موقع 24:
2025-10-16@08:43:36 GMT

سيناريوهات أمريكية للأزمة الشرق أوسطية

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

سيناريوهات أمريكية للأزمة الشرق أوسطية

أظهرت النقاشات الحادة التي دارت في الداخل الأميركي، الأسبوع الماضي، أن هناك حالة عميقة من القلق تلف الداخل الأميركي، تجاه أزمة الصراع القائم في غزة، ومصير القطاع بعد نهاية المواجهات العسكرية.


منطلق التساؤلات: «ما مستقبل غزة سياسياً، بعد تدمير (حماس) وبنيتها العسكرية»، وهو أمر مرهون، ولا شك، بنجاحات الغزو البري الإسرائيلي المحتمل، والقضاء على «حماس» بالكامل هذه المرة، بشراً وحجراً، خلافاً للمرات السابقة.


هل الفرضية في حد ذاتها متجاوزة الواقع الممكن، لا سيما أن «حماس» فكرة تمزج بين تيارات مقاومة الاحتلال آيديولوجياً، وبين النظرة لأرض فلسطين نظرة دوغمائية، ما يكسب الصراع قدسية تفوق ما هو نسبي؟
من المؤكد أن هناك من يخشى حالة الفراغ في قطاع غزة في حال الانسحاب الإسرائيلي السريع بعد تحقيق الغرض العسكري، الأمر الذي يجعل منها مرتعاً لجماعات مشابهة، وهناك تجارب سابقة، منها الفراغ في أفغانستان الذي أوجد قوى أكثر تطرفاً من «طالبان» مثل تنظيم «القاعدة»، وفي أفريقيا حيث استغل «داعش» ضعف هياكل عدد من الدول الأفريقية أو غيابها في منطقة الساحل لينمو ويتمدد.
الخوف الأميركي الأكبر هو أن تستفيد إيران من فراغ السلطة، وتستسلم لإغراء استخدام أساليب جديدة، أو نشوء وارتقاء حلفاء جدد لها، ليكملوا مهمة شن هجمات على إسرائيل.
هذا المنطلق دفع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للتعبير صراحة الأسبوع الماضي، وخلال جلسة استماع للجنة المخصصة بمجلس الشيوخ للحديث عن أن واشنطن تسعى جدياً لبلورة خيارات لبدائل محتملة لمستقبل القطاع، وإن استخدم جملة شرطية: «إذا تم عزل حماس».
حديث بلينكن أسفر عن فهم مبدئي لرفض إسرائيل إدارة قطاع غزة مرة أخرى، بعد نهاية العمليات العسكرية، والميل الواضح إلى وجود سلطة فلسطينية فعالة ومتحدة تتولى حكم غزة، وإن كان السؤال الذي لا تملك دوائر واشنطن المعنية جواباً عنه هو ما إذا كان ذلك ممكناً من عدمه.
لم يكشف بلينكن عن البدائل التي تقاربها واشنطن في هذه الآونة، بينما قامت وكالة «بلومبرغ» بهذا الدور... ماذا عن تلك الخيارات؟
الخيار الأول: يتمثل في توفير السيطرة المؤقتة على غزة من قبل دول الشرق الأوسط، بدعم من قوات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وفي الوقت نفسه يذهب هذا التوجه لجهة وجود قوات عربية.
غير أن هذا الخيار لا تبدو حظوظه ناجحة لا سيما في ضوء تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، بأنه لا توجد خطط أو نيات لنشر قوات عسكرية أميركية على الأرض في غزة سواء الآن أو في المستقبل.
عطفاً على ذلك، فإن غالبية العواصم العربية تميل إلى حد التفضيل إلى عدم الانخراط بأي شكل عسكري في هذه الأزمة بصورة أو بأخرى.
الخيار الثاني: يتمثل في نشر قوات حفظ السلام والمراقبين الدوليين على الأرض في غزة، وهو خيار تراه إسرائيل قابلاً للدراسة ولو بصورة أولية.
غير أن أميركا التي تفكر بإقدام على هذا الصعيد، هي التي تصرح محجمة عن الفعل عينه، وهو ما تبدى في تصريحات أدريان واتسون المتحدث الأميركي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لوكالة «بلومبرغ» عينها وفيها: «إن إرسال قوات أميركية إلى غزة بوصفه جزءاً من قوة حفظ السلام ليس أمراً قيد النقاش».
الخيار الثالث: يدور حول إدارة مؤقتة لقطاع غزة تحت رعاية الأمم المتحدة، لكن إسرائيل، لا سيما بعد تصريحات الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن الأوضاع الإنسانية في غزة، ترى الهيئة الأممية، قليلة الفائدة، وعديمة الجدوى.
أين تقف وزارة الخارجية الأميركية رسمياً من هذه الخيارات المتباينة؟
من الواضح أن حالة الشقاق والفراق في أروقة الخارجية الأميركية، باتت مسموعة ومقروءة في الخارج بصورة واضحة، ذلك أنه في ظل الصمت الرسمي للتعليق على بدائل غزة بعد المعارك، كان هناك من يؤكد أنه بالفعل تجري محادثات أولية جداً بخصوص الشكل الذي قد يكون عليه مستقبل غزة، وفق «ماثيو ميلر»، المتحدث باسم الخارجية الأميركية.
هل هناك ركن أصيل غائب في هذه الخيارات، يباعد بينها وبين الواقعية السياسية وإمكانية التنفيذ الحقيقي على الأرض؟
حكماً نعم، حيث لا أحد يحفل بسكان غزة أنفسهم، ما يطرح التساؤل بأي حق يفكر الأميركيون أو الأوروبيون في تقرير مصير مواطنين على أراضيهم، وهل هذا أمر يتسق مع القوانين الدولية، لا سيما أن الغزاويين سينظرون للأمر على أنه نوع من استباحة حقوقهم في السيادة على أرضهم؟
على أنه مهما يكن من أمر هذه البدائل جميعها، فإنه من المبكر بمكان القطع بنجاعة أي خيار، ما دامت هناك معركة دائرة على الأرض، ولهذا تبقى سيناريوهات المواجهة العسكرية، هي التي ستحدد المشهد السياسي المقبل في غزة.
خيارات المعارك على الأرض لن تخرج عن أحد الأمور الأربعة:
أولاً: أن تقدم إسرائيل على سيناريو الغزو البري الشامل، وتدمير ما تبقى من غزة ومحاولة تهجير سكانها قسراً، وساعتها سيقع مئات الآلاف من المدنيين ضحايا، وستحصد تل أبيب آلاف القتلى.
ثانياً: تحويل غزة إلى أثر من خلال تفجير أقبية «حماس» وأنفاقها بأسلحة متطورة، لا يستبعد منها الأنواع التكتيكية غير التقليدية، وإن كان هذا لا يعني القضاء على الحمساوية إلى الأبد.
ثالثاً: عملية برية غير مكتملة، يتبعها دخول قوات أممية وعربية تتسلم الوضع في الداخل، بما يحفظ ماء وجه «حماس»، لكن اليمين الإسرائيلي سيعد الأمر خيانة وعدم تنفيذ نتنياهو ما وعد به.
رابعاً: تسليم «حماس» أسلحتها لطرف دولي موثوق به، وإنهاء الحرب، وهو احتمال شبه منعدم.
ماذا تعني السيناريوهات الأربعة السالفة؟
تعني أن الضبابية سيدة الموقف، وأن الأحداث المتدافعة على الأرض هي ما ستحدد الخطوة المقبلة، وهي أسوأ ما يمكن النزول عنده في أزمنة الحروب العشوائية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الخارجیة الأمیرکی على الأرض لا سیما فی غزة

