انقضى الصيف منذ قرابة شهر وتقدم نوفمبر مع الخريف، ومازال ارتفاع درجات الحرارة يلاحق أجواء القاهرة ومحافظات الجمهورية، دون معرفة موعد رحيله، ليجعل المواطنين في تساؤل دائم متى نشعر بالخريف وينتهي هذا الحر.

متي ينتهي الحر؟

بالتأكيد كل عام يمر يأتي من بعده بظواهر جوية جديدة يعيشها المواطنين ويستشعرون بها للمرة الأولى مع كل موجة أو منخفض جوي تتأثر به البلاد، بفعل عامل التغيرات المناخية، الذي لم تترك حالة فصلٍ جوي على حاله.

هيئة الأرصاد الجوية، على لسان عضو المركز الإعلامي الدكتورة منار غانم، بررت استمرار الشعور ارتفاع درجات الحرارة على البلاد حتى الآن رغم بدء شهر نوفمبر الذي يعد الأقرب للشعور بلسعات برد الخريف ونسماته، بأننا مازالنا في النصف الأول من فصل الخريف الذي يتمتع باستمرار بعض سمات فصل الصيف من ارتفاع الحرارة والشعور بها، وأشارت أن خلال هذه الفترة درجات الحرارة تدور حول معدلها الطبيعي وقد ترتفع عن المعدل بنحو درجتان إلى ثلاث درجات، نتيجة لتأثر البلاد بامتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا.

خلوا بالكم من نوعية الملابس.. الأرصاد تحذر من الطقس حتى الأسبوع القادم درجات الحرارة وحالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 2 نوفمبر 2023

وأوضحت “منار غانم”، في تصريح لـ “صدى البلد”، أن هذا المرتفع الجوي يعمل على زيادة فترات سطوع أشعة الشمس بشكل كبير خلال ساعات النهار، ويتسبب في حبس الرطوبة في طبقة قريبة من سطح الأرض، والذي بدوره تسبب في بقاء الرطوبة نسبيا وبدورها تتسبب في استمرار الشعور بارتفاع نسب الرطوبة، مشيره إلى أنه مع تقدم ساعات الليل يحدث انخفاض في درجات الحرارة يكون ملموس بشكل كبير في فترات ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر.

وأشارت “عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية”، إلى استمرار هذه الأجواء والشعور بالحرارة حتى الأسبوع القادم، ومع بداية النصف الثاني من فصل الخريف والذي يتزامن مع منتصف نوفمبر، سيبدأ المواطنين تدريجيا الشعور بتحسن درجات الحرارة وانخفاضها خلال ساعات النهار والليل، ويبدأ الشعور بلسعات البرد.

بداية الشعور بلسعات البرد

وأوضحت أن الشعور الفارق بانخفاض درجات الحرارة والبرودة لن يكون إلى في أواخر ديسمبر مع بداية فصل الشتاء، مشيره إلى أننا مازال في النصف الأول من فصل الخريف ودرجات الحرارة سوف تتحسن تدريجيا مع تقدمه الأيام القليلة الماضية.

وقالت “منار غانم”، إن الخرائط المناخية تشير إلى أن الطقس الأيام القادمة، تكون أجواءه مستقرة بشكل كبير على كافة الأنحاء، ودرجات الحرارة حول معدلها الطبيعي وأحيانا أعلى من المعدل بنحو 3 درجات مئوية بفعل الرطوية. مشيره إلى أن درجات الحرارة العظمى على القاهرة تتراوح ما بين 29 إلى 31 درجة مئوية، لتكون الأجواء مائلة للحرارة خلال ساعات النهار.

وأشارت إلى أن الارتفاعات الطفيفة في درجات الحرارة تكون في بعض المحافظات الجنوبية فقط، دون عن ذلك الأجواء مستقرة تماما، مشيره إلى أن الظاهرة الجوية الوحيدة المؤثرة في الطقس هذه الفترة هي الشبورة المائية مع وجود المرتفع الجوي في طبقات الجو العليا، حيث تعد من أخطر الظواهر الجوية لأنها قد تحجب الرؤية على بعض الطرق، مناشدة المواطنين بتوخي الحذر أثناء القيادة على الطريق.

