متحدث «الصحة الفلسطينية»: الاحتلال الإسرائيلي يتعمد ضرب المستشفيات أكثر من مرة للإجهاز على الضحايا
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
حذر الدكتور أشرف القدرة، الناطق الرسمى باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة، من انهيار المنظومة الصحية فى القطاع بالكامل، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلى المستمر على المستشفيات ومحيطها، لافتاً إلى أن وجود النازحين داخل المستشفيات يعوق الأطقم الطبية ويحد من قدرتهم على تقديم الخدمة بشكل جيد، حيث بلغ عددهم فى مستشفى الشفاء وحده 60 ألف نازح.
كيف أصبحت حال المنظومة الصحية فى قطاع غزة بعد مرور ما يقارب الشهر على العدوان الإسرائيلى؟
- المنظومة الصحية فى غزة انهارت بالكامل، وأصبحت هشة للغاية وفى كثير من الأحيان نلجأ للطرق البدائية لعلاج المصابين والجرحى، كما لا يتوافر لدينا أية مستلزمات طبية لعلاج وإسعاف المصابين، ومئات الحالات يتأخر وصولها لغرف العمليات لعدة أيام بسبب الضغط الهائل الناجم عن استقبال الإصابات الخطرة والمعقدة.
وذلك نتيجة القصف المستمر والعدوان الإسرائيلى المتزايد، خاصة أن تلك الهجمات المستمرة تؤدى إلى زيادة أعداد الشهداء والجرحى كل ساعة تقريباً، وهذه الأعداد الضخمة من الجرحى والشهداء أصبحت تفوق قدرتنا كمنظومة طبية على العمل، إذ إن عدد طالبى الخدمة يفوق بكثير عدد مقدميها، خاصة فى ظل استهداف متعمد للكوادر الطبية وسيارات الإسعاف.
ما دفعنا إلى الإعلان عن فتح باب التطوع لكل مَن يحمل رخصة مزاولة مهنة فى التخصصات الصحية المختلفة، بالإضافة إلى المسعفين، وذلك كإحدى الآليات لمقاومة ما تواجهه المنظومة من ضغوط كبيرة جداً، ولا بد من التأكيد على أن الطواقم الطبية داخل المستشفيات لم تغادر وتعمل بشكل متواصل على مدار ما يقارب الشهر، وبالتالى أصبحت الأطقم مُستنزفة.
ما تأثير انهيار المنظومة الطبية فى غزة على النازحين داخل المستشفيات؟
- إجمالى العدد داخل المستشفيات يقدر بـ100 ألف داخل المبنى الواحد، موزعين بين نازحين وأطقم طبية وعاملين، بالإضافة إلى الجرحى والمرضى، وبالتالى فإن وجود هذا العدد الهائل من البشر فى مكان واحد، فى ظل شح المياه وعدم وجود إمكانية للنظافة، سواء العامة أو الشخصية، فإن النتيجة ستكون كارثية، ما يتسبّب فى انتشار الأوبئة.
وتفشت بالفعل الأمراض الجلدية والإنفلونزا، إضافة إلى أن هناك نسبة من 80% إلى 100% من الموجودين داخل المستشفيات مصابين بجروح عميقة ومكشوفة، الأمر الذى يضاعف من معاناتهم وخطورة إصابتهم، وهنا وجب التنويه إلى أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة غير تقليدية حيث تتسبب فى إصابات خطيرة، فضلاً عن تفجر الرؤوس وتحويل الأجساد إلى أشلاء.
المنظومة الطبية انهارت والمستشفيات تعانيهل توجد آلية للتعامل مع تفشى الأوبئة؟
- فى الحقيقة لا توجد آلية لأننا لا نمتلك أية مقومات أو أدوات تمكّننا من التعامل مع الوضع والسيطرة عليه ولو بشكل جزئى، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الانتشار الكبير للأوبئة والأمراض يؤدى إلى ضعف الجهاز المناعى بين النازحين، وبالتالى فقد أصبحوا عرضة للعدوى، كما أنّ وجود آلاف النازحين فى الساحات والممرات والأقسام الداخلية للمستشفى، يعوق تقديم الخدمة الطبية، وتعد أقسام الولادة والحضانة والرعاية المركزة، الأكثر تأثراً بشكل سلبى جرّاء وجود النازحين.