إقرأ أيضاً:

من فضلك تحرك بسرعة في الشرق الأوسط يا ترامب وحطِّم

في فيلم «المتدرب» قال روي كوهين لدونالد ترامب: «أنت الذي تصنع واقعك. فالحقيقة قابلة للتغير».

فيما كنت أسمع الرئيس ترامب يقول للإسرائيليين والعرب يوم الاثنين إنكم «في فجر تاريخي لشرق أوسط جديد» شعرت وكأني أشاهد ترامب إذ يبيع للمصرفيين خطة إقامة أضخم وأجمل وأروع فندق في العالم يقام في منطقة مكب نفايات سامة. فمن ناحية يقول المرء لنفسه، لا بد أن هذا رجل مجنون. ألا يعرف تاريخ هذا المكان؟ لا يمكن أن يقام فندق هنا. ومن ناحية أخرى، يهمس صوت في أعماق الدماغ قائلا: وماذا لو حقق هذا؟

تمثل قدرة ترامب على الجمع بين التنمر والمداهنة والمبالغة مشهدا مثيرا حقا، تجلى كاملا للعيان يوم الاثنين الماضي في خطابيه أمام الكينيست الإسرائيلي ثم في حضور أكثر من عشرين من رؤساء العالم في لقاء بشرم الشيخ بمصر.

