مَنْ هي الدول العربية التي تحارب صنعاء نيابة عن إسرائيل ؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أحمد بركة، أمس الأحد، إنّ الدعم اليمني لفلسطين لا مثيل له، وإنه فعل كل شيء من أجل دعم فلسطين، و"لم يترك حُجةً لأحد"، في إشارة إلى أن اليمن بدعمه الكبير للشعب الفلسطيني الذي يواجه حرباً إسرائيلية متوحشة أقام الحُجة على كل الأنظمة العربية، داعياً من أراد البحث عن العروبة إلى التفتيش عنها في اليمن، حسب تعبيره.
الهجمات الصاروخية التي نفذتها قوات صنعاء باتجاه إسرائيل، دعماً ومساندة للفلسطينيين في حربهم ضد قوات الاحتلال، وضعت عدداً من الدول العربية في موقف مُحرج للغاية، وأمام خيارات صعبة، وتحديداً أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تساند الفلسطينيين وتدخل خط المواجهة كما يجب وينبغي بحكم الانتماء للدين والعروبة، وإما أن تقف إلى جانب إسرائيل، العدو التاريخي والأزلي للأمة العربية، وهذا هو الأخيار الأصعب، إذا ما تم النظر إلى مواقف الشعوب العربية واحتقانات الغضب التي أوجدتها مواقف حكامهم وحكوماتهم المتخاذلة مع قضية العرب الأولى والمركزية، إذ أن هذه الاحتقانات ستتحول وعن قريب إلى انفجارات سيدفع أولئك الحكام ثمنها باهظاً.
وكانت السعودية من الدول التي شعرت أنظمتها بالخوف من شعوبها بعد مشاركة صنعاء رسمياً وشعبياً في معركة غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فأطلقت كُتابها وجيوشها الإلكترونية لشيطنة صنعاء وقياداتها، لتصوير موقف صنعاء المتقدم لنُصرة الفلسطينيين على أنه تأجيج للحرب وتوسيعها على مستوى الإقليم.
المملكة التي انكشفت بشكل مخزٍ أعلنت اعتراضها صاروخاً أطلقته قوات صنعاء من منطقة حدودية باتجاه إسرائيل، ولم تتحرّج من كونها تجاهر بأكبر سوء على مدى التاريخ، إذ تجاوز موقفها خذلان الفلسطينيين وتأييد إسرائيل إلى مستوى أن تضع نفسها حارساً لأمن وسلامة الكيان المحتل، بالتصدي لصواريخ ومسيّرات صنعاء، موفِّرة على جيش الاحتلال أعباء الدفاع وتكاليف المضادات الجوية، لكن فئة كبيرة وواسعة من الشعب السعودي ترفض وقوف النظام الملكي إلى جانب الإسرائيليين، ولم تؤثر فيهم إلهاءات هيئة الترفيه التي تصرف اهتمامات الناس هناك عن قضية إخوانهم في فلسطين برفع وتيرة الحفلات والمهرجانات الفنية، وكأن ما يحدث في غزة إحدى الحفلات التي تقيمها، ومن أجل قمع هؤلاء شدد النظام السعودي إجراءاته القمعية لردع أي مظهر من مظاهر التأييد لفلسطين، بل وأطلق خطباء المساجد فيما يشبه حملة فتاوى حيث يعظون الناس بألّا يخرج موقفهم من حرب إسرائيل على غزة عن موقف حكومتهم، بل اعتبروا ذلك خروجاً عن طاعة ولي الأمر ومعصية لله وخيانة للوطن.
