انطباع كوري.. الإمارات دولة محورية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
حاوره: سلام أبوشهاب
أكد يو جيه سونغ سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الإمارات أن العلاقات الإماراتية الكورية تطورت بشكل لافت، وأن مشروع بناء محطة براكة للطاقة النووية السلمية، كان بمثابة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين والتي تمت ترقيتها من شراكة استراتيجية في عام 2009 إلى شراكة استراتيجية خاصة في عام 2018.
وقال في حوار ل«الخليج»، إن دولة الإمارات تُعرف لدى الكوريين بأنها «الدولة المحورية في الشرق الأوسط»، وأفضل مكان للعيش في الشرق الأوسط، وتسعى دولة الإمارات إلى تجسيد إرادتها الطموحة لقيادة عصر الفضاء، وتجعل المستقبل الذي يتخيله الجنس البشري واحداً تلو الآخر حقيقة واقعة، بناءً على الاحتياطات المالية القوية على المستوى العالمي، وحقيقة قائمة على أقوى عاصمة في العالم، وأكد أن دولة الإمارات، بصفتها مستضيفة لمؤتمر الأطراف COP28 هذا العام، ستُظهر قيادة نموذجية للحفاظ على الأرض ليتم نقلها إلى أحفادنا، مشيراً إلى تعاون بناء بين البلدين في مختلف قطاعات الطاقة. وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في ازدياد مستمر، حيث بلغ 19.5 مليار دولار في عام 2022، مشيراً التعاون الصحي بين البلدين.
وتالياً نص الحوار:
* كيف تقيمون العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا؟
- تطورت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية، من خلال التعاون في مجال البناء الحضري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1980. وفي عام 2009، تم توقيع عقد مشروع بناء محطة براكة للطاقة النووية، ما أدى إلى تحقيق الإنجازات الملحوظة في مختلف المجالات، حيث كان المشروع بمثابة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، ونتيجة لذلك، تمت ترقية العلاقات الكورية الإماراتية من شراكة استراتيجية في عام 2009 إلى شراكة استراتيجية خاصة في عام 2018.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قام رئيس جمهورية كوريا يون سوك يول بأول زيارة دولة لرئيس كوري إلى أبوظبي ودبي، بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أعطى آمالاً جديدة لشعبي البلدين، واللقاء بين الرئيسين خلق نقطة انطلاق جديدة لمستقبل أكبر، في حين تتمتع كوريا والإمارات كدولتين شقيقتين بشراكة استراتيجية خاصة.
وفي الوقت الحالي، تزداد الرغبة في التعاون مع الإمارات ليس فقط في الحكومة الكورية ولكن أيضاً في القطاع الخاص، أعتقد أن اهتمام شعبي البلدين بمستقبل العلاقات الكورية الإماراتية وصل إلى ذروته، ويسعى البلدان بشكل استراتيجي إلى التعاون في أربعة مجالات، وهي الطاقة النووية، والطاقة، والاستثمار، والدفاع، إلى جانب مختلف المجالات، بما فيها الفضاء والصحة والثقافة والمزارع الذكية.
19.5 مليار دولار
* ما هو حجم التبادل التجاري بين الإمارات وكوريا خلال العام الماضي؟
- الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الرئيسي لكوريا الجنوبية، حيث بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين 19.5 مليار دولار في عام 2022، بعد أن كان نحو 14.9 مليار دولار في عام 2017، بينما كان 19 مليون دولار فقط في عام 1980. وحجم التجارة الثنائية بين البلدين في ازدياد، ففي الفترة من شهر يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار الماضي من هذا العام 8.6 مليار دولار، بزيادة 43% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وتستورد كوريا بشكل أساسي من الإمارات المواد الخام، مثل النفط الخام والمنتجات البترولية والألمنيوم، في المقابل تصدر المنتجات المتنوعة إلى الإمارات، بما فيها السيارات، والمنتجات الإلكترونية، والآلات، والمصانع، والراتنجات الاصطناعية، في الآونة الأخيرة، زادت صادرات السيارات إلى الإمارات.
التعاون الثقافي
* هل يمكن أن تحدثنا عن مجالات التعاون الثقافي، وخصوصاً في مجال معارض الكتب؟
- اختارت الحكومة الكورية إمارة الشارقة «ضيف شرف» في معرض سيؤول الدولي للكتاب 2023، وهي المركز الثقافي لدولة الإمارات، حاملة لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من قبل اليونسكو، لتوفير فرصة لتوسيع نطاق التعاون بين كوريا والإمارات من خلال تبادل الخبرات في مجال ثقافة النشر، وحقوق التأليف والنشر مع الشارقة.
