البوليتكنك تستضيف باحثة من جامعة فلوريدا الدولية لدراسة سبل دعم رائدات الأعمال البحرينيات وإمكانية استخدامهن للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
ضمن برنامج التبادل الطلابي فولبرايت (Fullbright)، تستضيف كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) الباحثة سوزانا فويرتس من جامعة فلوريدا الدولية (FIU)، حيث ستقوم خلال العام الأكاديمي 2023-2024م بإجراء أبحاث ترتكز على تحليل مسارات إنشاء حاضنات مستدامة وفعالة لرائدات الأعمال البحرينيات، وإمكانية استخدامهن للذكاء الاصطناعي لتطوير استراتيجيات من شأنها دعم استدامة مشاريعهن.
وأضافت أن هذه الدراسة سوف تحلل كيفية استخدام رائدات الأعمال البحرينيات لأدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير آليات دعم مخصصة تتيح الاستدامة التشغيلية والمرونة الشخصية، وإمكانية استخدام رائدات الأعمال البحرينيات لأدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء بنية تحتية مخصصة للمساعدة الاجتماعية والتجارية، مشيرةً إلى أن نتائج البحث ستساعد في تقديم توصيات لحاضنات الأعمال وواضعي السياسات ومطوري الذكاء الاصطناعي الذين يهدفون إلى زيادة تمكين ريادة الأعمال المستدامة للمرأة في البلاد. إضافة إلى أنه من خلال هذه الدراسة أيضًا يمكن معرفة كيف تمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تركز على الإنسان إمكانات هائلة لإنشاء الجيل القادم من البنى التحتية الداعمة المخصصة للنساء، والتي تجعل ريادة الأعمال النسائية المستدامة ممكنة في البحرين والمنطقة.
إلى ذلك، عبر عميد البحوث التطبيقية والابتكار في البوليتكنك الدكتور فيليب برينجيت بالقول: «يسعدنا استضافة السيدة فويرتس كجزء من برنامج فولبرايت. تساعد مثل هذه العلاقات الدولية الجامعات على تبادل أفضل الممارسات، وتسمح للأبحاث بتجاوز الحدود والثقافات». مشيرًا إلى أن «موضوع بحث السيدة فويرتس يتماشى مع مهمة بوليتكنك البحرين في دعم البحوث التي تدعم التنمية المستدامة والمساواة. إن مملكة البحرين هي دولة رائدة عالميًا في تمكين ريادة الأعمال النسائية، ونحن واثقون من أن بحث السيدة فويرتس سيعتمد نموذج البحرين كمفتاح لنجاحه». ومن جانب آخر، قامت السيدة سوزانا فويرتس بالتبرع بمجموعة كتب تدور حول موضوعات مختلفة في مجال الأعمال وريادة الأعمال، معظمها من تأليف أساتذتها في جامعة فلوريدا الدولية (FIU) إلى مركز مصادر المعلومات في بوليتكنك البحرين.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟
الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.
الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.
سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".
تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.
حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.
أمجد الطاهر (أبوظبي)