الجزيرة:
2025-06-10@03:06:07 GMT

لوفيغارو: من الأسرى الفلسطينيون بسجون إسرائيل؟

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لوفيغارو: من الأسرى الفلسطينيون بسجون إسرائيل؟

أوردت صحيفة "لوفيغارو" خبر إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لديها مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، مبرزة أنها مستعدة لإغلاق قضية المعتقلين مرة واحدة إن شاءت إسرائيل أو بالتدرج.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم جان دوريو- أن حماس التي دعت إلى "إفراغ السجون من جميع السجناء"، تريد إعطاء إشارات الانفتاح على التفاوض لكن ليس بأي ثمن، خاصة أن مسألة الأسرى قضية ساخنة في الصراع بين إسرائيل وحماس منذ الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأطلقت عليه "طوفان الأقصى"، الذي خلف 1400 قتيل و230 أسيرا في الجانب الإسرائيلي، وأدى إلى قصف مكثف لقطاع غزة، استشهد فيه أكثر من 8 آلاف شخص.

وترغب حماس في صفقة تطلق فيها الأسرى الإسرائيليين مقابل نحو 10 آلاف سجين فلسطيني، حسب ما أوردته عدة جمعيات حقوقية فلسطينية، ويشمل هذا العدد مقاتلين من حماس وعمالا من أهل غزة ومن تسميهم إسرائيل بالمجرمين ذوي التوجهات السياسية، مما يجعل المفاوضات غير المشروطة أكثر تعقيدا.


وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، يوجد بالسجون الإسرائيلية 5192 سجينا "أمنيا" حسب جمعية حقوق الإنسان الإسرائيلية "هاموكيد"، وتضع مصلحة السجون الإسرائيلية كل من "أُدينوا وحكم عليهم لارتكابهم جريمة" وكل "مشتبه بهم" في ارتكاب جريمة تم تعريفها على أنها جريمة أمنية أو كان دافعها قوميا، في خانة المجرمين الذين يهددون أمن الدولة.

ويعتبر مقاتلو حماس جزءا من هذه الفئة، إضافة إلى ذوي الدوافع السياسية، مثل مروان البرغوثي الذي يقضي حاليا 5 أحكام بالسجن المؤبد في إسرائيل لـ"تورطه" في الانتفاضة الثانية.

الأمم المتحدة: الفلسطينيون في إسرائيل يعتبرون مذنبين دون دليل، ويعتقلون دون أمر قضائي، ويحتجزون دون تهمة أو محاكمة، ويتعرضون لمعاملة وحشية في السجون

ويتوزع هؤلاء السجناء، حسب وضعهم الحالي، إلى 2140 سجينا أدانتهم المحاكم، و1463 متهما ينتظرون المحاكمة، و1319 رهن الاعتقال الإداري، أي أنهم من دون تهمة أو محاكمة، ويجدد الجيش الإسرائيلي احتجازهم إلى أجل غير مسمى، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة اعتقالا "تعسفيا".

وقد انتقدت هذه الهيئة الأممية ظروف الاعتقال في إسرائيل، وقالت في تقرير لها "إن الفلسطينيين في إسرائيل يعتبرون مذنبين دون دليل، ويعتقلون دون أمر قضائي، ويحتجزون دون تهمة أو محاكمة، ويتعرضون لمعاملة وحشية في السجون".

وإضافة إلى هؤلاء السجناء الأمنيين، تحتجز إسرائيل حاليا 4 آلاف عامل من غزة، بحسب الأمم المتحدة، وهم فلسطينيون أصلهم من غزة، ويحملون تصاريح عمل صادرة عن السلطات الإسرائيلية ويعملون داخل إسرائيل، إلا أن تصاريح عملهم ألغيت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ليصبحوا "أجانب غير شرعيين" على الأراضي الإسرائيلية، ويوضعون في مراكز اعتقال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟

عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، لم يكن الهدف المعلن أقل من «القضاء التام على حماس». بدا ذلك، لحظة انفعالية، وكأنه مهمة ممكنة. فإسرائيل دولة ذات تفوق عسكري لا يُضاهى في المنطقة، وتتمتع بدعم غربي سياسي وتسليحي ضخم، بينما تقاتل حركة محاصَرة، محدودة الموارد، ومعزولة جغرافيا. لكن أكثر من 20 شهرا من القصف والدمار والإبادة الجماعية لكل ما يدب على الأرض، لا يبدو النصر، وفقا للتوجيه السياسي المعلن والصادر للمؤسسة العسكرية، في الأفق، بل إن إسرائيل نفسها باتت أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق أهدافها في الحرب.

ما الذي يحدث إذن؟ ولماذا لم تعد القوة العسكرية كافية لتحقيق الانتصار؟ ولماذا تصبح كل حرب تشنها إسرائيل على غزة أطول، وأكثر دموية، وأقل فاعلية؟

في عمق العقيدة العسكرية الإسرائيلية ـ كما هو الحال في كثير من العقائد العسكرية الغربية ـ ترسّخت فكرة الحرب الخاطفة، التي تحقّق النصر السريع من خلال الضربة الأولى الساحقة، وقد نجحت هذه العقيدة في حرب 1967، لكنها فشلت مرارا منذ ذلك الحين، خصوصا في مواجهة الخصوم غير النظاميين الذين يتقنون حرب المدن والأنفاق، ويجيدون تحويل نقاط ضعفهم إلى أدوات استنزاف طويلة الأمد.

تشبه الحالة الإسرائيلية في غزة ما يسميه بعض الاستراتيجيين «مغالطة الحرب القصيرة»؛ حيث يُفترض أن صدمة القوة ستدفع الخصم إلى الانهيار، لكن الواقع يُثبت أن الخصم ـ عندما يكون متجذرا شعبيا، وعقائديا، ومتحركا جغرافيا ـ لا يُهزم بهذه الطريقة، بل على العكس، كلما طال أمد الحرب، زادت فاعليته، واهتزت صورة القوة المتفوقة أمام جمهورها.

تُظهر تجربة إسرائيل في غزة أن التفوق العسكري وحده لا يكفي؛ فإسرائيل دمرت معظم البنية الأساسية في القطاع، وقتلت عشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في غزة لأكثر من مرة، لكنها لم تستطع إقناعهم بالتخلي عن المقاومة، ولم تستطع فرض سيناريو «ما بعد حماس» رغم أنه كان شغل العالم الشاغل أكثر من شغلهم بإنهاء الحرب ووقف الإبادة. وفي غياب هذا السيناريو، تبدو الحرب بلا غاية واضحة سوى التدمير، وهذا ما يحدث الآن، فلا هدف واضح لجيش الاحتلال إلا التدمير والاستمتاع بالقتل والتجويع.. لكن هذا الأمر رغم فظاعته إلا أنه بات يفقد إسرائيل زخمها السياسي ويقوّض مشروعيتها الأخلاقية التي كانت توهم العالم بها.

وبينما تبحث إسرائيل عن «نصر كامل»، تواصل حماس الظهور والاختفاء، القتال والتكتيك، مقاومة القصف وممارسة الإعلام. لم تعد المعادلة تقتصر على مَن يملك الطائرات والدبابات، بل مَن يملك القدرة على الصمود، وعلى إدارة زمن طويل من القتال غير المتكافئ.. ومن يستطيع أن يقنع العالم بسرديته، ويبدو أن غزة تحقق تقدما عميقا في هذا الجانب رغم أنه بطيء جدا بسبب عملها منفردة في ظل غياب المشروع العربي الموحد في هذا الجانب.

