هل تستغل حكومة السيسي الحرب على غزة لتمرير أجندة زيادة الأسعار؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
في قرار يثير مخاوف المصريين من موجة ارتفاعات جديدة بأسعار السلع بسوق يعاني فيه 105 ملايين نسمة من معدلات تضخم تاريخية، قررت حكومة رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، رفع أسعار البنزين صباح الجمعة، ما بين جنيه إلى 125 قرشا للتر، وبنسبة 14.3 بالمئة، في زيادة هي الـ15 لسعر الوقود في 4 سنوات.
ووفق ما نشرته، الجريدة الرسمية، تم رفع أسعار "بنزين 80" و"بنزين 92" بواقع (1.
"أجندة السيسي"
تلك الزيادة التي أبقت على سعر السولار البالغ ثمنه 8.25 جنيه للتر، تأتي في إطار سياسة رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، التي انتهجها منذ حزيران/ يونيو 2014، وحتى اليوم برفع أسعار الوقود بكل أنواعه والتي بدأها حينها بزيادة قدرها 50 بالمئة على البنزين والسولار.
وشكلت حكومات القاهرة منذ العام 2018، ما يعرف بـ"لجنة التسعير التلقائي"، بهدف إعادة تسعير الوقود كل 3 أشهر، عبر مراجعة ربع سنوية وفقا لأسعار النفط العالمية وسعر صرف العملات الأجنبية، وهو الأمر الذي يخضع خلال العامين الماضيين لرقابة صندوق النقد الدولي، في إطار حصول مصر على قرض بنحو 3 مليارات دولار.
وفي عهد السيسي، ومنذ العام 2013 وحتى اليوم، ارتفعت أسعار "بنزين 80" من 0.90 جنيهات للتر، إلى 10 جنيهات، و"بنزين 92"، من 1.85 جنيها للتر إلى 11.50، وسعر "بنزين 95" من 5.85 جنيهات للتر إلى 12.50 جنيها، فيما ارتفع سعر السولار من 1.10 جنيها للتر إلى 8.25 جنيهات للتر، وسعر أنبوبة الغاز المنزلي من 5 جنيهات إلى نحو 85 جنيها.
ورفعت الحكومة المصرية سعر الوقود العام الحالي ثلاث مرات منها واحدة للسولار في أيار/ مايو الماضي، فيما سجل عام 2022 أربعة زيادات في كانون الثاني/ يناير، ونيسان/ أبريل، وتموز/ يوليو، وتشرين الأول/ أكتوبر، ما سبقه رفع ثلاث مرات في 2021 خلال نيسان/ أبريل، وتموز/ يوليو، وتشرين الأول/ أكتوبر، فيما شهدت أعوام 2019، و2018، و2017، و2016، و2014 زيادة لمرة واحدة.
"توقيت سيء"
ومنذ آذار/ مارس 2022، يعاني السوق المصري من ارتفاعات تاريخية لجميع أسعار السلع والخدمات وبينها الوقود بأنواعه، وهو ما تزامن مع خفض لقيمة العملة المحلية 3 مرات، ما أثر على السوق المصرية وعلى أكثر من 60 بالمئة من المصريين الذين يعانون من الفقر، وفقا لتقرير للبنك الدولي عام 2019.
ووصل معدل التضخم لإجمالي البلاد إلى 40.3 بالمئة على أساس سنوي في أيلول/ سبتمبر الماضي، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي).
كما يتواكب ارتفاع أسعار الوقود هذه المرة مع أزمة تفاقم أسعار العملات الأجنبية في السوق الموازية، فبينما يبلغ سعر الصرف الرسمي للدولار وفقا لـ"البنك المركزي المصري"، نحو 31 جنيها، يصل بالسوق السوداء نحو 46.75 جنيها.
وفي الوقت الذي يبلغ فيه سعر صرف اليورو رسميا 33.08 جنيها، يلامس سعره بالسوق الموازية معدل 48.75 جنيها، وسجل بتلك السوق الريال السعودي 12 جنيها من 8.25 رسميا، وفق ما أكد أحد تجار العملة بالسوق السوداء، لـ"عربي21".
التاجر الذي يعمل بتجارة الأجهزة المنزلية وتحفظ على ذكر اسمه ومنطقة عمله، أكد أن "الحرب على غزة بالتأكيد إحدى أسباب اضطراب السوق المصري وانخفاض قيمة الجنيه مجددا"، متوقعا أن "تستمر تلك الزيادات بما يؤثر على سوق المعاملات المصرية في العملات والأسواق والبضائع".