وفي إطار التأييد والدعم السعودي لإسرائيل نشر الصحافي اليمني زكريا الشرعبي، في تدوينة على موقع إكس، معلومات مرفقة بصور بيانات تطبيقات الملاحة الجوية، تفيد بأن السعودية تقدم دعماً عسكرياً للجيش الإسرائيلي في حربه على الفلسطينيين بقطاع غزة، وقال إن طائرات حربية تنطلق من قاعدة الأمير سلطان في الرياض لدعم كيان العدو الإسرائيلي، موضحاً أن القيادة المركزية الأمريكية الوسطى أعلنت أن طائرة KC-135 Stratotanker نفذت عملية تزويد بالوقود جواً في سماء المنطقة لقاذفة القنابل الاستراتيجية b1- لانسر التي أرسلتها واشنطن لدعم الجيش الإسرائيلي.
من قاعدة الأمير سلطان في الرياض تنطلق طائرات حربية لدعم كيان العدو الإسرائيلي...
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية الوسطى أن طائرة KC-135 Stratotanker نفذت عملية تزويد بالوقود جوا في سماء المنطقة لقاذفة القنابل الاستراتيجية b1- لانسر والتي أرسلتها واشنطن لدعم كيان العدو… pic.twitter.com/lrj11VJakt
وأكد الشرعبي أن طائرة KC-135 رُصدت أثناء تحليقها في سماء الرياض للتزود بالوقود ثم اتجهت شمالاً، كما رُصدت طائرتان أيضاً من النوع نفسه تقلعان من قاعدة الأمير سلطان في الرياض وتتجهان غرباً لتزويد الدوريات الجوية القتالية الإسرائيلية والأمريكية في سماء البحر الأحمر بالوقود، وفق بيانات تطبيقات الملاحة الجوية.
المملكة الأردنية الهاشمية، هي الأخرى حريصة على أن تبقى في دائرة الرضى الإسرائيلي، ولم تدخّر جهداً في حماية الكيان المحتل ولو على حساب دماء تلك الآلاف من أبناء غزة الذين يصب فوقهم جيش الاحتلال أسوأ وأبشع أشكال الإبادة الجماعية، وعبّرت الأردن عن ولائها وتفانيها في حماية الكيان المحتل من خلال عدد من الإجراءات، بدءاً من قمعها التظاهرات الشعبية المؤيدة لفلسطين، وصولاً إلى اعترافها- غير عابئة بشيء سوى نيل الرضى الإسرائيلي- بأنها اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته قوات صنعاء باتجاه فلسطين المحتلة.
وسائل إعلام أردنية غير رسمية تداولت صوراً للصاروخ اليمني من نوع "قدس"، عقب اعتراضه من منظومة دفاع جوي أمريكية نوع "باتريوت".
الاعتراف الأردني والصور التي تم نشرها وتداولها للصاروخ اليمني الذي اعترضته دفاعاتها الجوية، جاء عقب ساعات على إشارة وسائل إعلام إسرائيلية إلى فتح قوات الاحتلال تحقيقاً عن احتمالات تورط عَمّان في قصف صاروخي من اليمن استهدف قاعدة أمريكية سرية في مطار رامون بصحراء النقب لا تعرفها سوى الأردن.
ورغم أن الأردن حرصت على إظهار انحيازها لإسرائيل وأعلنت تصديها بالنيابة عنها لخطر داهم كان قادماً من اليمن، كما تقدمت بطلب للولايات المتحدة الأمريكية لتزويدها بمنظومة دفاع جوي من نوع باتريوت للدفاع عن إسرائيل، إلا أن تل أبيب لم تعترف لها بهذا المعروف، بل وجهت لها اتهامات بأنها لا تتعامل بجدية وفاعلية في مواجهة الصواريخ الباليستية العابرة للحدود- حسب وسائل إعلام إسرائيلية- وكما لو أن الجيش الأردني عبارة عن كتيبة تابعة للجيش الإسرائيلي.