وناشدت المواطنين بضرورة متابعة النشرة اليومية لهيئة الأرصاد، حتى في أكثر الحالات الجوية استقرارا، مشيره إلى أن فصل الخريف معروف أنه شهر التقلبات الجوية السريعة، فقد يحدث تغير في الأجواء بشكل سريع وسط حالات الاستقرار.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصيف الخريف درجات الحرارة هيئة الأرصاد فصل الشتاء الطقس درجات الحرارة فصل الخریف

إقرأ أيضاً:

كيف تكافح أكثر مدن أوروبا سخونة موجات الحر وتستعد لاستقبال ملايين السياح؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما اعتُبِر تسلق قمة "أكروبوليس أثينا" إنجازًا يتطلّب الشجاعة. ولعلّه أصبح أكثر صعوبة ممّا كان عليه الحال خلال فصول الصيف الأخيرة، عندما شهدت المدينة موجات حرّ طويلة وخطيرة.

خلال العامين الماضيين، وخلال ذروة موسم السياحة، أجبرت الحرارة الشديدة السلطات مرارًا وتكرارًا على إغلاق أكثر المواقع زيارةً في اليونان خلال ساعات النهار الأكثر حرارةً لحماية الزوار والموظفين من درجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية.

ولا يقتصر الأمر على الـ"أكروبوليس".

يُعد الـ"أكروبوليس" محور السياحة في مدينة أثينا في اليونان.Credit: SEN LI/Moment RF/Getty Images

لطالما كانت أثينا شديدة الحرارة صيفًا، ولكن لم تصل درجات الحرارة إلى هذا المستوى من قبل. 

رغم أنّها العاصمة الأكثر سخونة في أوروبا القارية، إلا أنّها شهدت ارتفاعات قياسية بدرجات الحرارة في عام 2024.

يشهد البحر الأبيض المتوسط ​​بأسره ارتفاعًا في درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المتوسط ​​العالمي.

وأثار هذا الوضع تساؤلاتٍ كبيرة حول اليونان وعلاقتها بالزوار الذين ساعدت قدرتهم الشرائية البلاد على تجاوز الأزمات خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة.

تعني زيادة السياحة ارتفاع الضغط على موارد المياه الشحيحة والبنية التحتية، كما أنّها تعني التضخم، بشكلٍ يدفع السكان المحليين إلى الخارج لصالح الوافدين الأثرياء.

ورأى عمدة أثينا، هاريس دوكاس، أنّ "بناء القدرة على الصمود مسألة بقاء". 

وقد أصبح التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب زيادة أعداد السياح في الصيف، بمثابة أولوية كبيرة.

خزان حراري حضري قيّدت وزارة الثقافة اليونانية الدخول إلى موقع الـ"أكروبوليس" بين الساعة 12 ظهرًا والخامسة مساءً خلال ذروة صيف 2024. Credit: Aris Oikonomou/AFP/Getty Images

على المدى القصير، يعني ذلك وضع أنظمة إنذار مبكر لموجات الحر، ومراقبة بيانات درجات الحرارة في الوقت الفعلي، إلى جانب إضافة نوافير الماء، ومراكز تبريد مكيفة، وحدائق صغيرة مظللة لتوفير الراحة.

قالت إيريس بلايتاكيس، وهي مرشدة سياحية تزور الـ"أكروبوليس" بانتظام: "غالبًا ما يستهين السياح بالحرارة، وخاصة القادمين من مناطق تتمتع بمناخٍ بارد".

تُعتبر الحرارة الشديدة خطيرة للغاية، إذ أوضحت خبيرة التكيف الحضري في الوكالة الأوروبية للبيئة، إين فانديكاستيل أن "موجات الحر مسؤولة عن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن ظواهر الطقس والمناخ في أوروبا".