وأشهد لترامب بهذا: ما من دبلوماسي تقليدي أو أستاذ للسياسة الخارجية كان يمكن أن ينصح الرئيس بالتصدي لهذه المخاطرة فيعلن أننا على الطريق إلى سلام الشرق الأوسط وأنه ـ أي دونالد ترامب ـ سيرأس «مجلس السلام» الذي سيحقق السلام، لكن ترامب التحق بكلية التجارة لا بكلية السياسة الخارجية، وواضح أنه يؤمن بأنه قادر بالمداهنة والقوة والتهديد على أن يصل بهذا الصراع إلى نهاية سعيدة.

ولأن هذه الاستراتيجية نفسها قد جلبت على ترامب إفلاسات عديدة في مجال العقارات وجلبت له أيضا ولايتين رئاسيتين في السياسة، فإنني لن أراهن على فشله. وإنما أعطيه هذه النصيحة المجانية: يا سيادة الرئيس، لتنفيذ هذه الصفقة عليك أن تتحرك بسرعة وعليك أن تحطم.

حتى هذه اللحظة لا أرى هذا. أعرف أن الوقت مبكر، لكن في الوقت الراهن لا أرى حتى الخطى الوليدة المفضية إلى المرحلة التالية. لا أرى قرارًا من الأمم المتحدة على الطاولة بإنشاء قوة حفظ السلام العربية/الدولية للإشراف على نزع سلاح حماس وعلى الأمن في غزة إلى أن يتسنى إنشاء قوة أمن فلسطينية ملائمة. لا أرى مالا على الطاولة من المليارات اللازمة لإعادة الإعمار، ولا أعرف من يفترض تعيينه لإدارة مجلس وزراء التكنوقراط الفلسطيني الذي يفترض أن يدير غزة بدلا من حماس التي تستعمل بالفعل وزارة داخليتها وقوة شرطتها لتأكيد سيطرتها على غزة.

بل وليس لدى إدارة ترامب الشهيرة بهزالها في الأمن الوطني وكيل وزارة خارجية معتمد لشؤون الشرق الأدنى. ووزير الخارجية مارك روبيو يقوم بوظيفته فعلا وكذلك وظيفة مستشار الأمن الوطني، وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر اللذان قادا اللعب حتى الآن في اتفاقية السلام كلاهما لديه عمله الخاص الذي يديره.

فبوصفي صحفيًا، إذا أردت أن أعرف ما سيحدث أو كيف سيحدث، لا أعرف بمن أتصل. وهذه وصفة مضمونة للمتاعب.

لأن ما حقق لك هذا الاتفاق العظيم لتحرير الرهائن وتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لن يحقق لك سلاما أعم في الشرق الأوسط يا سيادة الرئيس ـ ما لم ترسِ القانون مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمشرفين على حماس وهم تركيا ومصر وقطر. فليست لديك برهة للراحة. ولأني أعلم أنك تريد أن تنجح، فعليّ أن أذكِّرك بهذا: برغم صعوبة المرحلة الأولى، فإنك لم تشهد المصاعب بعد.

عليك أن تقول لنتنياهو: «لقد اضطررت إلى ليّ ذراعك لأصل إلى هذا. شكرا على حضورك. بل لقد حاولت أن أحصل لك على عفو في قضايا الفساد المرفوعة عليك. لكن لا بد أن أعرف الآن: هل أنت معي أم ضدي في المرحلة التالية؟ هل ستتحرك إلى وسط السياسة الإسرائيلية وتنشئ تحالفا يمكنه العمل مع سلطة فلسطينية يتم إصلاحها لتحل محل حماس في حكم كل من غزة والضفة الغربية؟ أم أنك سوف تستمر في اللعبة التي لعبتها مع الرؤساء الأمريكيين منذ عام 1996 فتحاول خفية أن تحافظ على حياة حماس وتضعف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتقول لي إنك لا تجد شريكا لإسرائيل في السلام؟

ولقطر وتركيا ومصر وأي بلاد عربية مستعدة لإرسال قوات إلى غزة، ينبغي أن يقول ترامب شيئا مماثلا: «هل سترغمون حماس على نزع السلاح وتمهيد الطريق لرجوع قيادة السلطة الفلسطينية إلى غزة أم ستداهنون حماس وهي تحاول استعادة سيطرتها هناك؟

