كيف كشفت أحداث قطاع غزة «ازدواجية المعايير» لدى المجتمع الدولي؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
جملة حذرت منها مصر مرارًا وتكرارًا في أكثر من محفل مُهم نصها «ازدواجية المعايير» خاصة في التعامل مع القضية الفلسطينية، التي ظهرت بشأنها دعوات لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، الأمر الذي اعتبرته القيادة السياسية المصرية بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية وهو ما لا تسمح به على الإطلاق.
وفسّر صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ماهية ازدواجية المعايير، قائلًا: «تعني ثنائية التعامل تجاه المواقف الدولية وتقييمها وطرق التعامل معها واتخاذ المواقف بشأنها، وبمعني أدق هي سياسة الكيل بمكيالين تجاه التعاطي مع المواقف الدولية المختلفة بما يحقق المصلحة السياسية والاستراتيجية».
واسترشد «وهبة» في حديثه لـ «الوطن»، بمثال اتخاذ موقف بمناصرة الدولة المعتدية لتحقيق الأهداف والمصالح السياسية ويحافظ عليها: «هذا الأمر ما نراه بوضوح وبشكل فاضح في التطورات الخطيرة التي تشدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ السابع من الشهر الماضي والدعم الأمريكي والأوروبي غير المحدود لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة».
وصف الباحث بالمركز المصري، ما تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بأنه جرائم ضد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ترتقي في معظمها إلى جرائم حرب، ومن بينها استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وتجويع واستهداف وقتل المدنيين وغيرها من الجرائم التي لا يتسع المجال لذكرها: «وهنا اتخذت ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي مصطلح حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها عنوانًا لتبرير هذه الازدواجية».
ارتكاب العديد من المجازر تجاه أهالي غزةعند مقارنة المواقف الدولية تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية على سبيل المثال، بحسب صلاح وهبة، يتضح أن المجتمع الدولي اتهم موسكو بارتكاب جرائم ضد القانون الدولي وحقوق الإنسان دون أدلة واضحة، بينما في قطاع غزة شنت تل أبيب هجومًا واسع النطاق على كافة البنى التحتية واستهدفتها بقصف شامل، وارتكاب العديد من المجازر تجاه أهالي القطاع، ومن بينها مجزرة المستشفى المعمداني واستهداف سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى إلى معبر رفح.
إجمالي أعمال قوات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية في قطاع غزة، وفق «وهبة»، مواقف وجرائم غض المجتمع الدولي الطرف عنها بل وقام بتربيرها في بعض الأحيان، وهو ما يعد مثالا صارخًا على ما تواجهه القضية من إزدواجية معايير يمارسها المجتمع الدولي تجاهها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين غزة قطاع غزة المجتمع الدولي ازدواجیة المعاییر المجتمع الدولی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحول في الموقف الأوروبي تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة
عرضت قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا موسعًا حول التحول اللافت في مواقف بعض الدول الغربية تجاه إسرائيل، في أعقاب تصعيد عدوانها على قطاع غزة وفرضها خططًا لتهجير السكان قسريًا، بالتزامن مع منع إدخال المساعدات الإنسانية.
التقرير أشار إلى أن الدعم غير المشروط الذي كانت تحظى به إسرائيل، بدأ يتراجع بشكل واضح، حيث دخلت عدة دول على خط إجراءات قانونية حازمة. بريطانيا، صاحبة وعد بلفور المشؤوم، والتي لطالما كانت أبرز حلفاء تل أبيب، أوقفت محادثات التجارة مع إسرائيل وفرضت عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية. كما طالب نحو 800 خبير قانوني بريطاني بفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية ووزرائها، ومراجعة العلاقات التجارية معها.
وأضاف التقرير أن خطوات لندن وجدت صدى في الاتحاد الأوروبي، حيث بدأت دول أخرى مراجعة اتفاقيات الشراكة التاريخية مع إسرائيل. على الأرض، تستمر المعاناة في غزة، حيث يتعرض القطاع لعدوان متواصل ليل نهار، وسط قصف متكرر، تدمير واسع، وحصار خانق أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، ما دفع منظمات الإغاثة إلى التحذير من وقوع كارثة إنسانية، واتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
من القارة الأوروبية، برز موقف ألمانيا، حيث عبّر المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس عن غضب بلاده من استهداف البنية التحتية في غزة، وأكد أن برلين لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمرت الانتهاكات. وفي فرنسا، نددت الحكومة بمنهج الحرب الإسرائيلية، وأعلن رئيس وزرائها بدء إجراءات للاعتراف بالدولة الفلسطينية بالتنسيق مع كندا وبريطانيا. الموقف الفرنسي تبعه تأييد سويدي، حيث استدعت ستوكهولم السفير الإسرائيلي وطالبت بعقوبات أوروبية ضد تل أبيب.
وفي ختام التقرير، أكدت القاهرة الإخبارية أن بعد صمت استمر لأكثر من 19 شهرًا، بدأ صوت الضمير الغربي يعلو من جديد، ولو من بعض الدول فقط، للمطالبة بوقف الحرب وجرائم الإبادة بحق شعب أعزل لا يطلب سوى حقه المشروع في العيش فوق أرضه، وتحت علم دولته، كما تفعل كل شعوب العالم.