لكن على المدى البعيد، تواجه أثينا تحديًا يتمثَّل في إعادة تشكيل مدينة تحوّلت إلى خزان حراري خرساني بمساحات خضراء محدودة.

في عام 2021، أصبحت أثينا أول مدينة أوروبية تُعيّن "مسؤولاً عن الحرارة" مُخصصًا لتعزيز وتنسيق استراتيجيات التكيف.

وأكّد دوكاس: "خلال أكثر من عام بقليل، زرعنا 7 آلاف شجرة، وهو أمر صعب في مدينة مكتظة بالسكان. نريد أن يصل هذا العدد إلى 28 ألف شجرة خلال أربع سنوات. كما نعمل على إنشاء ممرات خضراء".

إزالة الخرسانة سياح أثناء التبريد عن أنفسهم باستخدام رذاذ الماء خلال موجة حر في أثينا عام 2023. Credit: Milos Bicanski/Getty Images

لا تشبه أثينا الحديثة الموقع الساحر الذي اختاره البشر للاستقرار منذ آلاف السنين. آنذاك، تميزت المنطقة بقربها من الجبال، والبحر، ومناخها المعتدل، ومواردها الخضراء الوفيرة، وأنهارها المتدفقة، وهي المجاري المائية ذاتها التي غُمِرت بالخرسانة خلال فترة التوسع الحضري السريع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لبناء الطرق السريعة.

لَفَت الأستاذ المشارك في تخطيط المدن بالجامعة التقنية في فالنسيا بإسبانيا، خوانخو غالان، إلى ضرورة إزالة الخرسانة، موضحًا: "سيتعين على أثينا إزالة بعض الخرسانة، والاستثمار في البُنى التحتية الخضراء، والمواد التي تمتص الحرارة. سيستغرق الأمر بعض الوقت، ولكنه ممكن".

تطوير الساحل

غالبًا ما يتوجّه سكان أثينا خارج المدينة عند الرغبة في الشعور بالانتعاش. والآن تتبع مدينتهم النهج ذاته، مع توسعها على طول الواجهة البحرية، وتجديدها لمنطقة أُطلق عليها مؤخرًا اسم "ريفييرا أثينا".

يمتد الساحل جنوبًا على بُعد 50 كيلومترًا من ميناء "بيريوس" الرئيسي، ويضم شواطئ مُنظّمة ومطاعم راقية وفنادق ومنتجعات من فئة خمس نجوم.

يُعتبر أيضًا المكان الذي يشهد أكبر تحوّل حضري أخضر على الإطلاق بالبلاد في مطار "إلينيكون" الخارج عن الخدمة والمُغلق.

في قلب المشروع، تقع حديقة "إلينيكون متروبوليتان"، ومن المتوقع أنّها ستصبح أكبر منطقة خضراء في أثينا وواحدة من أكبر الحدائق الساحلية في العالم.

حرائق ومخاوف شكلت حرائق الغابات بالقرب من أثينا مشكلة للمدينة أيضًا.Credit: Valerie Gache/AFP/Getty Images

مقالات مشابهة

  • دراسة: نصف البشرية تحت نيران التغير المناخي
  • متحدث الأرصاد : الحالة الجوية على المشاعر المقدسة الفترة المقبلة ستكون شديدة الحرارة .. فيديو
  • دراسة..نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب التغير المناخي
  • الحصيني: ما نعيشه من درجات الحرارة العالية أمر معتاد
  • الحصيني: انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة
  • كيف تكافح أكثر مدن أوروبا سخونة موجات الحر وتستعد لاستقبال ملايين السياح؟
  • الأرصاد تعلن مفاجأة سارة بشأن الأحوال الجوية حتى الثلاثاء
  • طقس اليوم.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة والظواهر الجوية
  • الأرصاد الجوية تكشف عن حالة الطقس اليوم وغدًا: ربيعي معتدل إلى حار
  • الأنواء الجوية: كتلة هوائية “معتدلة” تمنح العراق فسحة مؤقتة من الحرّ