وإذا كانت حرب إسرائيل الظالمة تفشل فإن السبب لا يعود كما يعتقد البعض إلى ضعفها العسكري ولكن إلى حجم التناقض بين الوسائل والغايات؛ فبينما تُستخدم القوة التدميرية بأقصى درجاتها، يبقى الهدف السياسي ـ القضاء على حماس ـ أو بمعنى آخر القضاء على المقاومة هدفا مجردا وغير واقعي بالنظر إلى عقيدة المقاوم الفلسطيني الذي ما زال متمسكا بحقه في أرضه وبأن مشروعه الأول هو تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي.

وأثبتت التجربة أن قتل القادة وتدمير المباني لا يعني نهاية المقاومة، بل إن رفض المحتل الإسرائيلي لأي شكل من أشكال الحل السياسي وإمعانه في التدمير والإبادة يحفز المقاومة ويوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الاجتماعية وتغلغلها في العقيدة الفلسطينية. وما حدث في غزة خلال العامين الماضيين من شأنه أن يعمق الحقد ويحفز مشاريع الانتقام حتى عند أولئك الذين آمنوا في لحظة من اللحظات بفكرة «السلام» مع إسرائيل.

ومن الواضح أن الحروب بين الاحتلال والمقاومة في العقدين الماضيين لا تنتهي إلى نتيجة واضحة، إنها أقرب إلى «صراعات بلا نهاية»، لا اتفاقات سلام واضحة ولا بيانات استسلام، بل جولة تضع بذورا لجولة أخرى، وكل هدوء هش يفضي إلى انفجار عنيف جدا وهو ما يجعل من الصعب قياس النصر والهزيمة.

رغم ذلك فإن «حماس» في نظر الفلسطينيين والكثير من العرب تنتصر بمجرد بقائها على قيد الحياة، واستمرارها في المقاومة أو نجاحها في تنفيذ عملية نوعية مهما كانت نتائجها، وهذا يعكس الفارق بين من يُقاتل من أجل بقاء دولة، ومن يُقاتل من أجل بقاء القضية.

ربما كان الدرس الأهم من هذه الحرب ـ والحروب التي سبقتهاـ هو أن الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون امتدادا لرؤية سياسية واضحة، وليس بديلا عنها، وحين تنفصل عن السياسة، تتحول إلى عبث.

تستطيع إسرائيل أن تُلحق أذى هائلا بغزة كما تفعل الآن، لكنها لا تستطيع فرض السلام من طرف واحد، ولا بناء واقع دائم بالقوة فقط.

لكن ما يعيق إسرائيل عن تحقيق النصر في غزة ليس فقط قدرة حماس على القتال، بل غياب الاعتراف الإسرائيلي بأن هذا النوع من الحروب لم يعد يُنتصر فيه بالطريقة التقليدية، وقد آن الأوان أن تعترف بأن قوة السلاح وحدها لا تكفي، وأن غزة ومن فيها واقع لا يمكن أن تمحي وجوده أبدا وإن لم تبدأ بقراءة هذا الواقع بعيون سياسية لا عسكرية، فستظل تدور في حلقة حرب لا تنتهي، وتتحول حربها الظالمة بالضرورة إلى مجرد إبادة إنسانية.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان

مقالات مشابهة

  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • إعلام عبري .. بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت “إسرائيل” 20 جنديا
  • هآرتس: بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت إسرائيل 20 جنديا
  • إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من غزة بعد شهور من التعذيب
  • مشعل والحية وجهاد طه.. الاحتلال يحرض على قادة حماس والجهاد في الخارج
  • عشرات الضحايا وتحذيرات من نفاد وقود المستشفيات.. تصاعد الغارات الإسرائيلية على غزة
  • عائلات إسرائيلية توجه طلبا لـ ويتكوف
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: العثور على جثة يُرجح أنها تعود للمسؤول العسكري البارز في حماس محمد السنوار جنوبي غزة
  • ‏مصادر طبية في غزة: مقتل 34 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم
  • وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 5 نازحين وجرح آخرين في قصف إسرائيلي أثناء انتظارهم للمساعدات قرب رفح جنوبي قطاع غزة