في حين أن حماس قد أشارت إلى استعدادها لتسليم الحكم المدني في غزة لكيان فلسطيني مختلف، لم تؤكد الجماعة علنًا على الإطلاق أنها سوف تنزع سلاحها، برغم ما يبدو من قولها هذا سرًا. فقد قال ترامب يوم الاثنين «إنهم قالوا إنهم سوف ينزعون السلاح وإذا لم ينزعوا السلاح، سوف ننزع نحن سلاحهم» مضيفا أنه يعتقد أن ذلك سوف يحدث في غضون «وقت معقول». وإذا لم تنزع حماس سلاحها فسوف يكون ذلك ذريعة لنتنياهو كي يستأنف الحرب ويجتنب جميع الألغام الأرضية السياسية التي تضعها المرحلة التالية في طريقه.

فلأقلها بطريقة أخرى: لو أن ترامب يريد ترجمة خطته المؤلفة من عشرين نقطة إلى سلام في المنطقة، فعليه أن يبدأ بتحطيم نهائي للعلاقة التعاونية الملتوية بين نتنياهو وحماس الذين ساعد أحدهما الآخر في البقاء سياسيا على مدى عقدين.

ترجع هذه القصة إلى انتخابات إسرائيل سنة 1996 التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين على يد متطرف إسرائيلي معارض لاتفاقيات أوسلو. كانت أولى استطلاعات الرأي قد منحت خليفة رابين، وهو شيمون بيريز، تقدمًا كبيرًا. غير أن حماس كانت عاقدة العزم على منع أوسلو ـ التي ساعد بيريز في إبرامها ـ من التقدم. وكان نتنياه/و أيضا معارضًا شرسا لأوسلو فأرادته حماس أن يفوز. ولكي تزعزع بيريز وتساعد نتنياهو وتزيد من فرصه، شنت حماس حملة تفجيرات انتحارية دامية.

وأفلح ذلك. فكان مقتل أكثر من ستين إسرائيليًا في تسعة أيام دعمًا لنتنياهو المتشدد في الانتصار على بيريز المنتمي إلى الحمائم والفوز عليه في الانتخابات.

هذه العلاقة التعاونية تفسر مسؤولية نتنياهو عن تيسير وصول المساعدات القطرية لحماس التي تقدر بمئات ملايين الدولارات في أكياس من النقد للحفاظ على بقائها في غزة كل هذه السنين. في الوقت نفسه، فعل نتنياهو ـ ولا يزال يفعل ـ كل ما في وسعه لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تتعاون كل يوم مع أجهزة الأمن الإسرائيلية لمنع الضفة الغربية من الانفجار.

ما من إمكانية ـ مهما تكن ـ لتقدم ترامب بوقف إطلاق النار الحالي إلى سلام أوسع دونما إبعاد لحماس بأقصى سرعة ممكنة وإحلال سلطة فلسطينية بعد إصلاحها محلها وبدون إقامة نتنياهو ائتلافًا حاكمًا أكثر وسطية أو قيام الناخبين الإسرائيليين بتغييره.

لا بد من إيقاف العلاقة التعاونية بين نتنياهو وحماس لكي يوجد السلام.

لم يحسن ترامب إلى نفسه بأي حال حينما خرج علينا في فبراير بفكرته الجنونية الخاصة بإخلاء غزة من أهلها الفلسطينيين لإقامة رفييرا فرنسية الطابع فيها.

وقد قال لي الكاتب الإسرائيلي آري شافيط إن «ترامب لم يفهم أن إحدى أعمق الخرافات لدى كل من الإسرائيليين والفلسطينيين هي أن الآخر سوف يختفي في يوم من الأيام. وحينما أشار ترامب في فبراير إلى إخلاء غزة من الغزويين، جعل اليمين في إسرائيل يفكر أن أحلامه موشكة على التحقق، وأنه سوف يتم ضم غزة وتعقبها الضفة الغربية».

والآن، مرت ثمانية أشهر، وذهب ترامب إلى إسرائيل وقال للإسرائيليين أنفسهم إنه لا ضم لغزة أو للضفة الغربية. قال شافيط إن «هذا تحول مذهل، ويضع حلفاء بيبي من اليمين المشيحاني في زاوية. فترامب نفسه الذي أطلق الجنون في فبراير يرغم إسرائيل الآن على مواجهة الواقع وهو أن: الفلسطينيين هنا ليبقوا هنا ولا بد أن نجد سبيلا للتعايش معهم».

وعاجلا أم آجلا ـ واعتقادي أنه عاجلا ـ سوف يدرك ترامب أنه إذا كان يريد لسلام غزة أن ينجح وينتشر، فإنه بحاجة في غزة وبأسرع ما يستطيع إلى سلطة فلسطينية تم إصلاحها.

لقد سبق أن أدارت السلطة الفلسطينية القطاع قبل أن تطيح بها حماس في يونيو 2007، وأدارته وفقا لإطار عمل قانوني اقتصادي تجاري نجم عن تفاوض مرير على مدار سنتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين في اتفاقيات أوسلو. وينبغي نفض الغبار عن هذا الإطار. أما محاولة إعادة اختراع حكم في غزة من الصفر بدلا من هذا فهو خطأ، وسوف يستغرق شهورًا لتنظيمه على الأقل وحماس سوف تستغل هذا الفراغ لصالحها.

ولقد كان السبب الوحيد لإخراج السلطة الفلسطينية من الصورة هو تحقيق رغبة سياسية لنتنياهو بألا توجد مطلقا قيادة فلسطينية موحدة في الضفة الغربية وغزة.

واحتياجات بيبي السياسية لا تتوافق مع مصالح الولايات المتحدة في تحقيق سلام دائم، ولم تتوافق معها قط. لقد كان ترامب بحاجة إلى تحقيق احتياجات نتنياهو السياسية للوصول إلى النقطة الراهنة، لكنه الآن بحاجة إلى سحقها لتنفيذ المرحلة التالية.

فهل يفعل؟ لقد أثار اهتمامي أن ترامب في قمة شرم الشيخ قد اجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأفادت نيويورك تايمز بأنه «بينما وقف الرجلان أمام الكاميرا في نهاية حديثهما الهامس، أمسك الرئيس ترامب بيد محمود عباس وربت عليها مرتين بينما ابتسم الرئيس الفلسطيني. ورفع ترامب إبهامه وابتسم ابتسامة عريضة».

وهذا جيد من الرئيس. ففي رأيي أن الحل الوحيد بعيد المدى يتمثل في دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية يتم التفاوض على حدودها مع إسرائيل. غير أن هذه الدولة لا بد أن تديرها سلطة فلسطينية بعد إصلاحها، وبدعم مستمر من قوة حفظ سلام عربية/دولية تضمن ألا تهدد الدولة الفلسطينية إسرائيل أبدا، وبدعم من «مجلس السلام» الدولي الذي يضمن نجاحها اقتصاديًا. لكن السبيل الوحيد للوصول إلى هذا هو نزع سلاح حماس بسرعة، وإصلاح السلطة الفلسطينية ودمجها في غزة بسرعة، وعثور نتنياهو على شركاء حكم إسرائيليين جدد من الوسط أو الخروج من المشهد.

فليس من هؤلاء، بوضعه الراهن، شريك في سلام بعيد الأجل. فعسى أن نشهد عما قريب اختلافهم، أو اختفاءهم.   

مقالات مشابهة

  • ترامب يطالب حماس بنزع السلاح دون تدخل الجيش الأميركي
  • من ترامب ثم الجيش الأميركي.. رسائل "متناقضة" من واشنطن لحماس
  • من فضلك تحرك بسرعة في الشرق الأوسط يا ترامب وحطِّم
  • مصادر أمريكية و اسرائيلية : تسليم حماس جثة “عميل متنكر” خطوة رمزية لا تمثل خرقاً للاتفاق
  • من الاحتجاجات حتى الاستيلاء على السلطة.. تسلسل للأزمة السياسية في مدغشقر
  • تحذير دولي من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة.. وتل أبيب تؤكد: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس ليست لمختطف إسرائيلي
  • بن غفير يواصل تحريضه: ينبغي محو "حماس" من على وجه الأرض
  • مسار الأحداث يناقش سيناريوهات نزع سلاح حماس
  • محللون: إسرائيل تضع 3 سيناريوهات لقضية نزع سلاح حماس
  • الدفاع الروسية: تحرير بلدتين شرق أوكرانيا وتكبيد الجيش خسائر كبيرة