ضمن مبادرة «مسار الشعر العربي».. «الثقافة» تنظِّم مهرجاناً للشاعر الجاهلي طَرْفَة بن العبد
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
البلاد ــ الأحساء
تستعد وزارة الثقافة لتنظيم مهرجان ” طَرفَة بن العبد” خلال الفترة من 16 إلى 24 نوفمبر المقبل في مدينة الأحساء، والتي تهدف للتعريف بشخصية الشاعر، وسيرته الشعرية، وحياته، وإلقاء إضاءة على أعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، وذلك ضمن مبادرة “مسار الشعر العربي” التي أطلقتها الوزارة في وقتٍ سابق احتفاءً برموز الشعر العربي، وبأهمية المعلقات السبع التي جسّدت عظمة اللغة العربية وجمالَها، وأبرزت جودة خصائصها البلاغية.
اويتضمن المهرجان حزمةً من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقع ضمن مناطق متنوعة، والتي تسعى من خلالها الوزارة إلى تجسيد حياة الشاعر، وقصائده الشهيرة، حيث تأخذ الزائر في رحلةٍ ثقافية إبداعية بقوالب ثقافية مثرية، منها منطقة العرض المسرحي التي ستُقدم فيها مسرحية عن طرفة بن العبد، ومنطقة ” مسرح الشاعر “، حيث يشهد فيها الزائر مجموعة من الأمسيات الشعرية والندوات العلمية التي تناقش موضوعات مرتبطة بشعر وحياة طرفة بن العبد.
ويضم المهرجان كذلك منطقة ” المشاهد الأدائية ” التي تُقدم فيها مجموعةٌ من الفرق الموسيقية السعودية عروضاً حيّة، تتضمن عزف وغناء بعض من أشعار طرفة بن العبد، وكذلك منطقة الحرف اليدوية التي تضم مشغولاتٍ يدوية، وصناعاتٍ، ومِهَناً، وأعمالاً شعبية تُصنع باهتمامٍ على أيدي حرفيين وحرفيات من مدينة الأحساء، كما سيمر الزائر على مناطق السوق التي تقدم فعاليات متنوعة في جانبين؛ أولهما يشتمل على ورش عمل منها ورشة تعليم فن إلقاء الشعر، وورشة كتابة القصائد، وورشة عن تجسيد الشاعر في عيون الرسامين، في حين يحتوي الجانب الآخر على أنشطة تفاعلية أخرى. وقد خَصص المهرجان منطقةً للأطفال تُركّز على مزج عنصــر التسلية بالتعليــم، وتعزيز المهارات الفنية الحسيّة للأطفال، ونقل الفنون التقليدية لهم بطريقةٍ مبسطة، بالإضافة إلى تقديم عددٍ من التجارب التعليمية، وتبدأ هذه المنطقة برحلة علمية ممتعة حيث يتنقـل الطفل من خلالها عبـر ممرات تحتوي على توجيهــات ومعلومــات عــن الشــاعر طَرْفَة بــن العبــد؛ لإيجاد الطريــق الصحيــح، والوصــول إلــى النهايــة، وركن الرسم والتلوين ليستلهم فيه الصغار رسوماتهم من عالم الشاعر، ثم يمرون بمسرح العرائس، وركن الراوي، وركن التصوير، وركن خاص بالخط العربي، إضافةً إلى تقديم ورشة في إلقاء الشعر؛ لتعليم الأطفال على أساسيات إلقاء القصائد، وفهم الأوزان الشعرية؛ لتعزيز ثقتهم، وطلاقتهم اللغوية أمام الجمهور.
كما جهّز المهرجان منطقة مخصصة للأكل المحلي لمدينة الأحساء، بحيث يتعرّف الزائر على المطبخ التقليدي المرتبط بتراث المنطقة الشرقية والأحساء تحديداً، وستتنوع الأطباق والأكلات، وتتسابق أسرار المطبخ التقليدي إلى الكشف عن أصالته وتنوعه، واعتماده على المكونات الرئيسية التي تزخر بها الأحساء مثل التمر والأرز الحساوي، إلى جانب الاستماع إلى بعض الروايات والحكايات من قِبل الطباخين حول هذا المطبخ ومميزاته.
ويُعد الشاعر طَرْفَة بن العبد واحداً من أجود شعراء ما قبل الإسلام، ويُدعى عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة البكري، وقد عُرف منذ صغره بحدة الذكاء ونقاء الذهن، إلّا أن حالة اليُتم وظلمَ أعمامه الذين سلبوه نصيبه من إرث أبيه جعله ينغمس في حياة الإهمال والتشرد والتمرد، حتى قُتل بسبب هجائه لعمرو بن هند وأخيه قابوس في سنٍّ يناهز السادسة والعشرين، وتبدأ مُعلّقته المشهورة بالبيت الشعري: لِخَولَةَ أطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدٍ … تَلُوحُ كَبَاقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ.
وتعود قصة سبب نظم معلَّقته إلى ما لَقِيَه من ابن عمه من سوء معاملة، والتقصير، والبخل، والالتواء عن المودة، وقد حملت معلقته فوائد تاريخية متعددة، وصوّرت جوانبَ واسعةً من أخلاق العرب الكريمة؛ لتُطْلِعَ الأجيال على ما كان للعرب من فطنةٍ ومَلاحةٍ وحِكمة، كما أن بعض النقاد يُفضّلون معلّقته على جميع الشعر في عصر ما قبل الإسلام لما فيها من الشعر الإنساني، والعواطف الجيّاشة، والثراء في معاني الحياة والموت، وجمال الوصف، وبراعة التشبيه، والشرح الوافي لأحوالِ نفسٍ شابة وقلبٍ متوثِّب.
