكريين أو السياسيين، وآخرهم ما جاء على لسان رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت لبي بي سي، فإن "هذه حرب بلا هدف وبلا فرصة لتحقيق أي شيء يمكن أن يُنقذ الرهائن، مشهد الحرب واضح هو مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء والعديد من الجنود".
من جهةٍ أخرى، تتقاطع هذه المواقف الاستثنائية الأوروبية مع المواقف الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينما وجه عددا من الصفعات إلى نتنياهو فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران أو مع حماس، أو الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الحوثيين وما تبعه من سحبٍ لحاملة الطائرات "ترومان"، وتجاهل زيارة الكيان، ورفع العقوبات عن سوريا ولقاء رئيسها الشرع، وما عقده من صفقات مع السعودية أقلقت نتنياهو لحجمها وتأثيرها على دور الكيان الوظيفي في المنطقة، وتقوية وتأهيل الجيش السعودي وتزويده بأحدث الأسلحة. فهل جاءت المواقف الأوروبية بتنسيقٍ مع الولايات المتحدة، أم أن الأمور قد وصلت إلى ذروتها، وبدأت نهاية نتنياهو السياسية وحكومته، وبدأت نهاية مأساة شعبنا في غزة والضفة؟ وهل فشل مشروع التهجير؟ أم بات المطلوب فقط إيصال رغيف الخبز وحبة دواء؟ ما يدفعنا إلى التساؤل هو الحديث الجاري اليوم والمقتصر على إدخال المساعدات، ويتجاهل الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الحرب ونتائجها الكارثية.
إن مسارات الأحداث أظهرت أن أوروبا ضاقت ذرعا أمام شعوبها بسلوكيات دولة الكيان وتعنت نتنياهو المستمر ورفضه عقد صفقة تبادل الأسرى، بل إصراره على المضي بحربه وتوسيعها. هذا الاستنتاج يُعيدنا إلى فلسفة سقراط الذي قال ذات يوم "الاختلاف هو بداية الفهم"؛ إن هذا يعني أن أوروبا باتت تدرك تماما خطورة العقيدة الصهيونية التوراتية على الشعب الفلسطيني والمنطقة، وفهمت أبعادها وأهدافها، والتي انكشفت مرارا وتكرارا على لسان نتنياهو ووزرائه المتطرفين الذين لا يرون أي وجود للفلسطينيين، ولا يتحدثون مطلقا عن أي مبادرة أو حل أو دولة فلسطينية، بل يتحدثون عن خارطة دولة الكيان الجديدة التي يضعها الجندي الإسرائيلي على ذراعه والتي لم تعد تشمل الضفة الغربية وغزة فقط، بل أجزاء من الدول العربية المحيطة لتصل إلى أجزاء من المملكة السعودية.
دولة العدوان لا تفهم إلا لغة القوة والعقوبات، وفرض إجراءات أشد تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولأن نتنياهو يعرف كيف يتعامل مع سياسة "العصا والجزرة" فالمطلوب من أوروبا الآن التحلّي بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة وتأثيرا
إن ما دأب على التصريح به الوزير المتطرف العنصري سموتريتش، الأوكراني الجنسية، بقوله: "أمام الفلسطينيين أن يرحلوا أو يخضعوا لنا أو يموتوا"؛ يُعبّر بوضوح عن مخطط الإبادة والتطهير العرقي والتهجير. إذا، لم يعد المطلوب فقط هو القضاء على المقاومة بكل فصائلها وأشكالها، بل المطلوب القضاء على الفرد الفلسطيني الذي يمثل المستقبل والوجود الفلسطيني النقيض الدائم للوجود الصهيوني الإسرائيلي، فما أسماها نتنياهو "حرب نهضة إسرائيل" و"حرب الاستقلال الثانية وحرب الوجود" تبرهن على أهداف هذه العقيدة الصهيونية التلمودية، التي نعتقد أنها وصلت إلى ذروتها بعد قامه دولة الكيان، والسعي إلى إعلان يهودية الدولة بالتطهير العرقي القائم على تهجير الفلسطينيين ليس من غزة فقط، بل من الضفة وأراضي الـ48. ولعل ما جاء في خطاب نتنياهو الأخير هو الإفصاح عن جزءٍ من خطة "إسرائيل" لإنهاء الوجود الفلسطيني؛ بدءا من غزة التي ستكون تحت الحكم العسكري الإسرائيلي بعد إنهاء حكم حماس وتدميرها.
إن هذه المواقف الأوروبية على أهميتها تمثل أول الغيث، إلا أنها تفتقد إلى الفاعلية؛ لأن نتنياهو المتغطرس لا يأبه للمجتمع الدولي ولا للهيئات الدولية ولا لقراراتها، ولا يحترم العلاقات مع الدول، فإقدام جنود الاحتلال على إطلاق النار في جنين على الدبلوماسيين الأوروبيين والآخرين الأجانب إنما هو إطلاق النار على المجتمع الدولي برمته وعلى رأسها أوروبا، وهي رسالة من الدولة المارقة إليها بعد اتخاذ هذه المواقف الأخيرة.
إن الصهاينة باتوا يدركون أن "قتل 100 فلسطيني في يومٍ واحد لا يثير اهتمام العالم أبدا"؛ هذا ما قاله عضو الكنيست الإسرائيلي تسيفي سكوت، فقتل ثمانية أطفال من تسعة هم أبناء الطبيبة آلاء النجار، وهي على رأس عملها في إسعاف الأطفال المصابين، تستقبل جثامين أطفالها المتفحمة أشلاء، لا يثير اكتراث العالم لاستشهادهم، بينما لمقتل موظفين اثنين في المتحف اليهودي في الولايات المتحدة تقوم الدنيا ولا تقعد، ويُوصف الحدث بالجريمة وأنه معاداه للسّامية، فيما لا زال العالم يصمت على جرائم قتل اكثر من 53 ألف شهيد.
إن دولة العدوان لا تفهم إلا لغة القوة والعقوبات، وفرض إجراءات أشد تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولأن نتنياهو يعرف كيف يتعامل مع سياسة "العصا والجزرة" فالمطلوب من أوروبا الآن التحلّي بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة وتأثيرا.
ويُذكر أن صادرات الأسلحة التي تسعى الدول الأوروبية إلى إيقافها لا تشكل أكثر من 1 في المئة مما تحتاجه "إسرائيل"، فالمطلوب فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية وسياسية مؤثرة عليها ترتقي إلى سحب السفراء والتلويح بقطع العلاقات، حتى تُذعن وتنفذ قرارات الشرعية الدولية، وتشكل مدخلا لتقديم قادة الإجرام إلى العدالة.
[email protected]