ضياء رشوان: إسرائيل تعجز عن حماية نفسها من مقاومة وطنية «فيديو»
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن أحداث السابع من أكتوبر، وما أعقبها من أحداث أوضحت أن القوة العسكرية الضخمة والتقليدية التي تتفاخر بها إسرائيل تعجز عن حماية دولة من مقاومة وطنية.
رشوان: الحرب المحدودة انتهت وهذا ينذر بخطروأوضح ضياء رشوان، في حواره مع الإعلامية «ريهام السهلي»، عبر قناة «إكسترا نيوز»: «حتى الحروب التقليدية، سيكون لدى إسرائيل مشكلة فيها، لأن عددا كبيرا من الدول أصبح لديها أسلحة عابرة للحدود، ومن ثم، فإن شكل الحرب التقليدية كحرب محدودة انتهى، وهذا ينذر بخطر شديد، لأن العدوان على غزة إن اتسع لن يتبعه حرب تقليدية، ولكن شيء غير مسبوق».
وأضاف الكاتب الصحفي أن العدوان، يمثل جنون وهوس ديني متعصب جدا بالنسبة لإسرائيل ويهيمن ذلك على السلطة الحاكمة الإسرائيلية»، لافتا إلى أن: «ذلك خطر شديد على المشهد، فلدينا بايدن الذي قال إنه صهيوني رغم أنه ليس يهوديا».
وتابع ضياء رشوان:«قال أحد رموز الحزب الجمهوري الأمريكي في أول أيام الحرب الحالية بأنها دينية، وبالتالي فإن ثمة مخاطر حقيقية في العقل الغربي كله والنخبة الغربية».
تصريحات صادمة من البيت الأبيضولفت «رشوان» إلى أن: «المتحدث باسم البيت الأبيض عقد مؤتمرا صحفيا منذ قليل وسُئل فيه أسئلة كثيرة وكانت إجاباته صادمة للغاية، حيث قال إنه يعترض على وصف ما يحدث في فلسطين بأنه إبادة».
وتابع الكاتب الصحفي: «قال إن حماس هي التي تسعى إلى الإبادة، كما تجنب الحديث عن أي رقم من أرقام الشهداء الفلسطينيين والإدلاء بأي تصريح يدين إسرائيل، وعندما سُئل عما إذا كان بتوجيه نقد لإسرائيل، قال إن الإدارة الأمريكية ليس لديها هذا الاتجاه حتى الآن، ولإسرائيل حق الدفاع عن نفسها».
وأكد «رشوان» أن التاريخ يقول إن السياسة الأمريكية لم تنجح ولم تنتصر بعد الحرب العالمية الثانية في أي حرب، مثل الحرب الكورية التي هُزمت فيها، وجرى تقسيم كوريا إلى كوريا شمالية وكوريا جنوبية، ثم هُزمت في فيتنام، وشنت الحرب على العراق من أجل إقامة ما كانت تعتقد أنه ديموقراطية، لكنها اضطرت وحلفاؤها إلى الخروج من العراق وتركوه نهبا لإيران».
ضياء رشوان: الولايات المتحدة أخطأت التقديروأشار ضياء رشوان، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أخطأت التقدير حينما دعمت الاحتلال الإسرائيلي وقال، إن «واشنطن وبعض المدن الكبرى في أمريكا شهدت مظاهرات لم تحدث في تاريخها تأييدا للحق الفلسطيني».
وتابع الكاتب الصحفي: «لأول مرة في تاريخ الدبلوماسية العالمية نسمع وزير خارجية يعلن عن دينه عندما ذهب أنتوني بلينكن إلى إسرائيل وقال إنه جاء هناك كيهودي"، مشيرًا إلى أن العالم تغير في ظل الحرب على أكثر من مستوى، مثل توجيه الاهتمام للقضية الفلسطينية، ولا يمكن تجاهلها مرة أخرى أبدا أيا كانت النتيجة».
اقرأ أيضاًمراسل «إكسترا نيوز»: 6 آلاف طن حجم المساعدات المصرية المقدمة لقطاع غزة حتى الآن
نقيب الصحفيين الفلسطينيين: النازحون يسيرون على أقدامهم 20 كم هربا من القصف
وزير الاتصالات الفلسطيني: شركة إيلون ماسك تراجعت عن تقديم خدماتها لغزة بعد تهديدها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي أمريكا ضياء رشوان البيت الأبيض غزة الكاتب الصحفي ضياء رشوان الکاتب الصحفی ضیاء رشوان قال إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، لم يكن الهدف المعلن أقل من «القضاء التام على حماس». بدا ذلك، لحظة انفعالية، وكأنه مهمة ممكنة. فإسرائيل دولة ذات تفوق عسكري لا يُضاهى في المنطقة، وتتمتع بدعم غربي سياسي وتسليحي ضخم، بينما تقاتل حركة محاصَرة، محدودة الموارد، ومعزولة جغرافيا. لكن أكثر من 20 شهرا من القصف والدمار والإبادة الجماعية لكل ما يدب على الأرض، لا يبدو النصر، وفقا للتوجيه السياسي المعلن والصادر للمؤسسة العسكرية، في الأفق، بل إن إسرائيل نفسها باتت أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق أهدافها في الحرب.
ما الذي يحدث إذن؟ ولماذا لم تعد القوة العسكرية كافية لتحقيق الانتصار؟ ولماذا تصبح كل حرب تشنها إسرائيل على غزة أطول، وأكثر دموية، وأقل فاعلية؟
في عمق العقيدة العسكرية الإسرائيلية ـ كما هو الحال في كثير من العقائد العسكرية الغربية ـ ترسّخت فكرة الحرب الخاطفة، التي تحقّق النصر السريع من خلال الضربة الأولى الساحقة، وقد نجحت هذه العقيدة في حرب 1967، لكنها فشلت مرارا منذ ذلك الحين، خصوصا في مواجهة الخصوم غير النظاميين الذين يتقنون حرب المدن والأنفاق، ويجيدون تحويل نقاط ضعفهم إلى أدوات استنزاف طويلة الأمد.
