المتطوعون السوريون إلى جانب روسيا: كم عددهم وأين يقاتلون ومقابل ماذا؟
تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT
نقل موقع روسي عن مصادر عربية قولها إن أكثر من 40 ألف مقاتل سوري أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى روسيا في قتالها ضد أوكرانيا.
وفي تقرير له عن الموضوع نشره موقع "نيوز ري" الروسي، ذكر الكاتب ماتفي زاجوني أن الرئيس السوري بشار الأسد أعلن قبل 3 أشهر أن بإمكان من يودون التطوع إلى جانب موسكو التقدم مباشرة إلى الجانب الروسي، كما أن وسائل إعلام عربية وغربية كشفت عن انضمام عشرات الآلاف من المواطنين السوريين إلى الحرب الروسية على أوكرانيا.
في 6 مارس/آذار 2022، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن روسيا بدأت تجنيد متطوعين سوريين لإرسالهم إلى جبهة القتال ضد أوكرانيا.
وفي الحادي عشر من الشهر ذاته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو رسميًا أن أكثر من 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط أعربوا عن رغبتهم في الذهاب إلى أوكرانيا لمؤازرة القوات الروسية.
من جانبها، اعترفت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، أن مشاركة السوريين في الحرب الروسية على أوكرانيا وتلقي أموال مقابل ذلك أضحت الفرصة الوحيدة لتأمين حياة مناسبة بالنسبة للعديد من السوريين.
كم من المال يُعرض على السوريين؟
وفقًا للمعلومات المتاحة، يحصل المتطوعون السوريون في ساحة الحرب على مبالغ مختلفة تعتمد على الخبرة والكفاءة وقرب الخدمة من الخط الأمامي.
ووفقا لبعض المعلومات، يجني السوريون حوالي 7 آلاف دولار عن كل 7 أشهر من النشاط داخل أراضي أوكرانيا. وتزعم مصادر أخرى أن الراتب الشهري يناهز 3 آلاف دولار. وخلال مدة قتال المتطوع إلى جانب روسيا، تزوّد عائلته في المنزل بمواد غذائية، وفي حالة وفاته تتلقى عائلته تعويضات تناهز 15 ألف دولار.
ما المطلوب من المتطوعين السوريين؟يقول محللو المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إن الشرطين الرئيسيين للاختيار هما: امتلاك المتطوع خبرة في العمليات القتالية، وأن يكون عمره بين 23 و43 عامًا.
كم عدد المتطوعين السوريين في هذه الحرب؟أورد الكاتب أن المقاتلين الأكثر خبرة من المجموعات القتالية الذين درّبهم الجيش الروسي في سوريا، وقاتلوا بنجاح ضد "المنظمات الإرهابية" ويتقنون اللغة الروسية، هم فقط من اجتازوا الاختبار النهائي.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن هؤلاء هم بالأساس مقاتلون من الفيلق التطوّعي الخامس والفرقة 25 من قوات النخبة الخاصة في الجيش السوري، المسماة بــ"قوات النمر".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد اجتاز بعض مقاتلي "لواء القدس" التابع للنظام السوري ممن حققوا نجاحا في المعارك ضد الجماعات المقاتلة، الاختبار أيضًا.
لماذا لم يصل جميع المتطوعين السوريين إلى جبهة القتال؟
في مارس/آذار من العام الماضي، اعترف المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي بأن الجيش الأميركي لم يلاحظ تدفقا للمرتزقة السوريين المستأجرين أو المجندين إلى روسيا، وقد فسرت واشنطن ذلك بتجاهل بعض المتطوعين المتطلبات اللازمة.
وفي غضون ذلك، طرحت الوكالات العربية رواية أخرى اعتبرت أن روسيا لم تخصص الموارد الكافية لإعادة تدريب عشرات الآلاف من السوريين الذين اعتادوا على ظروف الحرب الأخرى.
وذكرت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن روسيا لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير من المتطوعين السوريين، الذين لا يمكنهم تغيير موازين الصراع بسبب حاجز اللغة، بل بالعكس يرى عدد من المحللين أن وجودهم يعيق المهام القتالية. وبحسب المؤسسة، لا يستطيع هؤلاء السوريون القيام سوى ببعض أبسط المهام، مثل حراسة المنشآت أو التنظيف.
ماذا يفعل المتطوعون السوريون؟ووفقًا لمصادر "ميدل إيست آي" في دمشق، فإن السوريين الذين انضموا إلى جبهة الحرب في أوكرانيا، يعملون بشكل أساسي في حماية المواقع في لوغانسك ودونيتسك. وفي هذا الصدد، ينقل الكاتب عن مصدر لم يكشف عنه قوله: "السوريون لم ينخرطوا في قتال حقيقي، فهم يؤدون بشكل أساسي مهام لوجستية بالقرب من خط المواجهة".
وقد زعمت وسائل الإعلام أن السوريين يرسَلون إلى الخطوط الأمامية فقط في الحالات الملحة، وقد رُصدت مشاركة متطوعين سوريين ينتمون لشركات عسكرية خاصة في معارك دونيتسك وخيرسون.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
روسيا تطالب بمحادثات مع أوكرانيا "بدون حضور تركي أو أميركي"
قال مصدر دبلوماسي أوكراني، الجمعة، إن روسيا تطالب بإجراء محادثات مع أوكرانيا في إسطنبول من دون حضور ممثلي تركيا أو الولايات المتحدة، مضيفا أن هذه الخطوة تظهر أن موسكو "تقوض جهود السلام".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "مؤشر آخر على أن الجانب الروسي يقوض جهود السلام. جئنا لإجراء محادثات جادة بينما يضع الروس مطالب وشروطا. هذا يثير شكوكنا فيما إذا كان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أرسلهم لحل المشكلات أم لمجرد تعطيل العملية".
وفي وقت سابق من الجمعة، قال شاهد من "رويترز" إن رئيس الوفد الروسي لمحادثات السلام مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي وصل إلى فندق في إسطنبول للقاء مسؤول بالحكومة الأميركية.
ومن المقرر أن تبدأ روسيا وأوكرانيا أول محادثات مباشرة بينهما منذ 3 سنوات، الجمعة.
والتقى مفاوضون من الولايات المتحدة وتركيا الوفد الأوكراني لإجراء محادثات في إسطنبول صباح الجمعة، قبل المحادثات المباشرة المقررة بين أوكرانيا وروسيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية هاكان فيدان ترأس الاجتماع.
لكن أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته انتقد بوتين، لعدم التوجه إلى تركيا للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال روته لدى وصوله إلى اجتماع للقادة الأوروبيين في تيرانا: "يعلم (بوتين) جيدا أن الكرة في ملعبه وأنه في ورطة. ارتكب خطأ كبيرا بإرسال وفد منخفض المستوى. يجب أن يكون جادا بشأن رغبته في السلام".
وتابع: "اعتقد أنه من الجيد للغاية أن الأوكرانيين حضروا إلى الطاولة. أرسلوا وفدا يرغب حقا في التفاوض في وقف إطلاق النار".