وستكون كوريا ضيف الشرف في الدورة ال41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي سينطلق في الفترة ما بين 1 و14 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، نتطلع إلى تنشيط (تفعيل) التبادلات في مجال نشر الكتب بين البلدين من خلال المشاركة في معرض الكتاب بين البلدين كضيف شرف.وعلى صعيد مجالات التعاون الثقافي الأخرى، افتتح في مارس/آذار 2016، المركز الثقافي الكوري في أبوظبي، المركز التاسع والعشرين على مستوى العالم والأول في دول مجلس التعاون الخليجي، واحتفل البلدان بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية عام 2020، وتم انطلاق الحوار الثقافي الكوري الإماراتي للتبادل الثقافي المشترك بين كوريا والإمارات العربية المتحدة.
التعاون الصحي
* ماذا بشأن التعاون في المجال الصحي واستقبال مرضى من الإمارات للعلاج في كوريا؟
- قدمت المستشفيات الرائدة في كوريا أفضل خدمة ممكنة تحت أعلى معايير الجودة العالمية، وباستخدام آخر ما توصل إليه الطب الحديث من تقنية لحياة وصحة أكثر من 6000 مريض إماراتي تم علاجهم منذ عام 2011 وحتى الآن، والعلاج الطبي الذي يتلقاه المرضى الإماراتيون يكمن في الأمراض المتقدمة والصعبة، منها السرطان، وزرع الأعضاء، إضافة إلى أمراض القلب والعظام.
والبيان المشترك الذي أصدره البلدان بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الكوري إلى دولة الإمارات في يناير/كانون الثاني الماضي، أكد أن الإمارات وكوريا اتفقتا على «توسيع التعاون لتطوير الخدمات الطبية والبحث والتطوير في المجال البيولوجي (في علم الأحياء)» و«توسيع الاستثمار في قطاعي الأدوية والأجهزة الطبية».
يعمل حالياً مستشفى جامعة سيؤول الوطنية، الذي يدير مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة، كمركز رئيسي لعلاج مرضى الطوارئ القلبية في الإمارات الشمالية، ويحظى بثقة المجتمع المحلي، أما في أبوظبي والشارقة، فتتعاون المستشفيات الكورية المتخصصة في أمراض العمود الفقري مع المستشفيات العامة بالإمارات العربية المتحدة.
كما يعمل مستشفى ووريدول للعمود الفقري في مستشفى هيلث بوينت أبوظبي، ويدير مستشفى هيمتشان مركز العمود الفقري في مستشفى جامعة الشارقة.
وسينشأ مركز أسان الطبي «مستشفى متخصص بأمراض الجهاز الهضمي» في دبي عام 2026، كما وقع مركز أسان الطبي عقد مشروع مشترك مع شركة سكوب للاستثمار لإنشاء مستشفى بطاقة استيعابية تبلغ 65 سريراً، وستبدأ الأعمال الإنشائية له في مدينة دبي الطبية.
كما وقعت إحدى الشركات الكورية للأدوية، مذكرة تفاهم لبناء مصنع بوتوكس في حديقة دبي للعلوم وتتابع مناقشات بنشاط، وتخطط السفارة لتنظيم فعاليات لتعريف دولة الإمارات إلى حالات العلاج الطبي ذات الصلة في كوريا.
قيادة نموذجية
* إلى أي مدى وصل مجال التعاون في قطاعات الطاقة، وكيف تنظر كوريا الجنوبية إلى استضافة الإمارات ل«كوب 28»؟
- أنا واثق بأن دولة الإمارات، وهي تستضيف مؤتمر الأطراف «COP28» هذا العام، ستُظهر قيادة نموذجية للحفاظ على الأرض ليتم نقلها إلى أحفادنا.
الاستثمارات
* ماذا بشأن اتفاقيات التعاون المشتركة بين البلدين، وهل بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقيات، وما جهود تعزيز الاستثمارات؟
- كانت الإمارات قد وعدت بضخ استثمارات بقيمة 30 مليار دولار في القطاعات الاستراتيجية بكوريا خلال زيارة الرئيس الكوري إلى الإمارات في مايو/أيار الماضي، وقام وفد إماراتي على رأسه شركة مبادلة للاستثمار بزيارة كوريا، وبدأت مسيرة أعمال الاستثمار بقيمة 30 مليار دولار.