تشبه الحالة الإسرائيلية في غزة ما يسميه بعض الاستراتيجيين «مغالطة الحرب القصيرة»؛ حيث يُفترض أن صدمة القوة ستدفع الخصم إلى الانهيار، لكن الواقع يُثبت أن الخصم ـ عندما يكون متجذرا شعبيا، وعقائديا، ومتحركا جغرافيا ـ لا يُهزم بهذه الطريقة، بل على العكس، كلما طال أمد الحرب، زادت فاعليته، واهتزت صورة القوة المتفوقة أمام جمهورها.
تُظهر تجربة إسرائيل في غزة أن التفوق العسكري وحده لا يكفي؛ فإسرائيل دمرت معظم البنية الأساسية في القطاع، وقتلت عشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في غزة لأكثر من مرة، لكنها لم تستطع إقناعهم بالتخلي عن المقاومة، ولم تستطع فرض سيناريو «ما بعد حماس» رغم أنه كان شغل العالم الشاغل أكثر من شغلهم بإنهاء الحرب ووقف الإبادة. وفي غياب هذا السيناريو، تبدو الحرب بلا غاية واضحة سوى التدمير، وهذا ما يحدث الآن، فلا هدف واضح لجيش الاحتلال إلا التدمير والاستمتاع بالقتل والتجويع.. لكن هذا الأمر رغم فظاعته إلا أنه بات يفقد إسرائيل زخمها السياسي ويقوّض مشروعيتها الأخلاقية التي كانت توهم العالم بها.
وبينما تبحث إسرائيل عن «نصر كامل»، تواصل حماس الظهور والاختفاء، القتال والتكتيك، مقاومة القصف وممارسة الإعلام. لم تعد المعادلة تقتصر على مَن يملك الطائرات والدبابات، بل مَن يملك القدرة على الصمود، وعلى إدارة زمن طويل من القتال غير المتكافئ.. ومن يستطيع أن يقنع العالم بسرديته، ويبدو أن غزة تحقق تقدما عميقا في هذا الجانب رغم أنه بطيء جدا بسبب عملها منفردة في ظل غياب المشروع العربي الموحد في هذا الجانب.
وإذا كانت حرب إسرائيل الظالمة تفشل فإن السبب لا يعود كما يعتقد البعض إلى ضعفها العسكري ولكن إلى حجم التناقض بين الوسائل والغايات؛ فبينما تُستخدم القوة التدميرية بأقصى درجاتها، يبقى الهدف السياسي ـ القضاء على حماس ـ أو بمعنى آخر القضاء على المقاومة هدفا مجردا وغير واقعي بالنظر إلى عقيدة المقاوم الفلسطيني الذي ما زال متمسكا بحقه في أرضه وبأن مشروعه الأول هو تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي.
وأثبتت التجربة أن قتل القادة وتدمير المباني لا يعني نهاية المقاومة، بل إن رفض المحتل الإسرائيلي لأي شكل من أشكال الحل السياسي وإمعانه في التدمير والإبادة يحفز المقاومة ويوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الاجتماعية وتغلغلها في العقيدة الفلسطينية. وما حدث في غزة خلال العامين الماضيين من شأنه أن يعمق الحقد ويحفز مشاريع الانتقام حتى عند أولئك الذين آمنوا في لحظة من اللحظات بفكرة «السلام» مع إسرائيل.
ومن الواضح أن الحروب بين الاحتلال والمقاومة في العقدين الماضيين لا تنتهي إلى نتيجة واضحة، إنها أقرب إلى «صراعات بلا نهاية»، لا اتفاقات سلام واضحة ولا بيانات استسلام، بل جولة تضع بذورا لجولة أخرى، وكل هدوء هش يفضي إلى انفجار عنيف جدا وهو ما يجعل من الصعب قياس النصر والهزيمة.
رغم ذلك فإن «حماس» في نظر الفلسطينيين والكثير من العرب تنتصر بمجرد بقائها على قيد الحياة، واستمرارها في المقاومة أو نجاحها في تنفيذ عملية نوعية مهما كانت نتائجها، وهذا يعكس الفارق بين من يُقاتل من أجل بقاء دولة، ومن يُقاتل من أجل بقاء القضية.
ربما كان الدرس الأهم من هذه الحرب ـ والحروب التي سبقتهاـ هو أن الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون امتدادا لرؤية سياسية واضحة، وليس بديلا عنها، وحين تنفصل عن السياسة، تتحول إلى عبث.
تستطيع إسرائيل أن تُلحق أذى هائلا بغزة كما تفعل الآن، لكنها لا تستطيع فرض السلام من طرف واحد، ولا بناء واقع دائم بالقوة فقط.
لكن ما يعيق إسرائيل عن تحقيق النصر في غزة ليس فقط قدرة حماس على القتال، بل غياب الاعتراف الإسرائيلي بأن هذا النوع من الحروب لم يعد يُنتصر فيه بالطريقة التقليدية، وقد آن الأوان أن تعترف بأن قوة السلاح وحدها لا تكفي، وأن غزة ومن فيها واقع لا يمكن أن تمحي وجوده أبدا وإن لم تبدأ بقراءة هذا الواقع بعيون سياسية لا عسكرية، فستظل تدور في حلقة حرب لا تنتهي، وتتحول حربها الظالمة بالضرورة إلى مجرد إبادة إنسانية.
عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان