ندوة ثقافة الفيوم توصي بتجديد الخطاب الديني الموجه للشباب
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
شهدت مكتبة الفيوم العامة ندوة ثقافية بعنوان ''الحريات الدينية والأفكار المغلوطة''، ضمن البرامج الثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، شارك فيها الأديب عصام الزهيري، د. نصر الزغبي، وأدارها الشاعر محمد حسني إبراهيم، بحضور د. ميرفت عبد العظيم عضو مجلس النواب، ونخبة من المثقفين.
في بداية اللقاء أعرب "الزهيري" عن سعادته بموضوع الندوة التي تنعقد بمناسبة يوم 27 أكتوبر الذي حددته الأمم المتحدة يوما عالميا للحريات الدينية، وهو ما يجعل من شهر أكتوبر شهر حرية شاملة بالنسبة لمصر، حرية وطنية، واستقلالا حققه انتصار السادس من أكتوبر 73، وحرية دستورية وقانونية تجسدها رمزية احتفال العالم بيوم الحريات الدينية.
وحول تعريف معنى "الحريات الدينية"، استعرض ''الزهيري'' نصوص ومواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهود والمواثيق الدولية، والتي تحدد تعريف وممارسات الحريات الدينية، وتنص مواد الدستور المصري على كونها بمثابة قوانين سارية المفعول، بالإضافة لنصوص الدستور المعززة والمحددة لمفاهيم الحرية الدينية، والتي تحدد من نفس المنظور المفاهيم والأفكار المغلوطة المرتبطة بالحريات، من بين تلك الأفكار مخاوف تحول الحريات الدينية إلى فوضى دينية ذات عواقب خطيرة، إذا عملت من خارج الأطر والمفاهيم القانونية والدستورية والحقوقية، ومن بينها تحول الحوار الديني إلى جرائم تمييز ضد المختلف دينيا وتحريض كراهيته، ونبذه والتمييز ضده، ومن بينها أيضا ممارسات القولبة السلبية، والتنميط الفكري، والعزل الطائفي، وكلها أفكار وممارسات نددت بها العهود والمواثيق الدولية ونصوص الدستور والقوانين المصرية.
في كلمته، أوضح الباحث والبرلماني السابق د. نصر الزغبي إلى أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الحريات القانونية في المجال الديني هي مشكلة ثقافية قائمة على إساءة التفسير والتوجه المغلوط، وعلى رأس هذه المشكلات احتكار المعرفة، وتعطيل العقول باسم العلم والتخصص، لأن التخصص في المهن أمر محمود وصحيح، لكنه في الثقافة والمعارف والأديان يعني مصادرة حقوق وحريات المواطنين في بناء معارفهم، وممارسة اختلافاتهم وحق التعبير عن آرائهم وتداولها عبر النقاش الحر والمتحضر فيها.
وأكد '' الزغبي'' أن أزمة الحريات الدينية في المجتمعات التي تعاني من صعوبات التعاطي معها ليست أزمة دينية، أو تتعلق بطبيعة الدين، لأن الأديان السماوية، ومن بينها الإسلام تؤكد ضرورة الاختلاف وتدعم الحرية الدينية فلا إكراه في الدين، ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة كما تقول آيات القرآن الكريم، لكن الأزمة تأتي من الممارسات البشرية التي تجري باسم الدين والعقيدة وتهدف إلى استخدام الأديان، وتأويلها بشكل خاطئ، ليجعلها أداة للتسلط، والاستفادة وتحقيق المنفعة، والوصاية والحجر على حقوق العقل، والمواطنة وحرية الفكر والضمير، من شروط المرويات ألا تخالف القرآن وألا تخالف العقل، وما دون ذلك قابل للخلاف والنقد والمناقشة.
الندوة نظمها قسم الثقافة العامة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل، التابع لإقليم القاهرة الكبرى الثقافي برئاسة لميس الشرنوبي، وأقيمت بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وأعقبها مداخلات للحضور، ومنهم الأدباء سامي حنا، نادي جاد، خالد السنراوي، محمد قاياتي.
من جانبها أشادت د. ميرفت عبد العظيم بموضوع الندوة، وأوضحت وجود تداخل سائد بين العرف والمعتقد الديني، وأن الفكر الجمعي للشعب المصري صعب تغيير أفكاره الدينية الراسخة، كما أن الحريات بصفة عامة وليست الدينية فقط، يقابلها رفض شعبي للتغيير، فعلى سبيل المثال ''ختان الإناث''، يقابله مواجهة كبيرة العرف والعادات، ولا يتم مواجهة تلك الظاهرة بالقانون فقط، بل بالحوار، كما أكدت أننا بحاجة إلى مخاطبة الجمهور، وتجديد الخطاب الديني الموجه لهم، كما نحتاج إلى إعادة إعداد كوادر دينية جديدة تكون قريبة من الجمهور.