وعندما زار الجانب الإماراتي كوريا، استعرض استثمارات بقيمة ملياري دولار في ستة مجالات تعاون استثماري ذات أولوية (الطاقة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا الحيوية، والفضاء، والثقافة الكورية)، حيث تسعى الإمارات إلى تجسيد إرادتها الطموحة لقيادة عصر الفضاء
* كيف ينظر الكوريون إلى الإمارات؟
- تحتضن دولة الإمارات أكثر من 12000 كوري حتى الآن، وهذا العدد هو الأكبر في منطقة الخليج والشرق الأوسط، هنالك الكثير لنتعلمه في الإمارات، منها قيم عديدة كالتسامح والتعايش وفهم الآخر من بين القصص العديدة لنجاح الكوريين في الإمارات.
وتُعرف دولة الإمارات لدى الكوريين بأنها «الدولة المحورية في الشرق الأوسط»، و«أفضل مكان للعيش في الشرق الأوسط».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوريا الجنوبية الإمارات العربیة المتحدة شراکة استراتیجیة فی الشرق الأوسط کوریا الجنوبیة ملیار دولار فی دولة الإمارات إلى الإمارات بین البلدین التعاون فی فی مجال فی عام
إقرأ أيضاً:
لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
سالم البادي "أبومعن"
لطالما كان مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" يتردد في الأروقة السياسية والدبلوماسية، حاملا معه آمالا وتخوفات بشأن مستقبل هذه البقعة الحيوية المهمة إقليميا وعالميا.
لم يعد المفهوم مقتصرا على مجرد تغيير في الخرائط الجيوسياسية، بل تطور ليشمل رؤى مختلفة لمعادلة إقليمية جديدة، مدفوعة بتغيرات داخلية وإقليمية ودولية.
ومع ذلك، يبقى "الشرق الأوسط الجديد" مفهومًا غير محدد المعالم بشكل كامل، تتنازعه آمال التعاون، ومخاوف التهميش، وواقع التحديات المعقدة.
ظهر مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مع محادثات السلام بين الكيان الصهيوني المحتل والفلسطينيين.
ولكنه ظهر بشكل بارز في فترة تولي كوندوليزا رايس منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة جورج دبليو بوش، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، حيث بدأ الترويج لمفهوم "الشرق الأوسط الكبير" الذي كان يُنظر إليه على أنه إعادة تشكيل للمنطقة.
بينما كان كجزء من رؤية لإعادة تشكيل المنطقة على أسس ديمقراطية تخدم المصالح الغربية والصهيونية والأمريكية، ومنها إقامة دولة الكيان الصهيوني بما يسمى "إسرائيل الكبرى" التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وتشمل فلسطين التاريخية، ولبنان، وسوريا، والأردن، وأجزاء من مصر والعراق، والكويت، والسعودية.
كان الهدف المعلن هو نشر الديمقراطية، وتعزيز الاستقرار، ومكافحة الإرهاب، لكنه ظهرت ملامحه الصهيوأمريكية بأنه يهدف إلى إعادة رسم الحدود وتقسيم الدول خدمةً لمصالح الكيان المحتل والغرب.
مع مرور الوقت وتغير الظروف، تحول المفهوم، ولم يعد يقتصر على رؤية خارجية مفروضة، بل بات يشمل مبادرات ورؤى داخلية من دول المنطقة نفسها تسعى لإعادة تعريف أدوارها ومكانتها.
تطور المفهوم ليشتمل على أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية، تعكس تحولات في موازين القوى وطبيعة التحديات.
مرتكزات الرؤية الجديدة للمشروع
يمكن تلمس عدة مرتكزات أساسية لمفهوم "الشرق الأوسط الجديد" في خطابات بعض القوى الإقليمية والدولية:
أولا التحالفات المتغيرة: شهدت المنطقة تحولات في التحالفات التقليدية وبرزت اتفاقيات إبراهيم (أبراهام) كنموذج لتحالفات جديدة تجمع دولًا عربية مع الكيان الصهيوني المحتل، مدفوعة بمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة، أبرزها مواجهة النفوذ الإيراني والتطرف.
هذه التحالفات تعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة وتثير تساؤلات حول الأدوار المستقبلية للقوى التقليدية.
ثانيا الأولوية الاقتصادية: برز التركيز على التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي كركيزة أساسية، مشاريع ضخمة مثل "نيوم" في السعودية، ومبادرات الربط الاقتصادي والتجاري، تعكس رغبة في تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للاقتصاد والاستثمار، وتقليل الاعتماد على النفط. يُنظر إلى هذا البعد الاقتصادي كقوة دافعة للتعاون وتهدئة التوترات.
ثالثا تحديات الأمن الإقليمي: بالرغم من التوجه نحو التعاون، تبقى التحديات الأمنية قائمة، أبرزها النفوذ الإيراني في المنطقه، وتهديدات الجماعات المتطرفة، والصراعات المستمرة في مناطق مثل اليمن وسوريا وليبيا.
رابعا دور القوى الإقليمية الصاعدة: لم يعد اللاعبون التقليديون وحدهم من يحددون ملامح المنطقة، فدخلت قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وتركيا، وحتى مصر.
تلعب هذه الدول أدوارًا متزايدة في تشكيل مستقبل المنطقة، مستفيدة من قدراتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية المتنامية.
خامسا التطبيع مع الكيان الصهيوني
وقَعت العديد من الدول العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان بدءًا بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (١٩٧٩)، وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (١٩٨٣) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (١٩٩١ حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (١٩٩٤)، ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب اتفاقية التطبيع (٢٠٢٠).
تحديات ومخاوف
على الرغم من تفاؤل بعض الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، إلا أن هناك تحديات ومخاوف كبيرة:
أولا: القضية الفلسطينية
تبقى القضية الفلسطينية حجر الزاوية في أي رؤية مستقبلية للمنطقة، أي شرق أوسط جديد لا يعالج جذور هذا الصراع بشكل عادل وشامل لن يحقق الاستقرار الحقيقي، بل سيبقى عرضة لتوترات كامنة.
ثانيا: الاستقطاب والانقسامات
لا تزال المنطقة تعاني من استقطابات عميقة، سواء بين المحاور الإقليمية المتنافسة مثل (المحور الإيراني ومحور المقاومة ومحور الدول العربية ومحور الكيان الصهيوني)، أو داخل الدول نفسها بسبب قضايا الهوية والطائفية.
ثالثا: التدخلات الخارجية
بالرغم من محاولات دول المنطقة لتعزيز استقلاليتها، إلا أن نفوذ القوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين) لا يزال مؤثرا، ويمكن أن يعيق أو يوجه مسار التغيرات.
رابعا: غياب التوافق الشامل
لا يوجد توافق إقليمي واسع على تعريف أو ملامح "الشرق الأوسط الجديد" فما يعتبره طرف فرصة، قد يراه طرف آخر تهديدا.
الخلاصة:
إن "الشرق الأوسط الجديد المزمع" هو في الحقيقة مجرد غطاء لتدخلات خارجية في المنطقة، والولايات المتحدة، والكيان المحتل، وحلفاؤهما يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالحهم.
والتحديات الأمنية والسياسية العميقة، وخاصة القضية الفلسطينية، تظل عقبات كبرى أمام تحقيق شرق أوسط مستقر ومنسجم.
مستقبل المنطقة سيتوقف على قدرة قواها على التوفيق بين المصالح المتضاربة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وبناء أساس حقيقي للتعاون الشامل الذي يخدم مصالح شعوبها.
ومستقبل "مشروع الشرق الأوسط" الجديد بات مصيره في أيدي المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة في لبنان واليمن، كذلك إيران التي أصبحت قوة عظمى في الإقليم خاصة بعد الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني المحتل الذي أثبتت نتائجها هشاشة قوته العسكرية وضعف قبته الحديدية التي كان يتفاخر بها، ولولا الدعم الأمريكي والغربي وبعض دول الإقليم لأصبح الكيان اليوم في خبر كان.
وخرجت إيران من الحرب قوة عظمى لا يستهان بها أبدا بفضل تقدم وتطور أسلحتها العسكرية.
ستظل لعنة "التطبيع" تلاحق كل دولة أو كيان أو نظام يسعى أو يسهم في إنجاح هذا المشروع الصهيوأمريكي.
بلا شك أن اللعنة قد حلَّت على الكيان الصهيوني وهي حتمية وأبدية، يقول الله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} (الإسراء:٤- ٦).
رابط مختصر