يذكر أن وزارة الثقافة كانت قد أطلقت مبادرة “مسار الشعر العربي” لتحتفي من خلالها برموز الشعر العربي إيماناً منها بأهمية الشعر والشعراء في التاريخ الثقافي للمملكة، ورغبةً في إظهار إرثها الثقافي العريق، وإعادة تقديمه في قوالب إبداعية معاصرة عبر استخدام التقنية الحديثة، إلى جانب تمكين المواهب، واستثمار الطاقات الخلاّقة نحو تحقيق أهداف الوزارة في تعزيز الهوية الوطنية، وتحويل الثقافة إلى نمط حياة، وذلك لتوثيق الروابط التاريخية بين شُعراء العرب الأوائل، والمواقع الجغرافية المرتبطة بهم، وتفعيلها بما يُثري الحراك الثقافي والتراثي للمملكة.
أهداف مهرجان طرفة بن العبد
التعريف بشخصية الشاعر وسيرته الشعرية إلقاء إضاءة على أعماله في ذاكرة الشعرالمصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الشعر العربی التی ت
إقرأ أيضاً:
الأزهر يعلن أسماء أوائل مسابقة «تحدي القراءة العربي» في موسمها التاسع.. فيديو وصور
نظم الأزهر الشريف بالتعاون مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية حفلًا مهيبًا للإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقة «تحدي القراءة العربي» للموسم التاسع.
حضر الحفل، الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفوزان الخالدي، مدير إدارة البرامج والمبادرات بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إلى جانب عدد من علماء الأزهر وقياداته التربوية، وشخصيات إعلامية وثقافية بارزة.
جاءت أسماء الفائزين كالتالي:
- المركز الأول:محمد أحمد الحسانين (منطقة الدقهلية الأزهرية).
- المركز الثاني:شهد وائل محمد (منطقة الدقهلية الأزهرية).
- المركز الثالث: رحمة محمد عبد الفتاح بكر (منطقة الغربية الأزهرية).
- المركز الرابع: منصور ماجد منصور (منطقة الوادي الجديد الأزهرية).
- المركز الخامس: كنزي محمود عبد الجواد إبراهيم(منطقة القاهرة الأزهرية).
- المركز السادس: هنا وحيد علي (منطقة الفيوم الأزهرية).
- المركز السابع: مريم إبراهيم عبد العزيز (منطقة القليوبية الأزهرية).
- المركز الثامن:نور الله خالد عبد العظيم (منطقة بني سويف الأزهرية).
- المركز التاسع:أحمد عبد العال أحمد (منطقة الجيزة الأزهرية).
- المركز العاشر: رويدا محمد أحمد (منطقة الإسماعيلية الأزهرية).
وشهد الموسم التاسع لمسابقة تحدي القراءة العربي مشاركة قياسية من طلاب الأزهر الشريف تجاوزت المليوني طالب وطالبة من 9,700 معهد أزهري، بإشراف 8,050 مشرفًا تربويًا، كما شارك في المسابقة 2,500 طالب من ذوي الهمم.
وتم تكريم الفائزين في حفل مهيب، من قِبَل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور فوزان الخالدي، مدير إدارة البرامج والمبادرات بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إلى جانب الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
وهنأ الدكتور الضويني الطلاب الفائزين وجميع الطلاب المشاركين في التحدي، مؤكدًا أن الجميع فائز في هذه المسابقة، لأن المكسب الحقيقي هو ما حصلوه من معرفة وثقافة خلال رحلتهم مع الكتاب، مؤكدا أن مشاركة طلاب الأزهر في هذه المسابقة تأتي في إطار رؤية الأزهر المنفتحة، وإيمانه العميق بأهمية دمج أبنائه في المبادرات الكبرى التي تنمي فيهم روح التنافس، وتغرس فيهم القيم التربوية والدينية والإنسانية النبيلة،
من جانبه، أكد الدكتور فوزان الخالدي أن "هذا الإنجاز يعكس رؤية مؤسسة الأزهر الشريف في تعزيز القراءة وتمكين جميع فئات المجتمع، بما فيهم ذوو الهمم، ليكونوا شركاء في التنمية المعرفية"، معتبرًا مشاركته في تتويج أبطال التحدي شرفًا، ومشيدًا بالمستوى المشرف لطلاب الأزهر.
فيما وجه الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، الشكر والتقدير إلى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وكل الشركاء والداعمين لمبادرات تحدي القراءة العربي، مثمنًا دورهم الفاعل وجهودهم الطيبة في إنجاح هذه المبادرة، التي أثمرت عن جيل قارئ، واعٍ، ومتمكن من أدوات العصر
يُذكر أن «تحدي القراءة العربي» إحدى أبرز مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتهدف إلى ترسيخ حب القراءة لدى الشباب العربي وتنمية مهارات التحليل لديهم. وقد شهدت الدورة الحالية مشاركة أكثر من مليوني طالب أزهري من مختلف المناطق الأزهرية في تنافسٍ ثريٍّ بالمعرفة والإبداع.