وعلى صعيد حرص دول عربية على كسب رضى إسرائيل وتجنّب غضبها أو اتهامها بالتقصير في الدفاع عنها والوقوف إلى جانبها، نقلت قناة (كان) الإسرائيلية، خلال الأسابيع الماضية، عن المتخصص في شؤون العالم العربي روعي كايس، أن هناك دولاً عربية تخشى الدخول إلى دائرة النار، منذ بدأت صنعاء إطلاق صواريخها ومسيَّراتها باتجاه إسرائيل.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن "الإمارات هي أكثر الدول قلقاً"، مشيراً إلى أن عضواً في البرلمان الإماراتي- لم يفصح عن اسمه- قال إنّ الرد الإسرائيلي على صنعاء قد يؤدي إلى اتساع الحرب.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: فی سماء
إقرأ أيضاً:
محللون: إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من اليمن وغزة ومتورطة بحرب استنزاف
اتفق محللون وخبراء سياسيون على أن إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من قطاع غزة واليمن، وأنها تدفع ثمنا متصاعدا لحرب استنزاف طويلة الأمد أرهقت المجتمع الإسرائيلي وفرضت عليه أعباء نفسية واقتصادية، في ظل عجز واضح عن تحقيق أهدافها العسكرية أو كبح الهجمات المتواصلة التي تستهدف عمقها الحيوي.
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "مسار الأحداث" على قناة الجزيرة، تناولت تزامن تطورين ميدانيين بارزين، تمثَّل الأول في عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والثاني في إطلاق صاروخ جديد من اليمن وصل إلى أجواء القدس، في تصعيد وصفه ضيوف الحلقة بأنه يمثل تحولا ميدانيا لافتا يزيد من مأزق الاحتلال.
ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن إسرائيل باتت أمام مشهد غير مسبوق، إذ تجد نفسها عاجزة عن التعامل مع صواريخ الحوثيين رغم امتلاكها منظومة دفاعية متقدمة، مشيرا إلى أن الأثر السيكولوجي لهذه الضربات ينعكس على أكثر من 1.5 مليون إسرائيلي يضطرون للنزول إلى الملاجئ في كل إنذار.
وأكد أن جماعة الحوثي استطاعت فرض معادلات جديدة باستخدام وسائل محدودة تحقق أثرا إستراتيجيا كبيرا، بينما تنفق إسرائيل موارد ضخمة دون تحقيق مردود فعلي، مشيرا إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن رغم الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يكشف محدودية قدرة الردع الإسرائيلي والأميركي.
إعلانفي موازاة ذلك، أشار حنا إلى أن الكمين الذي نفذته المقاومة في جباليا تميز بتعقيده واستمراره رغم محاولات طائرات الاحتلال إجلاء المصابين، موضحا أن استخدام مروحيات قتالية بدلا من طائرات الإنقاذ يؤكد أن الاشتباكات كانت على مسافة صفر، وأن جيش الاحتلال عجز عن تأمين ميدان القتال بما يسمح بعمليات الإنقاذ.
تعميق أزمة الاحتياطمن جهته، رأى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة، وفي جباليا تحديدا، تعمّق من أزمة قوات الاحتياط، خاصة بعد خفض فترة الخدمة الموعودة من 130 يوما إلى 75 فقط، في ظل اتساع رقعة العمليات وارتفاع الخسائر البشرية.
وأكد مصطفى أن حرب الاستنزاف الجارية حاليا تنعكس سلبا على المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من إرهاق نفسي وانقسام داخلي حاد، لافتا إلى أن جنود الاحتياط هم من مختلف شرائح المجتمع، وأن تراجع حماستهم للخدمة يعكس انحسار التأييد الشعبي لاستمرار الحرب.
وأوضح أن الانخراط في العمليات العسكرية تراجع من نسبة 85% عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى أقل من 50% حاليا، مشددا على أن الفشل في حسم الحرب أو تحقيق أهداف أمنية واضحة عمّق من أزمة الثقة بين المجتمع والحكومة.
أما الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، فرأى أن العملية الأخيرة في جباليا نكأت جراح الاحتلال وأظهرت إخفاقاته المتكررة رغم محاولاته السابقة لاحتلال المنطقة، مضيفا أن الصاروخ اليمني الذي وصل أجواء القدس جسد فشلا جديدا في احتواء التهديدات القادمة من الجبهة الجنوبية.