كيف تعاملت المنظومة الطبية فى أثناء انقطاع الإنترنت والاتصالات؟
- الاحتلال الإسرائيلى تسبب فى شلل تام للمنظومة الصحية والإسعاف من خلال قطع الاتصالات، حيث لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى مناطق الاستهداف وكان المواطنون يأتون إلى المستشفى حاملين الشهداء والجرحى على الدراجات النارية، فيما اضطر آخرون إلى حملهم على أكتافهم أو جرهم على الأسِرة فى الشوارع.
وكنا نسألهم عن عناوين منازلهم لمعرفة المنطقة التى تعرضت للقصف، ليتم بعد ذلك توجيه عربات الإسعاف والدفاع المدنى للتحرك إليها من أجل إنقاذ المصابين وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وهنا لا بد من التأكيد أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلى تستهدف من خلال قصفها المكثف وإضعاف شبكات الاتصال والإنترنت وصولاً لقطعها، إلى شل المنظومة الصحية فى القطاع وبالتالى الإجهاز على المصابين، وهو ما يؤكد نوايا الاحتلال وعزمه على ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق أهالى غزة، بعد عزلها عن العالم.
شهداء تحت الركاميوجد ما يزيد على 2000 شهيد تحت الركام، وهذا الأمر له تداعيات صحية كارثية، إذ إن تحلل الجثامين سينتج عنه أمراض كثيرة وخطيرة، والسبب الرئيسى فى انفجار تلك الأزمة هو نقص الوقود وبالتالى تعطل سيارات وآليات الدفاع المدنى لإزالة القطع الضخمة من الركام واستخراج الشهداء، ولذلك فإن الجهود ذاتية وبدائية للغاية، إذ يتم استخراج الضحايا من خلال رفع الأنقاض بالأيدى أو باستخدام الفؤوس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة داخل المستشفیات إلى أن
إقرأ أيضاً:
اجتماع يناقش آلية تقييم أداء المنشآت الطبية والرقابة على أسعار الخدمات
واستعرض الاجتماع الذي حضره نائب وزير الصحة الدكتور ناشر القعود ووكلاء الوزارة ومديرو مكاتب الصحة وهيئات المستشفيات عبر فيديو "الكونفرس" الوضع القائم في هيئات المستشفيات ومتطلبات تطوير أدائها.
وفي الاجتماع شدد وزير الصحة على سرعة تنفيذ خطط ومشاريع الوزارة حسب أولويات الحكومة.. مؤكدا أهمية تضافر جهود الجميع لمواجهة أي طارئ، وتنفيذ التدخلات المطلوبة.
وأشار إلى أن تقييم المستشفيات، الذي ستنفذه الوزارة عبر لجان ميدانية في مختلف المحافظات، يقوم على معايير وأدلة وآليات شفافة معتمدة.. لافتاً إلى ضرورة رفع مستوى الأداء وتحسين الخدمات وتعزيز الرقابة والإشراف والمتابعة، واستشعار الجميع للمسؤولية لتعزيز دور القطاع الصحي في مواجهة التحديات.
فيما تطرق وزير الاعلام، إلى أهمية الاجتماع الذي يأتي في إطار التنسيق والتعاون بين مختلف الوزارات.. مشيراً إلى ضرورة تصحيح أوضاع الخدمات الطبية والاهتمام بضبط ومراقبة أسعارها في المنشآت الطبية بمختلف المحافظات.
وأكد استعداد وزارة الإعلام لمساندة جهود وزارة الصحة في النهوض بالقطاع الصحي وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.. لافتاً إلى أنه تم التوجيه إلى مختلف وسائل الإعلام بالتعاطي الإيجابي مع كافة القضايا التي تتناول المجال الصحي بما فيها التوعية والتثقيف الصحي المجتمعي.
بدوره أكد المحامي الأول في مكتب النائب العام القاضي عبدالسلام الشامي، أهمية الرقابة والمتابعة وتقييم المنشآت الطبية وضبط تسعيرة الخدمات لتخفيف معاناة المواطنين.
وقال "نحن مع وزارة الصحة في الرقابة واتخاذ الإجراءات القانونية سواء المخالفة بالصحة أو تسعيرة الخدمات"، مضيفاً "أن المواطن في ظل تداعيات العدوان والحصار يعاني ويجب علينا في الحكومة والأجهزة القضائية مواجهة العبث الحاصل في الجانب الصحي".
حضر الاجتماع مدير عام الرقابة والسيطرة بوزارة الداخلية العميد طه شايم وعدد من مديري عموم البرامج والإدارات بالوزارة.