تعرف على الصدقة وأنواعها وفوائدها
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
الصدقة هي عبارة عن العطية التي يُقدمها الإنسان بهدف كسب ثواب من الله تعالى.
ويُعتبر القيام بالصدقة من أعظم الأعمال المحببة إلى الله، لأنها تعكس الإيمان بالله واليقين بأن الرزق بيده وحده.
ويشير القرآن الكريم إلى هذا الأمر بمقولة: "قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ". وفي سورة البقرة، وصف الله المؤمنين المتقين بأنهم يقومون بأداء الصدقات والزكاة ابتغاء مرضاة الله.
والصدقات تساهم في حلول الخير ونزول البركة، حيث يُضاعف الله للمتصدق أمواله بمضاعفات كبيرة، وذلك تأكيدًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "قال الله: يا ابن آدم، أنفق، أنفق عليك"، والصدقة تلعب أيضًا دورًا في تخفيف الضغط وزيادة سعادة النفس.
أنواع الصدقات
الصدقة تنقسم إلى نوعين رئيسيين: صدقة النافلة والصدقة المفروضة، والأولى هي الصدقة التي تُقدم بمحبة واختيار شخصي دون وجوب شرعي.
أما الثانية، فهي الزكاة الواجبة وتُفرض شرعًا على الأموال التي تتوافر فيها شروط معينة.
صدقة النافلة تشمل أي عمل من أعمال الخير والعطاء التي يقوم بها الإنسان تطوعًا. تشجع الشريعة الإسلامية على صدقة النافلة من خلال العديد من النصوص الدينية، حيث يقال أنها تطفئ غضب الله وتصدّ عنا السوء.
أما الزكاة المفروضة، فهي الزكاة الواجبة وتشمل مالًا معينًا يتحقق فيه مجموعة من الشروط. يجب دفع الزكاة على الأموال التي تتوافر فيها الشروط المحددة، وهذه الزكاة تمثل واجبًا شرعيًا ملزمًا على المسلمين. يُذكر أن الزكاة تعمل على تنقية المال وتحقيق البركة والزيادة في الأموال.
شروط الزكاة في الإسلام
1. الإسلام: الشخص يجب أن يكون مسلمًا لتجب عليه الزكاة، حيث أن الزكاة تعتبر عبادة إسلامية.
2. البلوغ: الصبي غير مكلف بالزكاة حتى يصل إلى سن البلوغ وتجب عليه الصلاة، لأنه لا يتمتع بالقدرة على الإلزام بالواجبات الدينية.
3. العقل: المجنون غير مكلف بالزكاة حتى يعود إلى عقله ويكون قادرًا على فهم الواجبات الدينية.
4. الحرية: العبودية لأحد لا تجعله ملزمًا بدفع الزكاة على ماله لأن ملكيته للسيّده.
5. النصاب: الزكاة تجب فقط عندما يبلغ مال الشخص نصابًا محددًا وهو الحد الأدنى المحدد شرعًا لتوجيب الزكاة. يختلف هذا النصاب باختلاف أنواع الأموال.
6. المِلك: يجب أن يكون المال مملوكًا للشخص بحيث يملك حق التصرف فيه.
7. النماء: المال يجب أن يكون قابلًا للنمو والزيادة.
8. الحول: الزكاة لا تجب إلا بعد مرور حولان سنة كاملة على المال. وهذا يعني أن يجب دفع الزكاة بعد مضي سنة هجرية كاملة على المال.
فوائد الصدقة
الصدقة لها فوائد كبيرة وفضائل عديدة في الإسلام. إليك بعض الفوائد المهمة للصدقة:
1. الوقاية من النار: الصدقة تعتبر وسيلة للتكفير عن الذنوب والذوق من نعم الله. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة"، مشيرًا إلى أن الصدقة تقي الإنسان من العذاب في الآخرة.
2. الشفاء من الأمراض: يعتقد البعض أن الصدقة يمكن أن تكون وسيلة للشفاء من الأمراض البدنية، وهذا يعكس العقيدة في البركة والرحمة التي يمكن أن تأتي مع العطاء.
3. دخول الجنة من باب خاص: يُقال إن المتصدقين سيدعون يوم القيامة من باب الصدقة إلى الجنة. هذا يظهر القيمة العظيمة التي يضعها الإسلام على الصدقة وأهميتها في تحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.
بالإضافة إلى هذه الفوائد، الصدقة تسهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين وتعزز التعاون والأخوة في المجتمع، وتساهم في توزيع الثروة بشكل أكثر عدالة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصدقة فوائد الصدقة
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان على علم بيوم عاشوراء قبل هجرته إلى المدينة، مشيرًا إلى أن صيام هذا اليوم لم يكن بدعة يهودية كما يظن البعض، بل كان معروفًا عند قريش في الجاهلية، وكانوا يصومونه ويعظمونه، كما ورد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة في ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة، ظل مقيمًا بها حتى دخل شهر محرم من السنة الثانية للهجرة، وعندها وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فصادف ذلك ما كان يعرفه ويصومه النبي من قبل، فوافق الأمر ما كان عليه في مكة، لا العكس.
وأضاف الجندي أن قريش، رغم شركها وعبادتها للأوثان، كانت تحتفظ ببقايا من دين إبراهيم عليه السلام، ولذلك كانوا يعرفون الحج، ويعرفون المناسك، ويعرفون حرمة الأشهر الحرم، ومن ضمنها شهر الله المحرم، مستشهدا بأن القرآن أثبت معرفتهم بالحج قبل الإسلام، كما قال الله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله"، وهو ما يدل على أن هذه الشعائر كانت موجودة ومعروفة من قبل، لكن المشركين حرفوها وأدخلوا فيها ممارسات مخالفة.
وأشار الجندي إلى أن كثيرًا من روايات العلماء كالنووي وابن حجر وابن القيم وابن الجوزي، أوردت أن قريش وقعت في ذنب عظيم، يُرجّح أنه كان الاعتداء على حرمة الأشهر الحرم، فأرادوا أن يتقربوا إلى الله بصيام يوم عاشوراء، تكفيرًا عن هذا الذنب، وهذا يدل على شعور ديني دفين عندهم رغم وثنيتهم.
وأوضح أن قريش كانت تسأل أهل الكتاب في بعض أمور الدين، وكانوا يلجأون إليهم لمعرفة ما لا يعلمونه، كما حدث عندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة بتوجيه من اليهود، مثل قصة أصحاب الكهف.
وشدد الشيخ خالد الجندي على أن الإسلام جاء ليصحح ويضبط تلك الشعائر، ويعيدها إلى أصلها الإبراهيمي الصافي، فكما فُرض الصيام على الأمم من قبل، فقد كُتب أيضًا على المسلمين، كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم".