تعاني بريطانيا منذ شهور طويلة من مشكلة التضخم، وانخفضت أسعار البقالة إلى خانة الآحاد للمرة الأولى منذ 16 شهرًا تقريبًا، مع تراجع ضغط تكلفة المعيشة، كما أظهرت البيانات أن معدل التضخم في قطاع البقالة البريطاني انخفض إلى 10% مقارنة مع 12.1 في سبتمبر الماضي، بحسب رويترز.

وألمح هوو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بحلول منتصف العام المقبل، لكنه حذر من أن الأحداث العالمية، المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من المحتمل أن تُبعد بنك إنجلترا عن مساره، وتزيد من مشكلة التضخم.

الملك تشارلز يتحدث عن التضخم في بريطانيا

وألقى الملك تشارلز الثالث، خطاب العرش الأول له أمام البرلمان اليوم الثلاثاء، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات، وقال الملك تشارلز إن حكومة ريشي سوناك، تواصل معالجة التضحم ودعم بنك إنجلترا من خلال العديد من القرارات التي تتخذها بشأن الإنفاق والاقتراض، بحسب صحيفة إندبندنت البريطانية.

الملك تشارلز: تركيز وزرائي ينصب على زيادة النمو الاقتصادي

وأضاف الملك تشارلز: «تركيز وزرائي ينصب على زيادة النمو الاقتصادي وحماية صحة وأمن الشعب البريطاني للأجيال القادمة، حكومتي ستستمر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض التضخم، وتخفيف تكاليف المعيشة للعائلات ومساعدة الشركات على تمويل الوظائف الجديدة والاستثمارات».

وأكد الملك تشارلز خلال خطابه الأول أنه وزرائه سيدعمون بنك إنجلترا: «ستساعد هذه القرارات الشؤون المالية للأسر، وتخفض ديون القطاع العام، وتحمي الأمن المالي للبلاد».

كما تحدث الملك تشارلز في أول خطاب للملك منذ أكثر من 70 عامًا، قائلًا إن الحكومة ستتخذ قرارات صعبة ولكنها ضرورية طويلة المدى لتغيير البلد نحو الأفضل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التضخم في بريطانيا التضخم بريطانيا الملك تشارلز الملک تشارلز بنک إنجلترا

إقرأ أيضاً:

هل كان عبد الناصر صادقا فى خطاب التنحي؟

نسافر بالزمن لنستقرئه، علنا نتعلم لحاضرنا وغدنا.

كان خطاب جمال عبد الناصر يوم 9 يونيو 1967 الشهير بـ»خطاب التنحي» لحظة فارقة فى تاريخ مصر الحديثة. فقد خرج رجل كان ملء السمع والبصر، يقول للناس إنه مستعد أن يتحمل مسئولية أخطائه ويقوم من كُرسى الحُكم، وهو ما لم يشهدوه من قبل.

فى الخامس من يونيو 1967 شهدت مصر أقسى هزيمة عسكريا وحضاريا وإنسانيا، خسرت فى أيام قليلة مئة ألف مواطن، وفقدت ثُلث أرضها تماما، وانطفأ حلم كاذب بشّرت به السلطة محبيها داخل مصر وخارجها. وخرج جمال عبد الناصر بعد أيام ليقول إنه مستعد لتحمل المسئولية تماما، وكلف زميله زكريا محيى الدين بتولى منصب رئيس الجمهورية، ليعود مواطنا عاديا.

من يومها والسؤال يتجدد: هل كان عبد الناصر صادقا فى تنحيه؟ وهل كان مستعدا بالفعل لتحمّل المسئولية؟ وهل أيقظته الهزيمة فعلم أنه أحد أسبابها، فقرر الخروج من المشهد؟

للإجابة عن ذلك، قبلت بنصيحة الصديق الإعلامى إبراهيم عيسى لأعيد قراءة خطاب التنحي، وتفسير عباراته، وتحليلها بُعمق لأخلص إلى كون الخطاب، الذى كتبه الأستاذ العبقرى محمد حسنين هيكل، خطاب تثبيت لا تنحى. فما حدث فى 5 يونيو جريمة سياسية، لكن خطاب التنحى جريمة صحافية، تضاف لجرائم الأستاذ العبقرى رحمه الله.

جاءت العبارة الواردة بشأن التنحى بعد عرض توضيحى لتبرير الهزيمة، التى أصر هيكل على تسميتها نكسة، وهو تهوين من ضربة عميقة وقاصمة، وإنكار لمسئولية يُفترض أن هناك مَن يُريد تحملها.