وفي الوقت الذي توجه فيه السلطات المحلية، والمحافظين وإدارات المدن والمجالس المحلية بمتابعة تعرفة النقل لمنع زيادة التعريفة عن المقررة رسميا، إلا أن مواطنين أكدوا لـ"عربي21"، أن "هذه تصريحات للاستهلاك الإعلامي"، مشيرين إلى "غياب الرقابة"، مقابل انتهاز السائقين تلك الزيادة لرفع أسعار النقل والركوب.
"غسل يد السيسي"
القرار المنشور في الجريدة الرسمية المصرية صدر باسم وزير البترول طارق الملا، ولكنه في المقابل لم يحمل أية إشارة إلى رأس النظام فيه، بل إن فضائية "إكسترا نيوز" أذاعت خبرا عن دور السيسي في رفع الغلاء عن المصريين.
القناة المملوكة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة لجهات سيادية، قالت إن السيسي رفض طلبا للحكومة بزيادة سعر السولار، مكتفيا برفع سعر البنزين حرصا على محدودي الدخل، ووجه بترشيد استهلاك الحكومة من الوقود 50 بالمئة، وهو الخبر الذي أثار غضب متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
دا على اساس ان زيادة سعر البنزين مش هايتسبب في زيادة اسعار السلع الغذائية و كل حاجة !!؟؟ هو انتوا فاكرين انكم بتخاطبوا بها يم؟
ايه الشغل الرخيص دا ؟ دا انتوا ولا إعلام بها يم البنا ؟ عيب احترموا عقلية المواطن يا بها. يم ON on Twitter / X
وأعرب البعض عن مخاوفه من استغلال حكومة السيسي الحرب القائمة في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لتمرير قرارات برفع أسعار البنزين وبالتالي رفع باقي الأسعار، وهو ما حدث لمواد البناء وخاصة الأسمنت والحديد اللذين وصلا إلى أرقام تاريخية غير مسبوقة بأسواق البلاد.
وشهدت أسعار الحديد الأيام الماضية، ارتفاعا يصل 8500 جنيه، ليسجل سعر الطن 42 ألف جنيه، مقارنة بـ33 ألف جنيه قبل أيام.
تستغل عصابة على بابا والاربعين حرامي
انشغال الشعب المصري بأحداث غزة وتقوم بذيادة سعر #البنزين والذي بدوره سوف يتسبب بموجة غلاء الاسعار لأنه يرتبط بكثير من نواحي الحياة لأي دوله وأي زياده فيه تعني موجة غلاء قادمه. ناشط سياسي on Twitter / X
وكان المصريون يترقبون تعويما للعملة المحلية، وزيادات في أسعار جميع السلع، ورفع أسعار البنزين والسولار والغاز والكهرباء، والأجهزة الكهربائية بأنواعها، مع انتهاء الانتخابات الرئاسية المقبلة في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
ولكن ووفق مراقبين، يبدو أن حكومة السيسي، التي قررت تثبيت سعر الفائدة على الإيداع والاقتراض ليل الخميس، اتخذت من الحرب في غزة فرصة لتنفيذ سياساتها والتبكير بها.
"استغلال حالة التعاطف"
الخبير الاقتصادي المصري عبد الحافظ الصاوي، في حديثه لـ"عربي21"، قال إن "حالة التعاطف الموجودة الآن من المجتمع المصري تجاه غزة، والتفاعل مع دعوات المقاطعة -للبضائع الداعمة للاحتلال- يمكن أن تكون إحدى الأسباب التي استعجل لأجلها النظام رفع أسعار الوقود".
الكاتب والباحث الاقتصادي، أضاف: "ومع ذلك لنقرأ الحدث في إطار الممارسات السابقة"، موضحا أن "النظام ومنذ العام 2014، يأخذ قرارات رفع سعر الوقود بشكل شبه منتظم مع بداية العام المالي، ومع كل مرة في الدخول مع صندوق النقد الدولي باتفاقيات".
ويتوقع أن يكون "ما تم هو نوع من التمهيد لاعتماد صندوق النقد الدولي في نهاية كانون الأول/ ديسمبر المقبل، المراجعة الأولى والثانية للتسهيل المالي المقدر بـ3 مليارات دولار، والذي اعتمد خلال الشهور الماضية مع بداية العام الجاري".
ويرى الصاوي، أن "النظام هنا يواصل الضرر بالنواحي الاجتماعية من حيث رفع الأسعار، وارتفاع معدلات التضخم، ومن حيث مشكلة النقد الأجنبي، إلا أنه يعتمد على عصا الأمن الغليظة ليس أكثر ولا أقل".