بينما أشار الروائي محمد جمال الدين إلى الفرق بين النص والتأويل، الإسلام والموروث، مشيرا إلى أن أسباب نزول النص له عامل كبير في التأويل، ويبقى النص بقوته ويبقى التأويل اجتهاد، وأكد في ختام كلمته قائلا: إذا لم تستطع أن تستوعب من يخالفك الفكرة، فعليك أن تتعامل معه كإنسان، وعلينا أن نتعايش كبشر.
فيما أشار الشاعر محمد شاكر رئيس نادي الأدب المركزي، إلى المادة 98 من القانون المصري التي تتناول ازدراء الأديان.
وفي ختام الندوة أكد ''الزهيري'' أننا نحتاج أنظمة قانونية ثقافية اقتصادية شاملة تواجه التعصب.
فيما شدد نصر الزغبي على رفض مبدأ الوصاية على العقل والتفكير.
كما دعا الحضور لفعالية ثقافية تعبر عن موقف المثقفين في الفيوم من القضية الفلسطينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفيوم اخبار الفيوم الحريات الدينية الأفكار المغلوطة اصدارات قصور الثقافة الحریات الدینیة ثقافة الفیوم
إقرأ أيضاً:
العرض المسرحى الاسكافى ملكًا لفريى المنيا القومية المسرحية على مسرح قصر ثقافة أسيوط
شهد مسرح قصر ثقافة أسيوط العرض المسرحي الاسكافى ملكًا لفرقة المنيا القومية المسرحية، ضمن عروض الموسم الحالي التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، في إطار برامج وزارة الثقافة
وجاء ذلك بحضور جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم، خالد خليل المدير العام لفرع ثقافة أسيوط، أعضاء لجنة التحكيم الناقد مجدي الحمزاوي، الناقد صلاح فرغلي، والديكوريست محمود حنفي ووليد فتحي عضو المتابعة بالإدارة العامة للمسرح
وتدور أحداث المسرحية حول شخصية الإسكافي، رجل بسيط من عامة الناس يعيش حياته بهدوء ويكسب قوت يومه من عمله اليدوي. لكنه فجأة يجد نفسه في موقع الملك، إما عن طريق المصادفة أو من خلال مؤامرة ساخرة، ومن هنا تبدأ سلسلة من المواقف المضحكة والعبثية التي تكشف عن هشاشة مفهوم السلطة، وعن الصراع بين المظهر والجوهر، وبين السلطة الحقيقية والصورة الزائفة لها
وقال الفنان عادل العدوى مخرج العرض أن العرض المسرحي الاسكافى ملكًا عمل يدعو للتأمل في كيفية تشكل السلطة، وفي قدرة الإنسان العادي على أن يكون حاكمًا صالحًا بمجرد أن يُنظر إليه ككائن يمتلك عقلًا وحسًا عادلًا، لا باعتباره مجرد ترس في آلة الحكم. بهذا المعنى، فإن المسرحية صرخة فنية في وجه التمييز الطبقي والبيروقراطية، وتذكرة بأن السلطة الحقيقية تنبع من الشعب، ومن الإنسان نفسه، لا من التاج أو العرش.
وتنفذ عروض شرائح المسرح بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر مدير عام الإقليم،بفرع ثقافة أسيوط برئاسة خالد خليل، تغريد عادل مدير إدارة التخطيط والمتابعة بالاقليم، ريهام بغدادى مسئول المسرح بالاقليم ، الفنان احمد الشريف مدير إدارة الشئون الفنية بالفرع، من خلال فرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق، قصر ثقافة المنيا برئاسة ايمان الطحاوى
والعرض المسرحى " الاسكافى ملكًا "من تأليف يسرى الجندى، ومن اشعار ايمن حافظ، ألحان احمد صلاح، توزيع عبد الله رجال، استعراضات يحيي عبد العليم، ديكور وملابس ناصر عبد الحافظ، عرائس وماسكات واكسسوارات فتحى مرزوق، مخرج منفذ محمد حسن، المخرجان المساعدان محمد عجيزى، وعصام أسامة، إدارة مسرحية محمد وحيد، ياسر فؤاد، العرض المسرحي من إخراج الفنان عادل بركات
ويشهد مسرح قصر ثقافة أسيوط اليوم الخميس 29 مايو يعرض “حيضان الدم” لفرقة طهطا المسرحية، من إخراج محمود أبو زيادة ويقدم في 30 مايو عرض “حجر القلب” لفرقة موك، من إخراج أسامة عبد الرؤوف.
وتختتم العروض بعد غد السبت 31 مايو بالعرض المسرحي “سترة” لفرقة قومية سوهاج، من إخراج مصطفى إبراهيم.