وحوى الخطاب أكاذيب عديدة من بينها مشاركة تحالف دولى فى العدوان. فمثلا قال الخطاب إن حجم الهجوم الإسرائيلى كان أكبر من المتوقع ومن إمكانيات العدو لأن هناك آخرون شاركوا فى المؤامرة. والدليل أننا كنا نتوقع الهجوم من الشرق والشمال، فجاء من الغرب، وهو يعنى مشاركة بريطانيا وأمريكا فى الإغارة على مصر، وقد ثبت فيما بعد كذب ذلك.

كما ذكر الخطاب «أن الحسابات الدقيقة لقوة العدو تظهر لنا أن قواتنا بما بلغته من اعداد وتدريب قادرة على ردعه» وهو ما اتضح زيفه، فلم تكن هناك دقة، ولا حسابات من أساسه، ولم يكن هناك تدريب حقيقي، بل إن بعض الفرق كانت ما تزال فى اليمن.

والمؤسف أن عبد الناصر وهيكل استخدما اسم زكريا مُحيى الدين فى إثارة الجماهير لعلمهم أن زكريا غير شعبوى لأنه كان قبل عام واحد رئيسا للحكومة التى حاولت تطبيق اصلاحات اقتصادية، فرفعت أسعار بعض السلع، وهو ما آثار غضب الناس عليه.

والحقيقة كما ذكر لى الصديق العزيز النائب محمد زكريا محيى الدين، أن والده فوجئ بكلام عبد الناصر بتكليفه برئاسة الجمهورية عبر التلفزيون، فلم يحدثه الرئيس ولا غيره فى الأمر. ولو كان عبد الناصر يقصد بالفعل ما يقوله، لاستدعى زكريا وأخبره وشاوره.

الأمر الآخر، فإن مظاهرات وصلت إلى منزل زكريا بالدقى بعد دقائق قليلة من إذاعة الخطاب وهى تصرخ «ارفض ارفض يا زكريا»، وكان واضحا أنها معدة سلفا، لأن ترتيب وتنظيم هذه المظاهرات وتسييرها نحو بيت المفترض أنه غير معروف للعامة يستغرق عدة ساعات. كذلك، فإن جماهير الاتحاد الاشتراكى كادت أن تفتك بمحمد فائق وزير الاعلام لأنه شبيه زكريا حتى تثنيه عن قبول الاستخلاف مكان الزعيم.

والغريب أن زكريا قام بالذهاب إلى التليفزيون، وتسجيل خطاب يرفض فيه المنصب، ووضع تصور مفاده عرض الأمر على البرلمان أو جمعية تأسيسية، لكن عبد الناصر ورجاله رفضوا إذاعة الخطاب، وربما مازال مودعا إلى اليوم فى أرشيف التليفزيون.

ويبدو أن عبد الناصر كان يُناور عبد الحكيم عامر ورجاله فى هذه اللحظة العصيبة، لأن «عامر» كان يعتبر زكريا غريمه، ويؤمن أنه الوحيد الذى يُمكن لـ»ناصر» الاعتماد عليه فى المواقف الصعبة. وربما حاول «عبد الناصر» إثارة « عامر» واختبار ردود فعله القادمة فى هذا الوقت.

لكن يقينا، وبراحة ضمير نجزم أن «عبد الناصر» لم يتنح ولم يكن ينتوى أبدا.

والله أعلم

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • بحضور شخصيات عامة.. 32 صورة من حفل عيد ميلاد الملك تشارلز بالسفارة البريطانية
  • الكنيسة القبطية تشارك في حفل السفارة البريطانية بعيد ميلاد الملك تشارلز
  • شاهد: ألصقوا على وجهه صورة لشخصية كارتونية.. نشطاء يستهدفون بورتريه رسمي للملك تشارلز
  • نشطاء حقوق حيوان يخربون لوحة مثيرة للجدل للملك تشارلز الثالث
  • بيع تمثال عنزة صغير بـ13 ألف يورو
  • أبر ما جاء في خطاب عيدروس الزبيدي:- انفوجرافيك
  • خبير اقتصادي يوضح أسباب انخفاض التضخم في مايو إلى 27.4%
  • ساوثجيت يتحدث عن دور بيلينجهام مع إنجلترا.. ماذا قال؟
  • الصفدي: خطاب الملك حمل مضامين القوة والثقة التي تبعث العزم على مواصلة مسيرة التحديث والتنمية
  • هل كان عبد الناصر صادقا فى خطاب التنحي؟