وأشار شاكر إلى أن الاحتلال بات يعيش مأزقا مركبا، فهو عاجز عن فرض سيطرته الميدانية، ويواجه عزلة دولية متزايدة نتيجة ممارساته، لافتا إلى أن عمليات المقاومة تعيد فرض معادلة ميدانية رغم الجوع والمعاناة في غزة، وتعزز الشعور بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم.
إعلان إرباك متزايدفي السياق نفسه، أكد العميد إلياس حنا أن الأثر النفسي الذي تسببه الصواريخ اليمنية لا يقل أهمية عن أثرها الميداني، موضحا أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل لحماية منشآتها الحيوية كإغلاق مطار بن غوريون وإنزال السكان إلى الملاجئ تشير إلى مستوى الإرباك الذي تحدثه هذه الهجمات.
وأوضح أن إسرائيل تفتقر إلى "دواء" فعّال لوقف هذه الصواريخ، فهي عاجزة عن استهدافها قبل إطلاقها، ولا تملك معلومات كافية عن البنية اللوجستية التي تمكّن الحوثيين من الاستمرار في إطلاقها، مما يفرض تحديات أمنية حقيقية لا يمكن تجاوزها عبر التصريحات السياسية.
بدوره، شدد مصطفى على أن المجتمع الإسرائيلي بات أسير الحرب الممتدة، وأن تعطشه للعودة إلى الحياة الطبيعية يواجهه قصف من غزة وصواريخ من اليمن، مشيرا إلى أن المأزق لا يكمن فقط في فشل عسكري، بل في هشاشة داخلية تهدد بإعادة إنتاج الهزيمة على المستويين السياسي والاجتماعي.
وأضاف أن استمرار الحرب بات وسيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على سلطته، مستندا إلى حالة الطوارئ لتمرير سياسات تتعلق بالقضاء وبنية الدولة، مرجحا أن يسعى إلى إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول 2026.
رسالة تاريخيةفي المقابل، رأى حسام شاكر أن صمود غزة وتواصل الضربات اليمنية يوجهان رسالة تاريخية بأن الاحتلال لم يعد قادرا على فرض هيبته، وأن الرأي العام العالمي بدأ يغيّر نظرته بشكل جذري تجاه إسرائيل، حتى داخل الدوائر التي كانت داعمة تقليديا لها.
وأوضح شاكر أن التحولات الجارية على الأرض وتغير المزاج الدولي، بما في ذلك تصريحات لمسؤولين أميركيين تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، تعكس حالة انكشاف غير مسبوقة للاحتلال، وتقلص من قدرته على ترويج صورته كدولة طبيعية أو مسالمة.
من جانبه، اعتبر حنا أن العمليات الميدانية للمقاومة مثل كمين جباليا وقصف الشجاعية ليست معزولة بل تخدم رؤية إستراتيجية تقوم على استنزاف الاحتلال وتفكيك خططه العسكرية، عبر معارك مركّبة تنفذها مجموعات صغيرة بأسلحة متواضعة لكن فاعلة.
إعلانأما الدكتور مهند مصطفى، فرأى أن إسرائيل لن تكون جاهزة لأي مراجعة كبرى في ظل استمرار الحكومة الحالية والحرب المستمرة، مرجحا أن تبدأ هذه المراجعة فقط بعد توقف العمليات وسقوط حكومة نتنياهو، باعتبار أن استمرار حالة الطوارئ هو ما يضمن بقاءها.
وأكد مصطفى أن الأفق السياسي في إسرائيل بات مسدودا، وأن حالة الاصطدام مع كل الأطراف -بما فيها المؤسسة القضائية والمجتمع الدولي- أصبحت سمة المرحلة، فيما تزداد المعضلات نتيجة إخفاقات ميدانية وتقديرات إستراتيجية أثبت الواقع بطلانها.