وأعرب عن أسفه من أن "الأزمة الاقتصادية مازالت خانقة، ولا يزال النظام لا يمتلك رؤية ولا استراتيجية لا للحل ولا للخروج من الأزمة، وبالتالي لن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يتم فيها رفع أسعار الوقود، ولا ارتفاع معدلات التضخم، ولا تفاقم أزمة النقد الأجنبي".
وعن احتمالات استباق حكومة السيسي، الانتخابات الرئاسية بقرارات مجحفة بالمصريين ورفع للأسعار، يعتقد الصاوي، أنه "في مسألة انتخابات الرئاسية ليس لدى النظام ما يعكر صفوه ويجعله يضع أية حسابات لهذه العملية الصورية الفارغة من مضمونها والمحسومة، والمرشحين الهزليين أمام السيسي".
"اللحظة المناسبة"
وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري مجدي الحداد، إن "نية الحكومة برفع الأسعار، وتخفيض قيمة الجنيه، وفقا لإملاءات صندوق النقد الدولي، تسبق أحداث غزة بشهور، وكل ما في الأمر أن النظام كان ينتظر اللحظة المناسبة للتنفيذ دون استياء شعبي لا يمكن احتواؤه أو التحكم فيه".
الحداد، وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف أنه "يمكن تتبع نية النظام حول رفع الأسعار، ومن ثم تخفيض قيمة الجنيه، أو سعر الصرف منذ إعلان السيسي، نيته رفع قيمة المرتبات والمعاشات في أيلول/ سبتمبر الماضي".
وقرر السيسي، حينها تم زيادة علاوة (غلاء المعيشة الاستثنائية) لتصبح 600 جنيه بدلا من 300 جنيه، ورفع حد الإعفاء الضريبي بنسبة 25 بالمئة، من 36 ألف جنيه إلى 45 ألف جنيه للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، ومضاعفة (المنحة الاستثنائية) لأصحاب المعاشات والمستفيدين منها لتصبح 600 جنيه بدلا من 300 جنيه.
وأوضح المحلل المصري، أن "تلك القرارات جاءت بزعم التخفيف عن المواطنين من ارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة، وفقا لما نشرته الصحف الحكومية، لكن يجب أن ننتبه للمثل القائل: (الحدأة لا ترمي كتاكيت)".
ويرى أن النظام "كان يُخفي ويبيت نيته تلك التي داهمنا بها من خلال رفع أسعار المحروقات، وللمرة الثانية على التوالي في هذا العام، حيث تم رفع سعر البنزين في آذار/ مارس"، لافتا إلى أن "ارتفاع أسعار المحروقات يتبعه ارتفاع لأسعار كافة السلع والخدمات".
ويعتقد الحداد، أن "أحداث غزة، ومن وجهة نظر حكومة السيسي، كانت فقط بمثابة اللحظة المناسبة لتطبيق إملاءات صندوق النقد، المبيتة، والمعدة سلفا".
وأكد أن "هذا يعني أن ما يعطيه السيسي للشعب باليد اليمنى، يأخذه أضعافا مضاعفه باليسرى عبر رفع الأسعار وبمعدلات أكبر من معدلات زيادة الرواتب والمعاشات، ما دعا الناس لتمني عدم زيادة الرواتب، وذلك مقابل الحفاظ على ثبات الأسعار والإبقاء عليها دون زيادة".
وتساءل: "إلى متى تعول الحكومة على تحمل الشعب المصري وصبره على سياستها العبثية الظالمة القاسمة المراوغة؟ خاصة ونحن ليس فقط على أبواب انتخابات رئاسية قادمة يتمنى جل الشعب ألا تتم أصلا إذا كان المقصود من ورائها تمرير سياسات أخرى أخطر من رفع الأسعار، وما يمس حياة المواطن العادية اليومية".
وألمح إلى أن "توهمه (السيسي) من نجاحه المحتوم بها بمثابة تفويض جديد لتنفيذ أو التسبب في كوارث أخرى قد تنال من الوجود المصري ذاته، ولكننا أيضا على أبواب كانون الثاني/ يناير 2024، والتي ما فتئ السيسي، يذكرنا بأخطارها ومخاطرها في كل مناسبة، وكأن على رأسه بطحة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصريين أسعار الاقتصادي المحروقات مصر اقتصاد أسعار محروقات المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی أسعار الوقود حکومة السیسی رفع الأسعار رفع أسعار ألف جنیه
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.